ملخص رواية ورددت الجبال الصدى
تبدأ الرواية بين عام 1952 إلى عام 2012، ولكل فصل راوي مختلف وزمان ومكان مختلفين أيضًا لكن حسيني استطاع من خلال مقدرته الأدبية العملاقة أن يربط كل هذه الاختلافات معًا بخيطٍ رفيع ومكان محدد ألا وهو مسقط رأسه أفغانستان.
تبدأ الرواية بقصة الأخوين عبدالله وباري الورقتين اللاتي طيرتهما الريح بعيدًا عن بعضهما البعض منذ الصغر، لكنهما لا يزالان متشابكان في العمق، فرواية الوجود التام، والغياب المقيم، ومشاعر الألم مجهول المصدر كشعور المريض الذي يشعر بوجود الألم لكنه لا يستطيع أن يشرح للطبيب طبيعة الألم ولا حتى مكانه، تجد هنا في الرواية أشواق طفولتهم وحبس أنفاسهم بانتظار سماع الصدى الذي كان سيرتد إليهم ذات يوم حتى وإن كان بعد ثمانية وخمسون سنة، ذلك التصدع منذ الأمد البعيد يلتئم الآن من جديد، معه شعور ارتطام لطيف في صدريهما وخفقات قلبيهما، ينبض من جديد ويستعيد حيويته.
في هذه الرواية يأخذك الكاتب برحلةٍ شيقة حقًا في مدن متفرقة من أفغانستان، وفرنسا، واليونان والولايات المتحدة الأميركية، وبهذه الأماكن المتعددة التي يربطنا حسيني بها عن طريق خيط رفيع يتمحور حول شخصيتي الرواية المركزية عبدالله وباري استطاع فيها الكاتب إرسال عدة رسالات ورسم خطوط عريضة لدوافع، ودروس إنسانية كبيرة من خلال سبر أغوار النفس البشرية من خلال شخصياته، وأسماع العالم لصوت المقهورين من أبناء جلدته الواقعين تحت نير غيلان الفقر والحرب، وذلك عن طريق روايته أسطورة تتعلق بالغيلان والجني المارد الذي يتنقل في القرى الأفغانية طالبا حصته من الأطفال، وفيها إشارة كبيرة من الحسيني لغيلان الفقر والفساد وغيلان الحروب الذين استولوا حتى على أراضي الفقراء وبنوا عليها قصورهم، ويحكي والدهما هذه القصه ليلة قرر فيها التخلي عن ابنته باري إلى عائلة غنية في كابل ليس لها أولاد، حتى يضمن لهم عيش كريمة، فاشترطوا عليه عدم رؤيتها مطلقًا، لتعيش البنت في كنف هذه العائلة الغنية ويتمكن النسيان من باري الطفلة الصغيرة على العكس مع الأخ الكبير عبد الله الذي كان عصيًا على النسيان إلى أن تمكن الزهايمر من عبد الله ليجمعهم القدر مرة أخرى بعد ستين عامًا تقريبًا فلا عبدالله يتذكر أخته العزيزة والذي أطلق اسمها على ابنتها الوحيدة ولا باري تتذكر صندوق الريش الذي كان قد حفظه لها وكان بمثابة أعز ما تملكه باري.ي جذور تلك الشجرة التي طيرتهما الريح منها.