█ _ يوسف القرضاوي 2007 حصريا كتاب موجبات تغير الفتوى عصرنا عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 عصرنا: مقدمة إن للاجتهاد الشريعة الإسلامية منزلة كبيرة فإن لا تؤتي أُكلها ولا تحقِّق أهدافها حياة الفرد والأسرة والجماعة والأمة إلا بإعماله مجالاته المختلفة وعلى كلِّ مستوياته المتباينة وبكلِّ أصنافه المتنوِّعة من اجتهاد إنشائي أو انتقائي ومن مطلق جزئي فردي جماعي وللاجتهاد الشريعة: صور شتَّى فمنه القضاء يمارسه القضاة سيما عصور الاجتهاد الإسلامي وقبل تقنين الأحكام مواد وإيجاب التقيُّد بها وتحريم عليهم فيما يتعلَّق بتحقيق المناط ومن الاجتهاد: التقنين أي وضع صيغة قانونية حسب اختلاف الموضوعات فهناك قانون الأسرة والقانون المدني الجنائي الإداري والمالي وغيرها كما قنَّنت (مجلة الأحكام) العدلية الشهيرة أواخر العهد العثماني: القانون المذهب الحنفي ويمكن أحكام الفقه المجالات بناء جديد سواء كان اجتهادا كليا أم جزئيا إنشائيا انتقائيا وقد وقع ذلك ما سمِّي (الأحوال الشخصية) فقد أول الأمر ملتزما بالمذهب ثم تحرَّر منه إلى باحة المذاهب الأربعة مضى الاختيار كنوز كلِّه وكان الذي تبنَّى مصر: الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر عارضه المقلِّدون ومتعصبة ولكنه ردَّ بالأدلَّة الشرعية التي يستطيع أن ينكرها جاهل مكابر البحث الفقهي وهو يقوم به الأئمة حلْقاتهم مع أصحابهم وتلاميذهم حيث يفرِّعون الفروع ويطرحون الأسئلة تُطرح ويجيبون عنها ظلِّ النصوص والقواعد الفقهية والمقاصد بنوع منه: الأساتذة الأكاديميون جامعاتهم طالبو الدراسات العليا أُطروحاتهم؛ أساسه يؤلِّف أهل الكتب تأتي العالم المفتي – مشافهة مكتوبة مختلف أمور الحياة فردية وأُسْرية واجتماعية والمفتي مفروض عليه إذا سُئل يجيب ويبيِّن لم يكن هناك غيره معينا قبل الدولة للإفتاء والأصل إجابة المفتي: تكون بحث واجتهاد وهنا يأتي الحكم منزَّلا الواقع فليس مجرَّد افتراض بل هو مبنيٌّ ومرتبط وفي مذهب المتبوعة: كتب للفتاوى منزَّلة الوقائع المسؤول أفراد المسلمين حكامهم وتشتمل أبواب وهي مبنيَّة وأصوله وتخريجاته وبعضهم يسمُّونها "أحكام النوازل" وهناك بعض الفتاوى اعتمدت الدليل الشرعي ولم تلتزم دائما المتبوع وقد تترك المتبوعة جميعا وتعتمد قول أحد الصحابة التابعين وأشهر مثل لذلك: هي "فتاوى الإسلام" ابن تيمية شرَّقت وغرَّبت ظهر مفتون يجيبون أسئلة الناس ضوء الأدلة غير متقيِّدين بمذهب وإنما يرجِّحون يقضي أبرز هؤلاء العلاَّمة السيد رشيد رضا صاحب "مجلة المنار" و"تفسير والذي ظلَّ يفتي جماهير أنحاء صفحات مجلته اشتهرت عالم الإسلام وخصوصا بين دعاة الإصلاح والتجديد جُمعت هذه ونُشرت ستة مجلدات مزايا الفتاوى: أنها تهتمُّ ببيان مقاصد وربط بعللها ومصالحها ومعالجة فقه بصيرة تغفل عما يجري حولها فهي تجمع بحق الأصالة والمعاصرة تُعنى وبيان حِكمته وهدفه معا وبهذا تقتنع العقول وتطمئن القلوب كما ظهرت فتاوى الإمام محمود شلتوت نهج أيضا مجلد وكنتُ ممَّن ساهم جمعها وتنسيقها مظانها المبعثرة وإخراجها واحد أنا وأخي أحمد العسَّال بتكليف الدكتور البهي المدير العام للثقافة بالأزهر ذلك: الكبير أبو زهرة المجلات وخصوصا: مجلة "لواء وحقَّقها وعلَّق عليها أخونا الباحث الداعية مجد مكي حفظه الله الفقيه الزرقا الأخ والتي سعدتُ بكتابة مقدَّمة لها شرَّفني بطلبها نفسه رحمه ومنها المفتين الرسميين عدد البلاد ومنهــم مفتو مصر وفيهم أئمة وعلماء كبار مثل: عبده والشيخ بخيت المطيعي عبد المجيد سليم حسنين مخلوف وغيرهم صدرت المصرية بضعة وعشرين مجلدا زالت مستمرَّة أصول وقواعده مجاناً PDF اونلاين فِقْهُ اللغة: الْفَهْمُ للشيء والعلم وفهم الدقيقة والمسائل الغامضة الأصل الفهم وغلب استعماله العرف مخصوصا بـعلم الشريعة؛ لشرفها سائر العلوم [1] ومعناه الاصطلاحي: «العلم بالأحكام المكتسبة أدلتها التفصيلية» ويسمي علم ويختص بالفروع والفقيه بالفقه وعند علماء المجتهد وللفقه مكانة مهمة دلت فضله ووجوب التفقه الدين
❞ ضرورة الحوار مع الدعاة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، نظرا لخطورة الموضوع، واتساع القاعدة، التي تنادى به، وعدم قيام حوار من هذا النوع، رغم أهميته لحاضر الأمة ومستقبلها . ❝
❞ التسليم بالواقع هو مقتضى العقل و الدين معاً وإلا فليفعل ما يشاء من إظهار الكآبه و الهلع و المبالغة في الوهج و التشكي
هل يغير هذا من الواقع شيئاً ؟ و هل يبدل سنن الله في الكون ؟
بالقطع لا، و إنما يزيد النفس كمداً و غماً! . ❝
❞ الإنسان بطبعه عجول ، حتى جعل القرآن العجل كأنه المادة التي خلق الإنسان منها فإذا أبطأ على الإنسان ما يريده نفذ صبره و ضاق صدره، ناسياً أن لله في خلقه سننا لا تتبدل و أن لكل شيء أجل مسمى و أن الله لا يعجل بعجلة أحد من الناس، ولكل ثمرة أوان تنضج فيه فيحسن عندئذ قطافها و الاستعجال لا ينضجها قبل وقتها . ❝
❞ مِن إحسان العمل: أن نُقَدِّم ما حقه التقديم، ونؤخِّر ما حقه التأخير، ونضع كل عمل في مرتبته التي وضعها له الشرع؛ فلا نُقَدِّم النافلة على الفريضة، ولا الفرع على الأصل، ولا نقترف حرامًا لنفعل مستحبًّا، أو نضيع فرضًا لنتجنب مکروهًا، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية على فرْض العين، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية الذي قام به عدد كافٍ، على فرْض الكفاية الذي لم يقم به أَحد، أو لم يقم به مَن یکفي ويُغني، أو نُقَدِّم فرْض العين المتعلق بحق الأُمَّة، على فرْض العين المتعلق بحق الأفراد وهكذا، وهذا ما سميته: فِقه الأولويات . ❝