دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2025
❞ \"حيَ عليَّ الصلاة\"
مُنذ طفولتي كُنتُ أجلس أمام منزلي وأري هذا، العجوز الذي يبلغُ مِن العُمر قرابت السبعون عامً، ويبدو بصحة غير جيدة.
كُنت أراه دائما عندما يسمع صوت الأذان، ينهض مُتحمسًا، ثُمَ يتكئ علي عصاه الخشبيه، ويمشي مُسرعًا الي المسجد، وبعد بضعة دقائق يرجع يجلس أمام منزله في نفس المكان مُمسكًا بسبحته البيضاء.
كانَ وجههُ يشُع نورًا، يأخُذ يُتمتم في صوتٍا مُنخفض، لَكني كُنت صغيرًا ولا أعرف ماذا يقول...؟
كُنت أُراقبه دائمًا كُل يوم، كُل آذان أراه ينهض ويمشي مُسرعًا إلي المسجد حتي لا تفوتهُ صلاة.
وفي يومٍ إستيقظت من نومي مُبكرًا علي صوت باب هذا العجوز وهو يُفتح، فنظرت من النافذه فرأيت نفس العجوز مُتكئ علي عصاه ويمشي ناحية المسحد، مُمسكًا بنفس السبحة البيضاء.
أخذني الفضول، وذهبت خلفه دون أن يراني.
وأنتظرت حتي خلع حذاءه ودخل المسجد، ثُمَ دخلت خلفه.
وأخذتُ أنظُر إليه كيف يُصلي..!
كان يقف في رُكن المسجد الأيمن بقُرب مُصلي الإمام، ثُمَ بدأ يُكبر تكبيرة الإحرام.. الله اكبر.
لَكنه كان يُطيل في الصلاة كثيرًا، وعندما سجد أخذ وقت طويل حتي ظننت أنهُ قد مات من طيلة سجودهِ.
وعندما كبرت عرفت أنهُ الخشوع...!
نعم الخشوع....!
هو أن تجعل روحك مع الله..
أن يكون قلبك مُتعلق بالمسجد هو شئٍ جميل..!
كُنت كل يوم أستيقظ مُبكرًا، وأذهب الي المسجد، وأءخُذ الرُكن الأيمن بالقُرب من مُصلي الإمام وأنفرد بنفسي، مُتجهًا إلي الله، أشكو له همومي وأوجاعي.
كُنت أتذكر هذا العجوز، الذي كان سبب في قُربي من الله، سبب في تغيير حياتي.
هذا العجوز، الذي كان يتقوي بذكري الله..
رغم مرضهُ وكُبر سِنه، لَكن الله كان في عونِه.
جدد شغفك في الحياة بأنتظامك علي الصلاه..
فاالصلاة، هي وسيلة للقُرب من الله، هي ما تجعل لكَ شغف في كُل شئ..
الصلاة، هي نجاة العبد، وغذاء الروح، وشغف الإنسان، وعلاج النفس...
حيَ عليَّ الصلاة...
الصلاة خيرٌ من النوم....
بقلمي/أحمد جمعة السرحاني \"العَزِيف\". ❝ ⏤Aнмed Elѕarнany
❞ ˝حيَ عليَّ الصلاة˝
مُنذ طفولتي كُنتُ أجلس أمام منزلي وأري هذا، العجوز الذي يبلغُ مِن العُمر قرابت السبعون عامً، ويبدو بصحة غير جيدة.
كُنت أراه دائما عندما يسمع صوت الأذان، ينهض مُتحمسًا، ثُمَ يتكئ علي عصاه الخشبيه، ويمشي مُسرعًا الي المسجد، وبعد بضعة دقائق يرجع يجلس أمام منزله في نفس المكان مُمسكًا بسبحته البيضاء.
كانَ وجههُ يشُع نورًا، يأخُذ يُتمتم في صوتٍا مُنخفض، لَكني كُنت صغيرًا ولا أعرف ماذا يقول..؟
كُنت أُراقبه دائمًا كُل يوم، كُل آذان أراه ينهض ويمشي مُسرعًا إلي المسجد حتي لا تفوتهُ صلاة.
وفي يومٍ إستيقظت من نومي مُبكرًا علي صوت باب هذا العجوز وهو يُفتح، فنظرت من النافذه فرأيت نفس العجوز مُتكئ علي عصاه ويمشي ناحية المسحد، مُمسكًا بنفس السبحة البيضاء.
أخذني الفضول، وذهبت خلفه دون أن يراني.
وأنتظرت حتي خلع حذاءه ودخل المسجد، ثُمَ دخلت خلفه.
وأخذتُ أنظُر إليه كيف يُصلي.!
كان يقف في رُكن المسجد الأيمن بقُرب مُصلي الإمام، ثُمَ بدأ يُكبر تكبيرة الإحرام. الله اكبر.
لَكنه كان يُطيل في الصلاة كثيرًا، وعندما سجد أخذ وقت طويل حتي ظننت أنهُ قد مات من طيلة سجودهِ.
وعندما كبرت عرفت أنهُ الخشوع..!
نعم الخشوع..!
هو أن تجعل روحك مع الله.
أن يكون قلبك مُتعلق بالمسجد هو شئٍ جميل.!
كُنت كل يوم أستيقظ مُبكرًا، وأذهب الي المسجد، وأءخُذ الرُكن الأيمن بالقُرب من مُصلي الإمام وأنفرد بنفسي، مُتجهًا إلي الله، أشكو له همومي وأوجاعي.
كُنت أتذكر هذا العجوز، الذي كان سبب في قُربي من الله، سبب في تغيير حياتي.
هذا العجوز، الذي كان يتقوي بذكري الله.
رغم مرضهُ وكُبر سِنه، لَكن الله كان في عونِه.
جدد شغفك في الحياة بأنتظامك علي الصلاه.
فاالصلاة، هي وسيلة للقُرب من الله، هي ما تجعل لكَ شغف في كُل شئ.
الصلاة، هي نجاة العبد، وغذاء الروح، وشغف الإنسان، وعلاج النفس..
حيَ عليَّ الصلاة..
الصلاة خيرٌ من النوم..
❞ \"كسروا لي قلبي\"
يا صديقي...!
لدي مئتان وسته عظمة وقلبً واحدًا، تركوا كُل هذهِ العظام، وكسروا لي قلبي..!
يا ليتهُم كسروا لي عظمةً أو أثنان، او كسرولي كُل عظامي...
وتركوا لي قلبي من أجل أن أحبهم به..!
والسلامُ علي قلوبهُم..
بقلمي/أحمد جمعة السرحاني \"العَزِيف. ❝ ⏤Aнмed Elѕarнany
❞ ˝كسروا لي قلبي˝
يا صديقي..!
لدي مئتان وسته عظمة وقلبً واحدًا، تركوا كُل هذهِ العظام، وكسروا لي قلبي.!
يا ليتهُم كسروا لي عظمةً أو أثنان، او كسرولي كُل عظامي..
وتركوا لي قلبي من أجل أن أحبهم به.!
والسلامُ علي قلوبهُم.
❞ ذَهبت أنا وعائلتي إلى منزلنا الجديد الذي يَقع بالقُرب مِن مكان عمل أبي، كان بيتنا كبيرًا ومرموقًا حيث كان بِه حديقة كبيرة مليئه بالأشجار والورود المُتفتحة بشكلها الجميل ورائحتها التي تجذب أي شخصٍ إليها، ويُوجد سور مِن الخشب حَول الحديقة حيث يَفصِل المنزل عن الشارع.
في يوم من الايام ذهب أبي إلى عملُه مُبكرًا ولم يَكُن أحدٍ في البيت غيري انا وأُمي وأُختي المُتزوجه التي كانت تزورُنا ومعها ابنتها الصغيرة التي تبلُغ من العمر عامًا واحدًا، كُنا نَجلِس كُلنا في صالة المنزل حيث كُنا نتحدث سويًا وكانت أُمي تحكي لنا بعض الحكايات القديمه عن أبيها وأجدادها وكانت أُختي تَترُك طفلتُها الصغيره في غُرفتي في الطابق العلوي من المنزل، وفجأه ونحن جالسين سمعنا صوت بُكاء الطفله، فقامت أُختي مُهرولة على السلم لترى ماذا بها!
وفجأه سكتت الطفله وكأن شيء لم يَكُن، وبعدها رجعت إلى مكانها بجانب أُمي كي تُكمل لَنا حكايتها عن الماضي، وبدأت أُمي تحكي عن القصص المُرعبة التي مَرَّ بها أبائها وأجدادها.
مَرَّ اليوم على ما يُرام وبعدها رجع أبي من عمله مُتأخرًا وجلسنا جميعًا كي نأكل وبعد أن تناولنا العشاء، جلسنا نحتسي بعض الشاي ثُمَّ ذهب كُلٍ مِنَّا إلى غُرفته ليخلُد إلى النوم لكنَّا لاحظنا شيء غريب؛ صوت يأتي من الطابق السُفلي وكأنه صوت بُكاء طفله.
كُل الأنوار مُطفئة، والظلام يَملئ المكان وكُلهم نائمون إلا أنا الوحيد الذي ما زلت مُستيقظ لأنها عادتي دائمًا أن أسهر وأنام في وقت مُتأخر من الليل؛ لَكنِّي نَهضت من على فراشي ونزلت كي أرى مَن الطفله التي تبكي! قُمت بإشعال نور الصاله لَكنِّي لم أجِد أحد، وفجأه الصوت اختفى.
رجعت إلى غُرفتي مرَّة أُخرى، وواصلت سهري حتَّى الفجر، وبعدها نِمت مُباشرةً، ومَرَّ الليل ولم يَحدُث شيء أخر، وبعدها جاءت أُمي تُيقظني في الصباح، فاستيقظت وذهبت إلى الحمام حتى أغتسل، ونزلت إلى الطابق السُفلي حيث أُختي تُحضر الفَطور، وبعد أن انتيهنا من تناول فطورنا ذهب أبي إلى عمله كالعاده وأنا أخذت أُختي وابنتها الصغيره كي أوصلهما إلى بيتهما، وبعدها رَجعت إلى البيت بسُرعه لأن أُمي بمفردها في المنزل، ولَكن كان الليل قد حل عليَّ وأنا في الطريق لأن منزل أُختي بعيد عن منزلنا، وأنا عائد إلى المنزل بعد ان وصلت إلى حديقة منزلنا، كانت هُنا المُفاجأه؛ رأيت شيء غَريب حيث كُل الأنوار مُطفئة، ما عدا مِصباح واحد على باب المنزل مُتجه ناحية الحديقه، رأيت ظِل شخصٍ ما يظهر على السور الخشبي؛ يظهر وكأنه ظِل طفله لَكنَّها ليست صغيره كثيرًا، ولتَكُن في الخامسة عشر من عُمرها، صمدت بُرهة ثم قُلت بصوتٍ عالٍ \" أُمي \" لَكنّها لم تُجيبني، اقتربت ناحية الظِل كي أرى مَن هُناك لَكنّه اختفى في لَمح البصر.
بدأ القلق يظهر عليَّ طرقت الباب فَفتحت لي أُمي وقتها أيقنت أن هذا الظِل لم يَكُن ظِل أُمي، دخلت وكان يظهر على وجهي التوتر لاحظت أُمي ذلك فَسألتني مُتعجبة:
ماذا بك؟!
أَجبتُ:
لا تقلقي يا أُمي، أنا بخير.
مَرَّ الوقت عاديًا حتَّى ذهبت إلى غُرفتي التي توجد في الطابق العُلوي وبها نافذه تطُل على الحديقه مُباشرةً، جلست على السرير وبداخلي الكثير من التساؤلات؛ هل صوت الطِفله الذي سمعته ليلة أمس هو نفسه صوت هذا الظِل الذي رأيته مُنذ قليل!
بدأت الحيرة تظهر عليَّ لَكنِّي كُنت مُرهق جدًا، قررت أن أُنادي على أُمي لكي أسألها إذا كان أبي قد عاد أم لا، فَقالت لي أنَّه مَشغول اليوم سوف يأتي غدًا، حاولت إقناع نفسي بأن الذي رأيتُه هذا مُجرد وهم ولكنَّ النوم قد غلبني ولم أدري بشيء من حَولي إلا وأُمي تُيقظني صباح اليوم التالي وتقولُ لي أنهم وجدوا ملابس طِفله في الحديقه مُلطخه بالدماء نَزلتُ مُسرعًا إلى الحديقة، وجدتُ أبي ومعه اثنان من رجال الشُرطة لَكن الغريب في الأمر أن الملابس التي عثروا عليها كانت لِطفله وكأنها في الخامسة عشر من عُمرها، وقتها تذكرتُ ما حدث معي ليلة أمس وتَأكدت من أنَّي لم أكُن أتوهم وإنَّ هذا الظِل كان حقيقيًا.
أخذ رجال الشُرطة ملابس هذه الطفله وذهبوا، ثُمَّ دَخلنا إلى المنزل وبدأتُ أُخبر أبي بمَ حَدثَ مَعي ليلة أمس؛ لَكنِّ أبي دائمًا مَشغول في عمله حيث أنّهُ يعمل ضابط شُرطه.
غَيرَّ أبي ملابسه وذهب إلى قسم الشُرطة حتَّى يُحققوا فيما حَدث اليوم، ومَرَّ اليوم على ما يُرام حتى الساعة الحادية عشر مساءًا حيثُ كانت أُمي جالسه في غُرفتها وأنا أنظُر من النافذه التي توجد في غُرفتي؛ لَكنِّي رأيتُ شيء غريب، رأيتُ هذا الظِل؛ ظِل الطفله لَكنِّه لَمّ يَكُن ظِل هذه المرة، بل رأيتُ الطفله نفسها رأيتُها تقف أمامي على باب الحديقه، يبعُد بيني وبينها قرابة عشرة أمتار؛ لَكنِّي اراها جيدًا هذه المرة، هي فتاة يبلُغ طُولها نحو مائة وخمسون سنتيمتر، ليست نحيفه وكانت ترتدي نفس الفُستان الذي وجدناه في الحديقه صباح هذا اليوم، وهو فُستان أبيض مُلطخ بالدماء يَصل حتى مُنتصف ساقيها، ولا ترتدي شيء في أقدامها، شعرها طويل ومُجعد، لا يَظهر شيء مِن وَجهها بسب شعرها الكثيف الذي كان يُخفي ملامح وجهها.
وفجأة نظرت إليَّ نظره مَليئة بالحُزن، وبدون مُقدمات بدأت ملامحها تتغير وكأنَّها تتحول إلى شيطانه ثُمَّ ضَحِكت ضِحكة عالية ومُرعبة بعض الشيء، وبعدها اختفت تمامًا.
أغلقتُ باب النافذه مُسرعًا وجلست على سريري والخوف يملؤ قلبي، وجسدي يرتعش وكأنَّه تَثبتَ مكانه، لا أستطيع النهوض من مكاني، بعدها وضعت رأسي على الوسادة، وكان النوم أقوى مني بعدها، جاءت أُمي لتُيقظني وبعدها نَزلتُ إلى الطابق السُفلي حيثُ كان أبي يجلس على طاولة الطعام، جلستُ بجانبُه وقررتُ أن أُخبره بِكُل ما حدثَ مَعي ليلة أمس؛ لَكنِّي قبل أن انطِق بكلمة واحدة رأيت على وجهه الحيره فسألته:
ماذا بِك يا أبي؟!
لَكنَّه لم يَرُد وكأنَّه لَمّ يَسمع شيء، عَرفتُ أنّه يُفكر في شيؤ فكررت سؤالي ولكن بصوتّ أعلى بعض الشيء:
ماذا بِك يا أبي؟!!
فأجاب:
حَدث شيء غريب يا بُني ليلة أمس.
وأنا يا أبي حدث معي شيء غريب ايضًا، فكان أبي مُتحمِس أن يعرف وطلبَ مِني أن أحكي له ماذا حدث، وبعد ان انتهيت من كلامي قال لي:
هذه الطفله اسمها \" إيما \" تبلُغ من العُمر أربعة عشرة عامًا، كانت مريضة بمرض في رأسها وقد أتت مع عائلتها مُنذ عام، كانت تلعب في غُرفتها وقامت تَنظُر من النافذه كي تودع أبيها وهو ذاهب إلى عملُه أصابها الدوار فَوقعت من النافذه وماتت في الحال، ومن هذا اليوم حتّى الآن وهي تظهر في الحديقه ولَكنَّها لا تأذي أحد، وهذا ما يجعل الناس يَفرون مِن هذا المنزل.
بقلمي:
أحمد السرحاني. ❝ ⏤Aнмed Elѕarнany
❞ ذَهبت أنا وعائلتي إلى منزلنا الجديد الذي يَقع بالقُرب مِن مكان عمل أبي، كان بيتنا كبيرًا ومرموقًا حيث كان بِه حديقة كبيرة مليئه بالأشجار والورود المُتفتحة بشكلها الجميل ورائحتها التي تجذب أي شخصٍ إليها، ويُوجد سور مِن الخشب حَول الحديقة حيث يَفصِل المنزل عن الشارع.
في يوم من الايام ذهب أبي إلى عملُه مُبكرًا ولم يَكُن أحدٍ في البيت غيري انا وأُمي وأُختي المُتزوجه التي كانت تزورُنا ومعها ابنتها الصغيرة التي تبلُغ من العمر عامًا واحدًا، كُنا نَجلِس كُلنا في صالة المنزل حيث كُنا نتحدث سويًا وكانت أُمي تحكي لنا بعض الحكايات القديمه عن أبيها وأجدادها وكانت أُختي تَترُك طفلتُها الصغيره في غُرفتي في الطابق العلوي من المنزل، وفجأه ونحن جالسين سمعنا صوت بُكاء الطفله، فقامت أُختي مُهرولة على السلم لترى ماذا بها!
وفجأه سكتت الطفله وكأن شيء لم يَكُن، وبعدها رجعت إلى مكانها بجانب أُمي كي تُكمل لَنا حكايتها عن الماضي، وبدأت أُمي تحكي عن القصص المُرعبة التي مَرَّ بها أبائها وأجدادها.
مَرَّ اليوم على ما يُرام وبعدها رجع أبي من عمله مُتأخرًا وجلسنا جميعًا كي نأكل وبعد أن تناولنا العشاء، جلسنا نحتسي بعض الشاي ثُمَّ ذهب كُلٍ مِنَّا إلى غُرفته ليخلُد إلى النوم لكنَّا لاحظنا شيء غريب؛ صوت يأتي من الطابق السُفلي وكأنه صوت بُكاء طفله.
كُل الأنوار مُطفئة، والظلام يَملئ المكان وكُلهم نائمون إلا أنا الوحيد الذي ما زلت مُستيقظ لأنها عادتي دائمًا أن أسهر وأنام في وقت مُتأخر من الليل؛ لَكنِّي نَهضت من على فراشي ونزلت كي أرى مَن الطفله التي تبكي! قُمت بإشعال نور الصاله لَكنِّي لم أجِد أحد، وفجأه الصوت اختفى.
رجعت إلى غُرفتي مرَّة أُخرى، وواصلت سهري حتَّى الفجر، وبعدها نِمت مُباشرةً، ومَرَّ الليل ولم يَحدُث شيء أخر، وبعدها جاءت أُمي تُيقظني في الصباح، فاستيقظت وذهبت إلى الحمام حتى أغتسل، ونزلت إلى الطابق السُفلي حيث أُختي تُحضر الفَطور، وبعد أن انتيهنا من تناول فطورنا ذهب أبي إلى عمله كالعاده وأنا أخذت أُختي وابنتها الصغيره كي أوصلهما إلى بيتهما، وبعدها رَجعت إلى البيت بسُرعه لأن أُمي بمفردها في المنزل، ولَكن كان الليل قد حل عليَّ وأنا في الطريق لأن منزل أُختي بعيد عن منزلنا، وأنا عائد إلى المنزل بعد ان وصلت إلى حديقة منزلنا، كانت هُنا المُفاجأه؛ رأيت شيء غَريب حيث كُل الأنوار مُطفئة، ما عدا مِصباح واحد على باب المنزل مُتجه ناحية الحديقه، رأيت ظِل شخصٍ ما يظهر على السور الخشبي؛ يظهر وكأنه ظِل طفله لَكنَّها ليست صغيره كثيرًا، ولتَكُن في الخامسة عشر من عُمرها، صمدت بُرهة ثم قُلت بصوتٍ عالٍ ˝ أُمي ˝ لَكنّها لم تُجيبني، اقتربت ناحية الظِل كي أرى مَن هُناك لَكنّه اختفى في لَمح البصر.
بدأ القلق يظهر عليَّ طرقت الباب فَفتحت لي أُمي وقتها أيقنت أن هذا الظِل لم يَكُن ظِل أُمي، دخلت وكان يظهر على وجهي التوتر لاحظت أُمي ذلك فَسألتني مُتعجبة:
ماذا بك؟!
أَجبتُ:
لا تقلقي يا أُمي، أنا بخير.
مَرَّ الوقت عاديًا حتَّى ذهبت إلى غُرفتي التي توجد في الطابق العُلوي وبها نافذه تطُل على الحديقه مُباشرةً، جلست على السرير وبداخلي الكثير من التساؤلات؛ هل صوت الطِفله الذي سمعته ليلة أمس هو نفسه صوت هذا الظِل الذي رأيته مُنذ قليل!
بدأت الحيرة تظهر عليَّ لَكنِّي كُنت مُرهق جدًا، قررت أن أُنادي على أُمي لكي أسألها إذا كان أبي قد عاد أم لا، فَقالت لي أنَّه مَشغول اليوم سوف يأتي غدًا، حاولت إقناع نفسي بأن الذي رأيتُه هذا مُجرد وهم ولكنَّ النوم قد غلبني ولم أدري بشيء من حَولي إلا وأُمي تُيقظني صباح اليوم التالي وتقولُ لي أنهم وجدوا ملابس طِفله في الحديقه مُلطخه بالدماء نَزلتُ مُسرعًا إلى الحديقة، وجدتُ أبي ومعه اثنان من رجال الشُرطة لَكن الغريب في الأمر أن الملابس التي عثروا عليها كانت لِطفله وكأنها في الخامسة عشر من عُمرها، وقتها تذكرتُ ما حدث معي ليلة أمس وتَأكدت من أنَّي لم أكُن أتوهم وإنَّ هذا الظِل كان حقيقيًا.
أخذ رجال الشُرطة ملابس هذه الطفله وذهبوا، ثُمَّ دَخلنا إلى المنزل وبدأتُ أُخبر أبي بمَ حَدثَ مَعي ليلة أمس؛ لَكنِّ أبي دائمًا مَشغول في عمله حيث أنّهُ يعمل ضابط شُرطه.
غَيرَّ أبي ملابسه وذهب إلى قسم الشُرطة حتَّى يُحققوا فيما حَدث اليوم، ومَرَّ اليوم على ما يُرام حتى الساعة الحادية عشر مساءًا حيثُ كانت أُمي جالسه في غُرفتها وأنا أنظُر من النافذه التي توجد في غُرفتي؛ لَكنِّي رأيتُ شيء غريب، رأيتُ هذا الظِل؛ ظِل الطفله لَكنِّه لَمّ يَكُن ظِل هذه المرة، بل رأيتُ الطفله نفسها رأيتُها تقف أمامي على باب الحديقه، يبعُد بيني وبينها قرابة عشرة أمتار؛ لَكنِّي اراها جيدًا هذه المرة، هي فتاة يبلُغ طُولها نحو مائة وخمسون سنتيمتر، ليست نحيفه وكانت ترتدي نفس الفُستان الذي وجدناه في الحديقه صباح هذا اليوم، وهو فُستان أبيض مُلطخ بالدماء يَصل حتى مُنتصف ساقيها، ولا ترتدي شيء في أقدامها، شعرها طويل ومُجعد، لا يَظهر شيء مِن وَجهها بسب شعرها الكثيف الذي كان يُخفي ملامح وجهها.
وفجأة نظرت إليَّ نظره مَليئة بالحُزن، وبدون مُقدمات بدأت ملامحها تتغير وكأنَّها تتحول إلى شيطانه ثُمَّ ضَحِكت ضِحكة عالية ومُرعبة بعض الشيء، وبعدها اختفت تمامًا.
أغلقتُ باب النافذه مُسرعًا وجلست على سريري والخوف يملؤ قلبي، وجسدي يرتعش وكأنَّه تَثبتَ مكانه، لا أستطيع النهوض من مكاني، بعدها وضعت رأسي على الوسادة، وكان النوم أقوى مني بعدها، جاءت أُمي لتُيقظني وبعدها نَزلتُ إلى الطابق السُفلي حيثُ كان أبي يجلس على طاولة الطعام، جلستُ بجانبُه وقررتُ أن أُخبره بِكُل ما حدثَ مَعي ليلة أمس؛ لَكنِّي قبل أن انطِق بكلمة واحدة رأيت على وجهه الحيره فسألته:
ماذا بِك يا أبي؟!
لَكنَّه لم يَرُد وكأنَّه لَمّ يَسمع شيء، عَرفتُ أنّه يُفكر في شيؤ فكررت سؤالي ولكن بصوتّ أعلى بعض الشيء:
ماذا بِك يا أبي؟!!
فأجاب:
حَدث شيء غريب يا بُني ليلة أمس.
وأنا يا أبي حدث معي شيء غريب ايضًا، فكان أبي مُتحمِس أن يعرف وطلبَ مِني أن أحكي له ماذا حدث، وبعد ان انتهيت من كلامي قال لي:
هذه الطفله اسمها ˝ إيما ˝ تبلُغ من العُمر أربعة عشرة عامًا، كانت مريضة بمرض في رأسها وقد أتت مع عائلتها مُنذ عام، كانت تلعب في غُرفتها وقامت تَنظُر من النافذه كي تودع أبيها وهو ذاهب إلى عملُه أصابها الدوار فَوقعت من النافذه وماتت في الحال، ومن هذا اليوم حتّى الآن وهي تظهر في الحديقه ولَكنَّها لا تأذي أحد، وهذا ما يجعل الناس يَفرون مِن هذا المنزل.