❞Mohsin mohamed adam❝ - المكتبة

❞ ذات مساءٍ مثلج عند أحدى القرى المنسية، كانت هناك طفلة تُدعى أمل لم تتجاوز ربيعها الخامس، كانت محبةٍ للحياة، راحت تتراقص على سقوط الثلج ذات البياض الناصع، والرياح تحفحف فستانها الصفراء، بانت على هيئتها كزهرةٍ نادرة تسر الناظرين.
بينما كانت تنساق نحو الحياة وبهرجتها كانت أمها طريحة الفراش تنازع روحها الموت، وعند ساعة متأخرة من أحد الليالي عجزت المحاربة عن المقاومة، فسلمت الروح وفارقت الحياة تاركة لها رسالة تحفها الغموض.

صباح اليوم التالي استيقظت على نواح الجيران وهي متسائلة عما يحدث وأين ذهبت أمها؟! ولماذا يوجد الكثير من الناس في بيتها الصغير؟! ظلت الأسئلة تدور في ذهنها مرارًا وتكرارًا دون إجابة.

هنالك وسط الزحام عجوزة سبعينية تندح بصوتٍ مليء بالحزن وبعد هنيهة قالت: ليلة البارحة أمك قد فارقت الحياة، لكن الطفلة لم تفقه شيئًا مما قالتها تلك العجوزة، مرت الايام والشهور وما زالت لا تدرك ما أصابت والدتها ولكن الحياة بدأت تتكفل بمهمة فهمها...
كبرت عشرين عامًا على حين غرة، تتأرجح مع تغلبات الدهر، غريبة اينما حلت، تدفو طموحاتها كما السحاب ولكن سرعان ما تمطر، لا شي تربطها بالحياة سوى تلك الرسالة. ❝ ⏤Mohsin mohamed adam