█ إن الرب الإله الإسلام لا يطارد عباده مطاردة الخصوم والأعداء كآلهة الأولمب نزواتها وثوراتها كما تصورها أساطير الإغريق ولا يدبر لهم المكائد الانتقامية تزعم الأساطير المزورة «العهد القديم» كالذي جاء أسطورة برج بابل الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين كتاب مفرق الطريق القرآن الكريم مجاناً PDF اونلاين 2024 إنَّ كنوز تنفد وعطاؤه ينتهي فهو بين الحق والباطل وبين الإنسان الملتزم به المتبع لهواه يعيش جدران الجسد والحياة المادية تعيش الأنعام الذي الدنيا وهو يتطلع إلى الآخرة العدل والظلم الحياة الحقيقية حياة بقية المخلوقات السعادة والشقاء يجاهد لإعلاء كلمة الله الشيطان ينتصر للحق يدافع عن الباطل الثبات والخور يعمر حياته بالخير بالشر يشري نفسه لله يشريها لغيره يحمل همَّ الأمة إلا الصبر والضجر العمل والكسل الارتقاء الهبوط يمشي صراط مستقيم مكبا وجهه قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ سَوِيًّا صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الملك:٢٢] وَهَذَا مَثَلٌ يَضْرِبُهُ اللهُ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِ وَالكَافِرِ فَالكَافِرُ مَثَلُهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ كَمَثَلِ مَنْ مُنْحَنِياً يَتَعَثَّرُ فِي طَرِيقِهِ وَيَخِرُّ كُلِّ خُطْوَةٍ لِتَوْعُّرِ لاَ يَعْرِفُ أَيْنَ يَسْلُكُ وَلاَ كَيْفَ يَذْهَبُ وَالمُؤْمِنُ مُنْتَصِبَ القَامَةِ مُسْتَوِياً فَهُوَ بَصِيرَةٍ مِنْ مَسْلَكِهِ وَعَلَى هُدًى فَكَمَا أَنَّهُ يَسْتَوِي الذِي يَسِيرُ مُكِبّاً مَعَ كَذَلِكَ المُؤْمِنُ يَكُونُ وَبَصِيرَةٍ وَبَيِّنَةٍ رَبِّهِ الكَافِرِ ضَلَّ طَرِيقَ الهُدَى وَالرَّشَادِ إن الحال الأولى هي حال الشقي المنكود الضال طريق اللّه المحروم هداه يصطدم بنواميسه ومخلوقاته لأنه يعترضها سيره ويتخذ له مسارا غير مسارها وطريقا طريقها أبدا تعثر وأبدا عناء ضلال والحال الثانية السعيد المجدود المهتدي الممتع بهداه يسير وفق نواميسه اللاحب المعمور يسلكه موكب الإيمان والحمد والتمجيد هذا الوجود كله بما فيه أحياء وأشياء إن اليسر والاستقامة والقصد وحياة الكفر العسر والتعثر والضلال فأيهما أهدى؟ وهل الأمر حاجة جواب؟ إنما هو سؤال التقرير والإيجاب! ويتوارى السؤال والجواب ليتراءى للقلب المشهد الحي الشاخص المتحرك مشهد جماعة يمشون وجوههم أو يتعثرون وينكبون هدف ومشهد أخرى تسير مرتفعة الهامات مستقيمة الخطوات لهدف مرسوم (١) وفي الكتاب كثير هذه المفارق ومن العسير حصرها وهي مشروحة بشكل واضح قال ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الرعد:١٩] أسأل تعالى أن ينفع جامعه وقارئه وناشره والدالُّ عليه الدارين الباحث والسنة علي بن نايف الشحود
❞ ولم يكن مستطاعا أن يستقر الضمير البشري على قرار في أمر هذا الكون،وفي أمر نفسه وفي منهج حياته،قبل أن يستقر على قرار في أمر عقيدته وتصوره لإلهه وصفاته،وقبل أن ينتهي إلى يقين واضح مستقيم في وسط هذا العماء وهذا التيه وهذا الركام الثقيل . ❝
❞ وكان التيه الذي لا قرار فيه ولا يقين ولا نور،هو ذلك الذي يحيط بتصور البشرية لإلهها،وصفاته وعلاقته بخلائقه،ونوع الصلة بين اللّه والإنسان على وجه الخصوص . ❝
❞ ان السمة الأولى للمتقين هي الشعورية الإيجابية الفعالة.الوحدة التي تجمع في نفوسهم بين الإيمان بالغيب،والقيام بالفرائض،والإيمان بالرسل كافة،واليقين بعد ذلك بالآخرة..هذا التكامل الذي تمتاز به العقيدة الإسلامية،وتمتاز به النفس المؤمنة بهذه العقيدة،والجدير بأن تكون عليه العقيدة الأخيرة التي جائت ليلتقي عليها الناس جميعا،ولتهيمن على البشرية جميعا،وليعيش الناس في ظلالها بمشاعر هم وبمنهج حياتهم حياة متكاملة،وشاملة للشعور والعمل،والإيمان والنظام . ❝