❞ تخت شرقي
عَلا صوتُ الموسيقى الشرقِيَّة، وبدأت الترانيمُ تَنساب...
أتت..
سُبحانَ من رَسمَ مُحيَّاها، أبدعَ في حِياكةِ ملامِحها بِخُيُوطٍ من نور!
فتاةُ بَرَدى، الرِّصافة والجِسرَين،
إِدلِب، حلب وجمالها، النَّاعورة، وحِمص، فتاةُ مُحافظات العرب وشِيَمِ الرِّجال..
من بِلاد الشَّام جَلَّ من سَوَّاها، سُوريَّة أصيلة من جمالها تُحكى بِدَع.
-ما إِن بدأت ترقُص، حتَّى شعرتُ أنَّ العالمَ قد ضاق، كأَنَّ كُلَّ ما حولي قد خَفَت وعمَّ بهِ الصَّمت.
عيناي لم تعودا لي، صارَتا عبدَتَين لحركتِها، تسيران حيثُ يسير خصرها، يعلوان حينَ ترتفِعُ كَتِفاها، ويرتَجِفان مع كُلِّ إِلتِفاتةٍ منها.
يتوثَّبُ الجسدُ بأكملِه، ينبُضُ حياةٍ في كُلِّ ذبذبة، وكُلَّ خطوةٍ تحملُ وعداً بالمزيدِ من الدَّهشة، فالساقانِ تنثران خِفَّة الفراشة والقدمُ تسوقُ اللَّحن كما يسوقُ الرَّاعي قطعانه نحو النَّبع! خصرها، لا لم يكن يتحرَّك، بل كانَ يغوي.
وساقاها، وهُما تخطوان فوق الأرض كَأنَّهُما لا تُلامِسان التراب بل تعزِفان عليه أنشودة رغبة.
يا الله...كيف يتحوَّل الجسد إلى لحن؟ كيف تنبعِثُ النَّار من الأُنوثة دون أن تُحرِق بل لِتُلهِب؟
كانت تتحرَّك بثقة أنثى تعرف تماماً وقعها، كَأنَّها خُلِقت لِتُرى لا لِتُنسى.
كُنتُ جالِساً، لكِنَّني لم أعُد كذلك.. كُنتُ غارِقاً، تائِهاً، أتبعها بنظري كالمسحور، وكُلَّما التَفتَت، شعرتُ أنَّها رأتني...كأنَّ نظرتها تسألني: أتراني؟ أتحترِق؟
وأنا؟ كُنتُ أراها وأحترق، وأصمت، وأشتهي منها ماءاً يرويني، قُرباً يُذهِبُ عذابي، أن يتوقف الزمن عندَ رقصةٍ واحدة، فقط واحدة فأضيعُ بها للأبد...
كُنتُ مشدوداً، مأسوراً، مُشتهِياً بطريقةٍ لا تُشبهُ أيُّ رغبة عابرة، كانت تُثيرني، نعم.. لكن بِبُطئٍ قاتل، برشفة أنوثة في كُلِّ ثانية، حتَّى صرتُ لا أُميِّز بين المُتعةِ والعذاب.
كم هيَ قاسية ولكن بشكلٍ يُحرِّكُ جوارِحي، يُوقِظُ غريزتي، فأشتهي أنوثتها التي تتلوَّى مع كُلِّ نغمة، تعرِفُ أنِّي أتفَتَّت أمامها دونَ أن ألمسها وأَنَّني أكادُ أنهض، أمشي نحوها، أُوقفها أو....أذوبُ معها في تلكَ الرقصة إلى ما لا نهاية.
وقفتُ هناك، لا يفصلني عنها سوى مسافةٍ من هواءٍ مشحون، لكِنَّني كُنتُ أشعرُ بها...شعرتُ بها في صدري، في جلدي، في نبضي.
صدرها يعلو ويهبط كإِيقاعِ الطبول في لحظةِ النَّشوة، وظهرها يلتفُّ كقوسٍ مشدودٍ لا يرمي سوى بأسهُم الرَّغبة الصَّامتة.
وكانت لا تزال ترقُص...
كُنت على وشكِ أن اقترب...
أو على وشكِ أن أنهار،
لكنها... استدارت وأكملت الرقص.
كأنَّها سمِعت كُل ما دار بداخلي،
واختارت أن تتركني هُناك،
مُعلَّقاً بين اللَّهفةِ والسُّكون، أُحدِّق..وأنتظِر،
دون أن أعلم:
هل ستنتهي الرقصة؟
أم أنَّني صرتُ جزءاً منها؟
راما الشمَّاع. ❝ ⏤Rama Shammaa
❞ تخت شرقي
عَلا صوتُ الموسيقى الشرقِيَّة، وبدأت الترانيمُ تَنساب..
أتت.
سُبحانَ من رَسمَ مُحيَّاها، أبدعَ في حِياكةِ ملامِحها بِخُيُوطٍ من نور!
فتاةُ بَرَدى، الرِّصافة والجِسرَين،
إِدلِب، حلب وجمالها، النَّاعورة، وحِمص، فتاةُ مُحافظات العرب وشِيَمِ الرِّجال.
من بِلاد الشَّام جَلَّ من سَوَّاها، سُوريَّة أصيلة من جمالها تُحكى بِدَع.
- ما إِن بدأت ترقُص، حتَّى شعرتُ أنَّ العالمَ قد ضاق، كأَنَّ كُلَّ ما حولي قد خَفَت وعمَّ بهِ الصَّمت.
عيناي لم تعودا لي، صارَتا عبدَتَين لحركتِها، تسيران حيثُ يسير خصرها، يعلوان حينَ ترتفِعُ كَتِفاها، ويرتَجِفان مع كُلِّ إِلتِفاتةٍ منها.
يتوثَّبُ الجسدُ بأكملِه، ينبُضُ حياةٍ في كُلِّ ذبذبة، وكُلَّ خطوةٍ تحملُ وعداً بالمزيدِ من الدَّهشة، فالساقانِ تنثران خِفَّة الفراشة والقدمُ تسوقُ اللَّحن كما يسوقُ الرَّاعي قطعانه نحو النَّبع! خصرها، لا لم يكن يتحرَّك، بل كانَ يغوي.
وساقاها، وهُما تخطوان فوق الأرض كَأنَّهُما لا تُلامِسان التراب بل تعزِفان عليه أنشودة رغبة.
يا الله..كيف يتحوَّل الجسد إلى لحن؟ كيف تنبعِثُ النَّار من الأُنوثة دون أن تُحرِق بل لِتُلهِب؟
كانت تتحرَّك بثقة أنثى تعرف تماماً وقعها، كَأنَّها خُلِقت لِتُرى لا لِتُنسى.
كُنتُ جالِساً، لكِنَّني لم أعُد كذلك. كُنتُ غارِقاً، تائِهاً، أتبعها بنظري كالمسحور، وكُلَّما التَفتَت، شعرتُ أنَّها رأتني..كأنَّ نظرتها تسألني: أتراني؟ أتحترِق؟
وأنا؟ كُنتُ أراها وأحترق، وأصمت، وأشتهي منها ماءاً يرويني، قُرباً يُذهِبُ عذابي، أن يتوقف الزمن عندَ رقصةٍ واحدة، فقط واحدة فأضيعُ بها للأبد..
كُنتُ مشدوداً، مأسوراً، مُشتهِياً بطريقةٍ لا تُشبهُ أيُّ رغبة عابرة، كانت تُثيرني، نعم. لكن بِبُطئٍ قاتل، برشفة أنوثة في كُلِّ ثانية، حتَّى صرتُ لا أُميِّز بين المُتعةِ والعذاب.
كم هيَ قاسية ولكن بشكلٍ يُحرِّكُ جوارِحي، يُوقِظُ غريزتي، فأشتهي أنوثتها التي تتلوَّى مع كُلِّ نغمة، تعرِفُ أنِّي أتفَتَّت أمامها دونَ أن ألمسها وأَنَّني أكادُ أنهض، أمشي نحوها، أُوقفها أو..أذوبُ معها في تلكَ الرقصة إلى ما لا نهاية.
وقفتُ هناك، لا يفصلني عنها سوى مسافةٍ من هواءٍ مشحون، لكِنَّني كُنتُ أشعرُ بها..شعرتُ بها في صدري، في جلدي، في نبضي.
صدرها يعلو ويهبط كإِيقاعِ الطبول في لحظةِ النَّشوة، وظهرها يلتفُّ كقوسٍ مشدودٍ لا يرمي سوى بأسهُم الرَّغبة الصَّامتة.
وكانت لا تزال ترقُص..
كُنت على وشكِ أن اقترب..
أو على وشكِ أن أنهار،
لكنها.. استدارت وأكملت الرقص.
كأنَّها سمِعت كُل ما دار بداخلي،
واختارت أن تتركني هُناك،
مُعلَّقاً بين اللَّهفةِ والسُّكون، أُحدِّق.وأنتظِر،
دون أن أعلم:
هل ستنتهي الرقصة؟
أم أنَّني صرتُ جزءاً منها؟
❞ #المرأة_وما_ميزها_الله_بها"
إن اللحظة التي نسمح فيها نحن البشر لأي شيء غير خالقنا، أن يُحدِّد معيار نجاحنا أو فشلنا، ومعيار سعادتنا وقيمتنا، نكون قد دخلنا إلى نوع صامت من العبودية، وهو نوع مُهلك، فحين تجعل المرأة المعيار هو الرجال، فإنها قد أهلكت نفسها،،. ❝ ⏤ياسمين مجاهد
إن اللحظة التي نسمح فيها نحن البشر لأي شيء غير خالقنا، أن يُحدِّد معيار نجاحنا أو فشلنا، ومعيار سعادتنا وقيمتنا، نكون قد دخلنا إلى نوع صامت من العبودية، وهو نوع مُهلك، فحين تجعل المرأة المعيار هو الرجال، فإنها قد أهلكت نفسها،،. ❝