📘 ❞ كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 2011

إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 2011 حصريا كتاب كلمات الوسطية الإسلامية معالمها عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر لبنان 2024 معالمها: ضمن سلسة "كتاب الأمة الوسط" التي يصدرها المركز العالمي للوسطية بالكويت صدر للعلامة الشيخ بعنوان "كلمات ومعالمها" مفهوم الوسطية عرف بأنها التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين متضادين بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير ويطرد الطرف المقابل ولا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى مقابله ويحيف عليه ومثال الأطراف المتقابلة المتضادة: الربانية والإنسانية الروحية والمادية الأخروية والدنيوية الوحي والعقل الماضوية والمستقبلية الفردية والجماعية الواقعية والمثالية الثبات والتغير وما شابهها أن يكون هناك توازن بينها فيُفسَح لكل طرف منها مجاله ويُعطَى بالقسط بالقسطاس المستقيم بلا وَكْس شطط غلو تقصير طغيان إخسار وهذا بالطبع مما يعجز عنه الإنسان بعقله المحدود وعلمه القاصر فضلا تأثير ميوله ونزعاته الشخصية والأسرية والحزبية والإقليمية والعنصرية وغلبتها حيث يشعر ومن هنا فإن القادر إعطاء كل شيء الوجود ماديا كان معنويا بحساب وميزان هو الله الذي خلق فقدَّره تقديرا وأحاط بكل خبرا وأحصى عددا ووسع رحمة وعلما مزايا وفوائدها ويقرر مزايا وفوائدها أنها أليق بالرسالة الخاتمة والخالدة فقد يجوز رسالة مرحلية محدودة الزمان والإطار تعالج التطرف قضية ما بتطرف مضاد فإذا مبالغة الدعوة إلى قوِّمت بمبالغة مقابِلة المثالية وكذلك النظرة النزعة المادية اليهودية والنزعة النصرانية بد العودة الحد الوسط وإلى الصراط السوي فتعتدل كفتا الميزان وهذا جاءت به الإسلام بوصفها عالمية خالدة معاني وميزاتها غيرها الأمم تعني العدل والاستقامة وهي دليل الخيرية كما تمثل الأمان وهو القوة ومركز الوحدة ويتناول هذه المعاني بشكل مبسط يبين فيه وجه مع يميز المسلمة مظاهر وسطية الإسلام ويبين مظاهر متعددة مجالات متنوعة فالوسطية كامنة الاعتقاد والعبادات والشعائر والأخلاق والتشريع ففي مجال نجد وسطا الخرافيين الذين يصدقون ويؤمنون بغير برهان وبين الماديين ينكرون وراء الحس أنه وسط الملاحدة يؤمنون بإله قط يعددون الآلهة حتى عبدوا الأبقار وألَّهوا الأوثان والأحجار! وهو يقدسون الأنبياء رفعوهم مرتبة الألوهية البنوة للإله كذبوهم واتهموهم وصبوا عليهم كؤوس العذاب يؤلِّهون جعلوه أسير جبرية اقتصادية اجتماعية دينية وفي العبادات الأديان والنِّحَل ألغت الجانب (الرباني) جانب العبادة والتنسك والتأله فلسفتها وواجباتها كالبوذية اقتصرت فروضها الأخلاقي الإنساني وحده والنِّحل طلبت أتباعها التفرغ للعبادة والانقطاع الحياة والإنتاج كالرهبانية المسيحية فالإسلام يطلب المسلم أداء شعائر ثم يطلقه بعد ذلك ساعيا منتجا يمشي مناكب الأرض ويأكل رزق الأخلاق غلاة المثاليين تخيلوا ملاكا شبه ملاك غُلاة الواقعيين حسبوه حيوانا كالحيوان فالإنسان نظر مخلوق مُركب العقل وفيه الشهوة غريزة الحيوان وروحانية الملاك والإسلام أنكروا الآخرة واعتبروا الدنيا هي البداية والنهاية رفضوا وألغوا اعتبارها وجودهم واعتبروها شرا تجب مقاومته والفرار منه فحرَّموا أنفسهم طيباتها وزينتها التشريع التحليل والتحريم أسرفت التحريم وكثرت فيها المُحرَّمات حرَّمه إسرائيل نفسه ومما اليهود جزاء بغيهم وظلمهم الإباحة أحلت الأشياء المنصوص تحريمها التوراة فالإسلام قد أحلَّ وحرَّم ولكنه لم يجعل حق بشر بل ولم يُحرم إلا الخبيث الضار يُحل الطيب النافع المظاهر الفريدة وازن بعكس التيارات الفلسفية والفكرية جاء بعضها ليطلق حرية والمذاهب الأخرى لتجعل خصوصيات الفرد مشاعا للمجتمع كله صلة بالوسطية وتحت عنوان "صلتي بالوسطية" يتتبع صلته بها مبينا تعالى أكرمه بتبني هذا التيار الوسطي سنوات طويلة يكن اعتباطا تقليدا لأحد اتباعا لهوى ولكن لما قام عنده الدلائل الناصعة والبراهين القاطعة المنهج يُعبِّر حقيقة فلا يعني إسلام بلد البلدان فرقة الفرق مذهب المذاهب جماعة الجماعات عصر العصور وإنما يقصد الأول قبل تشوبه الشوائب وتلحق الزوائد والمبتدعات وتُكدِّر صفاءه الخلافات المفرِّقة للأمة ويصيبه رذاذٌ نِحل دخلت وتلتصق أفكار دخيلة وثقافات غريبة وقد ظهر عند منذ خمسين عاما كتابه "الحلال والحرام الإسلام" أورد مقدمته كلاما طيبا انقسام الناس فريقين: فريق مقلد للغرب حذو القذة بالقذة يقلده ويأخذ وافق أم يوافقه وفريق آخر جمد آراء معينة مسائل الحلال تبعا لنص عبارة وظنَّ فلم يتزحزح رأيه قيد شعرة يحاول يمتحن أدلة مذهبه ويزنها بأدلة الآخرين ويستخلص الحق الموازنة والتمحيص وزاد تأكيده لهذا وتركيزه لمسه الضرورة إليه طلع فجر الصحوة المعاصرة أوائل السبعينيات القرن العشرين أي أربعين الوسطية حبل النجاة وإذا الأمر كذلك النجاة وسفينة الإنقاذ اليوم لأمتنا العربية والإسلامية التيه والضياع الهلاك والدمار يُهدد حاضرها ومستقبلها معظم قضاياها الفكرية والعملية الكبرى تضيع الحقيقة متباعدين: الغلو التشدد الإفراط وطرف التسيب والتفريط والتقصير والإضاعة لهذا لزاما ورثة العلماء يحملون عِلم النبوة وميراث الرسالة ينفوا تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وأن يتبنوا منهج ويبينوه للناس ويدافعوا ويُجَلّوا مزاياه معالم الوسطية وحتى يدَّعي منهجَ مَن يفقهه يعيه يخوض علم هدى منير يضع للقارئ معالم ملامح ضوابط تحدد الأصول والشرعية لتكون منارات تهدي أراد الاهتداء والسير ضوئه نور وبينة إسلامية مجاناً PDF اونلاين مكتبة الكتب الاسلاميه المتنوعه التى يوجد موضوعات كثيره فى شتى فروع الدين الاسلامى وتشمل ( الملائكة المقدسة الرسل والأنبياء يوم القيامة القضاء والقدر وعبادات أركان الإحسان أخرى الجهاد الآداب والطعام الشريعة والفقه الإسلامي مصادر الفقهية التاريخ العصر النبوى الخلفاء الراشدين الأموي العبّاسي العثماني دور الأسرة رجال واليهودية والمسيحية والعقائد الشرقية رأي غير المسلمين ) كلمة : في اللغة المقصود الاستسلام والانقياد أما معناها شرعاً فهو: والخضوع لله وأنّ المُسلم يُسِلّم أمره كُله الواحد القهار والإسلام ديانة إبراهيمية سماوية إلهية وآخر الديانات السماوية ثاني عدد المعتنقين الديانة المسيحيّة ولكنها مُنتشرة جغرافيّاً الكُرة الأرضيّة وأنزل عز وجل القرآن الكريم أنزله وحفظه ليكون صالحاً مكان وزمان المسلمون بأنّ عبادة وعدم الشرك فرض تصديق الرسول محمد صل وسلم والإيمان بالقرآن وقراءته وتدبره واتباعه الواجبات يؤمن بالدين الإسلاميّ أركان : نطق الشهادتين "أشهد اله الا وأشهد محمداً رسول الله الصلاة خمس صلوات اليوم الزكاة مال للمساكين والفُقراء صوم رمضان صوم شهر كُل سنة حج البيت لمن استطاع سبيلاً زيارة مكة المُكرمة وأداء مناسك الحج وقد فُرض مرة العُمر قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلّهِ ) أركان الإيمان بالله نؤمن بوحدانيّة إشراك معه الربوبية الإيمان بالملائكة الترتيب الثاني الله الإيمان باليوم الآخر يجب إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره أساسيات بربوبية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها
كتاب

كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2011م عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان
كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها
كتاب

كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2011م عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان
مجاني للتحميل
عن كتاب كلمات في الوسطية الإسلامية و معالمها:
ضمن سلسة "كتاب الأمة الوسط" التي يصدرها المركز العالمي للوسطية بالكويت، صدر كتاب للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي بعنوان "كلمات في الوسطية الإسلامية ومعالمها".

مفهوم الوسطية

عرف الشيخ القرضاوي الوسطية بأنها التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين، بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير ويطرد الطرف المقابل، ولا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى على مقابله ويحيف عليه.

ومثال الأطراف المتقابلة أو المتضادة: الربانية والإنسانية، الروحية والمادية، الأخروية والدنيوية، الوحي والعقل، الماضوية والمستقبلية، الفردية والجماعية، الواقعية والمثالية، الثبات والتغير، وما شابهها، على أن يكون هناك توازن بينها فيُفسَح لكل طرف منها مجاله، ويُعطَى حقه بالقسط أو بالقسطاس المستقيم، بلا وَكْس ولا شطط، ولا غلو ولا تقصير، ولا طغيان ولا إخسار.

وهذا بالطبع مما يعجز عنه الإنسان بعقله المحدود وعلمه القاصر، فضلا عن تأثير ميوله ونزعاته الشخصية والأسرية والحزبية والإقليمية والعنصرية، وغلبتها عليه من حيث يشعر أو لا يشعر.

ومن هنا فإن القادر على إعطاء كل شيء في الوجود -ماديا كان أو معنويا- حقه بحساب وميزان هو الله الذي خلق كل شيء فقدَّره تقديرا، وأحاط بكل شيء خبرا، وأحصى كل شيء عددا، ووسع كل شيء رحمة وعلما.

مزايا الوسطية وفوائدها

ويقرر الشيخ القرضاوي أن من مزايا الوسطية وفوائدها أنها أليق بالرسالة الخاتمة والخالدة، فقد يجوز في رسالة مرحلية محدودة الزمان والإطار أن تعالج التطرف في قضية ما بتطرف مضاد.

فإذا كان هناك مبالغة في الدعوة إلى الواقعية قوِّمت بمبالغة مقابِلة في الدعوة إلى المثالية، وكذلك النظرة بين النزعة المادية في اليهودية والنزعة الروحية في النصرانية.

ومن هنا كان لا بد من العودة إلى الحد الوسط وإلى الصراط السوي فتعتدل كفتا الميزان، وهذا ما جاءت به رسالة الإسلام بوصفها رسالة عالمية خالدة.

ومن معاني الوسطية وميزاتها عن غيرها من الأمم أنها تعني العدل والاستقامة وهي دليل الخيرية، كما أنها تمثل الأمان وهو دليل القوة ومركز الوحدة. ويتناول الشيخ هذه المعاني بشكل مبسط يبين فيه وجه الوسطية مع هذه المعاني، ما يميز الأمة المسلمة عن غيرها من الأمم.

مظاهر وسطية الإسلام

ويبين الشيخ القرضاوي أن للوسطية في الإسلام مظاهر متعددة في مجالات متنوعة، فالوسطية الإسلامية كامنة في الاعتقاد والعبادات والشعائر والأخلاق والتشريع.

ففي مجال الاعتقاد نجد الإسلام وسطا بين الخرافيين الذين يصدقون بكل شيء ويؤمنون بغير برهان وبين الماديين الذين ينكرون كل ما وراء الحس، كما أنه وسط بين الملاحدة الذين لا يؤمنون بإله قط وبين الذين يعددون الآلهة حتى عبدوا الأبقار وألَّهوا الأوثان والأحجار!

وهو وسط بين الذين يقدسون الأنبياء حتى رفعوهم إلى مرتبة الألوهية أو البنوة للإله وبين الذين كذبوهم واتهموهم وصبوا عليهم كؤوس العذاب، وهو وسط بين الذين يؤلِّهون الإنسان وبين الذين جعلوه أسير جبرية اقتصادية أو اجتماعية أو دينية.

وفي مجال العبادات والشعائر نجد الإسلام وسطا بين الأديان والنِّحَل التي ألغت الجانب (الرباني) -جانب العبادة والتنسك والتأله- من فلسفتها وواجباتها، كالبوذية التي اقتصرت فروضها على الجانب الأخلاقي الإنساني وحده.. وبين الأديان والنِّحل التي طلبت من أتباعها التفرغ للعبادة والانقطاع عن الحياة والإنتاج، كالرهبانية المسيحية. فالإسلام يطلب من المسلم أداء شعائر محدودة، ثم يطلقه بعد ذلك ساعيا منتجا يمشي في مناكب الأرض ويأكل من رزق الله.

وفي مجال الأخلاق نجد الإسلام وسطا بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكا أو شبه ملاك وبين غُلاة الواقعيين الذين حسبوه حيوانا أو كالحيوان، فالإنسان في نظر الإسلام مخلوق مُركب فيه العقل وفيه الشهوة، فيه غريزة الحيوان وروحانية الملاك.

والإسلام وسط في النظرة إلى الحياة بين الذين أنكروا الآخرة واعتبروا الحياة الدنيا هي البداية والنهاية، وبين الذين رفضوا هذه الحياة وألغوا اعتبارها من وجودهم واعتبروها شرا تجب مقاومته والفرار منه، فحرَّموا على أنفسهم طيباتها وزينتها.

وفي مجال التشريع نجد الإسلام وسطا في التحليل والتحريم بين اليهودية التي أسرفت في التحريم وكثرت فيها المُحرَّمات مما حرَّمه إسرائيل على نفسه ومما حرَّمه الله على اليهود جزاء بغيهم وظلمهم، وبين المسيحية التي أسرفت في الإباحة حتى أحلت الأشياء المنصوص على تحريمها في التوراة.

فالإسلام قد أحلَّ وحرَّم، ولكنه لم يجعل التحليل ولا التحريم من حق بشر بل من حق الله وحده، ولم يُحرم إلا الخبيث الضار كما لم يُحل إلا الطيب النافع.

ومن المظاهر الفريدة في وسطية الإسلام أنه وازن بين الفردية والجماعية، بعكس التيارات الفلسفية والفكرية التي جاء بعضها ليطلق حرية الإنسان في كل شيء، والمذاهب الأخرى التي جاءت لتجعل خصوصيات الفرد مشاعا للمجتمع كله.

صلة الشيخ بالوسطية

وتحت عنوان "صلتي بالوسطية" يتتبع الشيخ القرضاوي صلته بها مبينا أن الله تعالى أكرمه بتبني هذا التيار الوسطي من سنوات طويلة، ولم يكن ذلك اعتباطا ولا تقليدا لأحد أو اتباعا لهوى، ولكن لما قام عنده من الدلائل الناصعة والبراهين القاطعة على أن هذا المنهج هو الذي يُعبِّر عن حقيقة الإسلام.

فلا يعني به إسلام بلد من البلدان ولا فرقة من الفرق ولا مذهب من المذاهب ولا جماعة من الجماعات ولا عصر من العصور، وإنما يقصد به الإسلام الأول قبل أن تشوبه الشوائب وتلحق به الزوائد والمبتدعات، وتُكدِّر صفاءه الخلافات المفرِّقة للأمة ويصيبه رذاذٌ من نِحل الأمم التي دخلت فيه، وتلتصق به أفكار دخيلة عليه وثقافات غريبة عنه.

وقد ظهر ذلك عند الشيخ منذ أكثر من خمسين عاما في كتابه "الحلال والحرام في الإسلام" الذي أورد في مقدمته كلاما طيبا يبين فيه انقسام الناس إلى فريقين: فريق مقلد للغرب حذو القذة بالقذة يقلده في كل شيء ويأخذ عنه كل شيء، وافق الإسلام أم لم يوافقه.

وفريق آخر جمد على آراء معينة في مسائل الحلال والحرام تبعا لنص أو عبارة في كتاب وظنَّ ذلك هو الإسلام، فلم يتزحزح عن رأيه قيد شعرة ولم يحاول أن يمتحن أدلة مذهبه أو رأيه ويزنها بأدلة الآخرين ويستخلص الحق بعد الموازنة والتمحيص.

وزاد تأكيده لهذا المنهج وتركيزه عليه ما لمسه من الضرورة إليه منذ طلع فجر الصحوة الإسلامية المعاصرة منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين، أي منذ أكثر من أربعين عاما من الزمان.

الوسطية حبل النجاة

وإذا كان الأمر كذلك فإن الوسطية هي حبل النجاة وسفينة الإنقاذ اليوم لأمتنا العربية والإسلامية من التيه والضياع -بل الهلاك والدمار- الذي يُهدد حاضرها ومستقبلها، ذلك أن معظم قضاياها الفكرية والعملية الكبرى تضيع فيها الحقيقة بين طرفين متباعدين: طرف الغلو أو التطرف أو التشدد أو الإفراط، وطرف التسيب والتفريط والتقصير والإضاعة.

لهذا كان لزاما على ورثة الأنبياء من العلماء الذين يحملون عِلم النبوة وميراث الرسالة، أن ينفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وأن يتبنوا منهج الوسطية ويبينوه للناس ويدافعوا عنه ويُجَلّوا مزاياه.

معالم الوسطية

وحتى لا يدَّعي منهجَ الوسطية مَن لا يفقهه ولا يعيه، ولا يخوض فيه أحد بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير، كان لزاما على الشيخ أن يضع للقارئ المسلم معالم أو ملامح أو ضوابط تحدد الأصول الفكرية والشرعية لهذا المنهج، لتكون منارات تهدي من أراد الاهتداء به والسير في ضوئه على نور وبينة.


الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#29K

23 مشاهدة هذا الشهر

#36K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 64.
قراءة أونلاين 📱 تحميل مجاناً
يوسف القرضاوي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان 🏛 الناشر
QR Code