كتب الروايات والقصص - 📖 رواية ❞ شمعة البحر ❝ ــ رضا البهات 📖
█ _ رضا البهات 2017 حصريا رواية ❞ شمعة البحر ❝ عن دار بدائل للنشر والتوزيع 2024 البحر: ترصد ما يتعرض له الإنسان من تغييب وتجريف للوعي عبر موروثات ثقافية لا تبلى تلتقط الصراع الأزلي بين الروحي والمادي فضاءات الريف المصري تتنسم اللهجة المحلية داخل بناء الفصحى فتجسد الواقع الحقيقي الذي نعرفه ونألفه ونعيشه سيما وأنها المشكلات التي تؤرق واقع القرية وقدرها ظل أعواماً مديدة يترنح الفقر والجهل والمرض كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
عن رواية شمعة البحر: رواية ترصد ما يتعرض له الإنسان من تغييب وتجريف للوعي عبر موروثات ثقافية لا تبلى ، تلتقط الصراع الأزلي بين الروحي والمادي في فضاءات الريف المصري، تتنسم اللهجة المحلية داخل بناء من الفصحى فتجسد الواقع الحقيقي الذي نعرفه ونألفه ونعيشه، لا سيما وأنها ترصد المشكلات التي تؤرق واقع القرية وقدرها الذي ظل أعواماً مديدة يترنح بين الفقر والجهل والمرض.
❞ في أقصى ساحة المسجد خلع الشيخ جلال ساقه، واصطف له الصغار أقواسًا، «احكِي لنا حدوتة، أيوة حدوتة كوز الدر اللي فضل يكبر ويكبر لحد ما بقى راجل بشنبات، وسنبلة القمح اللي فضلت تسمن وتتدور لحد ما بقت ست الحسن والجمال، والنحلة اللي كانت بتنقل رسايل الغرام بينهم في غيط الله»، استلّ الشيخ جلال من حرامه نايًا مزينًا بأفرع من حرق النار، وسكنت الحواسّ الصغيرة لدى أصابعه الغلاظ، يشهق تحت أناملها ثقب ويزفر آخر محررًا النغم الحبيس فورات من دخان ملون، لم يكن العزف حزينًا كقلب العازف، ولا بهيجًا بهجة الأولاد، كان شرائط ملونة تصاعد من الثقوب، سرعان ما تكاثف بخارها رجلا ضخمًا يترقص بحركات مضحكة.. «انت، والله هو انت يابا جلال، فين الجبة والعمة؟»، ثم تفتت الضباب وتشكل أبدانًا رخوة من وبر أبيض كملائكة، شهق الأولاد ودوَّى تصفيقهم، أعقبها بفئران وردية عارية من الشعر، ثم حيّة رفيعة التفَّت على الناي، جعل ينفض ذيلها كلما لامس أنفه فتدفعه من ثقب وتخرجه من آخر، طرق الرجل الأرض بالناي مرات حتى اختفت الأفعى، من أوسع الثقوب طارت ورقة شجر مبرومة وانفزع الأولاد من شرر راح يومض من فتحات الناي مثل قصف البرق تتصادم معه النغمات في عشوائية، وانسرق الصغار إلى دوار من السحر الأرضي، طفا بهم خفافًا على وسادات من الهواء حتى أن البنات صرخن وبال الأولاد في جلاليبهم لدى ندف تطايرت كقطن يجري تنفيضه بهيئة بشر متشابهين، راحوا يسبحون في فضاء المسجد قبل أن يمتصهم الهواء، وظلت وجوه الأولاد معلقة باتجاه كتلة ضخمة من ضباب أزرق تتشكل حصانًا مجنجًا يندفع طائرًا عبر باب المسجد فصرخوا فرحين وصفقوا طويلًا، مما لفت إليهم جلاس المكتبة البعيدين، وحدا بأحدهم لأن يقول: «إيه شغل العيال ده يا شيخ جلال، انت في بيت الله» وكان الموظف العمومي؛ توقف الشيخ جلال عن العزف سائلًا: «ألا يا صبري افندي قانون عدم الجمع بين وظيفتين عقوبته جامدة أوي كده؟»، «ليه يا شيخ جلال؟ ناوي تشتغل حاوي؟»، فأشار الشيخ جلال إلى حجره شاكيًا بغاية الجدية: «أصل ابن الأبالسة ده من يوم ما صدر القانون وهو مش راضي غير يتبول بس»، ثم رفع الناي إلى شفتيه غافلا عن موجة الضحك التي انفجرت هناك. ❝ ⏤رضا البهات
❞ في أقصى ساحة المسجد خلع الشيخ جلال ساقه، واصطف له الصغار أقواسًا، «احكِي لنا حدوتة، أيوة حدوتة كوز الدر اللي فضل يكبر ويكبر لحد ما بقى راجل بشنبات، وسنبلة القمح اللي فضلت تسمن وتتدور لحد ما بقت ست الحسن والجمال، والنحلة اللي كانت بتنقل رسايل الغرام بينهم في غيط الله»، استلّ الشيخ جلال من حرامه نايًا مزينًا بأفرع من حرق النار، وسكنت الحواسّ الصغيرة لدى أصابعه الغلاظ، يشهق تحت أناملها ثقب ويزفر آخر محررًا النغم الحبيس فورات من دخان ملون، لم يكن العزف حزينًا كقلب العازف، ولا بهيجًا بهجة الأولاد، كان شرائط ملونة تصاعد من الثقوب، سرعان ما تكاثف بخارها رجلا ضخمًا يترقص بحركات مضحكة. «انت، والله هو انت يابا جلال، فين الجبة والعمة؟»، ثم تفتت الضباب وتشكل أبدانًا رخوة من وبر أبيض كملائكة، شهق الأولاد ودوَّى تصفيقهم، أعقبها بفئران وردية عارية من الشعر، ثم حيّة رفيعة التفَّت على الناي، جعل ينفض ذيلها كلما لامس أنفه فتدفعه من ثقب وتخرجه من آخر، طرق الرجل الأرض بالناي مرات حتى اختفت الأفعى، من أوسع الثقوب طارت ورقة شجر مبرومة وانفزع الأولاد من شرر راح يومض من فتحات الناي مثل قصف البرق تتصادم معه النغمات في عشوائية، وانسرق الصغار إلى دوار من السحر الأرضي، طفا بهم خفافًا على وسادات من الهواء حتى أن البنات صرخن وبال الأولاد في جلاليبهم لدى ندف تطايرت كقطن يجري تنفيضه بهيئة بشر متشابهين، راحوا يسبحون في فضاء المسجد قبل أن يمتصهم الهواء، وظلت وجوه الأولاد معلقة باتجاه كتلة ضخمة من ضباب أزرق تتشكل حصانًا مجنجًا يندفع طائرًا عبر باب المسجد فصرخوا فرحين وصفقوا طويلًا، مما لفت إليهم جلاس المكتبة البعيدين، وحدا بأحدهم لأن يقول: «إيه شغل العيال ده يا شيخ جلال، انت في بيت الله» وكان الموظف العمومي؛ توقف الشيخ جلال عن العزف سائلًا: «ألا يا صبري افندي قانون عدم الجمع بين وظيفتين عقوبته جامدة أوي كده؟»، «ليه يا شيخ جلال؟ ناوي تشتغل حاوي؟»، فأشار الشيخ جلال إلى حجره شاكيًا بغاية الجدية: «أصل ابن الأبالسة ده من يوم ما صدر القانون وهو مش راضي غير يتبول بس»، ثم رفع الناي إلى شفتيه غافلا عن موجة الضحك التي انفجرت هناك. ❝