█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تمهيد
من كتاب المسيح ابن مريم هاديا ام فاديا
بقلم د محمد عمر
ثالوث العقيدة النصرانية
الخطيئة الموروثة - التجسد - والفداء
ايها الاخوة الاحباب لاشك اننا امة التوحيد
نؤمن ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو فوق السموات علي عرشه استوي
ليس كمثله شئ لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
ونؤمن ان دين الله في الارض واحد وهو دين الاسلام وان جميع رسل الله كانوا علي هذا الدين.
قال تعالي إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وقال تعالي وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ونؤمن ان جميع الرسل كانوا علي الاسلام اولهم نوح واخرهم سيدنا محمد بن عبد الله
فهذا خليل الرحمن ابراهيم يقول الله عز وجل فيه مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا موسي عليه السلام لما ناظر السحرة فغلبهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فلما توعدهم الفرعون قائلا لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ بل ان الفرعون لما ادركه الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهذا هو المسيح بن مريم يبين لنا ربنا تبارك وتعالي جانبا من نعم الله عليه فيقول واذ اوحيت الي الحواريين ان امنو بي وبرسولي قالو امنا بالله واشهد باننا مسلمون بل ان المسيح لما اشتد وعيده
لبني اسرائيل وهو يامرهم باتباع تعاليم التوراة فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون
وهذا يوسف عليه السلام يناجي ربه قائلا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (
وهذا سليمان يدعو بلقيس وملاها الا تعلو علي واتوني مسلمين........ الي اخر رسل الله وانبياءه اجمعين
فمن امن بوجود اديان لله علي الارض يعبد بها فليراجع دينه قبل ان يدركه العذاب الاليم اما عن الشرائع السماوية فنحن نصدق بها شرائع وليست اديان فابراهيم خليل الرحمن نبيا مسلم وكذلك موسي الكليم وعيسي وزكريا ويحي انبياء مسلمين شريعتهم كانت في التوراة لكنهم كانو علي دين الاسلام شانهم شان بقية الانبياء والمرسلين
فماذا عن النصرانية التي استحدثها شاوؤل الطرسوسي ومعه عددا من الاحبار والرهبان ولم يعتمد ما قالوه للناس دينا الا بعد ان اعتنقه قسطنطين حاكم روما وقد جري ذلك بعد ثلاث مائة عام بعد رفع المسيح الي السماء فاذا كان المسيح وامه من بيت داوود النبي و كانو علي دين جدهم الخليل ابراهيم الذي قال الله فيه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين
هذه الديانه النصرانية قوامها ثالوث وضعه من وضعه من الاحبار والرهبان اتباع شاوؤل الطرسوسي وبرعاية الامبراطور الروماني قسطنطين ويشهد عليهم مجمع نيقية المقدس عام 307 والذي كان برعاية كاملة من اباطرة روما لوضع هذا الثالوث المقدس الذي قام عليه هذا الدين .
الركن الاول من هذا الثالوث المقدس
هو الاعتقاد بما يسمونه الخطيئة الموروثة وهي بلا شك ليست مما اوحاه الله الي انبياءه المرسلين
فهم يرون ان ادم اخطاء يوم ان اكل وزوجته من الشجرة المحرمة والتي علي اثرها استحق اللعنة الابدية التي لم تقف عنده وحده انما توارثتها البشرية حتي اخر مولود قبل يوم الدين
لكن الله عز وجل بين لنا ان ادم لما اخطاء بسبب وسوسة الشيطان انما سارع وزوجته الي التوبة فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فناداهما ربها ان اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الي حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بل ان الله عز وجل حدد مصيره وذريته. فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون .
وهذا يبين لنا قدر الله في خلقه من وجود هذه الدنيا دار الاختبار ووجود الاخرة دار جزاء وقرار والحكمة من انزال الشرائع وارسال الرسل وقيام الناس يوم القيامة للجزاء والقرار
فما اخطاء ادم الا بتقدير من الله الكوني حتي تكون هذه الحياة الدنيا وما ارسل الرسل الا من اجل هداية الناس وما انزلت الشرائع الا من اجل اختبار الناس في اتباع الهدي او الاعراض كما قال تعالي ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي قال رب لما حشرتني اعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي
ومن هنا يتبين للقاري انه لا يوجد خطيئة موروثة فان خطيئة ادم كانت بالقدر الكوني من اجل الهبوط الي الارض حتي تجري احداث هذه الدنيا وفق مشيئة الرحمن
ويتحقق وعد الله في الناس من انزال الشرائع السماوية وارسال الرسل لهدية الناس الي طريق الرحمن وحتي تنتهي هذه الدنيا بنفخة الصعق تعقبها نفخة البعث ليقوم الناس امام الله ويتحقيق وعده لادم فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون . فكان هذه الدنيا ما هي الي معبرة للاخرة التي يتستقر فيها عباد الرحمن في نعيم الجنات ويستقر فيها اعداء الله ورسله في جحيم النيران وهذه هو الرد علي الركن الاول من هذا الثالوث
اما الركن الثاني لهذا الثالوث
فهو يقتضي ان الله عز وجل الذي احسن كل شئ خلقه والذي استوي علي العرش. والارض جميعا قبضته والذي ارتفع علي جميع خلقه فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وهو الذي حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنهم يتجلي ويظر لاهل النعيم في الجنة جزاء ونعيما منه سبحانه قال تعالي وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة
فهذا موسي بن عمران لمال طلب الرؤيا في الدنيا فقال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا
فهذه هي الحقيقة ان موسي لم يتحمل ببشريته رؤية الله تعالي فلما راي موسي الجبل وقد صار دكا لما تجلي الله له انما خر موسي صعقا من هول ما راي فالطبيعة البشرية لا تتحمل تجلي الله عز وجل في الدنيا
لكن اجتماع مجمع نيقية للاحبار والرهبان تحت قيادة قسطنطين الامبراطور الزعيم الذي وضع اصول هذه الديانة انما قرر ان الله عز وجل تجسد في جسد بشري بعد ان نزل من فوق عرشه ودخل رحم امراة من من بين خلقه وعاش فيه تسعه اشهر يتغذي من مشيمة امه ثم ولد ميلادا بشريا ليلتقم ثديها ويتبول ويتغوط ويختن ختنان البشر ثم يكبر فيجتمع حوله اعداءه فيقبضوا عليه ويسبوه ويهينوه وينتهو بقتله علي الصليب هكذا صور لهم شاؤول الطرسوسي هذه الاسطورة الاغريقية التي كانت تقول ان رب السماء هو جوبيتير الذي اعجبته امراة جميله علي الارض اسمها اوتيس فنزل اليها وضاجعها وانجب منها طفلا نصفه ارضي( بشري ) نسبة لامه ونصفه سماوي (الاهي ) نسبه لابيه وسماه ابولون فصار الرب عندهم هو الاب وصار الابن عندهم ابولون وصارت الام عندهم اوتيس هكذا نقلها شاوؤل علي رب السموات ورسوله المسيح وامه الصديقة مريم ابنه عمران.
ومن هنا ادخل عليهم فكرة التجسد والتي فيها يترك الرب الاله الخالق عرشه فوق السموات ليعيش بين الناس بشرا علي الارض وهذا هو الركن الثاني لهذا الثالوث وهو ركن التجسد وفق الديانة النصرانية
الركن الثالث لهذا الثالوث
وهو ركن الفداء الذي يبرر لوجود الركن الثاني وهو ركن التجسد وكان اركان هذا الثالوث هي بمثابة مثلاث متساوي الاضلاع فكل ضلع يوصل الي الذي يليه
فلولا الخطيئة الموروثة ما كان التجسد ولولا التجسد ما كان الفداء ولولا الفداء لما كفرت الخطيئة الموروثة
وكانه يبرر لفكرة قتل الاله بفكرة الخطيئة الموروثة قبل القتل لكي يفتدي البشرية من اللعنة التي حلت عليها بسبب هذه الخطيئة الموروثة فهذا هو المبرر لهولاء اصحاب هذه العقيدة من قتل الاله ونحن نسالهم من اي شئ اراد الاله ان يفتدي البشرية هل كا يريد ان يفتديهم من نفسه ام انه كان يوجد شخص اخر او اله اخر سوف يلعن البشرية بسبب هذه الخطيئة . اذا كان يسوع هو الخالق المالك المدبر وهو الذي خلق ادم وهو الذي يحاسبه الم يكن قادرا علي اهلاك ادم او العفو عنه دون هذه التضحية بنفسه من خلال فكرة الفداء؟ لكنه والله امر دبر بليل من شاؤول الطرسوسي ومن معه ممن اجتمعو في مجمع نيقية ليضعوا هذا الثالوث المقدس الذي بنيت عليه هذه الديانة التي تعد من اكثر الديانات اتباعا علي الارض
ولست الان بصدد الكلام عن ضلعي هذا الثالوث الاول والثاني وهما الخطيئة الموروثة والتجسد.
انما بصدد عرض مفصل للضلع الثالث لهذا الثالوث الا وهو الفداء نعرض فيه نصوصا من الكتاب المقدس نبين فيها نقض لفكرة الفداء فان المسيح ابن مريم كان اخر الانبياء في بني اسرائيل وان دعوته فيهم كانت من اجل الهداية وتعليم طريق النجاة .
وليس فداءا لهم وخلاصهم كما صور لهم اعضاء مجمع نيقية الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالي( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انتهي . ❝
❞ ما نخطه هنا هو رحلة تاريخية ثقافية فكرية في مسرح تاريخ المسلمين منذ أن انطلق في شبه الجزيرة العربية، ليشمل شعوبًا وقبائل ودول وإمبراطوريات من حدود الصين شرقًا وحتى حدود فرنسا غربًا. إنها رحلة عصف ثقافي ننوي أن تكون مُسلّية وغزيرة بالمعلومات وتختصر الزمن منذ القرن الأول الهجري/السابع الميلادي وحتى القرن الرابع عشر/العشرين.
سوف نتناول في هذا السفر ثلاثة محاور رئيسة، لعلها تراود أذهان الكثيرين ممن لهم دراية بموضوع تاريخ الحضارة الإسلامية على امتداد جغرافيتها ومواقع تأثيرها ومظاهر إبداعها وما قدمته للبشرية. المحور الأول حول النظرة السائدة عند الجميع -في الشرق والغرب- بأن العرب ما قبل الإسلام كانوا من البدو والأعراب ولم يكونوا أهل مدنية عبر تاريخهم الطويل، فقد كانوا مجرد قبائل وتجمعات عشائرية تعيش في الصحاري والفلوات ولم تكن عندهم دول أو ممالك ونظم سياسية في ظل الإمبراطوريتن العظيمتين، فارس والروم. هذه النظرة السطحية في قراءة تاريخ العرب روج لها أيضًا الحركات الإسلاموية في القرن العشرين ليظهروا عظمة الإسلام الذي جعل من أولئك البدو أمة عظيمة اجتاحت الإمبراطوريات العظمى والممالك الكبرى من شرق الهند وحتى غرب أوروبا. ولكن من أجل بيان عظمة الإسلام لا يتطلب بالمرة إزالة تاريخ العرب ونعته بالبداوة وعدم التحضر. فعظمة الإسلام، بنبيه سيد الرسل محمد بن عبد الله (ص) والقرآن رسالته المقدسة الذي نزل عليه، لا تعني أن ما قبله كان مظلمًا وعصرًا ذا جاهلية في كل مظاهره. بل عكس هذه الرؤية هو الصحيح، فالأمة التي تستطيع أن تحمل عظمة الإسلام وينزل عليها ذلك الكتاب العظيم الذي لو أنزله الله ˝على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله˝، فالعرب كان لهم من القدرة على تحمل مسؤولية الرسالة العظيمة ولا بد أن يكونوا بمستوى الاستطاعة، فـ ˝لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها˝.
المحور الثاني هو ما أشاعه المستشرقون، وتبناه الكثيرون من الحداثيين في شرقنا، أنه حتى وإن كان للمسلمين مظاهر حضارية فإنها لم تكن بمستوى حضارة الغرب، فقد كانوا ناقلين لإنجازات وإبداعات حضارة اليونان ولم يضيفوا لها أي إبداعات أخرى. فهم بالأحرى كانوا مجرد مترجمين استنسخوا حضارة مَن كانوا قبلهم ونقلوها إلى من جاء بعدهم ومن هم أهل لها، كأن لسان حال الغرب، ومن لف حولهم من الحداثيين: ˝إنما هي بضاعتنا رُدَّت إلينا˝. فجزى الله العرب والمسلمين خيرًا بأنهم حفظوها ونقلوها إلينا، وإن أضافوا لها بعض هوامشهم فما على الغرب إلا إزالتها وإرجاعها إلى نصوصها الأصلية، ˝فما رعوها حق رعايتها˝ لأنهم ليسوا بذلك المستوى الحضاري والعلمي والفكري والثقافي، فيخطوا على نصوصها ما لا ينفع ولا يفيد لأهلها من الأوروبيين المتحضرين. نقل الحداثيون تلك المفاهيم وغرسوها في عقول النخب الثقافية عندنا، حتى أصبحنا نرددها كأنها جزء من الحقيقة التي يشوبها شك. في حين أن المستشرقين يعلونها علانية أن ما يقومون به في دراساتهم، التي ينعتونها بالموضوعية لكنها في طبيعتها -كما يصرح المستشرق نولدكه في عام 1887 أن ˝نظرته التي تُعليِ من شأن الشعوب الشرقية˝- كما يقول كارل بيكر.. إنهم يدرسون الشرق لكنهم يظهارون نفورهم الفعلي من الشرق، فالإسلام عندهم بدعة مسيحية مارقة، وإن هنالك إيحاء مضمرا بدونيته، وحتى صوفيته فيها قصور معوّق، وإن حضارتهم، للأسف، حضارة لم تتطور، فكل شيء في هذا الكيان الديني للإسلام، من توحيد وعاطفة صوفية وفن وشعر، يُضمر في داخله عداء متأصل لفكرة التجسد الإلهي، ولهذا يستوجب رفضه. نجد هذه الأفكار والمفاهيم الآن رنانة يرددها من نطلق عليها في هذا الكتاب: (الحداثيون الجدد)، الذين يملؤون البرامج التليفزيونية وصفحات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. فكل من ينتقد الحضارة الإسلامية أو يحط من الإسلام ورسوله دائمًا ما يجد من يفسح المجال له في الإعلام ومن يطبلون له على أنه (المفكر)، ولا ندري كيف يمكن لأي إنسان أن يصبح مفكرًا. المضحك المبكي هو أنك إذا كنت (مفكرًا) أو إذا كنت (مكفرًا) سوف تحظى بالشهرة!
المحور الثالث هو الرأي الذي ساد في حقبة ما بعد انتصار الثورة الإيرانية بأن النظام الإسلامي الذي قام في إيران في 1979 هو أول حُكم شيعي في التاريخ من بعد حكم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب. فعلى طول فترة الحضارة الإسلامية -كما يدعي البعض- لم يكن للشيعة دور لا في السياسة ولا الحكم ولم يكن لهم تأثير في مجريات شؤون المسلمين طوال أربعة عشر قرنًا، وعليه لم يكن لهم إسهام في الحضارة الإسلامية. فقد كانوا في عزلة، لأن عامة المسلمين السنة نعتوهم بالروافض وعاشوا في أوطانهم مواطنين من الدرجة الثانية -إن صح التعبير. هذه الرؤية حول التاريخ بعيدة عن الحقيقة، فالحضارة الإسلامية شارك فيها جميع المسلمين وغير المسلمين، بمدارسهم المتعددة ومذاهبهم الكثيرة وطوائف المتباينة، حتى أن الحكم السياسي تناوب عليه جميع القوميات والإثنيات والشعوب، فلم تكن الدول وصناعة القرار السياسي فيها للعرب أو للسُّنة وحدهم، فلم يجعل الله الحكم دُولَا بينهم. فقد قامت دول للفرس والترك والأفريقيين وحتى للمغول والمماليك، فكيف لم تسنح للشيعة الفرصة طوال أربعة عشر قرنًا من تداول الحكم فيها؟ وإن كان هذا صحيحا فهذا إجحاف بقدراتهم. ولكن سوف نبين أن للشيعة -كما كان لبقية الطوائف- دولا وممالك وإمبراطوريات عديدة قامت في خلال تاريخ الحضارة الإسلامية.
وفي الختام سوف نعرج على أهم معالم الحضارة الإسلامية من علمائها وفلاسفتها ومفكريها وفنانيها ومبدعيها، منذ فجر الإسلام وحتى بداية القرن العشرين. فلم يتوقف العطاء بسقوط بغداد والأندلس، بل استمر في مواطن بعيدة عن مراكز الصراع العسكري والهزائم الكبرى في قلب العالم الإسلامي. فامتداد جغرافية العالم الإسلامي واسعة جدًا من أن تؤثر عليها بعض الهزائم هنا وهناك. وكما أن حروب الإفرنج -التي يطلق عليها الأوروبيون الحروب الصليبية- لم توقف عطاء الحضارة الإسلامية، فإن الهزائم أمام المغول التتار والأوروبيين لم تُنهِ مداد تلك الحضارة الواسعة النطاق في العالم. وهذا المداد لحضارتنا لم يشمل بعض المعارف والعلوم فحسب، بل جميعها قاطبة، من الفلسفة والطب والهندسة والرياضيات والجغرافية والعلوم الطبيعية والفلكية والفيزياء والكيمياء وغيرها.
لقد أرخ المسلمون وأبناء الملل والنحل في داخل دار الإسلام إبداعاتهم وقاموا بنقل تاريخ وثقافات الشعوب التي تعاملوا معها وعرفوها. وكل هذا المعارف التي جرى تدوينها لم تكن حصرًا عليهم بل كانت للعالمين جميعًا. فالبحث العلمي لم يقم على مبدأ الربح والخسارة كما هو الآن في النظام الرأسمالي الحديث، بحيث يسجل كل باحث براءة اختراعه باسمه ليحصل على الموارد المالية من جراء منفعتها. العلوم في حضارتنا قائمة على مبدأ أخلاقي وهو أنها للناس عامة وليست حكرًا لأحد أو مجموعة أو شركة، فليس هنالك من أرباح تجنى عن طريق البحث العلمي في شتى مجالاته. العلماء إنما يكتشفون من خلال بحثهم العلمي سنن الكون وقوانين الطبيعة وأسرار الحياة التي أبدعها الله في خلقه؛ فالدافع هنا إنساني قائم على جلب الخير للبشرية، على عكس الحضارة الحديثة التي أصبحت العلوم فيها منافع فردية ليصبح، الدافع لها شخصي قائم على الجشع والحصول على المنفعة المادية، لأن صاحبها يعتبر أن ما اكتشفه من أسرار الخلق هو ملكه الشخصي، ولسان حاله يقول: ˝إنما أوتيته على علم عندي˝، وليس ما خوله الله إليه من نعمة وفتح له قلبه وسهل له الطرق والوسائل ليتوصل إلى تلك المعارف. فقيمة البحث العلمي في حضارة المسلمين هي عامة للبشرية جمعاء، وهي قيمة أخلاقية مغايرة عن الحضارة الغربية المعاصرة التي أدخلت الجشع الشخصي كدافع للبحث العلمي، ووضعت القوانين والشرائع لتحمي حقوق احتكار الإبداعات العلمية والفكرية والثقافية.
ومن هذا المنطلق احترم المسلمون إبداعات الحضارات التي سبقتهم ونسبوها لأصحابها ووقروا علماء من سبقوهم وبجلوا مفكريهم. ولهذا نعت المسلمون أرسطوطاليس بـالمعلم الأول، ولم يجدوا في ذلك حرجًا، ونسبوا الرياضيات للشعوب التي جاءت قبلهم، وسموا الأشياء بأسمائها التي استعملتها الثقافات التي سبقتهم. فلم يعربوا المصطلحات العلمية والفلسفية ولا أسماء المخترعات والأدوات التي أنتجتها الحضارات السابقة ولم ينسبوها لأنفسهم.
وفي هذا المحور، سوف نعرج على موضوع الحضارة اليونانية التي نسبها الغرب إلى نفسه، وأنها كانت الجذور -أو البذور- التي نبتت شجرتهم، مع العلم أن حضارة اليونان، تاريخيًا، هي جزء من الحضارات التي قامت في شرق المتوسط حصرًا، فلا يمكن فصلها عن حضارات بلاد الرافدين والشام ومصر؛ فلم يتوجه الإسكندر المقدوني ليفتح بلاد أوروبا، بل كان نصب عينه الشرق، من مصر وحتى الهند. وما يُعرف بالثقافة الهلنستية، التي أقامها الإسكندر المقدوني ومن ورث حكمه من الجنرالات من بعده، هي مشتقة من حضارات الشرق، نبعت من ضمن الثقافات الشرقية، فلم تكن أوروبية المنشأ والجوهر والمحتوى. لم تُعطى للحضارة الهلنستية (الجنسية الرومانية) -إذا جاز التعبير- إلا بعد احتلال الروم ممالك بلاد اليونان في الشرق، وسيطرتهم على مواطنهم في الأناضول وبلاد الشام وشمال أفريقيا. فكانت الإمبراطورية الرومانية وريثة الحضارة اليونانية الشرقية، ولم يسعَ الروم إلى تغيير تلك الثقافة الهلنستية الشرقية الأصل وجعلها لاتينية، بل ساعدوا على ترسيخها بتلك النفحة الشرق أوسطية. فجذور الحضارة الرومانية ذات الجذور اليونانية هي شرقية بامتياز. وهذا واضح وجلي عندما استعارت الحضارة الرومانية دينها من الشرق، فآمنت بالمسيحية التي هي عقيدة سامية نشأت وترعرعت في بلاد الرافدين ومصر واليمن من قبل الساميين في بلاد كنعان. فالفكر الديني للإمبراطورية الرومانية هو دين شرقي تبناه قياصرة الروم وأصبح يشكل أساس ثقافتهم وهويتهم. وعلى هذا الأساس، فإن ثقافة الروم وعلومهم وفنونهم وعقيدتهم شرق أوسطية. وعندما اكتشف الأوروبيون، ورثة الإمبراطورية الرومانية المقدسة، التراث اليوناني الذي كان عربي الهوية واللغة، فإنهم . ❝
❞ يهدف هذا البحث إلى الكشف عن شخصية الفخر الرازي التي يدور حولها الكثير من الخلاف بالفصل في مذهبه وفق ما وجد من قرائن علمية صرح بها بنفسه أو لمست في منهجه، والكشف عن تفسيره الكبير الذي يشوبه الغموض الناتج عن فعل التأليف من قام به وبيان قيمته العلمية المتراوحة بين الإقبال والإدبار، وتحديد المواضع التي انطلق منها الرازي في فضح العقيدة النصرانية من خلال تفسيره، والتوصل إلى معرفة الأسس المعرفة التي استقى منها أفكاره للرد على النصارى، وبيان منهجه في نقد أبرز المحاور أو القضايا التي تقوم عليها العقيدة النصرانية في نظره وهى عقيدة التثليث ومعاني الأقانيم وعلاقتها بالجوهر، والتجسد أو الاتحاد والحلول، والصلب، والتوصل كذلك إلى استنباط الآليات والطرق المنهجية التي استخدمها في الرد على النصارى، والتأكد من صحة المقولة التي تدعى أن الإمام اطلع علي كتب اليهود والنصارى ثم أخذ ينقدها ويرد عليها، وبيان موقفه من تحريف الكتاب المقدس . ❝
❞ مسألة مهمة في القدر (جواب الشيخ هشام المحجوبي)
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءني سؤال من إمرأة مسيحية برتغالية تقول السائلة إذا كان مقدرا على الإنسان أنه سيعصي الله أو أنه سيدخل جهنم فلماذا سيعاقب على أمر مقدر عليه؟
#جواب #الشيخ #هشام #المحجوبي:
هذا السؤال و هذا الإشكال يَشْتَبِهُ على كثير من الناس بسبب عدم التفريق بين القدر و كتابته و الإجبار على الفعل ، فالله سبحانه و تعالى يعلم الغيب ، أعني ما سيقع في المستقبل ، فعلم بعض الناس سيكفرون به و سيعصون رسله بكامل إرادتهم و إختيارهم ، فكتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة ، و هذا في حديث عبد الله بن عمرو الصحيح ، فهذا القدر المكتوب في اللوح المحفوظ لا يعني أنه سبحانه وتعالى أجبرهم عليه ، فالصورة أنه علم أنهم سيكفرون فكتب ذالك في اللوح المحفوظ قبل خلق العَالَم بخمسين ألف سنة ، أعطي مثالا واقعيا حتى نفهم جميعا ، عندنا أستاذ له خبرة كبيرة بتلاميذه و قبل الإمتحان كتب في ورقة التلميذ زيد سيفشل في الإمتحان ، و هذا التقييم إنطلاقا من معرفته بمستواه في الفصل الدراسي ، و في الإختبار فعلا فشل زيد في الإمتحان هل يعني هذا أن الأستاذ أجبر زيد على السقوط في الإمتحان ، الجواب لاااا ، إذن الجميع يتحمل مسؤوليته ، لأن الله أعطانا الإختيار الكامل بين الخير و الشر و الحق و الباطل و الكفر و الإيمان و طاعته و معصيته ، فمن إختار طريقا فعليه أن يتحمل مسؤوليته يوم القيامة ، أما جواب الشق الثاني من السؤال ، الله تعالى جعل هذه الدنيا إختبارا للإنسان و حجة عليه و من أسماءه سبحانه وتعالى العدل ، فلا يمكن أن يعذِّب إنسانا في جهنم حتى يبيِن له الحق عن طريق أنبياءه و أتباعهم و كتبه السماوية ، ويفعل الإنسان ذلك الضلم أو الكفر أو الذنب و هو بكامل قواه العقلية حتى اذا أدخله النار عذبه بحجة بينة ليس فيها أدنى شُبْهَةِ ضُلْمٍ ، أما الأمور التي أجبر عليها الإنسان في هذه الدنيا فهي قليلة و لا علاقة لها بالكفر و الإيمان و الطاعة و المعصية والحق و الباطل و الضلم و العدل ، هي عبارة عن أمور خلقية كبلد الإنسان و لغته و لونه و موعد ولادته و وفاته و رزقه ، عموما الأمور التي لا تحاسب عليها يوم القيامة فلا يمكن أن يحاسبك الله على بلدك و وفاتك ولونك .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
الإنجليزية:
In the name of Allah, the Most Merciful, the Most Compassionate.
I received a question from a Portuguese Christian woman who asked: ˝If it is predetermined for a person to disobey Allah or to enter hell, why would he be punished for something that was predetermined for him?˝
In response, I would like to say that this question and this confusion arises for many people due to their lack of differentiation between predestination and coercion to perform an action. Allah, the Most High, knows the unseen, that is, what will happen in the future. Some people will disbelieve in Him and disobey His messengers by their own will and choice. Allah wrote this in the Preserved Tablet before He created the heavens and the earth, fifty thousand years before that, as mentioned in the authentic hadith of Abdullah ibn Amr.
This predestined fate in the Preserved Tablet does not mean that Allah forced them to do so. Rather, the reality is that He knew that they would disbelieve, so He wrote that in the Preserved Tablet before creating the universe. Let me give you a real example to understand this better: We have a teacher who has a lot of experience with his students, and before the exam, he writes on a student˝s paper that he will fail the exam based on his performance in the classroom. In the exam, the student really fails. Does this mean that the teacher forced him to fail the exam? The answer is no.
Therefore, everyone bears responsibility for their own choices between good and evil, truth and falsehood, disbelief and faith, obedience and disobedience to Allah. Whoever chooses a path must bear responsibility for it on the Day of Judgment. As for the second part of the question, Allah made this world a test for human beings and a proof against them. One of His names is the Just, and therefore, He cannot punish a person in hellfire until He has made the truth clear to him through His prophets, their followers, and His heavenly books.
If a person commits injustice, disbelief, or sin while using his full mental powers, then when he enters the hellfire, he will be punished with a clear argument that does not contain the slightest hint of injustice. However, as for the matters that a person is forced to do in this world, they are few and have no relation to disbelief, faith, obedience, disobedience, justice, or injustice. They are just natural things like the country a person is born in, his language, color, date of birth, and death. Generally, matters that are not accountable on the Day of Judgment are not subject to punishment, such as a person˝s country, date of birth, or color.
May Allah bless and grant peace upon our master Muhammad, his family, and his companions.
البرتغالية:
Em nome de Allah, o Mais Misericordioso, o Mais Compassivo.
Recebi uma pergunta de uma mulher cristã portuguesa que perguntou: ˝Se já está destinado para uma pessoa desobedecer a Allah ou entrar no inferno, por que ela seria punida por algo que já estava destinado para ela?˝
Em resposta, gostaria de dizer que essa pergunta e essa confusão surgem para muitas pessoas devido à sua falta de diferenciação entre predestinação e coerção para realizar uma ação. Allah, o Altíssimo, conhece o oculto, ou seja, o que acontecerá no futuro. Algumas pessoas não acreditarão nele e desobedecerão seus mensageiros por sua própria vontade e escolha. Allah escreveu isso na Tábua Preservada antes de criar os céus e a terra, cinquenta mil anos antes disso, como mencionado no hadith autêntico de Abdullah ibn Amr.
Este destino predestinado na Tábua Preservada não significa que Allah os forçou a fazê-lo. A realidade é que Ele sabia que eles não acreditariam, então Ele escreveu isso na Tábua Preservada antes de criar o universo. Deixe-me dar um exemplo real para entender isso melhor: Temos um professor que tem muita experiência com seus alunos e, antes do exame, ele escreve no papel de um aluno que ele vai falhar no exame com base no desempenho dele na sala de aula. No exame, o aluno realmente fracassa. Isso significa que o professor o forçou a fracassar no exame? A resposta é não.
Portanto, cada um é responsável por suas próprias escolhas entre o bem e o mal, a verdade e a falsidade, a descrença e a fé, a obediência e a desobediência a Allah. Quem escolhe um caminho deve assumir a responsabilidade por ele no Dia do Julgamento. Quanto à segunda parte da pergunta, Allah fez deste mundo um teste para os seres humanos e uma prova contra eles. Um de Seus nomes é o Justo e, portanto, Ele não pode punir uma pessoa no fogo do inferno até ter deixado a verdade clara para ela por meio de Seus profetas, seus seguidores e Seus livros divinos.
Se uma pessoa comete injustiça, descrença ou pecado enquanto usa todo o seu poder mental, quando entra no fogo do inferno, será punida com um argumento claro que não contém a menor sugestão de injustiça. No entanto, quanto às questões que uma pessoa é forçada a fazer neste mundo, elas são poucas e não têm relação com descrença, fé, obediência, desobediência, justiça ou injustiça. São apenas coisas naturais como o país em que uma pessoa nasce, sua língua, cor, data de nascimento e morte. Geralmente, as questões que não são responsabilizadas no Dia do Julgamento não estão sujeitas a punição, como o país de uma pessoa, data de nascimento ou cor.
Que Allah abençoe e conceda paz a nosso mestre Muhammad, sua família e seus companheiros.
#الله #الإسلام #القرآن #السنة #الإيمان #التوحيد #الصلاة #الصيام #الزكاة #الحج #الجهاد #الأخلاق #الرحمة #العدل #الصبر #التسامح #التعايش #السلام #البرتغال #البرتغالية #الكنيسة #المسيحية #الإيمان #الصلاة #الصوم #التجسد #الصليب #الرحمة #العدل
#Allah #Islam #Quran #Sunnah #faith #Tawheed #prayer #fasting #zakat #hajj #jihad #morality #mercy #justice #patience #tolerance #coexistence #peace #Portugal #Portuguese #church #Christianity #faith #prayer #fasting #incarnation #cross #mercy #justice
#Allah #Islã #Alcorão #Sunnah #fé #Tawheed #oração #jejum #zakat #hajj #jihad #moralidade #misericórdia #justiça #paciente #tolerância #coexistência #paz #Portugal #português #igreja #cristianismo #fé #oração #jejum #encarnação #cruz #misericórdia #justiça . ❝
❞ تمهيد
من كتاب المسيح ابن مريم هاديا ام فاديا
بقلم د محمد عمر
ثالوث العقيدة النصرانية
الخطيئة الموروثة - التجسد - والفداء
ايها الاخوة الاحباب لاشك اننا امة التوحيد
نؤمن ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو فوق السموات علي عرشه استوي
ليس كمثله شئ لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
ونؤمن ان دين الله في الارض واحد وهو دين الاسلام وان جميع رسل الله كانوا علي هذا الدين.
قال تعالي إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وقال تعالي وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ونؤمن ان جميع الرسل كانوا علي الاسلام اولهم نوح واخرهم سيدنا محمد بن عبد الله
فهذا خليل الرحمن ابراهيم يقول الله عز وجل فيه مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا موسي عليه السلام لما ناظر السحرة فغلبهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فلما توعدهم الفرعون قائلا لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ بل ان الفرعون لما ادركه الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهذا هو المسيح بن مريم يبين لنا ربنا تبارك وتعالي جانبا من نعم الله عليه فيقول واذ اوحيت الي الحواريين ان امنو بي وبرسولي قالو امنا بالله واشهد باننا مسلمون بل ان المسيح لما اشتد وعيده
لبني اسرائيل وهو يامرهم باتباع تعاليم التوراة فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون
وهذا يوسف عليه السلام يناجي ربه قائلا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (
وهذا سليمان يدعو بلقيس وملاها الا تعلو علي واتوني مسلمين........ الي اخر رسل الله وانبياءه اجمعين
فمن امن بوجود اديان لله علي الارض يعبد بها فليراجع دينه قبل ان يدركه العذاب الاليم اما عن الشرائع السماوية فنحن نصدق بها شرائع وليست اديان فابراهيم خليل الرحمن نبيا مسلم وكذلك موسي الكليم وعيسي وزكريا ويحي انبياء مسلمين شريعتهم كانت في التوراة لكنهم كانو علي دين الاسلام شانهم شان بقية الانبياء والمرسلين
فماذا عن النصرانية التي استحدثها شاوؤل الطرسوسي ومعه عددا من الاحبار والرهبان ولم يعتمد ما قالوه للناس دينا الا بعد ان اعتنقه قسطنطين حاكم روما وقد جري ذلك بعد ثلاث مائة عام بعد رفع المسيح الي السماء فاذا كان المسيح وامه من بيت داوود النبي و كانو علي دين جدهم الخليل ابراهيم الذي قال الله فيه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين
هذه الديانه النصرانية قوامها ثالوث وضعه من وضعه من الاحبار والرهبان اتباع شاوؤل الطرسوسي وبرعاية الامبراطور الروماني قسطنطين ويشهد عليهم مجمع نيقية المقدس عام 307 والذي كان برعاية كاملة من اباطرة روما لوضع هذا الثالوث المقدس الذي قام عليه هذا الدين .
الركن الاول من هذا الثالوث المقدس
هو الاعتقاد بما يسمونه الخطيئة الموروثة وهي بلا شك ليست مما اوحاه الله الي انبياءه المرسلين
فهم يرون ان ادم اخطاء يوم ان اكل وزوجته من الشجرة المحرمة والتي علي اثرها استحق اللعنة الابدية التي لم تقف عنده وحده انما توارثتها البشرية حتي اخر مولود قبل يوم الدين
لكن الله عز وجل بين لنا ان ادم لما اخطاء بسبب وسوسة الشيطان انما سارع وزوجته الي التوبة فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فناداهما ربها ان اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الي حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بل ان الله عز وجل حدد مصيره وذريته. فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون .
وهذا يبين لنا قدر الله في خلقه من وجود هذه الدنيا دار الاختبار ووجود الاخرة دار جزاء وقرار والحكمة من انزال الشرائع وارسال الرسل وقيام الناس يوم القيامة للجزاء والقرار
فما اخطاء ادم الا بتقدير من الله الكوني حتي تكون هذه الحياة الدنيا وما ارسل الرسل الا من اجل هداية الناس وما انزلت الشرائع الا من اجل اختبار الناس في اتباع الهدي او الاعراض كما قال تعالي ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي قال رب لما حشرتني اعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي
ومن هنا يتبين للقاري انه لا يوجد خطيئة موروثة فان خطيئة ادم كانت بالقدر الكوني من اجل الهبوط الي الارض حتي تجري احداث هذه الدنيا وفق مشيئة الرحمن
ويتحقق وعد الله في الناس من انزال الشرائع السماوية وارسال الرسل لهدية الناس الي طريق الرحمن وحتي تنتهي هذه الدنيا بنفخة الصعق تعقبها نفخة البعث ليقوم الناس امام الله ويتحقيق وعده لادم فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون . فكان هذه الدنيا ما هي الي معبرة للاخرة التي يتستقر فيها عباد الرحمن في نعيم الجنات ويستقر فيها اعداء الله ورسله في جحيم النيران وهذه هو الرد علي الركن الاول من هذا الثالوث
اما الركن الثاني لهذا الثالوث
فهو يقتضي ان الله عز وجل الذي احسن كل شئ خلقه والذي استوي علي العرش. والارض جميعا قبضته والذي ارتفع علي جميع خلقه فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وهو الذي حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنهم يتجلي ويظر لاهل النعيم في الجنة جزاء ونعيما منه سبحانه قال تعالي وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة
فهذا موسي بن عمران لمال طلب الرؤيا في الدنيا فقال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا
فهذه هي الحقيقة ان موسي لم يتحمل ببشريته رؤية الله تعالي فلما راي موسي الجبل وقد صار دكا لما تجلي الله له انما خر موسي صعقا من هول ما راي فالطبيعة البشرية لا تتحمل تجلي الله عز وجل في الدنيا
لكن اجتماع مجمع نيقية للاحبار والرهبان تحت قيادة قسطنطين الامبراطور الزعيم الذي وضع اصول هذه الديانة انما قرر ان الله عز وجل تجسد في جسد بشري بعد ان نزل من فوق عرشه ودخل رحم امراة من من بين خلقه وعاش فيه تسعه اشهر يتغذي من مشيمة امه ثم ولد ميلادا بشريا ليلتقم ثديها ويتبول ويتغوط ويختن ختنان البشر ثم يكبر فيجتمع حوله اعداءه فيقبضوا عليه ويسبوه ويهينوه وينتهو بقتله علي الصليب هكذا صور لهم شاؤول الطرسوسي هذه الاسطورة الاغريقية التي كانت تقول ان رب السماء هو جوبيتير الذي اعجبته امراة جميله علي الارض اسمها اوتيس فنزل اليها وضاجعها وانجب منها طفلا نصفه ارضي( بشري ) نسبة لامه ونصفه سماوي (الاهي ) نسبه لابيه وسماه ابولون فصار الرب عندهم هو الاب وصار الابن عندهم ابولون وصارت الام عندهم اوتيس هكذا نقلها شاوؤل علي رب السموات ورسوله المسيح وامه الصديقة مريم ابنه عمران.
ومن هنا ادخل عليهم فكرة التجسد والتي فيها يترك الرب الاله الخالق عرشه فوق السموات ليعيش بين الناس بشرا علي الارض وهذا هو الركن الثاني لهذا الثالوث وهو ركن التجسد وفق الديانة النصرانية
الركن الثالث لهذا الثالوث
وهو ركن الفداء الذي يبرر لوجود الركن الثاني وهو ركن التجسد وكان اركان هذا الثالوث هي بمثابة مثلاث متساوي الاضلاع فكل ضلع يوصل الي الذي يليه
فلولا الخطيئة الموروثة ما كان التجسد ولولا التجسد ما كان الفداء ولولا الفداء لما كفرت الخطيئة الموروثة
وكانه يبرر لفكرة قتل الاله بفكرة الخطيئة الموروثة قبل القتل لكي يفتدي البشرية من اللعنة التي حلت عليها بسبب هذه الخطيئة الموروثة فهذا هو المبرر لهولاء اصحاب هذه العقيدة من قتل الاله ونحن نسالهم من اي شئ اراد الاله ان يفتدي البشرية هل كا يريد ان يفتديهم من نفسه ام انه كان يوجد شخص اخر او اله اخر سوف يلعن البشرية بسبب هذه الخطيئة . اذا كان يسوع هو الخالق المالك المدبر وهو الذي خلق ادم وهو الذي يحاسبه الم يكن قادرا علي اهلاك ادم او العفو عنه دون هذه التضحية بنفسه من خلال فكرة الفداء؟ لكنه والله امر دبر بليل من شاؤول الطرسوسي ومن معه ممن اجتمعو في مجمع نيقية ليضعوا هذا الثالوث المقدس الذي بنيت عليه هذه الديانة التي تعد من اكثر الديانات اتباعا علي الارض
ولست الان بصدد الكلام عن ضلعي هذا الثالوث الاول والثاني وهما الخطيئة الموروثة والتجسد.
انما بصدد عرض مفصل للضلع الثالث لهذا الثالوث الا وهو الفداء نعرض فيه نصوصا من الكتاب المقدس نبين فيها نقض لفكرة الفداء فان المسيح ابن مريم كان اخر الانبياء في بني اسرائيل وان دعوته فيهم كانت من اجل الهداية وتعليم طريق النجاة .
وليس فداءا لهم وخلاصهم كما صور لهم اعضاء مجمع نيقية الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالي( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انتهي . ❝