اقتباس 1 من كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع... 💬 أقوال يوسف القرضاوي 📖 كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم

- 📖 من ❞ كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع و التفرق المذموم ❝ يوسف القرضاوي 📖

█ كتاب الصحوة الإسلامية بين الإختلاف المشروع التفرق المذموم مجاناً PDF اونلاين 2024 مقدمة الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه أما بعد: فلا يزعجني أن يكون للصحوة المعاصرة أعداء من خارجها يتربصون بها ويكيدون لها فهذا أمر منطقي اقتضته سنة التدافع الحق والباطل والصراع الخير والشر التي أقام عليها هذا الكون الذي نعيش فيه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31] وقد قال تعالى شأن الملة والأمة: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217] إنما ويؤرقني ويذيب قلبي حسرات: تعادي نفسها وأن عدوها داخلها كأن يضرب بعضها بعضا ويكيد لبعض بأسها بينها لا مدارس أو فصائل جماعات لكل منها منهجه خدمة الإسلام والعمل التمكين له الأرض وفقا لتحديد الأهداف وتربيتها وتحديد الوسائل ومراحلها والثقة بالقائمين تنفيذها حيث القوة والأمانة الكفاية والإخلاص ولست السذاجة بحيث أدعو إلى جماعة حركة واحدة تضم جميع العاملين للإسلام نظام واحد وتحت قيادة تقف دونه حوائل شتى وهو طمع غير مطمع وقد ذكرت أكثر بحث لي أنه لا مانع تتعدد الفصائل والجماعات العاملة لنصرة إذا كان تعدد تنوع وتخصص تعارض وتناقض يتم الجميع قدر التعاون والتنسيق حتى يكمل بعضهم ويشد أزر بعض يقفوا القضايا المصيرية والهموم المشتركة صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص ولكن يدمي القلب حقا يوجد الدعاة والعاملين يقدّر الأمر حق قدره يبذر بذور الفرقة أينما حل يبحث عن كل ما يوقد نيران الخلاف ويورث العداوة والبغضاء وتركيزه دائما مواضع الاختلاف نقاط الاتفاق معجب برأيه مُزَكٍّ لنفسه وجماعته متهم لغيره والحق ذاته ليس خطرا وخصوصا مسائل الفروع وبعض الأصول الأساسية إنما الخطر والتعادي حذر ورسوله منه لهذا كانت والحركة بمختلف اتجاهاتها ومدارسها حاجة وعي عميق بما نسميه "فقه الاختلاف" أحد أنواع خمسة الفقه ينبغي التركيز لأننا أحوج نكون إليها وهي: (1) فقه المقاصد: الذي يقف عند جزئيات الشريعة ومفرداتها وحدها بل ينفذ كلياتها وأهدافها جوانب الحياة واستكمال الشوط قام به الإمام الشاطبي «موافقاته» وإبراز العناية بالمقاصد الاجتماعية خاصة (2) الأولويات ومراتب الأعمال: وكنت نبهت عليه كتابي «الصحوة الجحود والتطرف» وما زال يحتاج مزيد التعميق والتأصيل والتفصيل والتطبيق الواقع * (3) السنن: أعني القوانين الكونية والاجتماعية عالمنا وقضى بأنها تتبدل ولا تتحول مثل سنن: التغيير والنصر والتدرج وغيرها (4) الموازنة المصالح والمفاسد: وهو مبني ودراسته دراسة علمية مبنية يسره لنا عصرنا معلومات وإمكانات لم يكن يحلم بشر, سواء واقعنا وواقع الآخرين بعيدًا التهوين والتهويل (5) وأخيرا الاختلاف": الذي عرفه خير قرون الأمة الصحابة والتابعين وأئمة الهدى فلم يضرهم العلمي شيئا وجهلناه فأصبحنا يعادي بعضنا بسبب يسيرة بغير سبب!! وقد كتب أخونا الفاضل الأستاذ الدكتور طه جابر العلواني كتابا حول: «أدب الإسلام» نشر سلسلة "الأمة" علمي نافع بلا ريب اعتمد فيه المنهج التاريخي وكتابي تتمة للموضوع وتعميق وتأصيل وربط بالواقع يعيشه العمل الإسلامي والذي يفرز الساحة نراه ونلمسه أفكار واتجاهات ومقولات شتت الشمل ومزقت الصف وأشمتت بنا الأعداء ويكاد يمر عليّ يوم إلا وأتلقى رسائل أنحاء العالم تشكو الأخوة الذين شغل لهم إثارة وتوزيع التهم عباد دون تقدير للواقع مراعاة للظروف والضرورات عمت البلوى حين طلب إليّ المنظمون لمؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي أمريكا لهذا العام (1989م) أكتب الموضوع الدقيق الخطير رحبت لإدراكي مدى أهميته للصحوة الإسلامية وضرورته للحركة واستعنت الكتابة برغم الأعباء والمشاغل فكانت هذه الصحائف أسأل سبحانه يجعلها شعاعا مضيئا درب الواعي والصحوة الراشدة ينفع كاتبها وقارئها وكل أسهم نشرها وتعميم النفع اللهم ارزقنا نورا نمشي الظلمات وفرقانا نميز المتشابهات وميزانا نستضئ مفارق الطرقات {ربنا أتمم نورنا واغفر إنك شيء قدير} [التحريم:8] د يوسف القرضاوي

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

يوسف القرضاوي

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: محمد عبيد
3
0 تعليقاً 1 مشاركة
نتيجة البحث