█ _ علي بن نايف الشحود 0 حصريا كتاب موسوعة الأسرة المسلمة (4) 2024 (4): pdf تأليف الباحث القرآن والسنة ويتكون من 9 أجزاء تناقش كل ما يتعلق بالأسرة ويقول المؤلف مقدمة الكتاب: فهذه مهمة جدا لكل أسرة مسلمة تريد أن تتعرف هذه الرسالة الخاتمة بشكل سريع جمعتها هنا وهناك وخاصة موقع وموقع الموسوعة الإسلامية المعاصرة ومواقع أخرى عديدة وقد أخذت وقتا طويلا حتى أنزلتها ونسقتها وفهرستها وتشتمل بأجزائها 25 بابًا تناول فيهم ركن وأعلام المسلمات عبر التاريخ المسلمين والولد الصالح والأخلاق الحسنة والعقيدة والآداب وقصص الأنبياء عليهم السلام والسيرة النبوية والفرق والأديان والعبادات والمعاملات وعلوم ومصطلح الحديث وتاريخ التشريع الإسلامي وشبهات حول الإسلام المرأة والشمائل المحمدية وغير ذلك الأبواب المنوعة التي تعينك إنشاء وتكوين حقيقة الأسرة اصطلاحاً: هي المجموعة تُبنى أساس ارتباطٍ بين رجلٍ وامرأةٍ وذلك خلال زواجٍ شرعيٍ بينهما ويُنتج الزواج أولاداً وذريةً وتمتد وتتصل بها أقاربٌ ولكلّ فردٍ أفراد تلك حقوقه وعليه بالمقابل واجباتٌ وبناءً التعريف فإنّ مفهوم يشمل الزوجين والأولاد والأجداد والجدّات وما تفرّع منهم هو المفهوم الذي يتوافق مع الإسلام؛ لما لهم فيه حقوقٍ وواجباتٍ واهتمامٍ وذكرٍ مواضعٍ شتّى أهمية الأسرة اللبِنة الأساسية تكوين المجتمع فمن مجموع الأُسر يتكون وبالتالي صلاحها صلاحٌ له وفسادها إفسادٌ للمجتمع وبقوة الأسر قوةٌ ودعمٌ وبضعفها ضعفٌ لذلك اهتمّ اهتماماً كبيراً اللبنة وجعل لها شأناً عظيماً ومقاماً جليلاً وفيما يأتي بيان الأمور جعلت للأسرة الأهمية:[٣] إنّ الخلية والوحدة الاجتماعية الأولى يتكوّن منها والتي نشأت أبٍ وأمٍ اللذان ارتبطا برباطٍ فيما بوابة التكاثر البشري وسرّ البقاء الإنساني وجود ينتج الأبناء والذرية الضابط والموجّه للسلوك وهي المقيمة للمعيار الأخلاقي والتربوي للأبناء والحافظة الانحرافات الأخلاقية والفكرية رقابةٍ دائمةٍ وتعاهدٍ متواصلٍ ركني وهما: الأب والأم رباطٌ يحقّق الأنس والاستقرار والسكينة لأفراده ويجلب البركة والخير والثمرات الكثيرة الدنيا والآخرة مؤسسةٌ ممتدة الأثر والزمن تستوعب الطموحات والآمال وترسم لكلّ أفرادها دوره المُناط به تجاه كلّ حوله فإن فعلت فإنّها ستُنتج أسرةً ناضجةً وأفراداً أسوياء ينفعون بيوتهم وأمتهم دور تربية تعدّ تجعل أهميةً كبيرةً ودليل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) فإنّ دوراً رعاية والاهتمام بهم فهم أمانةٌ أمام تعالى وإنّ الآباء مسؤولون عنها وسيحاسبون عليها الأدوار يجب تأديتها أبنائها:[٥] منذ الصغر قلوبهم السنوات تكون طاهرةً وخاليةً نقشٍ وصورةٍ وعندهم القابلية للنقش زُرع خيراً نبت وظهر ونشأ ونالوا السعادة وإن شرٌ فإنّه سيظهر كذلك وينشأ عليه ويشقّوا ويهلكوا والوِزر رقبة والديهم والولي عنهم يقول بعض أساتذة علم النفس: (أعطونا السبع نُعطيكم التشكيل سيكون الأبناء) ينبغي تعويد صغرهم: توجيههم إلى الإيمان بالله وتوحيده واعتناق العقيدة الصحيحة بحيث يكون بأسلوبٍ سهلٍ مبسطٍ يتناسب عقولهم بثّ حبّ وزرع شعور مراقبته والخوف منه ويكون بطرقٍ عديدةٍ منها: تعليمهم أسماء الحسنى وبيان أثرها حياتهم وسلوكهم الحثّ الدائم إقامة الصلاة الآداب العامة تشكيل الخلق الطيب والسلوك السليم عند فكما قيل: (الرجال لا يُولدون بل يُصنعون) وقيل أيضاً: (إنّ وراء أبوين مربيين) وكما قال عمر عبد العزيز رحمه الله: (الصلاح والأدب الآباء) المعاملة وتقديم العطاء المعنوي والمادي والعدل بينهم دون تفرقةٍ أو تمييزٍ ذكرٍ أنثى النبي صلّى وسلّم: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا لأهلي) [٦] الحرص إيجاد بيئةٍ آمنةٍ ووسطٍ مستقرٍ ينشأ بعيدةً البعد عن المشاكل والضغوطات النفسية والاجتماعية التعامل المعتدل معاملتها أبنائها تقسم ثلاثة أنواعٍ: النوع الأول: القاسي؛ وهو يتّصف بالشدّة والضرب والإهانة والإهمال الكبير فيُحرم بسبب أبنائهم وبرّهم ويُحرم متفهمين ومن أسرةٍ سعيدةٍ مستقرةٍ النوع الثاني: الليّن؛ بالدلال بالإفراط وتلبية طلبات مهما كانت كثُرت ممّا يؤدي فوضويةٍ الثالث: المعتدل؛ يتصف بالتوسّط إفراطٍ ولا تفريطٍ يمتزج العقل والعاطفة فيصل طريقةٍ وسطيةٍ تُنتج أفراداً ذي شخصيةٍ سليمةٍ وصحيحةٍ تسير الدكتور أكرم ضياء العمري: الطفل يعني بالطبع عدم تأديبه وتعليمه آداب السلوك الاجتماعي الصغر؛ مثل تعويده الحسن أصدقائه وتعويده احترام أكبر سناً وتعميق الرقابة الذاتية لديه أيّ قدرته تحديد الضوابط لسلوكه الآخرين؛ فإذاً بُدّ التوازن التأديب للطفل والتعاطف معه أنّه يصلح الخضوع لطلبات إنّه استمرار الضغط وكَبْتِهِ فالتدليل الزائد يُعَوِّدُهُ مواجهة صعوبات الحياة والضغط يجعله منطوياً نفسه مكبوتاً يعاني الحرمان) مجاناً PDF اونلاين أولى اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ فالمرأة الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل تحمل مسؤوليات كلَّفها النهوض بمهمة الاستخلاف الأرض وتربية وتنشأتهم تنشئة سوية وجعلها درجة واحدة التكريم والإجلال ولهذا؛ هذا القسم يحتوي كتب تتحدث كما جاءت الشرع مما يؤكد رسالتها خصها
❞ ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض أفرادا وأزواجا، وحكومات وشعوبا، ودولا وأجناسا، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى ولا تميل مع المودة والشنآن ولا تصرفها المصالح والأغراض. الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان . ❝
❞ {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (16) سورة المائدة
فهو يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور، بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض، والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة، وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء، وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق.
ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم، متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض، وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى اللّه، ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعا بالحياة مما أباحه الله . ❝
❞ والذين يغفلون عما حولهم من آيات الله في الكون وفي الحياة ; والذين يغفلون عما يمر بهم من الأحداث والغير فلا يرون فيها يد الله.. أولئك كالأنعام بل هم أضل.. فللأنعام استعدادات فطرية تهديها. أما الجن والإنس فقد زودوا بالقلب الواعي والعين المبصرة والأذن الملتقطة. فإذا لم يفتحوا قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم ليدركوا. إذا مروا بالحياة غافلين لا تلتقط قلوبهم معانيها وغاياتها ; ولا تلتقط أعينهم مشاهدها ودلالاتها ; ولا تلتقط آذانهم إيقاعاتها وإيحاءاتها.. فإنهم يكونون أضل من الأنعام الموكولة إلى استعداداتها الفطرية الهادية.. ثم هم يكونون من ذرء جهنم ! يجري بهم قدر الله إليها وفق مشيئته حين فطرهم باستعداداتهم تلك، وجعل قانون جزائهم هذا. فكانوا - كما هم في علم الله القديم - حصب جهنم منذ كانوا ! . ❝
❞ إن مشيئة الله سبحانه التي يجري بها قدره في الكائن الإنساني، هي أن يخلق هذا الكائن باستعداد مزدوج للهدى والضلال.. وذلك مع إيداع فطرته إدراك حقيقة الربوبية الواحدة والاتجاه إليها. ومع إعطائه العقل المميز للضلال والهدى. ومع إرسال الرسل بالبينات لإيقاظ الفطرة إذا تعطلت وهداية العقل إذا ضل.. ولكن يبقى بعد ذلك كله ذلك الاستعداد المزدوج للهدى والضلال الذي خلق الإنسان به، وفق مشيئة الله التي جرى بها قدره . ❝
❞ ثم بيان لطبيعة الهدى وطبيعة الكفر. يكشف عن أن الكفر تعطلٌ في أجهزة الفطرة يحول دون تلقي هدى الله، وينتهي بالخسارة المطلقة (من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون. ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها. أولئك كالأنعام بل هم أضل. أولئك هم الغافلون) . ❝
❞ إن الكون لا يملك أن يخلق ذاته، ثم يخلق في الوقت نفسه قوانينه التي تصرف وجوده. كما أن نشأة الحياة لا يفسرها وجود الكون الخالي من الحياة. وتفسير نشأة الكون ونشأة الحياة بدون وجود خالق مدبر تفسير متعسف ترفضه الفطرة كما يرفضه العقل أيضا.. كما أخذ يرفضه العلم المادي نفسه أخيرا:
يقول عالم الأحياء والنبات "رسل تشارلز إرنست" الأستاذ بجامعة فرانكفورت بألمانيا:"لقد وضعت نظريات عديدة لكي تفسر نشأة الحياة من عالم الجمادات ; فذهب بعض الباحثين إلى أن الحياة قد نشأت من البروتوجين، أو من الفيروس، أو من تجمع بعض الجزيئات البروتينية الكبيرة. وقد يخيل إلى بعض الناس أن هذه النظريات قد سدت الفجوة التي تفصل بين عالم الأحياء وعالم الجمادات. ولكن الواقع الذي ينبغي أن نسلم به هو أن جميع الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية، قد باءت بفشل وخذلان ذريعين. ومع ذلك فإن من ينكر وجود الله لا يستطيع أن يقيم الدليل المباشر للعالم المتطلع على أن مجرد تجمع الذرات والجزيئات عن طريق المصادفة، يمكن أن يؤدي إلى ظهور الحياة وصيانتها وتوجيهها بالصورة التي شاهدناها في الخلايا الحية. وللشخص مطلق الحرية في أن يقبل هذا التفسير لنشأة الحياة، فهذا شأنه وحده ! ولكنه إذ يفعل ذلك، فإنما يسلم بأمر أشد إعجازا وصعوبة على العقل من الاعتقاد بوجود الله، الذي خلق الأشياء ودبرها . ❝
❞ ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (٩) سورة الزمر
وَهَلْ يَسْتَوِي حَالُ هَذَا المُشْرِكِ الذِي يَكْفُرُ بِنعَمِ اللهِ، وَيُشْرِكُ بِهِ الأَصْنَامَ وَالأَنْدَادَ، وَلاَ يَذْكُرُ الله إِلاَّ عِنْدَ الشَّدَّةِ والبَلاَءِ، مَعَ حَالِ مَنْ هُوَ مُؤْمِنٌ قَائِمٌ بِأَدَاءِ الطَّاعَاتِ، وَدَائِبٌ عَلَى العِبَادَاتِ آنَاءَ اللَّيْلِ حِينَمَا يَكُونُ النَّاسُ نِياماً، لاَ يَرْجُو مِنْ أَدَائِهَا غَيْرَ رِضْوَانِ اللهِ وَثَوَابِهِ وَرَحْمَتِهِ، إِنَّهُمَا بِلاَ شَكٍّ لاَ يَسْتَوِيَانِ . ❝
❞ ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ (١٩) سورة الرعد
لا يَسْتَوِي المُهْتَدِي مِنَ النَّاسِ، الذِي يَعْلَمُ أَنَّ الذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحَقُّ، الذِي لاَ شَكَّ فِيهِ، مَعَ الضَّالِّ، الذِي لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ، لأنَّهُ يَكُونُ كَالأَعْمَى لاَ يَهْتَدِي إِلَى خَيْرٍ، وَلاَ يَفْهَمُهُ، وَلَوْ فَهِمَهُ مَا انْقَادَ إِلَيْهِ، وَلاَ صَدَّقَ بِهِ وَلاَ انْتَفَعَ. ؟ فَالذِينَ يَتَّعِظُونَ وَيَعْتَبِرُونَ هُمْ أَصْحَابُ العُقُولِ السَّلِيمَةِ، وَالبَصَائِرِ المُدْرِكَةِ ( أُولُو الأَلْبَابِ ) . ❝
❞ ان السمة الأولى للمتقين هي الشعورية الإيجابية الفعالة.الوحدة التي تجمع في نفوسهم بين الإيمان بالغيب،والقيام بالفرائض،والإيمان بالرسل كافة،واليقين بعد ذلك بالآخرة..هذا التكامل الذي تمتاز به العقيدة الإسلامية،وتمتاز به النفس المؤمنة بهذه العقيدة،والجدير بأن تكون عليه العقيدة الأخيرة التي جائت ليلتقي عليها الناس جميعا،ولتهيمن على البشرية جميعا،وليعيش الناس في ظلالها بمشاعر هم وبمنهج حياتهم حياة متكاملة،وشاملة للشعور والعمل،والإيمان والنظام . ❝
❞ وَاعْلَمْ أَنَّ الْغَضَبَ عِنْدَ حُكَمَاءِ الْأَخْلَاقِ مَبْدَأٌ مِنْ مَجْمُوعِ الْأَخْلَاقِ الثَّلَاثَةِ الْأَصْلِيَّةِ الَّتِي يُعَبَّرُ عَنْ جَمِيعِهَا بِالْعَدَالَةِ وَهِيَ:الْحِكْمَةُ وَالْعِفَّةُ وَالشَّجَاعَةُ،فَالْغَضَبُ مَبْدَأُ الشَّجَاعَةِ إِلَّا أَنَّ الْغَضَبَ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ مَبْدَأٍ نَفْسَانِيٍّ لِأَخْلَاقٍ كَثِيرَةٍ مُتَطَرِّفَةٍ وَمُعْتَدِلَةٍ فَيُلَقِّبُونَ بِالْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ مَا فِي الْإِنْسَانِ مِنْ صِفَاتِ السَّبُعِيَّةِ وَهِيَ حُبُّ الْغَلَبَةِ وَمِنْ فَوَائِدِهَا دَفْعُ مَا يَضُرُّهُ وَلَهَا حَدُّ اعْتِدَالٍ وَحَدُّ انْحِرَافٍ فَاعْتِدَالُهَا الشَّجَاعَةُ وَكِبَرُ الْهِمَّةِ،وَثَبَاتُ الْقَلْبِ فِي الْمَخَاوِفِ،وَانْحِرَافُهَا إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فَهِيَ التَّهَوُّرُ وَشِدَّةُ الْغَضَبِ مِنْ شَيْءٍ قَلِيلٍ وَالْكِبْرُ وَالْعُجْبُ وَالشَّرَاسَةُ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَالْقَسَاوَةُ،أَوْ بِالنُّقْصَانِ فَالْجُبْنُ وَخَوْرُ النَّفْسِ وَصِغَرُ الْهِمَّةِ فَإِذَا أُطْلِقَ الْغَضَبُ لُغَةً انْصَرَفَ إِلَى بَعْضِ انْحِرَافِ الْغَضَبِيَّةِ،وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِ النَّبِي - ﷺ - ما جاء عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ - ﷺ - قَالَ عَلِّمْنِى شَيْئًا وَلاَ تُكْثِرْ عَلَىَّ لَعَلِّى أَعِيهِ. قَالَ « لاَ تَغْضَبْ ». فَرَدَّدَ ذَلِكَ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ « لاَ تَغْضَبْ ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ . ❝
❞ وما يستوي المؤمنون بالآخرة والمنكرون لها في شعور ولا خلق ولا سلوك ولا عمل.فهما صنفان مختلفان من الخلق.وطبيعتان متميزتان لا تلتقيان في الأرض في عمل ولا تلتقيان في الآخرة في جزاء..وهذا هو مفرق الطريق . ❝
❞ إن الرب الإله في الإسلام لا يطارد عباده مطاردة الخصوم والأعداء كآلهة الأولمب في نزواتها وثوراتها كما تصورها أساطير الإغريق.ولا يدبر لهم المكائد الانتقامية كما تزعم الأساطير المزورة في «العهد القديم» كالذي جاء في أسطورة برج بابل في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين
. ❝
❞ وإن جمال هذه العقيدة وكمالها وتناسقها وبساطة الحقيقة الكبيرة التي تمثلها..كل هذا لا ينجلى للقلب والعقل كما يتجلى من مراجعة ركام الجاهلية من العقائد والتصورات،والأساطير والفلسفات! وبخاصة موضوع الحقيقة الإلهية وعلاقتها بالعالم..عندئذ تبدو العقيدة الإسلامية رحمة.رحمة حقيقية للقلب والعقل،رحمة بما فيها من جمال وبساطة،ووضوح وتناسق،وقرب وأنس،وتجاوب مع الفطرة مباشر عميق. (١) . ❝
❞ كانت عناية الإسلام الأولى موجهة إلى تحرير أمر العقيدة،وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر اللّه وصفاته،وعلاقته بالخلائق،وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين . ❝