█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف والمُصمِّم ❞ رضا البهات ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 المؤلف والدكتور محمد لها العديد المؤلفات الورقية ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها ساعة رملية تعمل بالكهرباء الجميلة تتزوج الديك الشركسي حكاية السمكة وقطعة الخبز ليلة للغنا حكايات شتوية اختار ألا يموت بشاير اليوسفي شمعة البحر جوز ولوز وبوز الناشرين : دار بدائل للنشر والتوزيع ❱
ُوِلدَ المؤلف في مدينة المنصورة في األول من مايو/آيار عام 1955م، تخرج في كلية الطب جامعة المنصورة، ليبدأ بعدها رحلته مع الكتابة؛ نُ ِشرت له العديد من الروايات والمجموعات القصصية والقصص القصيرة في العديد من المجالت األدبية المتخصصة داخل مصر وخارجها، منها: روز اليوسف – الهالل – صباح الخير – القاهرة – أخبار األدب – األهرام – العربي الصغير – الدوحة – أوان. كما نشر الكاتب العديد من المقاالت في الصحف والدوريات المصرية والعربية وله مقا ل ثاب ت في صفحة الرأي في صحيفة المصري اليوم. صدر للمؤلف: - "بشاير اليوسفي" رواية طبعة أولى صادرة عن دار أدب ونقد عام 1992. - "بشاير اليوسفي" رواية طبعة ثانية صادرة عن دار بدائل عام 2015. - "طقوس بشرية" مجموعة قصصية صادرة عن الهيئة العامة للكتاب عام 1995. - "شمعة البحر" رواية صدرت عن المجلس األعلى للثقافة عام 2004. - "موسيقى" قصص لألطفال صادرة عن كتاب العربي الصغير عام 2006. - "ساعة رملية" رواية صدرت عن دار بدائل للنشر عام 2014، وفازت بجائزة ساويرس الثقافية فرع كبار األدباء عام 2015. - "حقيبة زرقاء" قصص لألطفال صادرة عن كتاب قطر الندى. - "ليلة لل ُغنا" مجموعة قصصية صادرة عن دار بدائل للنشر عام 2016 - شمعة البحر ط 2 عن دار بدائل - حكايات شتوية مجموعة قصصية عن دار بدائل - "اختار أال يموت" نصوص شعرية، دار بدائل اجلوائز األدبية: - فاز بجائزة ساويرس الثقافية عام 2015 كأفضل عمل روائي -فرع كبار األدباء- عن روايته )ساعة رملية( الصادرة عن دار بدائل للطبع والنشر والتوزيع عام 2014، وكان من بين مببرات الفوز تفرده بأسلوب جديد ِ ص أشبه بموج البحر، إذ قالت اللجنة في تقريرها "في كل لحظة تفاجئنا الرواية بدفقة أسلوبية جديدة وصور للقَ وتشبيهات غير تقليدية في لغة تلفت االنتباه إلى ذاتها باستمرار.. دفقات شعرية توضح الكثير من معرفة الكاتب ومقدرته على التحكم في لغة السرد
❞ لو كنت مؤمنا لقضيت الوقت فى الصلاة والدعاء. لكننى لا أحفظ الأدعية المصكوكة لكل الناس». أحفظ «إذا جاءت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، كان هذا دعاء يحبه توفيق الحكيم، ولكنه لا يصلح كدعاء. أقول:
«اللهم أدخلنى فى تجربة. ولا تجعلنى ممن يعتاد القبح ولا تكلنى إلى من يكره الحياة، ولا إلى سياسى «تكلام» يلعب بالبيضة والحجر وألهمنى يا رب قول ما أعرف لا ما تردده الألسنة حتى لا أضل السبيل إلى نفسى . ❝
❞ كان الخبر قد انتشر وتوافد الناس بسرعة إلى بيت القاضي، وهم يرددون عبارات الأسى والرثاء للفتاة سيئة الحظ، وفي غرفتها كانت أميرة تبكي بعد أن صارت مخاوفها واقعًا لا سبيل إلى الهرب منه، بينما كانت ˝أم الحنة˝ تواسيها، وتؤكد لها أن هناك خدعة ما، وأن: ˝ثقي بالله يا صغيرتي˝ . ❝
❞ هتعلم طفلك ما يتسرعش في الحكم على أصدقاءه من أحداث القصة اللي من خلالها بيفهم الحيوانات صديقهم القرد غلط وبيحكموا عليه بالكذب وبعدين بيفهموا الحقيقة وبيرجع السلام والوئام . ❝
❞ في المساء وعلى المقهى الذي يلتقي فيه أصدقاءه من المثقفين والشعراء راح يحكي عن فتاة الصبح وعن الحب وكيف أننا مقبلون عن زمن تنعقد فيه السيادة للأنثى، كلما أحكمت قبضة القسوة والانعزال الشيطانية حول قلب الإنسان، المرأة ضمان الحياة الوحيد بإهاب خضرتها الأبدية المقدسة وكان ضمن الملتقين شاعرة شابة قالت: لكن هذه القبضة المحكمة بالقسوة أيضًا داخل المرأة وحول قلبها.
فبدا له العالم ثانية قدريًا مفعمًا بالشؤم والعدم وقال إننا نتعالى على مشاعرنا الطبيعية البسيطة، كالرقة والحنان والوفاء، وأنا كم كنت أنفر من اللمسات الصغيرة بحثًا عن ذلك الشئ الكبير الذي يجتاحني كإعصار ويهز شجرة وجودي باستمرار، لكنه لم يكن يأتي أبدًا، من أجل هذا الشئ نهتك جميعًا المساحة الفاصلة بين عالم الأسطورة والحياة، مأساتنا أننا نعيش الحياة بطريقة أسطورية، فانبرى له أحدهم قائلا:
مأساتك وحدك، إن مساحة فعالية أي إنسان تتحدد بقدر الجنون فيه،
لا بقدر العقل فما بالك بشاعر . ❝
❞ لو أنها تمطر بمحطة مترو الأنفاق قليلاً
كلما اقترب المساء
ليتهم يسمحون بالتدخين ها هنا
للواقفين بين سُكرٍ وصَحو
تحت الجدارية الزرقاء والصفراء
فهي الآن خلف الباب في عربة الناس
تنظر في مرآة حقيبة اليد
وتطويها سريعًا
ليتها لا تقول:
˝لا تؤخرني عن العشاشرة˝ . ❝
❞ في أقصى ساحة المسجد خلع الشيخ جلال ساقه، واصطف له الصغار أقواسًا، «احكِي لنا حدوتة، أيوة حدوتة كوز الدر اللي فضل يكبر ويكبر لحد ما بقى راجل بشنبات، وسنبلة القمح اللي فضلت تسمن وتتدور لحد ما بقت ست الحسن والجمال، والنحلة اللي كانت بتنقل رسايل الغرام بينهم في غيط الله»، استلّ الشيخ جلال من حرامه نايًا مزينًا بأفرع من حرق النار، وسكنت الحواسّ الصغيرة لدى أصابعه الغلاظ، يشهق تحت أناملها ثقب ويزفر آخر محررًا النغم الحبيس فورات من دخان ملون، لم يكن العزف حزينًا كقلب العازف، ولا بهيجًا بهجة الأولاد، كان شرائط ملونة تصاعد من الثقوب، سرعان ما تكاثف بخارها رجلا ضخمًا يترقص بحركات مضحكة.. «انت، والله هو انت يابا جلال، فين الجبة والعمة؟»، ثم تفتت الضباب وتشكل أبدانًا رخوة من وبر أبيض كملائكة، شهق الأولاد ودوَّى تصفيقهم، أعقبها بفئران وردية عارية من الشعر، ثم حيّة رفيعة التفَّت على الناي، جعل ينفض ذيلها كلما لامس أنفه فتدفعه من ثقب وتخرجه من آخر، طرق الرجل الأرض بالناي مرات حتى اختفت الأفعى، من أوسع الثقوب طارت ورقة شجر مبرومة وانفزع الأولاد من شرر راح يومض من فتحات الناي مثل قصف البرق تتصادم معه النغمات في عشوائية، وانسرق الصغار إلى دوار من السحر الأرضي، طفا بهم خفافًا على وسادات من الهواء حتى أن البنات صرخن وبال الأولاد في جلاليبهم لدى ندف تطايرت كقطن يجري تنفيضه بهيئة بشر متشابهين، راحوا يسبحون في فضاء المسجد قبل أن يمتصهم الهواء، وظلت وجوه الأولاد معلقة باتجاه كتلة ضخمة من ضباب أزرق تتشكل حصانًا مجنجًا يندفع طائرًا عبر باب المسجد فصرخوا فرحين وصفقوا طويلًا، مما لفت إليهم جلاس المكتبة البعيدين، وحدا بأحدهم لأن يقول: «إيه شغل العيال ده يا شيخ جلال، انت في بيت الله» وكان الموظف العمومي؛ توقف الشيخ جلال عن العزف سائلًا: «ألا يا صبري افندي قانون عدم الجمع بين وظيفتين عقوبته جامدة أوي كده؟»، «ليه يا شيخ جلال؟ ناوي تشتغل حاوي؟»، فأشار الشيخ جلال إلى حجره شاكيًا بغاية الجدية: «أصل ابن الأبالسة ده من يوم ما صدر القانون وهو مش راضي غير يتبول بس»، ثم رفع الناي إلى شفتيه غافلا عن موجة الضحك التي انفجرت هناك . ❝