█ _ عبد الرزاق بن المحسن البدر 0 حصريا كتاب خطب ومواعظ من حجة الوداع عن مكتبة الملك فهد الوطنية 2024 الوداع: الخطب والمساجد الوداع المؤلف: البدر فهرسة خطب قال المصنف حفظه الله : «فإن النبي صلى عليه وسلم ومواعظه حجَّته التي ودَّع فيها المسلمين ذاتُ شأنٍ عظيمٍ ومكانةٍ سامية قرَّر الصلاة والسلام قواعد الإسلام ومجامع الخير ومكارم الأخلاق وفي هذا الكُتيِّب جمعٌ لطائفةٍ نافعةٍ وجملةٍ مُباركةٍ ونُخبةٍ طيبةٍ خُطب حَجَّة مع شيءٍ البيان لدلالاتها والتوضيح لمراميها وغايتها مما أرجو أن يكون زادًا للوُعَّاظ وذخيرةً للمُذكِّرين وبُلغةً للناصحين الاعتراف بالقصور والتقصير وقد جعلتُها ثلاثة عشر درسًا متناسبةً أحجامها ليتسنَّى بيُسر إلقاؤها الحُجَّاج أيام الحج شكل دروس يومية» أعظم ما قرّره رسول بكلماته النيرات وعظاته البالغات بيانُ مكانة الإيمان وأنه أساس السعادة والفلاح الدنيا والآخرة وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل ومن لم يكن مؤمناً فالجنة حرام ولا يشم ريحها بل مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه حديث بشر سُحيم قال: التشريق أنه: ((لا يدخل إلاّ مؤمن)) وبعث بعث أصحابه ببيان ذلك وإعلانه الناس معذرةً وإقامةً للحجة العباد كما المسند أيضاً رضي عنه: ((أن أمر ينادى أنه بعض الروايات فأمره ينادي: ((ألا إنه وروى مسلم صحيحه كعب مالك ?: (( بعثه وأوسَ الحدثان فنادى: وكان عليّاً عنه مكة بهذا الإعلان العام الذي قبله ففي محرَّر أبي هريرة أبيه ((كنت عليّ طالب حيث ببراءة فقال: كنتم تنادون؟ كنا ننادي الحديث أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ وأيضاً قبل غير مرّة صحيح لما كان يوم خيبر وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد المؤمنون)) فخرجت فناديت: ألا لبلال بلال قم فأذن رواه البخاري وفي المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد واعذاراً وإقامة وتبياناً لمقام وشأنه وأنَّ نعيم وثوابه ورضاه ينال بالإيمان فالمؤمنون هم وجنته سواهم مطمع لهم سبيل فوز وما الآخرة خلاق ومن قامت وبلغته دعوة المرسلين فأبى القبول أو كذب استكبر طاعة رب العالمين فليس له القيامة النار هي مأواه وبئس المصير قال تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا صُدُورِهِمْ غِلٍّ تَجْرِي تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40 43] فالجنة دار وطاعةِ الرحمن عداهم سواء كانوا ملاحدة يؤمنون بالله كفاراً يكذبون به وبرسوله مشركين يعبدون معه غيره منافقين يظهرون ويبطنون الكفر فهم جُثا وحطب يخلدهم أبد الآباد ينقذهم منها منقذ يقضى عليهم فيموتوا يخفف عنهم عذابها يزداد تعالى: { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ عَذَابًا}(1) وأهل يسعدون وبنعيمها يتمتعون تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم خالدون وبهذا تظهر العالية ومنزلته السامية فهو المطالب وأجل المقاصد وأنبل الأهداف إذ العبد سعادة ويدرك أهم الغايات ويظفر بالجنة ونعيمها وينجو وسخط الجبار وينال رضى الرب فلا يسخط أبداً ويتلذّذ بالنظر وجهه الكريم ضَرَّاء مُضرة فتنة مُضلة يناله الثمار والآثار المباركة يفوق الحصر ويتجاوز العد وبالجملة فالخير كلّه فرع ومترتب والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه والإيمان إذا كاملاً قد أدى صاحبه الواجبات وترك المحرمات فإنه يمنع دخول ويدخل صاحبُه بدون حساب عقاب وإذا ناقصاً بترك واجب فعل محرم الخلود تواترت النصوص بأنه يخلد قلبه شيء ولو يسيراً ثم بعد يطهر بالنار أدران ذنوبه وأقذار معاصيه فمنازل بحسب حظهم زيادة ونقصاً وجوداً وعدماً والتوفيق بيد وحده والمنة كلها سبحانه بَلِ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ] ولهذا دخل وتبوءوا منازلهم قالوا معترفين بمنّ وفضله: [الأعراف:43] فجمع هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم بالنعمة أوصلهم المنازل وبين ذكر السبب نالوا المنّة وهو وأعماله فنسأل يمنّ علينا الصادق يزيننا بزينة يجعلنا هداة مهتدين كتب المنبرية والدروس الإسلامية مجاناً PDF اونلاين ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية رسوله محمدًا حين فترة الرسل وبعد جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق وصراطَه المستقيم ولقد جاء برسالته أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه القيام أمره ربه: ﴿ فَاصْدَعْ تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ الداعي الجديد وأقبل ينظرون الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب فصار للدعوة مناوئون لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون إن بالإضافة اعتماده نشر جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل جمعة تصح بدونها هناك الخطبَ المشروعة الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف