📘 ❞ الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 2001

فكر إسلامي - 📖 ❞ كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 2001 حصريا كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع التفرق المذموم عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر لبنان 2024 المذموم: مقدمة الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه أما بعد: فلا يزعجني أن يكون للصحوة المعاصرة أعداء من خارجها يتربصون بها ويكيدون لها فهذا أمر منطقي اقتضته سنة التدافع الحق والباطل والصراع الخير والشر التي أقام عليها هذا الكون الذي نعيش فيه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31] وقد قال تعالى شأن الملة والأمة: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217] إنما ويؤرقني ويذيب قلبي حسرات: تعادي نفسها وأن عدوها داخلها كأن يضرب بعضها بعضا ويكيد لبعض بأسها بينها لا مدارس أو فصائل جماعات لكل منها منهجه خدمة الإسلام والعمل التمكين له الأرض وفقا لتحديد الأهداف وتربيتها وتحديد الوسائل ومراحلها والثقة بالقائمين تنفيذها حيث القوة والأمانة الكفاية والإخلاص ولست السذاجة بحيث أدعو إلى جماعة حركة واحدة تضم جميع العاملين للإسلام نظام واحد وتحت قيادة تقف دونه حوائل شتى وهو طمع غير مطمع وقد ذكرت أكثر بحث لي أنه لا مانع تتعدد الفصائل والجماعات العاملة لنصرة إذا كان تعدد تنوع وتخصص تعارض وتناقض يتم الجميع قدر التعاون والتنسيق حتى يكمل بعضهم ويشد أزر بعض يقفوا القضايا المصيرية والهموم المشتركة صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص ولكن يدمي القلب حقا يوجد الدعاة والعاملين يقدّر الأمر حق قدره يبذر بذور الفرقة أينما حل يبحث كل ما يوقد نيران الخلاف ويورث العداوة والبغضاء وتركيزه دائما مواضع الاختلاف نقاط الاتفاق معجب برأيه مُزَكٍّ لنفسه وجماعته متهم لغيره والحق ذاته ليس خطرا وخصوصا مسائل الفروع وبعض الأصول الأساسية إنما الخطر والتعادي حذر ورسوله منه لهذا كانت والحركة بمختلف اتجاهاتها ومدارسها حاجة وعي عميق بما نسميه "فقه الاختلاف" أحد أنواع خمسة الفقه ينبغي التركيز لأننا أحوج نكون إليها وهي: (1) فقه المقاصد: الذي يقف عند جزئيات الشريعة ومفرداتها وحدها بل ينفذ كلياتها وأهدافها جوانب الحياة واستكمال الشوط قام به الإمام الشاطبي «موافقاته» وإبراز العناية بالمقاصد الاجتماعية خاصة (2) الأولويات ومراتب الأعمال: وكنت نبهت عليه كتابي «الصحوة الجحود والتطرف» وما زال يحتاج مزيد التعميق والتأصيل والتفصيل والتطبيق الواقع * (3) السنن: أعني القوانين الكونية والاجتماعية عالمنا وقضى بأنها تتبدل ولا تتحول مثل سنن: التغيير والنصر والتدرج وغيرها (4) الموازنة المصالح والمفاسد: وهو مبني ودراسته دراسة علمية مبنية يسره لنا عصرنا معلومات وإمكانات لم يكن يحلم بشر, سواء واقعنا وواقع الآخرين بعيدًا التهوين والتهويل (5) وأخيرا الاختلاف": الذي عرفه خير قرون الأمة الصحابة والتابعين وأئمة الهدى فلم يضرهم العلمي شيئا وجهلناه فأصبحنا يعادي بعضنا بسبب يسيرة بغير سبب!! وقد كتب أخونا الفاضل الأستاذ الدكتور طه جابر العلواني كتابا حول: «أدب الإسلام» نشر سلسلة "الأمة" علمي نافع بلا ريب اعتمد فيه المنهج التاريخي وكتابي تتمة للموضوع وتعميق وتأصيل وربط بالواقع يعيشه العمل الإسلامي والذي يفرز الساحة نراه ونلمسه أفكار واتجاهات ومقولات شتت الشمل ومزقت الصف وأشمتت بنا الأعداء ويكاد يمر عليّ يوم إلا وأتلقى رسائل أنحاء العالم تشكو الأخوة الذين شغل لهم إثارة وتوزيع التهم عباد دون تقدير للواقع مراعاة للظروف والضرورات عمت البلوى حين طلب إليّ المنظمون لمؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي أمريكا لهذا العام (1989م) أكتب الموضوع الدقيق الخطير رحبت لإدراكي مدى أهميته للصحوة الإسلامية وضرورته للحركة واستعنت الكتابة برغم الأعباء والمشاغل فكانت هذه الصحائف أسأل سبحانه يجعلها شعاعا مضيئا درب الواعي والصحوة الراشدة ينفع كاتبها وقارئها وكل أسهم نشرها وتعميم النفع اللهم ارزقنا نورا نمشي الظلمات وفرقانا نميز المتشابهات وميزانا نستضئ مفارق الطرقات {ربنا أتمم نورنا واغفر إنك شيء قدير} [التحريم:8] د فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم
كتاب

الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2001م عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان
الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم
كتاب

الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2001م عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان
مجاني للتحميل
عن كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم:
مقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه..

أما بعد:

فلا يزعجني أن يكون للصحوة الإسلامية المعاصرة أعداء من خارجها يتربصون بها، ويكيدون لها، فهذا أمر منطقي اقتضته سنة التدافع بين الحق والباطل، والصراع بين الخير والشر، التي أقام الله عليها هذا الكون الذي نعيش فيه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31] ، وقد قال تعالى في شأن أعداء الملة والأمة: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].

إنما الذي يزعجني ويؤرقني ويذيب قلبي حسرات: أن تعادي الصحوة نفسها وأن يكون عدوها من داخلها، كأن يضرب بعضها بعضا، ويكيد بعضها لبعض، وأن يكون بأسها بينها.

لا يزعجني أن يكون في الصحوة مدارس أو فصائل أو جماعات لكل منها منهجه في خدمة الإسلام، والعمل على التمكين له في الأرض، وفقا لتحديد الأهداف وتربيتها، وتحديد الوسائل ومراحلها، والثقة بالقائمين على تنفيذها من حيث القوة والأمانة، أو الكفاية والإخلاص.

ولست من السذاجة بحيث أدعو إلى جماعة أو حركة واحدة، تضم جميع العاملين للإسلام في نظام واحد، وتحت قيادة واحدة، فهذا تقف دونه حوائل شتى، وهو طمع في غير مطمع.

وقد ذكرت في أكثر من بحث لي أنه لا مانع أن تتعدد الفصائل والجماعات العاملة لنصرة الإسلام، إذا كان تعدد تنوع وتخصص، لا تعدد تعارض وتناقض.. على أن يتم بين الجميع قدر من التعاون والتنسيق، حتى يكمل بعضهم بعضا.. ويشد بعضهم أزر بعض، وأن يقفوا في القضايا المصيرية، والهموم المشتركة، صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص.

ولكن الذي يدمي القلب حقا أن يوجد بين الدعاة والعاملين من لا يقدّر هذا الأمر حق قدره، وأن يبذر بذور الفرقة أينما حل، وأن يبحث عن كل ما يوقد نيران الخلاف، ويورث العداوة والبغضاء، وتركيزه دائما على مواضع الاختلاف، لا نقاط الاتفاق، وهو دائما معجب برأيه، مُزَكٍّ لنفسه وجماعته، متهم لغيره.

والحق أن الاختلاف في ذاته ليس خطرا، وخصوصا في مسائل الفروع، وبعض الأصول غير الأساسية، إنما الخطر في التفرق والتعادي الذي حذر الله ورسوله منه.

لهذا كانت الصحوة الإسلامية والحركة الإسلامية بمختلف اتجاهاتها ومدارسها في حاجة إلى وعي عميق بما نسميه "فقه الاختلاف" ، وهو أحد أنواع خمسة من الفقه ينبغي التركيز عليها، لأننا أحوج ما نكون إليها، وهي:

(1) فقه المقاصد:

الذي لا يقف عند جزئيات الشريعة ومفرداتها وحدها، بل ينفذ منها إلى كلياتها وأهدافها في كل جوانب الحياة واستكمال الشوط الذي قام به الإمام الشاطبي في «موافقاته» وإبراز العناية بالمقاصد الاجتماعية خاصة.

(2) فقه الأولويات ومراتب الأعمال:

وكنت نبهت عليه في كتابي «الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف» وما زال يحتاج إلى مزيد من التعميق والتأصيل والتفصيل والتطبيق على الواقع.*

(3) فقه السنن:

أعني القوانين الكونية والاجتماعية التي أقام الله عليها عالمنا هذا، وقضى بأنها لا تتبدل ولا تتحول مثل سنن: التغيير والنصر والتدرج.. وغيرها.

(4) فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد:

وهو مبني على فقه الواقع ودراسته دراسة علمية مبنية على ما يسره لنا عصرنا من معلومات وإمكانات، لم يكن يحلم بها بشر, سواء واقعنا وواقع الآخرين، بعيدًا عن التهوين والتهويل.

(5) وأخيرا "فقه الاختلاف":

الذي عرفه خير قرون الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى، فلم يضرهم الاختلاف العلمي شيئا، وجهلناه فأصبحنا يعادي بعضنا بعضا، بسبب مسائل يسيرة، أو بغير سبب!!

وقد كتب أخونا الفاضل الأستاذ الدكتور طه جابر العلواني، كتابا حول: «أدب الاختلاف في الإسلام» نشر في سلسلة كتاب "الأمة" وهو كتاب علمي نافع بلا ريب، وقد اعتمد فيه المنهج التاريخي. وكتابي هذا تتمة للموضوع وتعميق وتأصيل له، وربط له بالواقع الذي يعيشه العمل الإسلامي، والذي يفرز على الساحة ما نراه ونلمسه من أفكار واتجاهات ومقولات، شتت الشمل، ومزقت الصف، وأشمتت بنا الأعداء.

ويكاد لا يمر عليّ يوم إلا وأتلقى فيه رسائل من أنحاء العالم الإسلامي تشكو من الأخوة الذين لا شغل لهم إلا إثارة الخلاف، وتوزيع التهم على عباد الله، دون تقدير للواقع، ولا مراعاة للظروف والضرورات وما عمت به البلوى.

لهذا حين طلب إليّ الأخوة المنظمون لمؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا لهذا العام (1989م) أن أكتب عن هذا الموضوع الدقيق الخطير، رحبت به، لإدراكي مدى أهميته للصحوة

الإسلامية، وضرورته للحركة الإسلامية، واستعنت الله على الكتابة فيه، برغم الأعباء والمشاغل، فكانت هذه الصحائف التي أسأل الله سبحانه أن يجعلها شعاعا مضيئا على درب العمل الإسلامي الواعي، والصحوة الإسلامية الراشدة، وأن ينفع بها كاتبها وقارئها وكل من أسهم في نشرها وتعميم النفع بها.

اللهم ارزقنا نورا نمشي به في الظلمات، وفرقانا نميز به بين المتشابهات وميزانا نستضئ به في مفارق الطرقات.. {ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير} [التحريم:8].

د.يوسف القرضاوي
الترتيب:

#4K

0 مشاهدة هذا اليوم

#16K

32 مشاهدة هذا الشهر

#41K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 180.
قراءة أونلاين 📱 تحميل مجاناً
يوسف القرضاوي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان 🏛 الناشر
QR Code
نتيجة البحث