█ كتاب مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام مجاناً PDF اونلاين 2024 مقدمة الكتاب ليست هذه الصحائف حديثًا عن النظام الاقتصادي فإن لذلك مجالًا أرحب وحديثًا أوسع يتناول بالتفصيل أحكام ووصاياه الخاصة بالنشاط الإنساني فيما يتعلق بالثروة وإنتاجها وتبادلها وتوزيعها واستهلاكها وما وُضِعَ من قواعد وحدود أقام بها القسط وحقق التوازن بين حرية الفرد ومصلحة المجتمع وبين دين الناس ودنياهم إن البحث نظام بحث طويل الذيول قُدِّرَ لي أن أعمل فيه منذ سنوات أثناء بحثي فريضة الزكاة الإسلامية وقد أتممت بحمد الله ولم أفرغ بعد الآخر ولعل يعينني إتمامه بمدد عنده توفيقي إلا بالله أما حديثي هنا فعن جزء خاص هذا هو ما بمشكلة وعلاجه ورعاية حقوق الفقراء وضمان حاجاتهم وصيانة كرامتهم المسلم وفي ظل الشريعة وقد عرفت الإنسانية والفقراء أزمنة ضاربة أغوار التاريخ وحاولت الأديان والفلسفات القدم تحل وتخفف عذاب حينًا طريق الوصايا والمواعظ والترغيب والترهيب وتارة التحليق النظري عالم مثالي لا تفاضل ولا طبقات فقر حرمان وهو يُرسَم صفحات الكتب واقع وأبرز مثل جمهوية أفلاطون قبل بضعة قرون ميلاد المسيح سسس وطورًا حركات متطرفة تريد معالجة الانحراف الواقع بانحراف أشد منه كحركة «مزدك» فارس خمسة الميلاد دعا إلى شيوعية الأموال والنساء! وفي عصرنا احتلت والمشكلة الاقتصادية وجه عام مكانًا فسيحًا عقول وقلوبهم واتَّخذها المخربون والهدَّامون أداة لإثارة الجماهير والتأثير عليها وكسبها جانب مذاهبهم اللادينية الباطلة بإيهامهم أنها صف الضعفاء خدمة وساعد ذلك جهلُ المسلمين بنظام وتأثرهم بالدعايات المضللة التي مَسَخَتْ صورته وشوَّهت جماله مستغلة الكئيب لحياة والأفهام الخاطئة لبعض علمائهم عهود الانحطاط ولهذا وجب كل علم يبين للمسلمين حقيقة بعث به محمدًا صلى عليه وآله وسلم الهدى والرحمة شرع يديه تُعالج مشكلات والمجتمع علاجًا يقتلع الداء الجذور مجرد علاج سطحي بمسكنات وقتية تخفف الألم ساعة الزمن تستأصل جرثومة المرض وما عرضناه لمشكلة قد رددناه أصوله ومصادره الخالصة الكتاب والسنة وأقوال الأئمة المجتهدين فقهاء حتى يتهمنا امرؤ متحيز أو جامد بأننا نقدم للناس إسلامًا جديدًا ليس الذي عرفه الصحابة وفهمه أبو حنيفة ومالك وغيرهما كما زعم بعض المستشرقين يكتبه الدعاة اليوم وسيتبين للقارئ الصحائف: نظرة له ووسائله علاجه ورعايته لحقوق وكفالته لحاجاتهم المادية والأدبية تجعله مذهبًا متميزًا مذهب آخر يُرَوِّجُ المروجون بلادنا وغير ويتبين الخطأ البين يُنْسَبَ أحد المذاهب يُنسب أحدها إليه فيُقال مثلًا: إن الاشتراكية يقال: رأسمالي الرأسمالية إسلامية! إن للإسلام الحياة وإلى الإنسان العمل المال تخالف مجموعها الأخرى يمينية ويسارية: إنها متفردة مستقلة شرقية غربية بل ربانية إنسانية: {يَكَادُ زَيۡتُهَا يُضِيٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٞۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٖۚ يَهۡدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ}[النور: 35] فلندع أصالته وشموله وعمقه واتزانه وسبقه وتفوقه وليكن أكرم علينا نخلطه بفلسفة فكرة أخرى ولندعُ وحده بكل يقين وشجاعة لكل مشكلاتنا وحلًّا عقدنا فهو الدواء داء والمصباح ظلمة عداه المبادئ والأنظمة لها الخادعون والمخدوعون: هي أوهام مضللة وأفكار متضاربة وتجارب فاشلة حسبنا منها جلّها كلها صنع اليهود الخبثاء وعمل الكفار الماكرين: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمَۡٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ يَجِدۡهُ شَيۡٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ 39 أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ لَهُۥ نُورٗا فَمَا مِن نُّورٍ} [النور: 40] يوسف القرضاوي