❞ ملخص كتاب ❞فن البساطة❝ ، بقلم دومنيك لورو من آفات العصر الحديث وقوع المجتمع في فخ الاستهلاكية المبالغ فيه والإفراط، ونشأت المجتمعات الحديثة بأفرادها على هذه الأفكار حتى أصبحت سمة الحياة العامة، وبشكل خاص مجتمع النساء أصابته لعنة المبالغة والإفراط في الراحة والاستهلاكية. الجزء الأوّل: داء المادية والتكلف :: أصبحت المادية والمبالغة في التكلف الظاهري هما داء وآفة العصر الحديث وبخاصة في المجتمعات الغربية، حيث أصبح من الصعوبة أن يقام مجتمع على مفهوم البساطة في أمور حياته،فأصبحت الرغبات والزي والظهور بجمال معين والبيوت والسيارات والمناسبات والأعمال كلها منغمسة في المادية والتكلُّف المبالغ فيه، الاستخدام في المجتمعات لكل شيء استهلاكي بحت، كما أنه ليس نوعًا من التبذير فقط، بل أيضًا هو تخريبي،فلن تجد أحدهم يقتني شيئا إلا ويخرب بعد مدة قصيرة من استهلاكه بشكل غير طبيعي، أصبحت النساء مهووسات باقتناء المجوهرات وأدوات التجميل الزائدة عن حدها والعناية بأجسادهن دون الاهتمام بشخصياتهن ولو قليلا،وأصبح البحث عن الأناقة والرخاء المفرط أسلوب حياة ضروريا لكي تحيا وسط المجتمع بشكل طبيعي.. ❝ ⏤دومنيك لورو
ملخص كتاب ❞فن البساطة❝ ، بقلم دومنيك لورو
من آفات العصر الحديث وقوع المجتمع في فخ الاستهلاكية المبالغ فيه والإفراط، ونشأت المجتمعات الحديثة بأفرادها على هذه الأفكار حتى أصبحت سمة الحياة العامة، وبشكل خاص مجتمع النساء أصابته لعنة المبالغة والإفراط في الراحة والاستهلاكية.
أصبحت المادية والمبالغة في التكلف الظاهري هما داء وآفة العصر الحديث وبخاصة في المجتمعات الغربية، حيث أصبح من الصعوبة أن يقام مجتمع على مفهوم البساطة في أمور حياته،فأصبحت الرغبات والزي والظهور بجمال معين والبيوت والسيارات والمناسبات والأعمال كلها منغمسة في المادية والتكلُّف المبالغ فيه، الاستخدام في المجتمعات لكل شيء استهلاكي بحت، كما أنه ليس نوعًا من التبذير فقط، بل أيضًا هو تخريبي،فلن تجد أحدهم يقتني شيئا إلا ويخرب بعد مدة قصيرة من استهلاكه بشكل غير طبيعي، أصبحت النساء مهووسات باقتناء المجوهرات وأدوات التجميل الزائدة عن حدها والعناية بأجسادهن دون الاهتمام بشخصياتهن ولو قليلا،وأصبح البحث عن الأناقة والرخاء المفرط أسلوب حياة ضروريا لكي تحيا وسط المجتمع بشكل طبيعي.
الشراء قد يكون بلا حد إذا لم يتخذ الإنسان موقفا محددا مما يريد اقتناءه حسب احتياجه،فيجب عليك سيدتي العزيزة أثناء ذهابكِ للشراء تحديد احتياجاتك من أدوات الزينة والملابس والكتب التي تحبين قراءتها وغيرها حسب الأولويات المهمة وليس بطريقة عشوائية، فتجدين نفسكِ أمام كمٍّ هائل من المشتريات دون هدف محدد أو داعٍ،ويجب عليك التخلص من كل الزوائد المتكدسة في بيتك أو من الممكن أن تهادي غيرك بما يحتاجه منها أو بيعها، فإن حصولك على الأولويات المهمة والقليل من كل شيء يجعلك تقدرين الأشياء بحب وتعرفين قيمتها وتسعين لكي تحافظي عليها،كما يجب أن تجعلي المنزل مساحة آمنة للراحة والسكينة وليس للتعبئة وتكدس الأغراض دون داع، فمنزلك هو صورة معكوسة عنكِ وهو مساحة الحماية الخاصة بكِ لذاتك ونفسك وليس لكي يؤرقك ذهنيًّا ونفسيًّا.
هل الجمال نابع من الأشياء، أم من داخل الإنسان ذاته؟ الكثيرون يتساءلون عن كيفية تحديد الجمال في غالب الأوقات، وكيفية اختياره، لكن الجمال في معنى أبسط من كل معيار أو إطار محدد، بل هو كل شيء بسيط نابع من داخلك تراه بعينك وقلبك،دون أن تكون مملوكًا للأغراض المشهورة أو التي يلتف حولها الناس دون رغبة منك فيها، فالجمال يعني عدم الانشغال بشيء، بل تقدير الشيء وألا تكون عبدًا للشيء، فالقليل الذي يلزمك يكمُن فيه الجمال والتواضع، فالجمال ضروري لكي يبلغ الإنسان نوعًا من السعادة والتحرُّر من القيود الوهمية التي تشعل بداخله الحزن الجمال يجعلنا نتأمَّل ونحب، ويخلق لنا حالة من الاستقرار، فقد تكون في غرفة خالية من التحف والزينة لكنَّ بها كرسيًّا مُريحًا ومدفأة تبعث الراحة والدفء،وباقة من الزهور اللطيفة وطاولة يُزينها مفرش بسيط وبجانبك نافذة تطل على بستان أخضر أفضل وتجعلك ترى الجمال حقًّا وتبعث فيك الراحة والسعادة من غرفة مليئة بالتحف والرفاهيات والأثاث المُزخرف الذي يجعلها غُرفة صاخبة مكتظَّة بالأشياء فتعطيك رفاهية وراحة مزيَّفة لا تريدها روحك.
ينشغل الكثيرون بالاهتمام بكل شيء حولهم وكل شخص، لكن لا ينشغل بالاهتمام بنفسه، جسدكِ سيدتي يعبر عن جمالكِ الخاص وعنايتك الخاصة به لا تأخذ من مسؤولياتك، فلماذا ليس لديكِ وقت كافٍ للتمشِّي أو ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذاء صحِّي سليم؟ لماذا لا تهتمين ببشرتك وشعرك بعمل روتين خاص لهما؟ الطعام السريع السيئ والكوليسترول المرتفع يقودانك إلى حتمية الأمراض المزمنة وتقدم السن على جسدك ووجهك قبل سنين عمرك، هناك بعض المتأثرين بالثقافة المسيحية واليهودية الذين يرون أن الجسد محرم فلا يهتمون بمظهرهم أو يعتنون بأجسادهم،ولكنك لن تكوني في حياة جيدة طبيعية ما لم تهتمي بجسدك، وما لم تتخلصي من عبوديتك لشهواتك وملذاتك التي تدمرك.
الاعتناء بالنفس لا يُعبِّر بالضرورة على الحب الشديد للذات حد الوصول إلى النرجسية، بل إن الإنسان لن يعي العالم من حوله إلا إذا اعتنى بنفسه، وبعض أنواع الزهد يصل بالإنسان إلى السكينة المحبَّبة التي يدرك فيها نفسه واهتماماته وما يحب وما يكره،وإصلاح النفس وتجديدها يكون عن طريق العناية بالنفس كذلك، والتخلُّق بالتواضع والتحرُّر من بذخ الحياة والبُعد عن المبالغة والتكلُّف فيه تطوير ذاتي، وضبط النفس ومحاسبتها والمحافظة على صحة العقل والجسد كذلك،سعي الإنسان للكمال يكون دائمًا عن طريق إصلاح النفس وفي ذلك كله ليس بنرجسية على الإطلاق، فكما قال سينيك للوسيليوس: "إذا كان كل ما أقوم به من عمل يصبُّ في مصلحة شخصي،فذلك لأن ما أعيره لشخصي من اهتمام يسبق كل شيء" والمصلحة الشخصية فيها نفع كبير للنفس وكذلك القليل من الأنانية