█ _ حنان لاشين 2021 حصريا رواية سقطرى عن عصير الكتب للنشر والتوزيع 2023 سقطرى: لماذا تشعر الآن وكأنها عجوزٌ الرغم من كونها الواحد والعشرين عمرها! تناهى إلى مسامعها صوت خطوات تقترب اعتدلت جلستها وتواثبت دقات قلبها وهي تشرد نـحو الباب وكلما اقتربت تلك الخطوات باب غُرفتها كانت تتسارع بوتيرة أكبر تأرجحت الثّريا المُعلّقة السقف بجنون ارتعشت الإضاءة ستخفت ثم اشتدت وغمرت المكان بقوة جديدٍ وكأن يدًا خفيّةً تتلاعب بها طرق أحدهم الباب ثلاث طرقات انتظر قليلًا وأعاد الطرق مرة أخرى بتصميمٍ شديدٍ عندما لم تُجبه ترجو الله أن ينصرف هذا الطارق فهي تخشى ينفرط عقد لسانها وتبوح بكل شيء فُتح ببطءٍ وكان له أزيز مُخيف ودلف ضيفها واقترب وعيناه تُشعّان شغفًا وفضولًا وجلس سكون ينتظر منها تبوح بكلّ الأسرار ظلت تُحدّق إلى وجهه حتى ظن أنها لن تتكلم وأخيرًا ازدردت ريقها وعادت بذاكرتها لعشر سنوات مضت وبدأت تُخرِج ما بجُعبتها أسرارٍ ثمّة حكايا غريبة ستُروَى هنا! كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما الأجناس القصصية حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
❞ كان بينهما ذلك الحديث الودّي الذي يجعل الحديث في العلم والحديث في فنون الطبخ سواء، ما دامت الكلمات تتناقل بينهما، فتلك كانت لغة من لغات الحب التي أجاداها معًا . ❝
❞ كانت "سُبُحات" فتاة رصينة رهيفة وكأنّها من عاج، ملامحها بالغة الرّقة والعذوبة، لا تُحدث جلبة إن حضرت، فهي تميل للسّكون، إن نطقت فصوتها هادئ حنون، وعندما تُغادر تترك من خلفها وهو يتساءل عن تلك الرّاحة الّتي غادرت المكان. رآها "أَقْمَر" أوّل مرّة وهو في الثانية عشرة من عُمره، عندما كان يملأ البستان ضجيجًا مع رفاقه، ويقذفون بعضهم بالحجارة فأصابها دون قصد فبكت في صمت وانصرفت ولم تشكه لأبيها، فقال لخالته:
- "تلك الفتاة طيّبة".
ثُمّ زارتهم وكان في السّادسة عشرة من عُمره مع أُمّها وكانت تراقب الهررة وتبتسم في لطف ووداعة، فقال لخالته:
-"تلك الفتاة هادئة".
ثُمّ رآها وهو في الثّامنة عشرة من عُمره، كان قد تعلّم الجدال وطال نقاشه مع أبيها الّذي كان يعدّه شيخه ومُعلّمه، فقاطعتهما وأجابت سؤالًا من أسئلته ببلاغة فانعقد لسانه، فقال لخالته بعد انصرافهما:
- "تلك الفتاة ذكيّة".
ثُمّ رآها وهو في العشرين من عُمره بثوب قشديّ ووشاح بلون زُرقة السّماء، كانت تجلس في سكون على الشَّاطئ ليلًا تنتظر عودة مركب أبيها، فرأته يقف وحيدًا على الشَّاطئ. كانت تحفّه هالة ضوء أبيض وهو يُلاعب ماء المُحيط، يقترب فيبتعد الماء وينسحب كلّما اقترب منه أكثر، ثُمّ يتراجع فيُقبل الماء ويفيض على الشَّاطئ، كأنّه قمر يُداعب ماء المحيط بالمدّ والجزر، أجفل عندما اكتشف أنّها تُراقبه، جذبته عيناها المنيعتان بعد أن تجاوزته وكأنّه سرابٌ، فعاد وقال لخالته على استحياء:
- "تلك الفتاة جميلة".
فضحكت الخالة، وأدركت أنّ قلبه يخفق..
ثُمّ رآها وهو في الثّالثة والعشرين وكان يرنو إليها راجيًا نظرة واحدة، فمرّت بمقلتيها كالبرق على عينيه، واختبأت خلف كتف أبيها، فشحب وجهه، ورجف قلبه، وعاد لخالته سقيمًا وقال:
- "لقد سرقت "سُبُحات" قلبي"!
فقررت خالته أن تتحدّث إلى شيخه في أمر زواجهما، لكنّ الشّيخ اختفى فجأة هو وعائلته، ولم يعد للجزيرة، ولم تره منذ شهور، كان هذا يُقلقها ويوجع قلب "أَقْمَر"، وبعدها طال سُهاده، أصبح قليل الكلام، لا يزال يحلم بـ"سُبُحات" . ❝
❞ ˝ لُِآ يوُجٍدِ شُخـص رٍآئعٍ طُوُآلُِ آلُِوُقٌت ، وُلُِآ يوُجٍدِ شُخـص ڪآملُِ فُوُقٌ آلُِوُصفُ ، بَلُِ هـنآڪ فُرٍآغٌ يُملُِأ ، وُألُِمٌ يُدِآوُي ، وُعٍيبَ يُسترٍ ، وُخـطُأ يُنسﮯ ، وُهـفُوُآت يلُِزْمهـآ تغآفُلُِ ، وُلُِحٍظًآت ضيقٌ فُي صدِرٍ طُرٍفُ يحٍتوُيهـآ آتسآعٍ صدِرٍ آلُِطُّرٍفُ آلُِآخـرٍ ، قٌدِ يبَدِأ آلُِحٍبَّ بَسهـم من سهـآم آلُِعٍين يُلُِقٌﮯ فُي آلُِفُؤآدِ ، لُِڪنّهـ لُِن يڪتملُِ إلُِآ بَآلُِعٍقٌلُِ . ˝ . ❝
❞ ˝ عجبا لهؤلاء الذين يظنون أن القلوب الرحيمه تنبض فقط في صدور أصحاب الوجوه الجميله ، وان الحب خُلق فقط للجميلات ، وان الشكل وحده هو معيار تصنيف الآخرين ، هناك ارواح جميله لا ترى من النظره الاولى، وقد تختبئ خلف القشور والاهاب والندبات ، لكننا نستطيع أن نشعر بها من نبره الصوت والافعال والمواقف والنظرات ˝ . ❝
❞ رآها وهو في العشرين من عُمره بثوب قشديّ ووشاح بلون زُرقة السّماء، كانت تجلس في سكون على الشَّاطئ ليلًا تنتظر عودة مركب أبيها، فرأته يقف وحيدًا على الشَّاطئ. كانت تحفّه هالة ضوء أبيض وهو يُلاعب ماء المُحيط، يقترب فيبتعد الماء وينسحب كلّما اقترب منه أكثر، ثُمّ يتراجع فيُقبل الماء ويفيض على الشَّاطئ، كأنّه قمر يُداعب ماء المحيط بالمدّ والجزر، أجفل عندما اكتشف أنّها تُراقبه، جذبته عيناها المنيعتان بعد أن تجاوزته وكأنّه سرابٌ . ❝
❞ ˝ آحٍيآنآ نضطُرٍ لُِلُِرٍجٍوُعٍ عٍن قٌرٍآرٍ مآ أوُ آلُِتخـلُِي عٍن معٍرٍڪهـ من معٍآرٍڪنآ لُِيس لُِضعٍفُنآ وُلُِآ لُِعٍجٍزْنآ ، لُِڪن لُِآن وُرٍآءنآ من يخـآفُ عٍلُِينآ وُيجٍزْعٍ ˝ . ❝
❞ عاد للسكون، للصمت، لإغماض عينيه، للبحث عن فقاعة ليلوذ بها.عندما نـحبّ ونُجرح ممن نحبّهم أو نجرحهم لحماقتنا ونفترق، فنـحن نـحمل معنا قطعًا من أرواحهم، ونترك بين أياديهم بقايانا، يؤلمنا ما تركناه لأنّه يؤخّر التّعافي، ويؤلمنا ما حملناه لأنّه يزيد الحنين. لن تتوقّف الحياة، سنلتقي حتما بهم مرّة أخرى، وقد يعود الجزء لكلّه، ويلتحم الكلّ بجزئه، ويعود الحبيب للحبيب على أهون الأسباب، وقد تكون التفاتة بسيطة هي السّبب، وقد تُطفئ ابتسامة حنين جمرة غضب، فيعود الخليل لخليله، وهذا فقط عندما نـحبّهم ويحبّوننا . ❝
❞ قد تتحوّل النّعمة إلى ابتلاء إن زادت عن حدّ معيّن، وقد يكون عجزنا عن رؤية كلّ شيء حولنا رحمة، وعجزنا عن سماع كل الأصوات رحمة، وعجزنا عن فهم كلّ الأمور رحمة، وعجزنا عن الحصول على كلّ النّعم رحمة، فالله يحجب عنّا من تلك النّعم بقَدَرٍ معلومِ لأنّه يعلم أننا لا نـحتمل الزّيادات فيها، ولأنّ سعة نفوسنا وأرواحنا وأجسادنا لا تحتمل ذلك الفيضان، وقد ننهار من فرطها في لحظة لضآلتنا، ولأنّ البعض منها يكفينا . ❝
❞ عندما نفقد شيئًا عزيزًا تعبنا لكي نـحصل عليه، وتحمّلنا المشقّة الّتي أنهكتنا، نخشى أحيانًا من تكرار التجربة، لأننا نعلم كيف كانت مرارة السعي للحصول على هذا الشّيء، وندرك أننا سنبذل جهدًا كبيرًا مرّة أخرى، وقد تلازمنا أوجاع الفقد لفترة طويلة فتشلّ أركاننا، ولا نعاود المحاولة إلّا عندما ننسى قليلًا، لأننا من المستحيل أن ننسى بشكل كامل، لكننا على الأقل ننسى بقدر كافٍ لنعاود المُحاولة، وهذا من ألطاف الله بنا، فالنسيان أحيانًا نعمة، وإن كُنّا لا نُدرك قيمته! . ❝
❞ ما السر في الأمان المرتبط بظهور النور؟ لماذا ينقشع الخوف الذي يلتصق بأفئدتنا خلال الليل بمجرّد بزوغ نور الفجر الحاني؟ لماذا تنكسر وحدتنا بصوت المذياع والتلفاز ونحن نعلم أنّها أصوات مستعارة؟ ونطمئن بأصوات الغرباء الآتية من الشوارع والأزقة عندما نقترب من الشرفات المفتوحة؟ أليسوا هم الغرباء أنفسهم الذين أرعبنا حضورهم في لحظات أخرى؟ على الرغم من كونهم غرباء لا يأبهون بنا، ولا يعرفون وجوهنا، نأنس بأصواتهم وحسب!
كيف يحدث هذا؟ . ❝