[ملخصات] 📘 ❞ رضيت بالإسلام دينا ❝ كتاب ــ صالح أحمد الشامي

كتب الثقافة الإسلامية - 📖 ملخصات كتاب ❞ رضيت بالإسلام دينا ❝ ــ صالح أحمد الشامي 📖

█ _ صالح أحمد الشامي 0 حصريا كتاب ❞ رضيت بالإسلام دينا ❝ عن دار القلم للنشر والتوزيع 2024 دينا: الإسلام ديانة إبراهيمية وسماوية وتوحيدية هناك إله واحد فقط وفقًا للإسلام وهو الله ومحمد هو رسول والإسلام ثاني أكبر دين العالم مع حوالي 1 9 مليار متبع أو 24 8% من سكان لتوقعات عام 2020 ويعرفون باسم المسلمين يشكل المسلمون غالبية السكان 49 دولة يُعلّم أن رحيم ولديه القدرة الكلية وقد أرشد البشرية خلال الأنبياء والرسل والكتب المقدسة والآيات النصوص الأساسية هي القرآن الذي ينظر إليه أنه كلمة الحرفية والمعصومة الخطأ والتعاليم والأمثلة المعيارية (السنة) والتي تشمل الأحاديث النبوية الخاصة بمحمد يعتقد النسخة الكاملة والشاملة للعقيدة التي تم الكشف عنها مرات عديدة طريق بما ذلك آدم وإبراهيم وموسى وعيسى يعتبر الكريم الوحي المطلق والنهائي مثل الأديان الإبراهيمية الأخرى أيضاً حكم نهائي يُمنح فيه الصالحون الجنة وغير الصالحين الجحيم (جهنم) المفاهيم والممارسات الدينية أركان الخمسة وهي عبادات إجبارية واتباع الشريعة الإسلامية تمس كل جوانب الحياة والمجتمع تقريبًا الأعمال المصرفية إلى المرأة والأخلاق والبيئة مكة والمدينة المنورة والقدس موطن لأقدس ثلاثة مواقع بغض النظر وجهة اللاهوتية يُعتقد تاريخياً نشأ أوائل القرن السابع الميلادي وبحلول الثامن امتدت الدولة الأموية الأندلس الغرب نهر السند الشرق يشير "العصر الذهبي للإسلام" الفترة تعود بين الثالث عشر أثناء فترة الخلافة العباسية عندما كان الإسلامي يشهد ازدهاراً علمياً واقتصادياً وثقافياً توسع سلالات حاكمة وخلافات مختلفة العثمانية والتجار واعتناق الأنشطة الدعوية معظم ينتمون لإحدى طائفتين؛ أهل السنة والجماعة (85 90%) الشيعة (10 15%) 13% يعيشون إندونيسيا ذات أغلبية مسلمة %31 جنوب آسيا المنطقة تحوي عدد 20% الأوسط وشمال أفريقيا حيث الدين السائد و15% الصحراء توجد أيضًا جاليات كبيرة الأمريكتين القوقاز وسط الصين أوروبا شرق البري والفلبين وروسيا أسرع الرئيسية نمواً وعن رجل الصحابة رضي عنه مرفوعًا: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ صلَّى عليه وسلَّم نَبِيًّا كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة» (صححه لغيره محقق العمل للنسائي ومحقق صحيح الأذكار وضعيفة) وهذا الحديث جاء حديث المُنيذر قال: سمعتُ يقول: «من قال إذا أصبح: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً فأنا الزعيم لآخذنَّ بيده حتى أُدخِلَهُ الجنَّةَ» (رواه الطبراني وحسَّنه الألباني) معاني ألفاظ الحديث: «رَضِيتُ رَبًّا»: يعني قنعت به واكتفيت فهو ربي ومعبودي 2 «وَبِالإسْلاَمِ دِينـًا»: أي دينـًا ألتزم بتعاليمه وأطبق شريعته ولم أسعَ غير طريقه 3 «وَبِمُحَمَّدٍ صلى وسلم نَبِيًّا»: نبيًا رسولاً ورضيت بطاعته والتزام الشرح: تعالى الإله الحق والرب لا تنبغي الألوهية والربوبية إلا له وحده شريك وما سواه الآلهة والمعبودات فباطلٌ زائلٌ؛ المعبود بحق وكل ما دونه باطل ولقد دلل سبحانه وتعالى بالأدلة الواضحة والبراهين الظاهرة أكثر موضعٍ كقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ الْحَيِّ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس:31 32] وقال هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ تُؤْفَكُونَ قُلْ يَهْدِي إِلَى لِلْحَقِّ أَفَمَنْ أَحَقُّ يُتَّبَعَ يَهِدِّي يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس:34 35] وفي هذا الذكر المبارك أذكار الصباح والمساء يقول النبي وسلم: نَبِيًّا» والرب: الخالق الرازق القائم بكل شئون خلقه الملك: لكل الكون المُصَرِّفُ شئونهم والمُصلِحُ لأحوالهم السيد: المطاع الطاعة المطلقة فربُنَا جلَّ ثناؤه: السيد شبه ولا سؤدده والمصلح أمر أسبغ عليهم نعمه والمالك الخلق والأمر المربي رباهم بنعمه العلامة السعدي رحمه الله: "الرب: جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم وأخص تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم؛ ولهذا كثر دعاؤهم بهذا الاسم الجليل لأنهم يطلبون منه هذه التربية " انتهى وهذا خاتم والمرسلين وأمته يدعون ربهم العظيم قائلين: {رَبَّنَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ الَّذِينَ قَبْلِنَا تُحَمِّلْنَا مَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286] بل الرسول يدعو عز وجل كثيرًا؛ فمن ذلك: قوله سيد الاستغفار: «اللَّهُمَّ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ شَرِّ صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي اغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَنْتَ» البخاري) وفي صلاة الليل يستفتح صلاته دعائه فيقول: رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ» مسلم) أشد الظروف وأحلك المواقف فها دعاء الكرب ربه بقوله: «لاَ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَرَبُّ الأَرْضِ الْكَرِيمِ» (متفق عليه) والمتأمل لمعاني الربوبية: يرى يرعى العباد ويُربِيهُم أحوالهم وأطوارهم المختلفة المُبَلِّغُ كلَّ أبدع حدَّ كمالِه قدَّره ألم تر كيف يسل النطفة الصلب ويجعلها علقة والعلقة مضغة ثم يجعل المضغة عظامًا يكسو العظام لحمًا يخلق البدن الروح ويخرجه خلقـًا آخر صغير ضعيف فلا يزال يُنَمِّيه ويُنشئه يجعله رجلاً ويكون بدء أمره شابًا كهلاً شيخاً؟! وهكذا شيء والمُبَلِّغ إياه الحدَّ وصفه وجعله نهايةً ومقدارًا فتبارك رب العالمين ومن عرف لم يطلب ربًا وإلهًا رضيَ كانت صفته ذاق طعم الإيمان وحلاوته وفاز برضا وجنته «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ رَضِيَ بِاللَّهِ وَبِالإِسْلاَمِ رَسُولاً» والرضا يتضمن الرضا بألوهيته الحقيقة بمجرد الادعاء؛ فإنه شك يرضى بغيره إلهًا ولأن معاني الربوبية السيادة والنهي وحق يصح الفِطَرِ السليمة يُعبد {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54] فالألوهية مرتبطةٌ ارتباطٌ وثيقٌ بالربوبية خلق يستحق وسبحان كتب الثقافة مجاناً PDF اونلاين مصطلح تعبير يستعمل أغلب الأحيان لوصف المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا أنحاء وعلاقتها بالثقافات الاخرى

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
رضيت بالإسلام دينا
كتاب

رضيت بالإسلام دينا

ــ صالح أحمد الشامي

عن دار القلم للنشر والتوزيع
رضيت بالإسلام دينا
كتاب

رضيت بالإسلام دينا

ــ صالح أحمد الشامي

عن دار القلم للنشر والتوزيع
مميّز
عن كتاب رضيت بالإسلام دينا:
الإسلام ديانة إبراهيمية وسماوية وتوحيدية، هناك إله واحد فقط وفقًا للإسلام وهو الله، ومحمد هو رسول الله. والإسلام هو ثاني أكبر دين في العالم، مع حوالي 1.9 مليار متبع أو حوالي 24.8% من سكان العالم وفقًا لتوقعات عام 2020، ويعرفون باسم المسلمين. يشكل المسلمون غالبية السكان في 49 دولة. يُعلّم الإسلام أن الله هو رحيم، ولديه القدرة الكلية، وهو واحد، وقد أرشد البشرية من خلال الأنبياء والرسل، والكتب المقدسة والآيات. النصوص الأساسية في الإسلام هي القرآن -الذي ينظر إليه المسلمون على أنه كلمة الله الحرفية والمعصومة عن الخطأ - والتعاليم والأمثلة المعيارية (السنة)، والتي تشمل الأحاديث النبوية الخاصة بمحمد.

يعتقد المسلمون أن الإسلام هو النسخة الكاملة والشاملة للعقيدة التي تم الكشف عنها مرات عديدة عن طريق الأنبياء بما في ذلك آدم وإبراهيم وموسى وعيسى. يعتبر المسلمون القرآن الكريم الوحي المطلق والنهائي من الله. مثل الأديان الإبراهيمية الأخرى، في الإسلام أيضاً حكم نهائي يُمنح فيه الصالحون الجنة وغير الصالحين الجحيم (جهنم). تشمل المفاهيم والممارسات الدينية أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادات إجبارية، واتباع الشريعة الإسلامية، التي تمس كل جوانب الحياة والمجتمع تقريبًا، من الأعمال المصرفية إلى المرأة والأخلاق والبيئة. مكة والمدينة المنورة والقدس هي موطن لأقدس ثلاثة مواقع في الإسلام.

بغض النظر عن وجهة النظر اللاهوتية، يُعتقد أن الإسلام تاريخياً نشأ في أوائل القرن السابع الميلادي في مكة، وبحلول القرن الثامن الميلادي، امتدت الدولة الأموية من الأندلس في الغرب إلى نهر السند في الشرق. يشير "العصر الذهبي للإسلام" إلى الفترة التي تعود بين القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر، أثناء فترة الخلافة العباسية، عندما كان العالم الإسلامي يشهد ازدهاراً علمياً، واقتصادياً وثقافياً. كان توسع العالم الإسلامي من خلال سلالات حاكمة وخلافات مختلفة مثل الدولة العثمانية، والتجار، واعتناق الإسلام من خلال الأنشطة الدعوية.

معظم المسلمين ينتمون لإحدى طائفتين؛ أهل السنة والجماعة (85-90%) أو الشيعة (10-15%). حوالي 13% من المسلمين يعيشون في إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة، %31 من المسلمين يعيشون في جنوب آسيا، وهي المنطقة التي تحوي أكبر عدد من المسلمين في العالم، 20% يعيشون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث هو الدين السائد، و15% في أفريقيا جنوب الصحراء. توجد أيضًا جاليات مسلمة كبيرة في الأمريكتين، القوقاز، وسط آسيا، الصين، أوروبا، جنوب شرق آسيا البري، والفلبين وروسيا. الإسلام هو أسرع الأديان الرئيسية نمواً في العالم.

وعن رجل من الصحابة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، وَحِينَ يُمْسِي: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم- نَبِيًّا، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة» (صححه لغيره محقق العمل للنسائي، ومحقق صحيح الأذكار وضعيفة). وهذا الحديث جاء من حديث المُنيذر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «من قال إذا أصبح: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم نبياً فأنا الزعيم لآخذنَّ بيده حتى أُدخِلَهُ الجنَّةَ» (رواه الطبراني، وحسَّنه الألباني).

معاني ألفاظ الحديث: 1- «رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا»: يعني قنعت به واكتفيت، فهو ربي ومعبودي. 2- «وَبِالإسْلاَمِ دِينـًا»: أي رضيت به دينـًا ألتزم بتعاليمه وأطبق شريعته، ولم أسعَ في غير طريقه. 3- «وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا»: أي رضيت به نبيًا رسولاً، ورضيت بطاعته والتزام شريعته. الشرح: الله تعالى هو الإله الحق، والرب الحق الذي لا تنبغي الألوهية والربوبية إلا له وحده لا شريك له، وما سواه من الآلهة والمعبودات فباطلٌ زائلٌ؛ فهو المعبود بحق، وكل ما دونه باطل. ولقد دلل الله سبحانه وتعالى على ذلك بالأدلة الواضحة والبراهين الظاهرة في أكثر من موضعٍ من القرآن الكريم كقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ . فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس:31-32]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ . قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس:34-35].

وفي هذا الذكر المبارك من أذكار الصباح والمساء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم نَبِيًّا». والرب: هو الخالق الرازق القائم بكل شئون خلقه. وهو الملك: لكل ما في الكون المُصَرِّفُ لكل شئونهم، والمُصلِحُ لأحوالهم. وهو السيد: المطاع الذي لا تنبغي الطاعة المطلقة إلا له. فربُنَا جلَّ ثناؤه: هو السيد الذي لا شبه ولا مثل في سؤدده، والمصلح في أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر، وهو المربي الذي رباهم بنعمه. يقول العلامة السعدي رحمه الله: "الرب: هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم؛ ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة..." انتهى.

وهذا خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وأمته يدعون ربهم بهذا الاسم العظيم قائلين: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286]. بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله عز وجل بهذا الاسم المبارك كثيرًا؛ فمن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم في سيد الاستغفار: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، اغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ» (رواه البخاري)، وفي صلاة الليل كان يستفتح صلاته صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم العظيم في دعائه فيقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ» (رواه مسلم).

بل كان في أشد الظروف وأحلك المواقف يدعو الله -عز وجل- بهذا الاسم العظيم فها هو في دعاء الكرب يدعو ربه بقوله: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» (متفق عليه). والمتأمل لمعاني الربوبية: يرى أن الله سبحانه وتعالى يرعى العباد ويُربِيهُم في أحوالهم وأطوارهم المختلفة، فهو المُبَلِّغُ كلَّ ما أبدع حدَّ كمالِه الذي قدَّره له، ألم تر كيف يسل النطفة من الصلب ويجعلها علقة، والعلقة مضغة، ثم يجعل المضغة عظامًا، ثم يكسو العظام لحمًا ثم يخلق في البدن الروح ويخرجه خلقـًا آخر، وهو صغير ضعيف، فلا يزال يُنَمِّيه ويُنشئه حتى يجعله رجلاً، ويكون في بدء أمره شابًا ثم يجعله كهلاً ثم شيخاً؟! وهكذا كل شيء خلقه فهو القائم عليه به، والمُبَلِّغ إياه الحدَّ الذي وصفه وجعله نهايةً ومقدارًا له فتبارك الله رب العالمين.

ومن عرف ذلك لم يطلب غير الله تعالى ربًا وإلهًا، بل رضيَ به سبحانه وتعالى ربًا وإلهًا، ومن كانت هذه صفته ذاق طعم الإيمان وحلاوته، وفاز برضا الله، وجنته قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا رَسُولاً» (رواه مسلم). والرضا بالله ربًا يتضمن الرضا بألوهيته فمن رضيَ بالله ربًا على الحقيقة لا بمجرد الادعاء؛ فإنه ولا شك لا يرضى بغيره إلهًا، ولأن من معاني الربوبية السيادة، والأمر، والنهي، وحق الطاعة على جميع الخلق فلا يصح في الفِطَرِ السليمة أن يُعبد غير الخالق سبحانه وتعالى، قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54]، فالألوهية مرتبطةٌ ارتباطٌ وثيقٌ بالربوبية، فمن خلق هو من يستحق أن يُعبد، وسبحان الله العظيم.


الترتيب:

#2K

0 مشاهدة هذا اليوم

#15K

6 مشاهدة هذا الشهر

#17K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 460.
المتجر أماكن الشراء
صالح أحمد الشامي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار القلم للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية