█ وَاعْلَمْ أَنَّ الْغَضَبَ عِنْدَ حُكَمَاءِ الْأَخْلَاقِ مَبْدَأٌ مِنْ مَجْمُوعِ الثَّلَاثَةِ الْأَصْلِيَّةِ الَّتِي يُعَبَّرُ عَنْ جَمِيعِهَا بِالْعَدَالَةِ وَهِيَ:الْحِكْمَةُ وَالْعِفَّةُ وَالشَّجَاعَةُ فَالْغَضَبُ مَبْدَأُ الشَّجَاعَةِ إِلَّا بِهِ مَبْدَأٍ نَفْسَانِيٍّ لِأَخْلَاقٍ كَثِيرَةٍ مُتَطَرِّفَةٍ وَمُعْتَدِلَةٍ فَيُلَقِّبُونَ بِالْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ مَا فِي الْإِنْسَانِ صِفَاتِ السَّبُعِيَّةِ وَهِيَ حُبُّ الْغَلَبَةِ وَمِنْ فَوَائِدِهَا دَفْعُ يَضُرُّهُ وَلَهَا حَدُّ اعْتِدَالٍ وَحَدُّ انْحِرَافٍ فَاعْتِدَالُهَا الشَّجَاعَةُ وَكِبَرُ الْهِمَّةِ وَثَبَاتُ الْقَلْبِ الْمَخَاوِفِ وَانْحِرَافُهَا إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فَهِيَ التَّهَوُّرُ وَشِدَّةُ الْغَضَبِ شَيْءٍ قَلِيلٍ وَالْكِبْرُ وَالْعُجْبُ وَالشَّرَاسَةُ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَالْقَسَاوَةُ أَوْ بِالنُّقْصَانِ فَالْجُبْنُ وَخَوْرُ النَّفْسِ وَصِغَرُ فَإِذَا أُطْلِقَ الْغَضَبُ لُغَةً انْصَرَفَ إِلَى بَعْضِ انْحِرَافِ وَلِذَلِكَ كَانَ جَوَامِعِ كَلِمِ النَّبِي ﷺ ما جاء كتاب مفرق الطريق القرآن الكريم مجاناً PDF اونلاين 2024 إنَّ كنوز لا تنفد وعطاؤه ينتهي فهو بين الحق والباطل وبين الإنسان الملتزم به المتبع لهواه من يعيش جدران الجسد والحياة المادية كما تعيش الأنعام الذي الدنيا وهو يتطلع إلى الآخرة العدل والظلم الحياة الحقيقية حياة بقية المخلوقات السعادة والشقاء يجاهد لإعلاء كلمة الله الشيطان ينتصر للحق يدافع عن الباطل الثبات والخور يعمر حياته بالخير بالشر يشري نفسه لله يشريها لغيره يحمل همَّ الأمة إلا الصبر والضجر العمل والكسل الارتقاء الهبوط يمشي صراط مستقيم مكبا وجهه قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ سَوِيًّا صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الملك:٢٢] وَهَذَا مَثَلٌ يَضْرِبُهُ اللهُ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِ وَالكَافِرِ فَالكَافِرُ مَثَلُهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ كَمَثَلِ مَنْ مُنْحَنِياً يَتَعَثَّرُ طَرِيقِهِ وَيَخِرُّ كُلِّ خُطْوَةٍ لِتَوْعُّرِ لاَ يَعْرِفُ أَيْنَ يَسْلُكُ وَلاَ كَيْفَ يَذْهَبُ وَالمُؤْمِنُ مُنْتَصِبَ القَامَةِ مُسْتَوِياً فَهُوَ بَصِيرَةٍ مَسْلَكِهِ وَعَلَى هُدًى فَكَمَا أَنَّهُ يَسْتَوِي الذِي يَسِيرُ مُكِبّاً مَعَ كَذَلِكَ المُؤْمِنُ يَكُونُ وَبَصِيرَةٍ وَبَيِّنَةٍ رَبِّهِ الكَافِرِ ضَلَّ طَرِيقَ الهُدَى وَالرَّشَادِ إن الحال الأولى هي حال الشقي المنكود الضال طريق اللّه المحروم هداه يصطدم بنواميسه ومخلوقاته لأنه يعترضها سيره ويتخذ له مسارا غير مسارها وطريقا طريقها أبدا تعثر وأبدا عناء ضلال والحال الثانية السعيد المجدود المهتدي الممتع بهداه يسير وفق نواميسه اللاحب المعمور يسلكه موكب الإيمان والحمد والتمجيد هذا الوجود كله بما فيه أحياء وأشياء إن اليسر والاستقامة والقصد وحياة الكفر العسر والتعثر والضلال فأيهما أهدى؟ وهل الأمر حاجة جواب؟ إنما هو سؤال التقرير والإيجاب! ويتوارى السؤال والجواب ليتراءى للقلب المشهد الحي الشاخص المتحرك مشهد جماعة يمشون وجوههم أو يتعثرون وينكبون هدف لهم ولا ومشهد أخرى تسير مرتفعة الهامات مستقيمة الخطوات لهدف مرسوم (١) وفي الكتاب كثير هذه المفارق ومن العسير حصرها وهي مشروحة بشكل واضح قال ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الرعد:١٩] أسأل تعالى أن ينفع جامعه وقارئه وناشره والدالُّ عليه الدارين الباحث والسنة علي بن نايف الشحود
❞ وإن جمال هذه العقيدة وكمالها وتناسقها وبساطة الحقيقة الكبيرة التي تمثلها..كل هذا لا ينجلى للقلب والعقل كما يتجلى من مراجعة ركام الجاهلية من العقائد والتصورات،والأساطير والفلسفات! وبخاصة موضوع الحقيقة الإلهية وعلاقتها بالعالم..عندئذ تبدو العقيدة الإسلامية رحمة.رحمة حقيقية للقلب والعقل،رحمة بما فيها من جمال وبساطة،ووضوح وتناسق،وقرب وأنس،وتجاوب مع الفطرة مباشر عميق. (١) . ❝
❞ ان السمة الأولى للمتقين هي الشعورية الإيجابية الفعالة.الوحدة التي تجمع في نفوسهم بين الإيمان بالغيب،والقيام بالفرائض،والإيمان بالرسل كافة،واليقين بعد ذلك بالآخرة..هذا التكامل الذي تمتاز به العقيدة الإسلامية،وتمتاز به النفس المؤمنة بهذه العقيدة،والجدير بأن تكون عليه العقيدة الأخيرة التي جائت ليلتقي عليها الناس جميعا،ولتهيمن على البشرية جميعا،وليعيش الناس في ظلالها بمشاعر هم وبمنهج حياتهم حياة متكاملة،وشاملة للشعور والعمل،والإيمان والنظام . ❝
❞ كانت عناية الإسلام الأولى موجهة إلى تحرير أمر العقيدة،وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر اللّه وصفاته،وعلاقته بالخلائق،وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين . ❝