❞ لم أكن أدرك أن تكون أقسى لحظات الحياة حين تجلس ليشتعل رأسك بأسئلة جميعها لماذا”. ❝ ⏤عمرو عبد الحميد

❞

:
إنّ الحب من أهمّ معارك المرأة. يحدث أن تنتصر ويحدث أن تهزم، لكن طبيعة المرأة، رغم فطرتها الحسّاسة، تشبه طائر العنقاء. ربما تحترق وتصبح رمادًا، ولكنها في النهاية تنتفض من الرماد وتخلق من جديد كالعنقاء. بلغة شعرية، تصطحبنا أحلام مستغانمي في نزهة حب بين سطور روايتها الأسود يليق بك، التي تدور أحداثها حول هالة الوافي؛ المغنية الجزائرية التي قتل والدها وأخوها على يد الإرهابيين. فظلت تتشح السواد حدادًا على أرواحهما، وفي إحدى مقابلاتها التلفزيونية، حظيت باهتمام رجل خمسيني، فاحش الثراء من لبنان. منذ رؤيته لها، قرر أن يصبح ظلا لها، يلاحقها بالتوليب الأسود وببطاقة تحمل ثلاث كلمات سحرية: "الأسود يليق بك"، ليدخلا عبر بوابة الحب ويخوضا مغامرة فريدة بين المرأة العنيدة، المتسلحة بكبريائها، والرجل النرجسي الذي لم يعتد على الخسارة. فكان كقائد أوركسترا يعلمها ألحانًا جديدة ومقطوعات لا عهد لها بها، وكقائد أوركسترا، سعى لترويضها، لكنه عجز عن ذلك، فهي "لحنه المستحيل"، لتتحطم قصة حبهما على صخرة غروره، وكأي امرأة عانت هالة من ألم فراقه، وهو الآخر لم ينساها، ولكن بينهما محبط يدعى الكرامة، فلا هي اتصلت ولا هو فكر بذلك، والمرأة لا تغفر لمن جرحها وكسر قلبها. لذلك، انتقمت هالة على طريقتها الخاصة، إذ خانته مع صديقه الحميم "النجاح"، وأعلنت أمام العالم عن تخليها عن لونهما، عندما وقفت على المسرح بثوبها الأزرق. أما هو، فظل يشهادها خلف شاشته، وكأن ما عاشه كان حلمًا دخل فيه الشاشة ثم غادرها إلى حياته العادية. إنهزمت هالة في معركتها، ولكنها استطاعت أن تثأر لنفسها وتنتفض كالعنقاء. ولا عجب في أن تنغلق الرواية عن نهاية كهذه من كاتبة يحق علينا أن نسميها "محامية النساء" أو "مستشارة نفسية في مشاكلهم العاطفية". ولنا في إصداراتها الأخرى أمثلة كثيرة. إنها أحلام مستغانمي التي تستنهض النساء وتحاول علاج مشاكل قلوبهن وتخبرهن بأنهن "عليهن أن يكن قويات مهما يحدث"." . ❝ ⏤أحلام مستغانمي