█ _ نبيل جميل 2022 حصريا رواية اتجاه الجنوب البعيد عن روافد للنشر والتوزيع 2024 البعيد: مجموعة قصصية جديدة للقصصي والروائي مغزولة بقلم محترف ينسج خيوط ابداعه كل كلمة وكل عبارة قصة لتخرج المجموعة كلها ثوب مطرز بإتقان وحرفية بديعة كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
هي مجموعة قصصية ثرية، تضم بين ثناياها تسعة وخمسين قصة تنوعت بين قصيرة و قصيرة جداً، حيث أصيغت بعناية فائقة و ممتازة للتحليق في سماء الأدب و مجال القصة القصيرة، مجموعة جيدة مليئة بالأحداث المتنوعة تتوفر بها كل عناصر القصة القصيرة المتميزة ، إلا ان هنالك بعض القصص تميزت بتشاؤم و السوداوية والتي تكون نهايتها بانتحر البطل في ختام القصة، وتضم هذه المجموعة قصص بها إسقاطات رمزية على الواقع الاجتماعى والثقافى والاقتصادى الذى نعيشه المجتمع العراقي، واختار الكاتب شخصيات المجموعة بصورة مناسبة من البيئة التي يعيش فيها و جعل أرض البصرة مسرح لأغلب قصص المجموعة.
❞ حافظت على امكانيتي من عدم الاستهلاك الذهني تجاه المستحيل، بحيث لم أثر السخرية من نفسي. ممكن أن يعبث بي الزمن، لكن المكان في نظري هو التجربة الخالدة . ❝
❞ ازدحمت الأفكار بذهنه، تتابعت، تكاثرت، اصطدمت برائحة شواء اللحم وقلي الهامبرغر، اختلطت وتاهت في الفضاء. تريث ينصت الى أغاني الخشّابة ترتفع من ملهى (ألف ليلة وليلة). قبل أن يعبر جاءه صوت منبه سيارة رجع للخلف، نظر ال جانبيه، مسّد شعره، ثم ترنح في مشيته يُتمتم مع نفسه، كأنه يحاول فك لغز ما . ❝
❞ كانت ملامح وجهه غير واضحة بسبب الدماء، لكنني ميزت شقاً صغيراً في رأسه يتدفق منه الدم، صاح أحدهم: (يجب إنقاذه، انه يموت؟).
فكرت بعائلته، بنجاته، تألمت لمنظره،لكن ما أصابني بالفزع، هو تدافع أولئك الصغار.. (اقزام! ما هذا!) تساءلت وأنا أراهم يفرّون، كمن أُطلق صراحه بعفو عام، دنوت منه، تحملت تدافع الناس، لم أكن في حلم، حتى أنني صفعت وجهي. رأيتهم يتساقطون من رأسه، بعضهم يرتدي قلنسوات، طرابيش، عمائم، ملابس رثة مثل التي ترتديها أنت الآن، نساء ورجال وصبية، صحت يا إلهي، ذُهلت وأنا أراهم يتفرقون مًسرعين بين أرجل الناس، اختفوا في جحور أو ربما شقوق جدران . ❝
❞ ركّز ناظريه عل الصبي، ثم حك رأسه، بعد أن أغمض عينيه (لا، مستحيل)؛ تمتم مع نفسه (أيكون أحدهم؟)، حاول أن يمد يده الى صحن السلطة، لكنه أوقفها، عاود النظر الى الصبي ( تُرى أين رأيته من قبل؟) تساءل، استل سيجارة وأنبتها في فمه، لم يُشعلها، لثوان سرح بفكره، دعك السيجارة ورماها وباندهاش قال: ( ربما هو أحد الفارين من جمجمة ذاك الرجل) . ❝
❞ بعد عشرين عاماً أمضاها في الغربة، رجع إلى قريتهِ (كوت ثويني)، حاملاً حقيبة متخمة بمؤلفاته الشعرية والقصصية. كان يوماً قائظاً من شهر حزيران، حين نزل من سيارة الأجرة في منتصف الطريق المعبّد، توقف لحظة قبل أن ينعطف يميناً، ليجوس بخطاه الشارع الترابي، الذي يتحوّل أثناء المطر إلى مادة صمغية تنزع الأحذية من الأقدام. أستنشق غبار حافات ذكرياته الأليمة.. (التمرّد على المجتمع والزمن)؛ غمغم مع نفسه وهو يحوّل الحقيبة من يده اليمنى إلى اليسرى، رَسمَ في مخيلته صوراً جميلة لاستقبال ذويه: (أختاي لابدّ إنهما تزوّجتا وأنجبتا الأطفال). أشرقت ابتسامة على محيّاه، شعر بشيء من الودّ، جعله يعجّل بخطواته في اجتياز جذوع النخيل المرصوفة فوق جداول الحياة، مراوغاً ظلال الاشتياق، المتطايرة فوق غبار أعوامه الخمسين . ❝
❞ تُحاول الذاكرة الاحتماء من لهيب الحب، تبحث عن مصد يعترض هذا الولع، في محاولة لإطفاء فتائل الوقت المتقدة. وددت مشاركة السماء دموعها، أفرغ النفس بما امتلأت من ألم، أتقيأ حد النزيف جراح عمري، صِرت أحسد الطيور، أراقبها تنتقل بين الأشجار، تبحث عن ملاذ آمن من المطر، تدخل في نفير عام.. أووه إلى الآن استخدم الرموز العسكرية، تبّاً متي أتخلص من آثار الحروب؟ . ❝
❞ أنظر فيما حولي فتتصاعد بناية الشيراتون أمامي، البوابة الرئيسية مغلقة بكتل الإسمنت، ينتابني جزع، أسترجع ساحات الحروب، دوي قصف الطائرات، جثث إخوتي المتفحمة في ساحة كرة القدم، شعر امي المنفوش، صراخ نساء الجيران وهن يحضن ما تبقى من أجساد أبنائهن، لم يكن للصغار خطيئة سوى حبهم للعب الكرة في ساحة الحيّ، تُفّ على من أشعل حربنا مع إيران، ألا لعنة الله على من ابتكر المدافع والصواريخ بعيدة المدى، أبشع ما في الحرب قصف المدن، آه.. كيف لي أن أنسى تاريخاً ساهم بتدميرنا . ❝
❞ رُحت أنشد المغفرة على طريقة ترانيم سومرية، ورغم البرد والمطر احسست بنيران تشتعل في داخلي، لكن وبماذا ستنفع الآهات؟ تأخذني الأحلام بعيداً عل ظهر موجة، وتعود بي متكئاً على عصا حزني، مخموراً في أكثر الليالي، ألعن الحظ وأندب الضمير . ❝
❞ وبعد.. أو ثم ماذا؟ أحاول وجهي في المرآة : أتراك اشتقت إليها حقاً؟تحاول أن ترشف المزيد من ذكراها، أم أنك ما بين وبين، مثل أرجوحة تتمنى أن تهتزز من جديد، خذلتك الرياح وهجرتك الأيدي، وأنت كما أنت مازلت تنحت الأماني بنظرة شاردة وقلب مقبوض.. والحياة بتيارها تنساب دونك بهدوء . ❝
❞ كل عام تعود بي الذاكرة ما أن يَنطلق مهرجان المربد. أتحول إلى كتلة حُزن، لا أُخفي عليك شيئاً، بعكس بوصلة الحياة أراني مجهداً في رحلة التذكير، تُرتب لي الساعات موعداً مع المطر، وتحت أوراق الأشجار المبتلة أتخضب بالشجن، مولعاً بعاطفة الاشتياق، لقاؤنا الأول وكيف احتفى المكان بنا، وددت أن يتكرر اللقاء في كل مربد، أن يُبعث من جديد، فعندي الكثير من الكلام مازال مدفوناً، يؤجج بجمره الفؤاد . ❝
❞ أهرب الى شط العرب وبجانب شجرة برهام أقف ساعة المغيب أناجي الفراغ، أبحث عما يُهدّئ الروح ويبعد عنها الضجر، يا لروعة ما ذهبت إليه، هه.. إنه الضحك على النفس، بهذه التمتمات أمضغ المصير، وأنا أعرف بأن ما فعلته يُعد من كبائر الذنوب في تاريخ الحب، نهاري مُظلم وليلي مؤلم، الخمرة أخذت من صحّتي ما أخذت، والآن بعد نصيحة الأطباء علّقت عذابي بالصلاة، لكنني لم أجد فرقاً، أهرب للقراءة، لكنني كلما فتحت كتاباً شعّت صورتك أمامي، أَبسط يدي على الورقة، أتلمّس وجنتيك أذرف الدمع علّه يَفي بالغرض ويرتاح الضمير . ❝
❞ غُفرانك سيدتي، اصفحي عني أرجوكِ، أهمسُ كل غروب، أطلب من الله الصبر في تَحمل تأنيب الضمير، يا لها من آلام تضغط على تفكيري، تستمر لتحيلني إلى خرقة بالية منذ هجرانك في آخر مكالمة، فما يزال شهيق أنفاسك يحتك في أذني، نحيب مستمر يقض مضجعي، يؤرقني في ساعات العزلة، خاصة عندما أكون وحيداً في المنزل . ❝
❞ مع هذا كُنت اشعر أنني في حلم، وليس عالم حقيقي محسوس، رُحت أتأملك باهتمام ودقة متناهيتين، أرسم، أفكر، أخطط، وانتِ الفريسة، حتماُ بوسعك أن تطلقي عليّ ما شئتِ من صفات، تجردني من إنسانيتي، لأنني لم أَصُن القََسَم، العلاقة بكل مصداقيتها، يوم قررنا الزواج مهما حصل، وأن نُدافع عن حبنا، لحظتها أخبرت عائلتك وعمّ الفرح، رحتِ تُخططين لبناء منزل أحلامنا، تضعين لمساتك في كل زاوية، يوم أرسلت إليك قائمة بألواني المفضلة؛ للجدران، الستائر، الأثاث.. أيّ وحش أنا وأيّ ملاك أنتِ؟ . ❝
❞ إن عدم القدرة على اتخاذ قرار، يشكّل ارتياباً وقلقاً من عدم تحقيق أمنية، فَرْحة، قَدْحة شرر تشعل ما يبس من حطب، فيتخذ الإنسان وبعجالة قراراً، يعده الصواب بما آل إليه من نكد، فتذوب الحكاية التي كان يؤخّرها وينوي إكمالها مع من يحب. تتشعب الرؤى ويدوخ، ليجد نفسه في دوامة أخرى أشدّ وقعاً بآلامها عليه. يتخبط، يحاول إبعاد خيوط ما التفَّ عليه من شِباك، لكن لا فائدة، فالخيوط هي الأخرى أخذت تتناسل على مرّ السنين، ويجد نفسه قد امتثل للأمر الواقع، يراقب شكله في مرآة العمر، ولم يتفاجأ بالشيب وانحناءة الظهر، يتقبّل الأمر كيفما اتفق مدارياً عورة تساؤلاته الهرمة، يمضغ هزائمه، فراغات ما تساقط من أسنان ويعزو السبب للظروف، يعلّق بؤسه كخرقة قماش على شمّاعة العمر ويرفع شعار: هذا قدري المكتوب . ❝
❞ الكتابة لا تفي بالغرض، الحقيقة تدفن مع الإنسان، يحملها معه إلى قبره، وحده الله يعلم ما تخبئه الذاكرة. محاكمة النفس الأمّارة ليست بالسوء وحده، فثمّة إشكال في هذا الأمر، ما يبتغيه الإنسان من زمانه يلزم التقصي عن حقيقته، فالظاهر لا يعني شيئاً مقابل ما دفن في الذهن . ❝
❞ ˝بين الماء والسماء نجدّف في سكون وصمت،
وقد ضرب الله على ذان الطبيعة، وختم على أفواه الخليقة،
فلا نحس حركة ولا نسمع رِكزاً غير إيقاع المجاديف على أنغام الموج˝.
البحيرة/ ألفونس دو لامارتين . ❝
❞ جعلته يُقسم بأن لا يترك زوجته، ثم ختمت بأنها كانت تعلم بشغفه بها من خلال النظرات، واهتمامه بتشجيعها على القراءة والكتابة، بعد حسرة طويلة قالت: (سأعترف لك أنني كلما تكلمت معك يُراودني شعور غريب، يزداد نبض القلب، أشعر كما لو أننا التقينا من قبل، لذا اتجنب نظراتك والاقتراب منك، فهناك قوة جاذبة تتملكني حينها، تظل معي ولا أستطيع ابطال مفعولها، رغم مُتعتي بها) . ❝
❞ بعد عودته للبيت قرر أن يصارحها، فكتب لها رسالة أوضح فيها ما كان يجول في خلجاته، تعمّق في الوصف وبتفصيل دقيق لكل ما يشعر به، طلب منها الزواج وضغط على زر لكل ما يشعر به، طلب منها الزواج وضغط على زر الارسال ثم اغلق ( اللاب توب)، بعدها فكر:( ربما تسرعت، اعتقد ان الوقت غير مناسب، هي الآن تستعد لإصدار كتابها الأول وذهنها مشغول باختيار دار النشر، كان عليّ الانتظار)، لام نفسه ولم يتجرأ على تصفح ˝الفيس بوك˝ . ❝