█ _ نبيل جميل 2022 حصريا رواية ❞ فتى الحروب ❝ عن روافد للنشر والتوزيع 2024 الحروب: مجموعة قصصية للقصصي والشاعر والتي تعكس بأسلوب أدبي دقيق قصص ومشاهد حول وما يتخلف عنها وأثارها التتابعية حتى بعد انهاء تلك والعنف ومد قًبحه كمنظومة مًستقله خاضعه لقوانينها الخاصة التي لا تخضع شئ سوي ذاتها القبيحة فالعنف كائن متجبر مًستقل السياسة والسلطة يعيث الفساد بيدية دون احتياج داعم أو تبرير كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
إن الكتابة كما يُشير الناقد - موليم المروسي - (تعني وضع جسدك في موقع ما من العالم، وان تأخذ موقفاً مُحددا من ما يجري حولك، وفي دواخلك) بمعنى تموضع الكاتب ضمن عالم افتراضي يؤسسه خيال السارد.
وفي هذا السياق أي تَموضِع ذات الكاتب مع العالم والتفاوض المُضمر بين الفلسفة أو الفكر أو السياسة والأدب يُقارب القاص والروائي نبيل جميل في مجموعته القصصية إشكالية العنف في واقع ما بعد الحرب.
❞ ثم اجتاز المجاز المظلّل بعريشة شجرة العنب، متجهاً نحو باب الحديقة، وقد ميّز رائحة النهر، رغم عَبق الحديقة العامرة بشتى أنواع الزهور. بحركة ناشطة امتط الدراجة وانطلق، تلفح وجهه ريح باردة، جعلته شديد الرغبة بالتجول في هذا الصباح النقي، فكر: إذا ذهبت إلى السوق الكبيرة سيتبقى لي شيء من النقود، فالأشياء هُناك أرخص سعراً . ❝
❞ قبل يومين تسلم رسالة من أهله جاء فيها: (ولدي عبد الله، لقد وصلنا الى مدينة بابل، استأجرنا منزلاً وسط المدينة، العنوان على الظرف، إذا اردت راسلنا، ولا تنس نحن بانتظارك نهاية كل شهر، تقبّل تحيات الجميع وتحياتي الحارة .. والدك الحنون) . ❝
❞ لحظة انحدار الشمس خلف صف المنازل، أهمل عبدالله النظر إلى وسط الشارع، حيث كان يركّز نظره على الحفر والمطبّات الصغيرة، يتألم لمرأى أكوام القمامة المتناثرة هنا وهناك، وصعّدَ بصره إلى واجهات الدور المغبرّة، ثم إلى النوافذ المغلقة وأفياء الأشجار الوارفة. وفي حين كان يمسح كل ذلك بنظرات صامتة متسائلة، كانت أشياء الشارع تفقد لونها الطبيعي، إذ أصبح الفضاء أكثر عتمة، ذهبتْ حمرة السماء وانبسطت ظُلمة باهتة كغطاء سميك يحجب الأبصار، فاتخذت الأشياء صوراً أخرى، لها رهبة تهزّ القلب.وبينما كان يقف متأملاً، وقد اعتاد على ذلك في أغلب المساءات، اجتازت سيارة (إيفا) الشارع بسرعة جنونية، تسبّبت في إثارة الغبار وتطاير الحصى الناعم، الذي أرغمهُ على التراجع للخلف، حاجباً وجههُ بمنديل، يسعل بحدّة . ❝
❞ عيناها تُراقِبان فضاء الغرفة، وقد أحاطتهما هالتان بلون الرماد، وإذا خفضت بصرها، شعرت بقُرب نهايتها، إذ لازمها استياء دائم منذ أول الشتاء، عندما استيقظت فزِعة عند الفجر تصرخ: (أبعدوه عني، إنه يجثم على صدري) وعندما هرع من كان في البيت محاولين تهدئتها، كانت هي ترتجف، بعدها لم تنطق سوى: (كاد يقتلني.. كاد يقتلني) . ❝
❞ كل إنسان يكره الحرب، ولكن ...
ردد ذلك ثم أنصت، لصوت الريح وحفي أوراق الأشجار، فغار مرة أخرى في خياله الناضب، حاملاً معه عُزلته المطبوخة بالبارود والعفن، بِحِيرة من أمرهِ، أراد أن يُزحزح جسده وينهض، ولكن شعوراً مؤلماً زلزل كيانه، أجبره على الاستسلام والإذعان لطيف خياله الدافئ، في وحشة صمته المستديم . ❝
❞ كانت رغبته قوية في إنعاش ذاكرته هذا المساء، فقد شعر بفراغ كبير زاد من رغبته وألمه، منذ أن ابتعدت زوجته وطلبت الطلاق، ثم هذا التيه الكبير الذي عم جميع أحياء المدينة، منذ بدء القصف، صارت حياته شبه مشلولة، حت العمل في النهار توقف، فالمصنع الذي يعمل فيه، قصفته الطائرات مُحطمه الجزء الأكبر منه . ❝
❞ تُحاول الذاكرة الاحتماء من لهيب الحب، تبحث عن مصد يعترض هذا الولع، في محاولة لإطفاء فتائل الوقت المتقدة. وددت مشاركة السماء دموعها، أفرغ النفس بما امتلأت من ألم، أتقيأ حد النزيف جراح عمري، صِرت أحسد الطيور، أراقبها تنتقل بين الأشجار، تبحث عن ملاذ آمن من المطر، تدخل في نفير عام.. أووه إلى الآن استخدم الرموز العسكرية، تبّاً متي أتخلص من آثار الحروب؟ . ❝
❞ أنظر فيما حولي فتتصاعد بناية الشيراتون أمامي، البوابة الرئيسية مغلقة بكتل الإسمنت، ينتابني جزع، أسترجع ساحات الحروب، دوي قصف الطائرات، جثث إخوتي المتفحمة في ساحة كرة القدم، شعر امي المنفوش، صراخ نساء الجيران وهن يحضن ما تبقى من أجساد أبنائهن، لم يكن للصغار خطيئة سوى حبهم للعب الكرة في ساحة الحيّ، تُفّ على من أشعل حربنا مع إيران، ألا لعنة الله على من ابتكر المدافع والصواريخ بعيدة المدى، أبشع ما في الحرب قصف المدن، آه.. كيف لي أن أنسى تاريخاً ساهم بتدميرنا . ❝
❞ رُحت أنشد المغفرة على طريقة ترانيم سومرية، ورغم البرد والمطر احسست بنيران تشتعل في داخلي، لكن وبماذا ستنفع الآهات؟ تأخذني الأحلام بعيداً عل ظهر موجة، وتعود بي متكئاً على عصا حزني، مخموراً في أكثر الليالي، ألعن الحظ وأندب الضمير . ❝
❞ وبعد.. أو ثم ماذا؟ أحاول وجهي في المرآة : أتراك اشتقت إليها حقاً؟تحاول أن ترشف المزيد من ذكراها، أم أنك ما بين وبين، مثل أرجوحة تتمنى أن تهتزز من جديد، خذلتك الرياح وهجرتك الأيدي، وأنت كما أنت مازلت تنحت الأماني بنظرة شاردة وقلب مقبوض.. والحياة بتيارها تنساب دونك بهدوء . ❝
❞ كل عام تعود بي الذاكرة ما أن يَنطلق مهرجان المربد. أتحول إلى كتلة حُزن، لا أُخفي عليك شيئاً، بعكس بوصلة الحياة أراني مجهداً في رحلة التذكير، تُرتب لي الساعات موعداً مع المطر، وتحت أوراق الأشجار المبتلة أتخضب بالشجن، مولعاً بعاطفة الاشتياق، لقاؤنا الأول وكيف احتفى المكان بنا، وددت أن يتكرر اللقاء في كل مربد، أن يُبعث من جديد، فعندي الكثير من الكلام مازال مدفوناً، يؤجج بجمره الفؤاد . ❝
❞ أهرب الى شط العرب وبجانب شجرة برهام أقف ساعة المغيب أناجي الفراغ، أبحث عما يُهدّئ الروح ويبعد عنها الضجر، يا لروعة ما ذهبت إليه، هه.. إنه الضحك على النفس، بهذه التمتمات أمضغ المصير، وأنا أعرف بأن ما فعلته يُعد من كبائر الذنوب في تاريخ الحب، نهاري مُظلم وليلي مؤلم، الخمرة أخذت من صحّتي ما أخذت، والآن بعد نصيحة الأطباء علّقت عذابي بالصلاة، لكنني لم أجد فرقاً، أهرب للقراءة، لكنني كلما فتحت كتاباً شعّت صورتك أمامي، أَبسط يدي على الورقة، أتلمّس وجنتيك أذرف الدمع علّه يَفي بالغرض ويرتاح الضمير . ❝
❞ غُفرانك سيدتي، اصفحي عني أرجوكِ، أهمسُ كل غروب، أطلب من الله الصبر في تَحمل تأنيب الضمير، يا لها من آلام تضغط على تفكيري، تستمر لتحيلني إلى خرقة بالية منذ هجرانك في آخر مكالمة، فما يزال شهيق أنفاسك يحتك في أذني، نحيب مستمر يقض مضجعي، يؤرقني في ساعات العزلة، خاصة عندما أكون وحيداً في المنزل . ❝
❞ مع هذا كُنت اشعر أنني في حلم، وليس عالم حقيقي محسوس، رُحت أتأملك باهتمام ودقة متناهيتين، أرسم، أفكر، أخطط، وانتِ الفريسة، حتماُ بوسعك أن تطلقي عليّ ما شئتِ من صفات، تجردني من إنسانيتي، لأنني لم أَصُن القََسَم، العلاقة بكل مصداقيتها، يوم قررنا الزواج مهما حصل، وأن نُدافع عن حبنا، لحظتها أخبرت عائلتك وعمّ الفرح، رحتِ تُخططين لبناء منزل أحلامنا، تضعين لمساتك في كل زاوية، يوم أرسلت إليك قائمة بألواني المفضلة؛ للجدران، الستائر، الأثاث.. أيّ وحش أنا وأيّ ملاك أنتِ؟ . ❝
❞ إن عدم القدرة على اتخاذ قرار، يشكّل ارتياباً وقلقاً من عدم تحقيق أمنية، فَرْحة، قَدْحة شرر تشعل ما يبس من حطب، فيتخذ الإنسان وبعجالة قراراً، يعده الصواب بما آل إليه من نكد، فتذوب الحكاية التي كان يؤخّرها وينوي إكمالها مع من يحب. تتشعب الرؤى ويدوخ، ليجد نفسه في دوامة أخرى أشدّ وقعاً بآلامها عليه. يتخبط، يحاول إبعاد خيوط ما التفَّ عليه من شِباك، لكن لا فائدة، فالخيوط هي الأخرى أخذت تتناسل على مرّ السنين، ويجد نفسه قد امتثل للأمر الواقع، يراقب شكله في مرآة العمر، ولم يتفاجأ بالشيب وانحناءة الظهر، يتقبّل الأمر كيفما اتفق مدارياً عورة تساؤلاته الهرمة، يمضغ هزائمه، فراغات ما تساقط من أسنان ويعزو السبب للظروف، يعلّق بؤسه كخرقة قماش على شمّاعة العمر ويرفع شعار: هذا قدري المكتوب . ❝
❞ الكتابة لا تفي بالغرض، الحقيقة تدفن مع الإنسان، يحملها معه إلى قبره، وحده الله يعلم ما تخبئه الذاكرة. محاكمة النفس الأمّارة ليست بالسوء وحده، فثمّة إشكال في هذا الأمر، ما يبتغيه الإنسان من زمانه يلزم التقصي عن حقيقته، فالظاهر لا يعني شيئاً مقابل ما دفن في الذهن . ❝
❞ ˝بين الماء والسماء نجدّف في سكون وصمت،
وقد ضرب الله على ذان الطبيعة، وختم على أفواه الخليقة،
فلا نحس حركة ولا نسمع رِكزاً غير إيقاع المجاديف على أنغام الموج˝.
البحيرة/ ألفونس دو لامارتين . ❝
❞ جعلته يُقسم بأن لا يترك زوجته، ثم ختمت بأنها كانت تعلم بشغفه بها من خلال النظرات، واهتمامه بتشجيعها على القراءة والكتابة، بعد حسرة طويلة قالت: (سأعترف لك أنني كلما تكلمت معك يُراودني شعور غريب، يزداد نبض القلب، أشعر كما لو أننا التقينا من قبل، لذا اتجنب نظراتك والاقتراب منك، فهناك قوة جاذبة تتملكني حينها، تظل معي ولا أستطيع ابطال مفعولها، رغم مُتعتي بها) . ❝
❞ بعد عودته للبيت قرر أن يصارحها، فكتب لها رسالة أوضح فيها ما كان يجول في خلجاته، تعمّق في الوصف وبتفصيل دقيق لكل ما يشعر به، طلب منها الزواج وضغط على زر لكل ما يشعر به، طلب منها الزواج وضغط على زر الارسال ثم اغلق ( اللاب توب)، بعدها فكر:( ربما تسرعت، اعتقد ان الوقت غير مناسب، هي الآن تستعد لإصدار كتابها الأول وذهنها مشغول باختيار دار النشر، كان عليّ الانتظار)، لام نفسه ولم يتجرأ على تصفح ˝الفيس بوك˝ . ❝