د. عبدالله راجح شارب الحايطي - المكتبة - ❞د. عبدالله راجح شارب الحايطي❝
دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2024
❞حاصل على البكالوريوس من كلية التربية جامعة صنعاء قسم قرآن كريم وعلومه عام ٢٠٠٤م. حاصل على الماجستير من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة صنعاء قسم دراسات إسلامية تخصص علوم الحديث عام ٢٠١٧م.
حاصل على الدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة صنعاء قسم دراسات إسلامية تخصص علوم الحديث عام ٢٠٢٣م.❝
المؤلِّف والأكاديمي:
عبد الله راجح شارب الحايطي
حول
إحصائيَّات
️توثيق مؤلفات وأعمال المؤلِّف والأكاديمي ❞عبد الله راجح شارب الحايطي❝ في صفحة رسميّة كشخصيّة عامة على منصة المكتبة
❞ إنّ المتفحص بالنظر الى الصورة يجد الكثير، يجد الحيوية وارهاق السنين، يجد التناسق والتناقض، يجد الشموخ والإنكسار في آنٍ واحد، إنّ الشموخ ينبعث اضطرارًا فهي فطرتنا وطينتنا، أخلاقنا وصفاتنا رضعناها رضاعة، وأما الانكسار فهو ايضًا شعور لا إرادي ومبعثه واقع مرير تعيشه أمتنا..
لحظة فرح طالما انتظرتها وحلمت بها منذ التخرج من الثانوية، حيث كان التصور لهذا اليوم تصور لا يمكن وصفه، لا يلتقي مع هذا المشهد في شيء، لحظة فرح غامرة، بل لا توصف والله، شعور الإنجاز الكبير، شعور التتويج العلمي؛ لكن هذا الشعور للأسف كان قد سبق جبرًا بالكثير من الأحداث التي أرسلت سيلًا هادرًا من الأحزان،، أضعاف أضعاف الشعور بالفرحة..
سادتي.. إنّكم لا تشاهدون كل ما ذكرت لكم من خلال النظر العابر في الصورة، تريدون ان تشاهدوا الحقيقة؟.
سأدلكم على الطريق، قرب الصورة تدريجيًا، ركز على الوجه أكثر،، قرب أكثر، زد قليلًا، نعم.. نعم.. أنظر الآن في عيني جيدًا،، ماذا ترى؟؟!
إنّها تقول الحقيقة كاملة، وما ذكرت سابقا ينقل جزء من الحقيقة فقط، هو كل ما استطعت نقله، لكن الحقيقة الكاملة تجدها في عيني..
إنّ العيون لا تكذب، إنّها تقول الحقيقة،، ألم يقولوا قديمًا إنّ لغة العيون......، دعك من ذلك، فالعين هي الحقيقة؛ بل كبد الحقيقة، فانظروا اليها، والسلام.
✍🏻 د. عبدالله شارب. ❝ ⏤د. عبدالله راجح شارب الحايطي
❞ إنّ المتفحص بالنظر الى الصورة يجد الكثير، يجد الحيوية وارهاق السنين، يجد التناسق والتناقض، يجد الشموخ والإنكسار في آنٍ واحد، إنّ الشموخ ينبعث اضطرارًا فهي فطرتنا وطينتنا، أخلاقنا وصفاتنا رضعناها رضاعة، وأما الانكسار فهو ايضًا شعور لا إرادي ومبعثه واقع مرير تعيشه أمتنا.
لحظة فرح طالما انتظرتها وحلمت بها منذ التخرج من الثانوية، حيث كان التصور لهذا اليوم تصور لا يمكن وصفه، لا يلتقي مع هذا المشهد في شيء، لحظة فرح غامرة، بل لا توصف والله، شعور الإنجاز الكبير، شعور التتويج العلمي؛ لكن هذا الشعور للأسف كان قد سبق جبرًا بالكثير من الأحداث التي أرسلت سيلًا هادرًا من الأحزان،، أضعاف أضعاف الشعور بالفرحة.
سادتي. إنّكم لا تشاهدون كل ما ذكرت لكم من خلال النظر العابر في الصورة، تريدون ان تشاهدوا الحقيقة؟.
سأدلكم على الطريق، قرب الصورة تدريجيًا، ركز على الوجه أكثر،، قرب أكثر، زد قليلًا، نعم. نعم. أنظر الآن في عيني جيدًا،، ماذا ترى؟؟!
إنّها تقول الحقيقة كاملة، وما ذكرت سابقا ينقل جزء من الحقيقة فقط، هو كل ما استطعت نقله، لكن الحقيقة الكاملة تجدها في عيني.
إنّ العيون لا تكذب، إنّها تقول الحقيقة،، ألم يقولوا قديمًا إنّ لغة العيون...، دعك من ذلك، فالعين هي الحقيقة؛ بل كبد الحقيقة، فانظروا اليها، والسلام.
✍🏻 د. عبدالله شارب. ❝
❞ مواقف يذكرها الشوكاني من تنمُّر العامة على العلماء الذين يشتغلون بعلوم الحديث في صنعاء في دولة الأئمة الزيدية :
ذكر العلَّامة الشوكاني مواقف عديدة في ما يقوم به العامة من الأعراب الجفاة الذين كانوا يدخلون بالسلاح حشود إلى صنعاء تحت شعار حب آل البيت, فيثيرون الفوضى والفتن ويقومون
بالنهب والقتل, والسبب تحريض ممن وصفهم شياطين الفقهاء.
قال الشوكاني: ومن جملة ما اتفق لصاحب الترجمة – يقصد ابن الأمير الصنعاني - من الامتحانات أنَّه لما شاع في العامة ما شاع عنه – من الاشتغال والعمل بعلوم السنة - بلغ ذلك أهل جبل برط( ) من ذوي محمَّد وذوي حسين, وهم إذ ذاك جمرة اليمن الذين لا يقوم لهم قائم؛ فاجتمع أكابرهم, وخرجوا على الإمام المهدي في جيوش عظيمة, ووصلت منهم الكتب أنَّهم خارجون لنصرة المذهب, وأنَّ صاحب الترجمة قد كاد يهدمه, وأنَّ الإمام مساعد له على ذلك؛ فترسل عليهم العلماء الذين لهم خبرة بالحق وأهله ورتبة في العلم, فما أفاد ذلك, وآخر الأمر جعل لهم الإمام زيادة في مقرراتهم؛ قيل أنها نحو عشرين ألف قرش في كل عام, فعادوا إلى ديارهم, وتركوا الخروج؛ لأنَّه لا مطمع لهم في غير الدنيا ولا يعرفون من الدِّين إلَّا رسومًا بل يخالفون ما هو من القطعيات كقطع ميراث النساء, والتحاكم إلى الطاغوت, واستحلال الدماء والأموال, وليسوا من الدِّين في ورد ولا صدر( ).
ثم قال: ومن محن الدنيا أنّ هؤلاء الأشرار يدخلون صنعاء لمقررات لهم في كل سنة ويجتمع منهم ألوف مؤلفة فإذا رأوا من يعمل باجتهاده في الصلاة كأن يرفع يديه أو يضمها إلى صدره أو يتورك, أنكروا ذلك عليه, وقد تحدث بسبب ذلك فتنة, ويتجمعون ويذهبون إلى المساجد التي تقرأ فيها كتب الحديث على عالم من العلماء, فيثيرون الفتن, وكل ذلك بسبب شياطين الفقهاء الذين قدمنا ذكرهم؛ وأمَّا هؤلاء الأعراب الجفاة فأكثرهم لا يصلي ولا يصوم, ولا يقوم من فروض الإسلام سوى الشهادتين على ما في لفظه بهما من عوج.
ثم قال: واتفق في شهر الذي حررت فيه الترجمة, أنَّه دخل جماعة منهم, وفيهم عجب وتيه واستخفاف بأهل صنعاء على عادتهم, وقد كانوا نهبوا في الطرقات, فوصلوا إلى باب مولانا الإمام حفظه الله, فرأى رجل بقرة له معهم, فرام أخذها, فسل من هي معه من أهل بكيل السلاح على ذلك الذي رام أخذ بقرته, فثار عليهم أهل صنعاء الذين كانوا مجتمعين في باب الخليفة, وهم جماعة قليلون من العوام, وهؤلاء نحو أربعمائة؛ فوقع الرجم لهؤلاء من العامة, ثمَّ بعد ذلك أخذوا ما معهم من الجمال التي يملكونها, وكذلك سائر دوابهم, فضلا عن الدواب التي نهبوها على المسلمين, وأكثر بنادقهم وسائر سلاحهم, وقتلوا منهم نحو أربعة أنفار أو زيادة, وجنوا على جماعة منهم, وما وسعهم إلَّا الفرار إلى المساجد, وإلى محلات قضاء الحاجة, ولولا أنَّ الخليفة بادر بزجر العامة عند ثوران الفتنة, لما تركوا منهم أحد فصاروا الآن في ذلة عظيمة زادهم الله ذلة وقلل عددهم( ).
وعلى كلٍ فقد شهد علم الحديث هجرانًا كبيرًا وتضييقًا بعد خروج الأتراك من اليمن الخروج الأَّول, سنة: (1045هـ)، وضعف دولتهم قبل ذلك، وقد شهد على ذلك التضييق العلَّامة والمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم على الرغم من أنَّه من بيت الإمام القاسم وحفيده.
د. عبدالله شارب الحايطي.. ❝ ⏤د. عبدالله راجح شارب الحايطي
❞ مواقف يذكرها الشوكاني من تنمُّر العامة على العلماء الذين يشتغلون بعلوم الحديث في صنعاء في دولة الأئمة الزيدية :
ذكر العلَّامة الشوكاني مواقف عديدة في ما يقوم به العامة من الأعراب الجفاة الذين كانوا يدخلون بالسلاح حشود إلى صنعاء تحت شعار حب آل البيت, فيثيرون الفوضى والفتن ويقومون
بالنهب والقتل, والسبب تحريض ممن وصفهم شياطين الفقهاء.
قال الشوكاني: ومن جملة ما اتفق لصاحب الترجمة – يقصد ابن الأمير الصنعاني - من الامتحانات أنَّه لما شاع في العامة ما شاع عنه – من الاشتغال والعمل بعلوم السنة - بلغ ذلك أهل جبل برط( ) من ذوي محمَّد وذوي حسين, وهم إذ ذاك جمرة اليمن الذين لا يقوم لهم قائم؛ فاجتمع أكابرهم, وخرجوا على الإمام المهدي في جيوش عظيمة, ووصلت منهم الكتب أنَّهم خارجون لنصرة المذهب, وأنَّ صاحب الترجمة قد كاد يهدمه, وأنَّ الإمام مساعد له على ذلك؛ فترسل عليهم العلماء الذين لهم خبرة بالحق وأهله ورتبة في العلم, فما أفاد ذلك, وآخر الأمر جعل لهم الإمام زيادة في مقرراتهم؛ قيل أنها نحو عشرين ألف قرش في كل عام, فعادوا إلى ديارهم, وتركوا الخروج؛ لأنَّه لا مطمع لهم في غير الدنيا ولا يعرفون من الدِّين إلَّا رسومًا بل يخالفون ما هو من القطعيات كقطع ميراث النساء, والتحاكم إلى الطاغوت, واستحلال الدماء والأموال, وليسوا من الدِّين في ورد ولا صدر( ).
ثم قال: ومن محن الدنيا أنّ هؤلاء الأشرار يدخلون صنعاء لمقررات لهم في كل سنة ويجتمع منهم ألوف مؤلفة فإذا رأوا من يعمل باجتهاده في الصلاة كأن يرفع يديه أو يضمها إلى صدره أو يتورك, أنكروا ذلك عليه, وقد تحدث بسبب ذلك فتنة, ويتجمعون ويذهبون إلى المساجد التي تقرأ فيها كتب الحديث على عالم من العلماء, فيثيرون الفتن, وكل ذلك بسبب شياطين الفقهاء الذين قدمنا ذكرهم؛ وأمَّا هؤلاء الأعراب الجفاة فأكثرهم لا يصلي ولا يصوم, ولا يقوم من فروض الإسلام سوى الشهادتين على ما في لفظه بهما من عوج.
ثم قال: واتفق في شهر الذي حررت فيه الترجمة, أنَّه دخل جماعة منهم, وفيهم عجب وتيه واستخفاف بأهل صنعاء على عادتهم, وقد كانوا نهبوا في الطرقات, فوصلوا إلى باب مولانا الإمام حفظه الله, فرأى رجل بقرة له معهم, فرام أخذها, فسل من هي معه من أهل بكيل السلاح على ذلك الذي رام أخذ بقرته, فثار عليهم أهل صنعاء الذين كانوا مجتمعين في باب الخليفة, وهم جماعة قليلون من العوام, وهؤلاء نحو أربعمائة؛ فوقع الرجم لهؤلاء من العامة, ثمَّ بعد ذلك أخذوا ما معهم من الجمال التي يملكونها, وكذلك سائر دوابهم, فضلا عن الدواب التي نهبوها على المسلمين, وأكثر بنادقهم وسائر سلاحهم, وقتلوا منهم نحو أربعة أنفار أو زيادة, وجنوا على جماعة منهم, وما وسعهم إلَّا الفرار إلى المساجد, وإلى محلات قضاء الحاجة, ولولا أنَّ الخليفة بادر بزجر العامة عند ثوران الفتنة, لما تركوا منهم أحد فصاروا الآن في ذلة عظيمة زادهم الله ذلة وقلل عددهم( ).
وعلى كلٍ فقد شهد علم الحديث هجرانًا كبيرًا وتضييقًا بعد خروج الأتراك من اليمن الخروج الأَّول, سنة: (1045هـ)، وضعف دولتهم قبل ذلك، وقد شهد على ذلك التضييق العلَّامة والمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم على الرغم من أنَّه من بيت الإمام القاسم وحفيده.
❞ كيف يستطيع البعض أن يعيش معظم حياته في التمثيل؟
بل كيف يستطيع الكثير القيام بالدور على أكمل وجه؟
بالله عليكم، كيف يستطيع أحدكم أن يقضي معظم حياته في التمثيل؟
أليس الأريح لباله ولضميره أن يعيش بشخصيته، يتكلم بما يؤمن به، ويتصرف نتيجة قناعاته..
كم هو مقرف ان أعيش سنوات وأنا أتكلم بما لا أؤمن به، وأتصرف بخلاف ما أقتنع به؛ تحركني إرادة خارجية عكس إرادتي وقناعاتي..
يا الله.. بأي ضمير يعيش هؤلاء؟!
إنهم جبناء.. فعلاً جبناء..
جبناء وصل بهم الخوف الى الحد الذي جعلهم يتجنون على أنفسهم، ويدوسون على كرامتهم بالدوس على شخصياتهم، ليقضوا معظم حياتهم في الهلع والخوف من أن تكشف حقيقتهم... ❝ ⏤د. عبدالله راجح شارب الحايطي
❞ كيف يستطيع البعض أن يعيش معظم حياته في التمثيل؟
بل كيف يستطيع الكثير القيام بالدور على أكمل وجه؟
بالله عليكم، كيف يستطيع أحدكم أن يقضي معظم حياته في التمثيل؟
أليس الأريح لباله ولضميره أن يعيش بشخصيته، يتكلم بما يؤمن به، ويتصرف نتيجة قناعاته.
كم هو مقرف ان أعيش سنوات وأنا أتكلم بما لا أؤمن به، وأتصرف بخلاف ما أقتنع به؛ تحركني إرادة خارجية عكس إرادتي وقناعاتي.
يا الله. بأي ضمير يعيش هؤلاء؟!
إنهم جبناء. فعلاً جبناء.
جبناء وصل بهم الخوف الى الحد الذي جعلهم يتجنون على أنفسهم، ويدوسون على كرامتهم بالدوس على شخصياتهم، ليقضوا معظم حياتهم في الهلع والخوف من أن تكشف حقيقتهم. ❝
❞ من مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر: قصة مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي، ولماذا لم يستمر التحالف مع الحمدي؟
بعد أن قدم القاضي الارياني استقالته من رئاسة المجلس الجمهوري وقدمت استقالتي وأنا في خمر ، تم تكوين مجلس القيادة ، وأعلنت الأحكام العرفية وتجمد مجلس الشورى وتعطل الدستور ، وعلى أساس أن هذه الحالة مؤقتة لمدة ستة أشهر ويعود الحكم المدني ومجلس الشورى والعمل بالدستور ويتم اختيار مجلس جمهوري ، كما اتفقنا على ذلك قبل الانقلاب مع إبراهيم الحمدي والضباط وسنان أبو لحوم ومن حضر معنا. كان تجميد مجلس الشورى وتعليق الدستور خطوات لاحقة اتخذها إبراهيم الحمدي من مجلس القيادة ولم نتفق عليها ولا جرى أي حوار بيننا بشأنها لكن الحمدي استند على الاستقالة واتخذ هذا الموقف على أساس أنه مادام رئيس مجلس الشورى قد قدم استقالته وقد أعلنت حالة طوارئ ونحن في فترة انتقالية فإن حالة الطوارئ تستدعي هذه الإجراءات. بدأ الرئيس الحمدي يختلف مع مجاهد أبو شوارب وبيت أبو لحوم وجاءوا لي وأنا في صنعاء وكانوا لا يزالون أقويا وأعضاء في مجلس القيادة وقادة في الوحدات العسكرية يحاولون استقطابي إلى صفهم للتخلص من إبراهيم الحمدي قلت لهم: أنتم أقنعتمونا به وبالحركة والآن تريدون أن تتخلصوا من إبراهيم الحمدي من أجل يصفى الجو للبعث، لا لست معكم في هذا. وحاولوا معي مرات كثيرة ورفضت. وتصاعد خلافهم مع إبراهيم الحمدي وبدأ يضايقهم من مناصبهم من مجلس القيادة ومن الوحدات العسكرية التي كانوا فيها، والتي تمكن من خلخلتها وكسب ضباطها حتى إن علي أبو لحوم ما شعر إلا والضباط كلهم ضده ومنعوه من دخول الوحدة العسكرية في العرضي. وعندما أعلن بيان بتغيير بيت أبو لحوم من قيادة الجيش يوم 27إبريل 1975م، عارضت ذلك وهذا اليوم أصبح اسمه يوم الجيش، الذي سماه الحمدي، واعتبر عيداً يحتفل به كل عام، وحينما جاءت لي الأخبار وأنا في مجلس الشورى قمت من القاعة إلى مكتبي واتصلت بالحمدي تلفونياً وجرت بيني وبينه مشادة قوية، وبعدها أقصى العميد/ مجاهد أبو شوارب من منصبه القيادي العسكري وكان في الصين وعاد من الصين ونزل في مطار جده، ثم اتجه برًا إلى حجة مركز المحافظة حيث كان أيضًا محافظًا لها، وقام بترتيب الأمور في حجة ثم اتجه إلى خمر واشتد الخلاف مع إبراهيم، ولم أعد أطمئن له وتذكرت ما كان يبلغني به مجاهد وبيت أبو لحوم من قبل أنهم اكتشفوا أن هذا الرجل خطير، فخرجت إلى خمر بعد خروج مجاهد بحوالي شهرين تقريباً أو أقل.
آلية المعارضة للحمدي وفشل الوساطات الداخلية والخارجية عندما خرجت إلى خمر بدأ مسار المعارضة يأخذ موقفاً قوياً حيث استقطبنا القبائل وقليلاً من العسكر فكانت المناطق من بعد ريده إلى صعده معنا أما حجه فحصل من أهلها مقاومة لكنهم سرعان ما تخاذلوا وخذلوا مجاهد الذي كان يستند إليهم وقدم لهم الخدمات. وفي هذه الأثناء قام بعض الأشخاص بوساطات لحل الخلاف وأكثر من قام بهذا الدور القاضي/ عبد الله الحجري لكنها كانت وساطات استسلامية ونصائح ليس فيها شيء مقابل شيء. وكانت لنا شروط وفي مقدمتها إعادة الحياة الدستورية والحكم المدني بحسب الاتفاق الذي تقرر على أساسه التغيير. والقاضي الحجري كانت وساطته تهدئه واستسلامًا وكان يقول: خلاص تعاملوا مع هذا الإنسان ولا تطلعوا المحرة ، لا تتركوه وحاولوا تمسكوه وتتعايشون معه لا تطلبوا منه أكثر مما يطيق. وكان يستعمل (لا تطلعوا المحره) لأنه سيحصل كذا وكذا ، كما خرج لنا من الوسطاء بعض المشائخ منهم عبد الخالق الطلوع ومحمد يحيى الرويشان وكان صديقًا للحمدي ، ومحمد حسن دماج ، وعبد الله دارس وكانوا يحملون نفس الرأي الذي كان يحمله القاضي عبدالله الحجري. كانوا يحاولون ثنينا عن المعارضة مقابل أن الحمدي سوف يسمعنا ونحن نتعاون معه ونكون وإياه يداً واحدة، كما بعث إلينا الأستاذ أحمد محمد نعمان برسالة ينصح فيها بالتعاون الصادق والحذر والحيطة من الذين يسعون للفرقة بيني وبين الحمدي ويشرح فيها عن مواقفه. واستمرت الوساطات ومحاولة تقريب وجهات النظر أثناء أدائنا فريضة الحج مع إبراهيم الحمدي من قبل المسئولين في المملكة، وأعتقد أننا لم نتفق على شيء محدد وعلى أساس أن نتواصل هنا وهناك ونحل الخلاف ! لكن الموقف اشتد عندما أقدم الحمدي على حل مجلس الشورى في 22 أكتوبر 1975م وخرجت المظاهرة ( لا شورى بعد اليوم ) وكنت حينها في خمر والتواصل منقطع مع الحمدي، ومجاهد الذي كان أول من شد الموقف مع الحمدي ، كان يدخل صنعاء ويلتقي مع الحمدي ويجري محادثات للمصالحة. وفي هذه الأثناء والمعارضة للحمدي في أشدها خرج إلى خمر الأمير تركي ابن فيصل بن عبد العزيز وعندما وصل إلينا كان أكثر ما ركزنا عليه هو إظهار استياء الناس من الحمدي والتفافهم حولنا ، وصادف وجوده التقاء القبائل فيما أسموه مؤتمر ( خمر الثاني ) وفعلاً رأى وسمع ما لم يكن يتوقع مما جعله يقول: هنا الدولة هنا اليمن ، لأنه رأى وجوه مشائخ اليمن وقد حاول أن يقرب وجهات النظر ويخفف من حدة الخلاف ، ولست أذكر تفاصيل ما جرى بيننا من محادثات لكنها كانت تصب في اتجاه تنقية الأجواء وتجاوز الخلافات والتصالح مع الحمدي. واستمرت الخلافات طوال عامي 1976م ، 1977م. وفي هذه الأثناء قتل القاضي عبدالله الحجري في لندن وظهرت إشاعات بأن الحمدي تآمر عليه ، وكان التصاق القاضي عبدالله الحجري بالحمدي وتأييده له قد أوجد بيننا وبينه هوة ، لأن وجوده في جانب الحمدي كان يخدم الأخير خدمة كبيرة ، وكنا ننصح الحجري بالابتعاد عن الحمدي لكنه كان يرفض نصائحنا، لذلك لم يمثل قتله إضعافاً لنا لأنه كان يعتبر في تلك الفترة سنداً ودعماً وظهيراً للحمدي. الدور السعودي في دعم الحمدي كان موقف السعودية مؤيداً لحركة 13يونيو ، ولا أعتقد انه كان لها دور في التخطيط للحركة ولكن يبدو أنه كان هناك سر بينهم وبين إبراهيم الحمدي لأنهم كانوا ضائقين بالقاضي عبد الرحمن الارياني ، وكانوا على علاقة بإبراهيم الحمدي ومعجبين بشخصيته ، وقد دعموه في البداية ، وعندما بدأ الخلاف بيننا وبين إبراهيم حاولوا التوسط وتقريب وجهات النظر، كانوا حريصين أن أظل موجوداً في الدولة لكنهم في الوقت نفسه حريصون أن لا نهز وضع إبراهيم الحمدي أو نفرض عليه شروط أشخاص ، وكانت ثقتهم بالحمدي كبيرة ووساطتهم على أساس أن نتصالح وأكون معه ، وفي الوقت الذي كانوا ينصحوني بعدم المعارضة ضد الحمدي كانوا ينصحونه أيضاً أن لا يصعد الموقف معنا وكانوا على ثقة أنه معهم ويستند إليهم وكان يطرح عليهم أنه يريد بناء دولة ، ونحن مراكز قوى ولا بد أولاً أن يتخلص من مراكز القوى ليستطيع بناء دولة وهذا بخلاف رغبتهم ، و كانت القيادة السعودية ترغب بوجود حاكم قوي يستطيعون أن يدعموه وهو في أيديهم وقادر على التعامل معهم بدلاً من الفوضى. وكان ما يطرحه الحمدي يلقى تجاوباً من المثقفين والشباب داخل اليمن وخارجة خاصة وأنه كان خطيبا مفوها ومؤثراً. وخلال فترة الخلاف لم ينقطع تواصلنا مع المسئولين في المملكة ولم تنقطع وساطتهم بيننا وبين الحمدي، فقد كان سفيرهم بصنعاء دائم التردد علينا لهذا الغرض ، وقبل مقتل الحمدي أبلغنا السفير السعودي عزمنا على زيارة السعودية وتوجهنا براً إلى الطائف مع مجموعه من المشائخ من كل مكان ، في شهر رمضان قبل مقتل الحمدي بشهرين أو أقل لنؤكد لهم أننا رافضون للحمدي ، وأننا مستندون إلى القاعدة الشعبية ، وبقينا في الطائف حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر، وكان محسن اليوسفي يتحرك بين صنعاء والطائف من أجلنا وهو وزير الداخلية وذلك في محاولة لتسوية الخلاف بيننا وبين إبراهيم الحمدي خاصة بعد أن ساورهم القلق من سياسات الحمدي ، الذي كان يلعب على الحبلين فقد كان يظهر للسعوديين أنه مستند إليهم ، وكانوا يدعمونه ومتمسكين به فعلاً خاصة بعد أن تخلص من مجاهد ومحسن العيني وبيت أبو لحوم والتيار البعثي في الوقت الذي بدأ بإقامة العلاقات مع النظام في عدن وإحلال الناصريين بدلاً عن البعثيين في مؤسسات الدولة . فبعد أن تظاهر لهم أنه كان يخدمهم بتصفية البعث الذي كانوا على عداء معه وقدموا له الدعم والتأييد ، إذا به يحل الناصريين بدلاً عنهم، والسعوديون لا يختلف موقفهم من الناصريين عن موقفهم من البعث إلا أنهم كانوا يعتبرون الناصريين ضعفاء في تلك الفترة. انقلاب الغشمي على الحمدي وتبنيه لنهج الحمدي في إبعاد المشائخ كان أحمد الغشمي يتبنى نفس موقف الحمدي ضدنا، وعندما بدأ بالإعداد لحركته ضد إبراهيم لم يكن بيننا وبينه أي تفاهم أو تقارب أو حتى مجرد إيحاء بما ينوي فعله، ولهذا كان مقتل الحمدي مفاجئا لنا وقد استقبلت النبأ باستياء شديد فهذه جريمة وما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد. وبقدر ما كان القتل جريمة استنكرناها، فإن التغطية القبيحة التي صاحبت الجريمة اعتبرناها أشد قبحاً وقد أدنتها وبعثت في ليلتها رسالة حملها الأخ/ علي شويط قلت لهم فيها أن التغطية مشينه وغير مشرفة، لأنه كان يجب أن تعلنوا أنكم قمتم بانقلاب وتعلنوا مبرراته بدل البكاء والأناشيد العسكرية وهذا الكذب والتغطية القبيحة. دخل مجاهد أبو شوارب بعد الانقلاب والتقى بالغشمي، الذي لم يفتح معنا أي حوار وإن كان قد بعث لنا من يطمئننا ويؤكد لنا أن الخلاف الذي كان موجوداً بيننا وبين الحمدي قد انتهى، ويطلب منا أن نبقى في خمر، وأن لا ندخل صنعاء، حتى المشائخ الذين كانوا مقاطعين صنعاء طلب منا أن نبلغهم أن لا يدخلوا صنعاء ، حتى أن الشيخ أحمد ناصر الذهب وكان من المشائخ الذين كانوا عندي في خمر دخل بعد مقتل الحمدي وأرجعه الغشمي قبل أن يدخل صنعاء وجلس في قرية القابل شمال العاصمة. و ظل الغشمي يطلب منا التريث وان لا ندخل صنعاء وانه سوف يلتقي بنا كضيوف في بيته في ضلاع ، والتقينا به وأكد لنا أنه معنا وأننا وإياه في خط واحد وعلينا أن نؤجل أي شيء، وقال : اتركوا لي فرصة !! وعندما أعلن إنشاء مجلس الشعب التأسيسي أظن أنه أشعرنا بذلك مسبقاً، ولم يكن عندي أي مطالب على أحمد الغشمي حتى يتبين موقفه.. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ من مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر: قصة مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي، ولماذا لم يستمر التحالف مع الحمدي؟
بعد أن قدم القاضي الارياني استقالته من رئاسة المجلس الجمهوري وقدمت استقالتي وأنا في خمر ، تم تكوين مجلس القيادة ، وأعلنت الأحكام العرفية وتجمد مجلس الشورى وتعطل الدستور ، وعلى أساس أن هذه الحالة مؤقتة لمدة ستة أشهر ويعود الحكم المدني ومجلس الشورى والعمل بالدستور ويتم اختيار مجلس جمهوري ، كما اتفقنا على ذلك قبل الانقلاب مع إبراهيم الحمدي والضباط وسنان أبو لحوم ومن حضر معنا. كان تجميد مجلس الشورى وتعليق الدستور خطوات لاحقة اتخذها إبراهيم الحمدي من مجلس القيادة ولم نتفق عليها ولا جرى أي حوار بيننا بشأنها لكن الحمدي استند على الاستقالة واتخذ هذا الموقف على أساس أنه مادام رئيس مجلس الشورى قد قدم استقالته وقد أعلنت حالة طوارئ ونحن في فترة انتقالية فإن حالة الطوارئ تستدعي هذه الإجراءات. بدأ الرئيس الحمدي يختلف مع مجاهد أبو شوارب وبيت أبو لحوم وجاءوا لي وأنا في صنعاء وكانوا لا يزالون أقويا وأعضاء في مجلس القيادة وقادة في الوحدات العسكرية يحاولون استقطابي إلى صفهم للتخلص من إبراهيم الحمدي قلت لهم: أنتم أقنعتمونا به وبالحركة والآن تريدون أن تتخلصوا من إبراهيم الحمدي من أجل يصفى الجو للبعث، لا لست معكم في هذا. وحاولوا معي مرات كثيرة ورفضت. وتصاعد خلافهم مع إبراهيم الحمدي وبدأ يضايقهم من مناصبهم من مجلس القيادة ومن الوحدات العسكرية التي كانوا فيها، والتي تمكن من خلخلتها وكسب ضباطها حتى إن علي أبو لحوم ما شعر إلا والضباط كلهم ضده ومنعوه من دخول الوحدة العسكرية في العرضي. وعندما أعلن بيان بتغيير بيت أبو لحوم من قيادة الجيش يوم 27إبريل 1975م، عارضت ذلك وهذا اليوم أصبح اسمه يوم الجيش، الذي سماه الحمدي، واعتبر عيداً يحتفل به كل عام، وحينما جاءت لي الأخبار وأنا في مجلس الشورى قمت من القاعة إلى مكتبي واتصلت بالحمدي تلفونياً وجرت بيني وبينه مشادة قوية، وبعدها أقصى العميد/ مجاهد أبو شوارب من منصبه القيادي العسكري وكان في الصين وعاد من الصين ونزل في مطار جده، ثم اتجه برًا إلى حجة مركز المحافظة حيث كان أيضًا محافظًا لها، وقام بترتيب الأمور في حجة ثم اتجه إلى خمر واشتد الخلاف مع إبراهيم، ولم أعد أطمئن له وتذكرت ما كان يبلغني به مجاهد وبيت أبو لحوم من قبل أنهم اكتشفوا أن هذا الرجل خطير، فخرجت إلى خمر بعد خروج مجاهد بحوالي شهرين تقريباً أو أقل.
آلية المعارضة للحمدي وفشل الوساطات الداخلية والخارجية عندما خرجت إلى خمر بدأ مسار المعارضة يأخذ موقفاً قوياً حيث استقطبنا القبائل وقليلاً من العسكر فكانت المناطق من بعد ريده إلى صعده معنا أما حجه فحصل من أهلها مقاومة لكنهم سرعان ما تخاذلوا وخذلوا مجاهد الذي كان يستند إليهم وقدم لهم الخدمات. وفي هذه الأثناء قام بعض الأشخاص بوساطات لحل الخلاف وأكثر من قام بهذا الدور القاضي/ عبد الله الحجري لكنها كانت وساطات استسلامية ونصائح ليس فيها شيء مقابل شيء. وكانت لنا شروط وفي مقدمتها إعادة الحياة الدستورية والحكم المدني بحسب الاتفاق الذي تقرر على أساسه التغيير. والقاضي الحجري كانت وساطته تهدئه واستسلامًا وكان يقول: خلاص تعاملوا مع هذا الإنسان ولا تطلعوا المحرة ، لا تتركوه وحاولوا تمسكوه وتتعايشون معه لا تطلبوا منه أكثر مما يطيق. وكان يستعمل (لا تطلعوا المحره) لأنه سيحصل كذا وكذا ، كما خرج لنا من الوسطاء بعض المشائخ منهم عبد الخالق الطلوع ومحمد يحيى الرويشان وكان صديقًا للحمدي ، ومحمد حسن دماج ، وعبد الله دارس وكانوا يحملون نفس الرأي الذي كان يحمله القاضي عبدالله الحجري. كانوا يحاولون ثنينا عن المعارضة مقابل أن الحمدي سوف يسمعنا ونحن نتعاون معه ونكون وإياه يداً واحدة، كما بعث إلينا الأستاذ أحمد محمد نعمان برسالة ينصح فيها بالتعاون الصادق والحذر والحيطة من الذين يسعون للفرقة بيني وبين الحمدي ويشرح فيها عن مواقفه. واستمرت الوساطات ومحاولة تقريب وجهات النظر أثناء أدائنا فريضة الحج مع إبراهيم الحمدي من قبل المسئولين في المملكة، وأعتقد أننا لم نتفق على شيء محدد وعلى أساس أن نتواصل هنا وهناك ونحل الخلاف ! لكن الموقف اشتد عندما أقدم الحمدي على حل مجلس الشورى في 22 أكتوبر 1975م وخرجت المظاهرة ( لا شورى بعد اليوم ) وكنت حينها في خمر والتواصل منقطع مع الحمدي، ومجاهد الذي كان أول من شد الموقف مع الحمدي ، كان يدخل صنعاء ويلتقي مع الحمدي ويجري محادثات للمصالحة. وفي هذه الأثناء والمعارضة للحمدي في أشدها خرج إلى خمر الأمير تركي ابن فيصل بن عبد العزيز وعندما وصل إلينا كان أكثر ما ركزنا عليه هو إظهار استياء الناس من الحمدي والتفافهم حولنا ، وصادف وجوده التقاء القبائل فيما أسموه مؤتمر ( خمر الثاني ) وفعلاً رأى وسمع ما لم يكن يتوقع مما جعله يقول: هنا الدولة هنا اليمن ، لأنه رأى وجوه مشائخ اليمن وقد حاول أن يقرب وجهات النظر ويخفف من حدة الخلاف ، ولست أذكر تفاصيل ما جرى بيننا من محادثات لكنها كانت تصب في اتجاه تنقية الأجواء وتجاوز الخلافات والتصالح مع الحمدي. واستمرت الخلافات طوال عامي 1976م ، 1977م. وفي هذه الأثناء قتل القاضي عبدالله الحجري في لندن وظهرت إشاعات بأن الحمدي تآمر عليه ، وكان التصاق القاضي عبدالله الحجري بالحمدي وتأييده له قد أوجد بيننا وبينه هوة ، لأن وجوده في جانب الحمدي كان يخدم الأخير خدمة كبيرة ، وكنا ننصح الحجري بالابتعاد عن الحمدي لكنه كان يرفض نصائحنا، لذلك لم يمثل قتله إضعافاً لنا لأنه كان يعتبر في تلك الفترة سنداً ودعماً وظهيراً للحمدي. الدور السعودي في دعم الحمدي كان موقف السعودية مؤيداً لحركة 13يونيو ، ولا أعتقد انه كان لها دور في التخطيط للحركة ولكن يبدو أنه كان هناك سر بينهم وبين إبراهيم الحمدي لأنهم كانوا ضائقين بالقاضي عبد الرحمن الارياني ، وكانوا على علاقة بإبراهيم الحمدي ومعجبين بشخصيته ، وقد دعموه في البداية ، وعندما بدأ الخلاف بيننا وبين إبراهيم حاولوا التوسط وتقريب وجهات النظر، كانوا حريصين أن أظل موجوداً في الدولة لكنهم في الوقت نفسه حريصون أن لا نهز وضع إبراهيم الحمدي أو نفرض عليه شروط أشخاص ، وكانت ثقتهم بالحمدي كبيرة ووساطتهم على أساس أن نتصالح وأكون معه ، وفي الوقت الذي كانوا ينصحوني بعدم المعارضة ضد الحمدي كانوا ينصحونه أيضاً أن لا يصعد الموقف معنا وكانوا على ثقة أنه معهم ويستند إليهم وكان يطرح عليهم أنه يريد بناء دولة ، ونحن مراكز قوى ولا بد أولاً أن يتخلص من مراكز القوى ليستطيع بناء دولة وهذا بخلاف رغبتهم ، و كانت القيادة السعودية ترغب بوجود حاكم قوي يستطيعون أن يدعموه وهو في أيديهم وقادر على التعامل معهم بدلاً من الفوضى. وكان ما يطرحه الحمدي يلقى تجاوباً من المثقفين والشباب داخل اليمن وخارجة خاصة وأنه كان خطيبا مفوها ومؤثراً. وخلال فترة الخلاف لم ينقطع تواصلنا مع المسئولين في المملكة ولم تنقطع وساطتهم بيننا وبين الحمدي، فقد كان سفيرهم بصنعاء دائم التردد علينا لهذا الغرض ، وقبل مقتل الحمدي أبلغنا السفير السعودي عزمنا على زيارة السعودية وتوجهنا براً إلى الطائف مع مجموعه من المشائخ من كل مكان ، في شهر رمضان قبل مقتل الحمدي بشهرين أو أقل لنؤكد لهم أننا رافضون للحمدي ، وأننا مستندون إلى القاعدة الشعبية ، وبقينا في الطائف حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر، وكان محسن اليوسفي يتحرك بين صنعاء والطائف من أجلنا وهو وزير الداخلية وذلك في محاولة لتسوية الخلاف بيننا وبين إبراهيم الحمدي خاصة بعد أن ساورهم القلق من سياسات الحمدي ، الذي كان يلعب على الحبلين فقد كان يظهر للسعوديين أنه مستند إليهم ، وكانوا يدعمونه ومتمسكين به فعلاً خاصة بعد أن تخلص من مجاهد ومحسن العيني وبيت أبو لحوم والتيار البعثي في الوقت الذي بدأ بإقامة العلاقات مع النظام في عدن وإحلال الناصريين بدلاً عن البعثيين في مؤسسات الدولة . فبعد أن تظاهر لهم أنه كان يخدمهم بتصفية البعث الذي كانوا على عداء معه وقدموا له الدعم والتأييد ، إذا به يحل الناصريين بدلاً عنهم، والسعوديون لا يختلف موقفهم من الناصريين عن موقفهم من البعث إلا أنهم كانوا يعتبرون الناصريين ضعفاء في تلك الفترة. انقلاب الغشمي على الحمدي وتبنيه لنهج الحمدي في إبعاد المشائخ كان أحمد الغشمي يتبنى نفس موقف الحمدي ضدنا، وعندما بدأ بالإعداد لحركته ضد إبراهيم لم يكن بيننا وبينه أي تفاهم أو تقارب أو حتى مجرد إيحاء بما ينوي فعله، ولهذا كان مقتل الحمدي مفاجئا لنا وقد استقبلت النبأ باستياء شديد فهذه جريمة وما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد. وبقدر ما كان القتل جريمة استنكرناها، فإن التغطية القبيحة التي صاحبت الجريمة اعتبرناها أشد قبحاً وقد أدنتها وبعثت في ليلتها رسالة حملها الأخ/ علي شويط قلت لهم فيها أن التغطية مشينه وغير مشرفة، لأنه كان يجب أن تعلنوا أنكم قمتم بانقلاب وتعلنوا مبرراته بدل البكاء والأناشيد العسكرية وهذا الكذب والتغطية القبيحة. دخل مجاهد أبو شوارب بعد الانقلاب والتقى بالغشمي، الذي لم يفتح معنا أي حوار وإن كان قد بعث لنا من يطمئننا ويؤكد لنا أن الخلاف الذي كان موجوداً بيننا وبين الحمدي قد انتهى، ويطلب منا أن نبقى في خمر، وأن لا ندخل صنعاء، حتى المشائخ الذين كانوا مقاطعين صنعاء طلب منا أن نبلغهم أن لا يدخلوا صنعاء ، حتى أن الشيخ أحمد ناصر الذهب وكان من المشائخ الذين كانوا عندي في خمر دخل بعد مقتل الحمدي وأرجعه الغشمي قبل أن يدخل صنعاء وجلس في قرية القابل شمال العاصمة. و ظل الغشمي يطلب منا التريث وان لا ندخل صنعاء وانه سوف يلتقي بنا كضيوف في بيته في ضلاع ، والتقينا به وأكد لنا أنه معنا وأننا وإياه في خط واحد وعلينا أن نؤجل أي شيء، وقال : اتركوا لي فرصة !! وعندما أعلن إنشاء مجلس الشعب التأسيسي أظن أنه أشعرنا بذلك مسبقاً، ولم يكن عندي أي مطالب على أحمد الغشمي حتى يتبين موقفه. ❝
❞ نص الرسالة الشهيرة التي من أبي الاحرار الزبيري الى الشيخ الأحمر، من كتاب مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
\"بسم الله الرحمن الرحيم: ولدي الحبيب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر أحييك وأقبلك وأتلهف إليك لهفة الظمآن إلى الماء العذب .
إليك هذه التحية الحارة الخاطفة مع الأخوة الأبناء القادمين إليك وعندهم كل شيء من أخبارنا وأفكارنا مما لا تتسع له هذه الرسالة.
يا بني الكريم : إنك لأن تحمل أثقال جبال اليمن وسهولها ووديانها وإن هيكلك النحيل امتحنه القدر فحمله الأمانة الكبرى نحو الشعب والبلاد وأملي عظيم أنك تحمل ما حملت وتؤدي ما فرض الله عليك أداءه.
إنك الذي ترجح كفة النجاة لوطنك كله وليس هذا مبالغة ولا ثناء وإنما هو مسئولية نوجه نظرك إليها.
وإننا معك يا بني أتمنى أن أمزق روحي لك فداء وعونا وإنني والله لأفزع أحيانا عندما أتصور البلاد خالية منك ومن نفر قليل من زملائك المشايخ الأحرار ولكن فزعي أعظم لو تصورت أن تتلكأ أو تتردد.
إن المطلوب منك أن تقول نعم وأن تقول لا بكل قوتك ورجولتك وستغير حينئذ مجرى التاريخ , إذا كنت لا تعرف قوتك فنحن نعرفها وترتفع رؤوسنا إلى السماء والأعداء يعرفونها وتررعد فرائصهم ... لا تصدق تواضعك وهدوء نفسك الوديعة المسالمة إن االدنيا مشحونة بالأحقاد والشرور والتربص والنوايا الشريرة.
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم
ومن لا يظلم الناس يظلم
وسلام الله عليك ..
من والدك / محمد محمود الزبيري .. ❝ ⏤د. عبدالله راجح شارب الحايطي
❞ نص الرسالة الشهيرة التي من أبي الاحرار الزبيري الى الشيخ الأحمر، من كتاب مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
˝بسم الله الرحمن الرحيم: ولدي الحبيب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر أحييك وأقبلك وأتلهف إليك لهفة الظمآن إلى الماء العذب .
إليك هذه التحية الحارة الخاطفة مع الأخوة الأبناء القادمين إليك وعندهم كل شيء من أخبارنا وأفكارنا مما لا تتسع له هذه الرسالة.
يا بني الكريم : إنك لأن تحمل أثقال جبال اليمن وسهولها ووديانها وإن هيكلك النحيل امتحنه القدر فحمله الأمانة الكبرى نحو الشعب والبلاد وأملي عظيم أنك تحمل ما حملت وتؤدي ما فرض الله عليك أداءه.
إنك الذي ترجح كفة النجاة لوطنك كله وليس هذا مبالغة ولا ثناء وإنما هو مسئولية نوجه نظرك إليها.
وإننا معك يا بني أتمنى أن أمزق روحي لك فداء وعونا وإنني والله لأفزع أحيانا عندما أتصور البلاد خالية منك ومن نفر قليل من زملائك المشايخ الأحرار ولكن فزعي أعظم لو تصورت أن تتلكأ أو تتردد.
إن المطلوب منك أن تقول نعم وأن تقول لا بكل قوتك ورجولتك وستغير حينئذ مجرى التاريخ , إذا كنت لا تعرف قوتك فنحن نعرفها وترتفع رؤوسنا إلى السماء والأعداء يعرفونها وتررعد فرائصهم .. لا تصدق تواضعك وهدوء نفسك الوديعة المسالمة إن االدنيا مشحونة بالأحقاد والشرور والتربص والنوايا الشريرة.