ملخص كتاب ❞ التصوير الفني في القرآن (جزء ثان)❝ 💬 أقوال سيد قطب 📖 كتاب التصوير الفني في القرآن

- 📖 من ❞ كتاب التصوير الفني في القرآن ❝ سيد قطب 📖

█ ملخص كتاب ❞ التصوير الفني القرآن (جزء ثان)❝ مجاناً PDF اونلاين 2024 بحثا جمع فيه المؤلف الصور الفنية واستعرضها وبين طريقة فيها والتناسق إخراجها دون التعرض للمباحث اللغوية أو الكلامية الفقهية يبدأ الكتاب بالكلام (سحر القرآن) وكيف أنه كان العامل الحاسم أحد العوامل الحاسمة إيمان من آمنوا أول أيام الدعوة ويروي قصة عمر قصصه وقصة تولي الوليد بن المغيرة ثم يورد ما حكاه عن قول بعض الكفار وتأثيره نفوس الذين أوتوا العلم قبله ثم ينتقل إلى (منبع السحر وهو فصل آخر ويرى أن كامن صميم النسق القرآني ذاته وذلك غير إغفال لقيمة الموضوعات اختلافها ولما العقيدة الإسلامية روحانية وما بساطتها جاذبية ولهذا يتناول السور القصار القلائل التي لا تشريع ولا غيب علم والتي تجمع بطبيعة الحال كل المزايا المتفرقة يعقد فصلًا كيف فهم؟ ويمدح الزمخشري والجرجاني ويسوق مثلًا توفيقات الجرجاني يعقِّب عليه ويبين الجمال قوله: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾[مريم:4] إنما هو هذه الحركة التخييلية السريعة يصورها التعبير — حركة الاشتعال تتناول الرأس لحظة سلسلة فصول مطولة والقصة وأغراضها وآثار خضوعها للغرض الديني والدين والفن القصة والخصائص للقصة والتصوير ورسم الشخصيات طائفة النماذج الإنسانية يتكلم ويعود إنصاف

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

ملخص كتاب ❞ التصوير الفني في القرآن (جزء ثان)❝

منقول من engzketab.com ، مساهمة من: MrMr
لقد قرأت القرآن وأنا طفل صغير، لا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه، ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه، ولكني كنت أجد في نفسي منه شيئًا. لقد كان خيالي الساذج الصغير يجسِّم لي بعض الأمور من خلال تعبير القرآن، وإنها لصور ساذجة ولكنها كانت تشوِّق نفسي وتلذ حسِّي؛ فأظل فترة أتملَّاها، وأنا بها فَرِح ولها نشيط. ثم دخلتُ المعاهد العلمية فقرأتُ تفسير القرآن في كتب التفسير، وسمعت تفسيره من الأساتذة، ولكنني لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل الذي كنت أجده في الطفولة والصبا. ترى هما قرآنان؟ قرآن الطفولة الميسَّر، وقرآن الشباب المعقَّد؟ أم أنها الطريقة المتَّبعة في التفسير؟ وعُدْتُ إلى القرآن أقرؤه في المصحف لا في كتب التفسير، وعُدْتُ أجد قرآني الحبيب الجميل، وأجد صوري المشوِّقة اللذيذة. إنها ليست في سذاجتها التي كانت هناك، ولكن سحرها ما يزال، وجاذبيتها ما تزال. الحمد لله، لقد وجدتُ القرآن.

1- لفظة واحدة

قد يستقل لفظ واحد برسم صورة شاخصة، لا بمجرد المساعدة على إكمال معالم صورة، وهذه خطوة أخرى في تنسيق التصوير، خطوة يزيد من قيمتها أن لفظًا مفردًا هو الذي يرسم الصورة، تارة بِجَرَسه الذي يلقيه في الأذن، وتارة بظله الذي يلقيه في الخيال، وتارة بالجرس والظل جميعًا. تسمع الأذن كلمة "اثَّاقَلْتُمْ" في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَي الْأَرْضِ"؛ فيتصور الخيال ذلك الجسم المثّاقل، يرفعه الرافعون في جهد، فيسقط من أيديهم في ثقل. إن في هذه الكلمة "طنًّا" على الأقل من الأثقال، ولو أنك قلت: تثاقلتم، لخف الجرس، ولضاع الأثر المنشود، ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها هذا اللفظ، واستقل برسمها.

وتقرأ: "وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ"؛ فترتسم صورة التَّبْطِئة في جرس العبارة كلها، وفي جرس "ليبطئن" خاصة. وإن اللسان ليكاد يتعثر، وهو يتخبط بها، حتى يصل ببطء إلى نهايتها. وتسمع كلمة: "يصطرخون" في الآية: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَي عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ، وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ". فيُخَيَّل إليك جرسها الغليظ، غلظ الصراخ المختلط المتجاوب من كل مكان، المنبعث من حناجر مكتظة بالأصوات الخشنة؛ كما تلقي إليك ظل الإهمال لهذا الاصطراخ، الذي لا يجد من يهتم به أو يلبيه. وتلمح من وراء ذلك كله صورة ذلك العذاب الغليظ الذي هم فيه يصطرخون.

ومثلها التعبير عن النوم بالنعاس، وعن التنويم بغشية النعاس: "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ"؛ تجد جو النعاس الرقيق اللطيف، وكأنه غشاء شفيف، يغشى الحواس في لطف ولين: "أمنة منه"؛ فالجو كله أمن وهدوء.

2- الموسيقى والفواصل

جاء في القرآن الكريم: "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ". وجاء فيه حكاية عن كفار العرب: "بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ". وصدق القرآن الكريم، فليس هذا النسق شعرًا. ولكن العرب كذلك لم يكونوا مجانين، ولا جاهلين بخصائص الشعر، يوم قالوا عن هذا النَّسَق العالي أنه شعر. لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع؛ وسَحَرَ وجدانهم بما فيه من منطق ساحر؛ وأخذ أسماعهم بما فيه من إيقاع جميل. وتلك خصائص الشعر الأساسية، إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل. على أن النَّسَق القرآني قد جمع بين مزايا النثر والشعر جميعًا؛ فقد أُعفِيَ التعبير من قيود القافية الموحَّدة والتفعيلات التامة؛ فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامة. وأخذ في الوقت ذاته من الشعر الموسيقى الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن، التي تغني عن التفاعيل؛ والتقفية المتقاربة التي تغني عن القوافي؛ وضم ذلك إلى الخصائص التي ذكرنا، فنشأ النثر والنَّظْم جميعًا.

وحيثما تلا الإنسان القرآن أحس بذلك الإيقاع الداخلي في سياقه؛ يبرز بروزًا واضحًا في السور القصار، والفواصل السريعة، ومواضع التصوير والتشخيص بصفة عامة. وها نحن نتلو سورة النجم مثلًا: "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَي ، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَي ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَي ، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَي ، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَي ، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّي ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَي ، فَأَوْحَي إِلَي عَبْدِهِ مَا أَوْحَي ، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي ، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَي مَا يَرَي ، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَي ، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَي ، عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَي ، إِذْ يَغْشَي السِّدْرَةَ مَا يَغْشَي ، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَي ، لَقَدْ رَأَي مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي ، أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّي ، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَي ، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَي ، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَي".

هذه فواصل متساوية في الوزن تقريبًا - على نظام غير نظام الشعر العربي -، متّحدة في حرف القافية تمامًا، ذات إيقاع موسيقي متّحد تبعًا لهذا وذاك، وتبعًا لأمر آخر لا يظهر ظهور الوزن والقافية؛ لأنه ينبعث من تآلف الحروف في الكلمات، وتناسق الكلمات في الجمل؛ ومرده إلى الحِسّ الداخلي والإدراك الموسيقي، الذي يفرق بين إيقاع موسيقي وإيقاع، ولو اتحدت الفواصل والأوزان. والإيقاع الموسيقي هنا متوسط الطول بما يتناسب مع الطول المتوسط للجملة، كما يتحد الأسلوب الموسيقي مع جو القصة المرويّة لتخرج الصورة النهائية مسترسلة ومنسابة دون تكلّف، وهو ملحوظ

وفي بعض الفواصل يبدو ذلك جليًّا مثل: "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّي، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَي". فلو أنك قلت: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة، لاختلّت القافية، ولتأثّر الإيقاع. وكذلك في قوله: "أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَي، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَي"؛ لو قلت: ألكم الذكر وله الأنثى؟ تلك قسمة ضيزى، لاختل الإيقاع المستقيم بكلمة "إذن". ولا يعني هذا أن كلمة "الأخرى" وكلمة "إذن" زائدتان لمجرد القافية أو الوزن؛ فهما ضروريتان في السياق لأغراض معنوية خاصة. وتلك ميزة فنية أخرى: أن تأتي اللفظة لتؤدي معنى السياق، وتؤدي تناسبًا في الإيقاع، دون أن يطغى هذا على ذاك، أو يخضع النظم للضرورات. وملاحظة اتزان الإيقاع في الآيات والفواصل تبدو واضحة في كل موضع على نحو ما ذكرنا، أو قريبًا من هذه الدقة الكبرى. ودليل ذلك أن يَعْدِل في التعبير عن الصورة القياسية للكلمة إلى صورة خاصة، أو أن يُبنَي النَّسَق على نحو يختل إذا قدمتَ أو أخرتَ فيه، أو عدّلتَ في النَّظْم أي تعديل.

3- اللوحة المرسومة
4- مدة عرض المشهد
5- بناء الشخصية في القصة - الجزء الاول
6- بناء الشخصية في القصة - الجزء الثاني

سيد قطب

منذ 1 سنة ، مساهمة من: MrMr
7
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث