█ _ يوسف القرضاوي 1999 حصريا كتاب الإخوان المسلمون 70 عاما الدعوة والتربية والجهاد عن مكتبة وهبة 2024 والجهاد: المقدمة قال لي بعض الإخوة: لماذا لا تكتب شيئا ينصف ويرد اتهامات المغرضين ويضع الأمور نصابها وللإخوان حق عليك وإن كنا نعلم أنك الآن للمسلمين جميعًا؟ قلت للإخوة: هذا وأنا بالفعل ملك أمتي الإسلامية مشارق الأرض ومغاربها ولكني أتنكر لدعوة ولا أجحد أني نشأت ظلها وتعلمت من إمامها وإخوانه وتلاميذه وصهرت بوتقتها حتى نضجت واستقلت العلم والفكر ولهذا أرى لزامًا أن أمسك بالقلم لأكتب هذه الصحائف لأجلو الغبار وجه الإخوانية وألقي الضوء حقيقة أهدافها ومناهجها ومقوماتها وخصائصها وأعطي الإشارات واللمحات سيرتها ومسيرتها وعن ثمراتها وآثارها معاناتها ومحنها وأرد التهم الموجهة إليها مركزًا موقف مؤسس الحركة الإمام الشهيد حسن البنا مستشهدًا بكلماته وناقلًا رسائله بشكل أساسي باعتبارها «المنهاج الرسمي» للإخوان الذي ارتضوه وانضموا للجماعة ضوء توجهاته وتوجيهاته «وربما أطيل النقل أحيانا غير ما يوصي به الأكاديميون لمزيد البيان والتوثيق» كان المصدرالأول للحركة شك هو القرآن والسنة ولهذا شعار الجماعة: دستورنا والرسول زعيمنا وكان أصول الجماعة التي ذكرها البنا: كل أحد يؤخذ كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ولكن «حركة الإخوان» بعد سبعين أصبحت أوسع رسائل وتراثه إنما هي التراث الفكري والعملي والجهادي التراكمي للتيار الإسلامي الكبير مضى طريق واستمد منه وأضاف إليه وربما عدل الأحيان وحديثي حركة هنا ليس حديث المؤرخ المستوعب فلست أزعم أملك الأدوات اللازمة لذلك الوقت الكافي له وإنما موجز الإيجاز يجيب التساؤلات النقاط الحروف امرئ عاش وعايش الأحداث وخاض غمار المحن عهد الملكية وعهد الثورة مع إخوانه الذين صبروا وصابروا ولم يزدهم الابتلاء ثباتا وإيمانا: {فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ146 كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (آل عمران: 146 147) والحق كنت أتوقع يطول بي البحث إلى الحد هكذا وهو بكثير أولى الجماعات حيث الزمن وكبرى العدد وأوسع المساحة فللإخوان وجود وأتباع أكثر قطرًا هذا وقد أخذت أزال أنهم لم يكتبوا تاريخهم بطريقة علمية موضوعية موثقة بعيدا كتابة «المتحاملين» خصوم أو الإسلام «المناقبيين» ينظرون تاريخ أنه جميعه مناقب وأمجاد بل ينبغي النظر نظرة وسطية منهجية تقول لهم وما عليهم مميزين بين أصولهم وأهدافهم الخلاف عليها وبين مواقفهم واجتهاداتهم البشرية باعتبارهم مجموعة المسلمين تجتهد خدمة والنهوض بأمته وإعلاء رايته ونصرة قضاياه مغلبين الظن وواكلين السرائر ربها فإن أصابت المجموعة فلها أجران أخطأت اجتهادها أجر واحد كما علمنا رسول الصلاة والسلام وكل منصف يدرك اجتهادات كانت صوابًا والحمد لله وينبغي لكي نكون منصفين علميين حقًا نضع إطارها الزمني نخرجها سياقها التاريخي وأن نفهمها تفهم النصوص أسبابها وملابساتها ومقاصدها ولقد بدأ عدد يكتبون بصفة فردية مثل الأساتذة محمود عبد الحليم وعباس السيسي وغيرهما كتب بعضهم رضي عنه وهذه كلها خطوات الطريق التاريخ العلمي تشرف وتكله أساتذة متخصصين قادرين التوثيق والنقد والموازنة والتحليل ومن عجائب الأقدار أبيض المقدمة منتصف شهر فبراير 1999م أي خمسين سنة شمسية تماما مقتل اغتيل الثاني عشر (12 2 1949م) ليكون هدية للملك فاروق عيد ميلاده احتفل يوم (11 إجازة رسمية مصر ذلك ولا زلت أذكر اليوم قرأنا فيه نبأ اغتيال الشيخ فقد خروجنا سجن شرطة قسم أول طنطا مكثنا نحو أربعين يومًا وذلك لترحيلنا معتقل الطور وكانت الصحف ممنوعة عنا نعرف شيئًا أخبار الدنيا إذا جاءنا ضيف جديد لينضم إلينا فكانت الفجيعة الفظيعة يكون خبر نقرؤه المدة استشهاد فهذا الكتاب جاء مناسبتين مهمتين مرور عامًا ميلادية تأسيس جماعة وأكثر اثنين وسبعين قمرية هجرية "في ذي القعدة 1347هـ الموافق أبريل مايو 1929م تبين بالدليل وليس 1928م مشهور" ومضى كتبت بمناسبة مرور ثلاثين وفاته: كتابي «التربية ومدرسة البنا» فالآن أكتب مضي نصف قرن الاستشهاد اليقظة الاسلامية وحركات التحرير مجاناً PDF اونلاين بلغت الحضارة العربية ذروتها القرنين العاشر والحادي الميلاديين ثم مالبثت توقفت مسيرة العطاء ربما بسبب غربة السلطة العسكرية تعرض لها الوطن العربي العصرين المملوكي والعثماني حين وقف الجهد المعرفي بمختلف الفنون والعلوم عند حدود الجمع والتعليق وكتابة الحواشي والمختصرات وتحولت المدارس والمراكز العلمية الأصلية تكايا وزوايا يرتادها الدراويش والمبروكون عامرة بمجالس والمناظرات نهل منها الغرب أسباب قوته وحضارته
❞ ضرورة الحوار مع الدعاة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، نظرا لخطورة الموضوع، واتساع القاعدة، التي تنادى به، وعدم قيام حوار من هذا النوع، رغم أهميته لحاضر الأمة ومستقبلها . ❝
❞ التسليم بالواقع هو مقتضى العقل و الدين معاً وإلا فليفعل ما يشاء من إظهار الكآبه و الهلع و المبالغة في الوهج و التشكي
هل يغير هذا من الواقع شيئاً ؟ و هل يبدل سنن الله في الكون ؟
بالقطع لا، و إنما يزيد النفس كمداً و غماً! . ❝
❞ الإنسان بطبعه عجول ، حتى جعل القرآن العجل كأنه المادة التي خلق الإنسان منها فإذا أبطأ على الإنسان ما يريده نفذ صبره و ضاق صدره، ناسياً أن لله في خلقه سننا لا تتبدل و أن لكل شيء أجل مسمى و أن الله لا يعجل بعجلة أحد من الناس، ولكل ثمرة أوان تنضج فيه فيحسن عندئذ قطافها و الاستعجال لا ينضجها قبل وقتها . ❝
❞ مِن إحسان العمل: أن نُقَدِّم ما حقه التقديم، ونؤخِّر ما حقه التأخير، ونضع كل عمل في مرتبته التي وضعها له الشرع؛ فلا نُقَدِّم النافلة على الفريضة، ولا الفرع على الأصل، ولا نقترف حرامًا لنفعل مستحبًّا، أو نضيع فرضًا لنتجنب مکروهًا، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية على فرْض العين، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية الذي قام به عدد كافٍ، على فرْض الكفاية الذي لم يقم به أَحد، أو لم يقم به مَن یکفي ويُغني، أو نُقَدِّم فرْض العين المتعلق بحق الأُمَّة، على فرْض العين المتعلق بحق الأفراد وهكذا، وهذا ما سميته: فِقه الأولويات . ❝