█ _ علي بن نايف الشحود 2007 حصريا كتاب موسوعة الخطب المنبرية (1) 2024 (1): المنبرية (1) الباب الأول إمام المسجد (1) جمع وإعداد الباحث القرآن والسنة علي الشحود بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فهذه وفيها عدد من الدروس العلمية وقد قمت بجمعها فترات عدة وضعت السنة الماضية قسما منها تحت عنوان والدروس للشاملة 2 الفهرس العام الباب الأول 8 إمام المسجد 8 أحكام وآداب الجمعة 8 أحكام وفضائل الدعاء 29 مقدمة أهمية الخطابة: 30 : الدعاء خطبة الجمعة 67 خطبة وأثرها إصلاح المجتمع 77 شروط صلاة الجمعة 90 صفات الخطيب 116 فضل الدعاء 153 فضل الدعاء 158 كيف تحضر الجمعة 161 مباحث فقهية حول الجمعة 165 مباحث الحمد 185 مواضع الخطبة 189 ( وتلك الأيام نداولها بين الناس (2) ) 202 10 قصص عن الخاتمة 213 1426خطط وبرامج 224 33 سبباً للخشوع الصلاة 226 55 قصة قيام السلف لليل 229 خطط وبرامج 236 آخر الزمان المبشرات والمنفرات 238 آداب الأخُوَّة وحقوقها 252 آداب وحقوقها 261 آداب الأذان 270 آداب الإمامة 275 آداب الزفاف 278 آداب الطريق 291 آداب المشي الصلاة 297 آداب معلم القرآن 301 آذان صاحب الصوت الندي 307 آل البيت فضلهم ومنزلتهم 308 أثر علو الهمة الفرد والأمة 318 أجيبوا داعي الله 325 أجيبوا الله 332 أحكام المحتضر 339 أحكام تتعلق بالمصحف 343 أحكام السوق 350 أخذ الأجرة للقيام بأعمال المسجد 357 أدب الخلاف 359 أدبُ السنةِ المرض والطب 365 أركان العبادة 369 أزمة أخلاق 377 أسألك مرافقتك الجنة؟ 380 أساليب صد الدعوة 386 أسباب الخشوع الصلاة 391 أشباه الرجال ولا رجال 396 أعطيت خمساً 399 أعمال القلوب الإخلاص 408 أنقذوهم النار 416 أنهلك وفينا الصالحون 421 أيام التشريق 424 إجبار المرأة الزواج 431 إخلاصنا مريض يوشك أن يموت ! 436 إدارة الوقت 452 إزالة المنكر فريضة إسلامية 454 إسلام عمر وحمزة رضي عنهما 466 إفشاء السلام 471 إلا تنصروه فقد نصره الله 474 إمام المسجد ورمضان !! 480 إمامة الرجل سلطانه 484 إمامة الصبي 488 إمامة النساء 491 إمامة ناسي الحدث 493 إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 496 احتياجات المسجد 500 احذر الفتن ! 502 احفظ يحفظك ( 1 2) 504 أزهد الدنيا 512 استخلاف الإمام 522 استطالة الألسن أعراض العلماء والدعاة 525 استغلال الحدث للموعظة 531 اعتقاد أهل الصحابة 535 الأدب مع المصحف 546 الأذان شعار الإسلام (1 3) 548 الأذان الأذان 3 551 الأذان للصلاة المعادة 556 الأذان للمنفرد 558 الأذان والإقامة مسجد سبقت الجماعة 561 الأذان للصلوات الخمس السفر 564 الأذان للنساء 568 الأذان والنداء بالصلاة الرَّحال 572 الأصوات والمساجد 575 الإجازة الصيفية وبناء الشباب 578 الإجازة عمرك 581 الإخطبوط اليهودي 585 الإرجاء والمرجئة 594 الإسراء والمعراج عرض وفوائد 598 الاستطالة والدعاة 606 الاستقامة الطاعة 613 الاستلقاء والنوم المسجد 620 الالتفات الحيعلتين إذا أذّن المؤذن 622 الالتزام 625 البركة المفقودة 627 التبذير وعواقبه 631 التبكير بالعمامة والسجادة 635 التجسس الميزان الشرعي 638 التسول 642 التشاؤم أو التطير 645 التفكير إسلامية 651 التفكير الفرائض فى زمن التغييب العقلى 654 التفكر ومشروعيته 661 التمائم ميزان العقيدة 668 التهاون بالمواعيد 675 التهوية والتدفئة والتنظيف والإنارة 683 الثبات دين الله 685 الجامعة الأولى 703 الجنة النار 708 الجوال آداب وتنبيهات 714 الحج تعريفه منزلته شروطه حكمه 722 الحج سوق الدعوة الأعظم 728 الحساب 731 الحكمة تعدد الزوجات 738 الحكمة الزوجات الإسلام 741 الحكمة زوجات النبي صلى عليه وسلم : 750 الحكمه الرسول وسلم 751 الحكمة الجماعة 767 الحكمة مشروعية الصيام 772 الحيض 779 الدَّعوةُ السِّريَّة 785 الرسول قدوتنا (1) 792 "الرسول قدوتنا" كيف نحققه عمليا؟(2) 796 الرسول قدوتنا"(3) 800 الرسول الأخلاق 802 الروائح الكريهة المسجد 811 الرياضة المسجد 815 الزكاة مشروعيتها وشروطها وحكم تاركها 817 الزواج آية آيات الله 824 السبع الموبقات 826 السخرية بدعوى المزاح 839 الشخصية المتميزة للمسلم 846 الشروط التي يجب توفرها الإمام 856 الشروط المتفق عليها لصحة الأذان 862 الصلاة السواري 867 الصلاة خلف المذياع التلفاز 870 الطهارة 873 العبادة ومفهومها وأهدافها 878 العبادة عبادة العالمين 887 فهم الصحابة لشمول العبادة: 895 حقيقة العبادة خلق أجلها الثقلان 897 من أسباب ذهاب لذة الطاعة والعبادة 898 ضوابط الصحيحة 901 ما الإنسان تجاه (التقوى وملازمة العبادة) 906 القوة العبادة 908 أعظم أنواع العبادة 910 البرنامج العملي للذة العبادة 914 السلف والعبادة1 3 917 السلف والعبادة 3 926 السلف 3 3 932 الآثار السلوكية لتوحيد العبادة 937 متى تقبل العبادة؟ 945 لذة المناجاة وحلاوة العبادة 946 طالب العلم والعبادة 956 العبر فتح مكة 958 العفاف 960 العفو الناس 963 العقوبات وأسبابها 971 الغاية الخلق 975 الغضب محموده ومذمومه 977 كتب الإسلامية مجاناً PDF اونلاين كان ظهور حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث رسوله محمدًا حين فترة الرسل وبعد جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق وصراطَه المستقيم ولقد جاء برسالته أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه إلا القيام أمره به ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ هذا الداعي الجديد وأقبل ينظرون ما الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ ذلك الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن بالإضافة اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض كل جمعة لا تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها الكريم وسنة وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف
❞ ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض أفرادا وأزواجا، وحكومات وشعوبا، ودولا وأجناسا، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى ولا تميل مع المودة والشنآن ولا تصرفها المصالح والأغراض. الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان . ❝
❞ {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (16) سورة المائدة
فهو يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور، بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض، والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة، وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء، وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق.
ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم، متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض، وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى اللّه، ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعا بالحياة مما أباحه الله . ❝
❞ والذين يغفلون عما حولهم من آيات الله في الكون وفي الحياة ; والذين يغفلون عما يمر بهم من الأحداث والغير فلا يرون فيها يد الله.. أولئك كالأنعام بل هم أضل.. فللأنعام استعدادات فطرية تهديها. أما الجن والإنس فقد زودوا بالقلب الواعي والعين المبصرة والأذن الملتقطة. فإذا لم يفتحوا قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم ليدركوا. إذا مروا بالحياة غافلين لا تلتقط قلوبهم معانيها وغاياتها ; ولا تلتقط أعينهم مشاهدها ودلالاتها ; ولا تلتقط آذانهم إيقاعاتها وإيحاءاتها.. فإنهم يكونون أضل من الأنعام الموكولة إلى استعداداتها الفطرية الهادية.. ثم هم يكونون من ذرء جهنم ! يجري بهم قدر الله إليها وفق مشيئته حين فطرهم باستعداداتهم تلك، وجعل قانون جزائهم هذا. فكانوا - كما هم في علم الله القديم - حصب جهنم منذ كانوا ! . ❝
❞ إن مشيئة الله سبحانه التي يجري بها قدره في الكائن الإنساني، هي أن يخلق هذا الكائن باستعداد مزدوج للهدى والضلال.. وذلك مع إيداع فطرته إدراك حقيقة الربوبية الواحدة والاتجاه إليها. ومع إعطائه العقل المميز للضلال والهدى. ومع إرسال الرسل بالبينات لإيقاظ الفطرة إذا تعطلت وهداية العقل إذا ضل.. ولكن يبقى بعد ذلك كله ذلك الاستعداد المزدوج للهدى والضلال الذي خلق الإنسان به، وفق مشيئة الله التي جرى بها قدره . ❝
❞ ثم بيان لطبيعة الهدى وطبيعة الكفر. يكشف عن أن الكفر تعطلٌ في أجهزة الفطرة يحول دون تلقي هدى الله، وينتهي بالخسارة المطلقة (من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون. ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها. أولئك كالأنعام بل هم أضل. أولئك هم الغافلون) . ❝
❞ إن الكون لا يملك أن يخلق ذاته، ثم يخلق في الوقت نفسه قوانينه التي تصرف وجوده. كما أن نشأة الحياة لا يفسرها وجود الكون الخالي من الحياة. وتفسير نشأة الكون ونشأة الحياة بدون وجود خالق مدبر تفسير متعسف ترفضه الفطرة كما يرفضه العقل أيضا.. كما أخذ يرفضه العلم المادي نفسه أخيرا:
يقول عالم الأحياء والنبات "رسل تشارلز إرنست" الأستاذ بجامعة فرانكفورت بألمانيا:"لقد وضعت نظريات عديدة لكي تفسر نشأة الحياة من عالم الجمادات ; فذهب بعض الباحثين إلى أن الحياة قد نشأت من البروتوجين، أو من الفيروس، أو من تجمع بعض الجزيئات البروتينية الكبيرة. وقد يخيل إلى بعض الناس أن هذه النظريات قد سدت الفجوة التي تفصل بين عالم الأحياء وعالم الجمادات. ولكن الواقع الذي ينبغي أن نسلم به هو أن جميع الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية، قد باءت بفشل وخذلان ذريعين. ومع ذلك فإن من ينكر وجود الله لا يستطيع أن يقيم الدليل المباشر للعالم المتطلع على أن مجرد تجمع الذرات والجزيئات عن طريق المصادفة، يمكن أن يؤدي إلى ظهور الحياة وصيانتها وتوجيهها بالصورة التي شاهدناها في الخلايا الحية. وللشخص مطلق الحرية في أن يقبل هذا التفسير لنشأة الحياة، فهذا شأنه وحده ! ولكنه إذ يفعل ذلك، فإنما يسلم بأمر أشد إعجازا وصعوبة على العقل من الاعتقاد بوجود الله، الذي خلق الأشياء ودبرها . ❝
❞ ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (٩) سورة الزمر
وَهَلْ يَسْتَوِي حَالُ هَذَا المُشْرِكِ الذِي يَكْفُرُ بِنعَمِ اللهِ، وَيُشْرِكُ بِهِ الأَصْنَامَ وَالأَنْدَادَ، وَلاَ يَذْكُرُ الله إِلاَّ عِنْدَ الشَّدَّةِ والبَلاَءِ، مَعَ حَالِ مَنْ هُوَ مُؤْمِنٌ قَائِمٌ بِأَدَاءِ الطَّاعَاتِ، وَدَائِبٌ عَلَى العِبَادَاتِ آنَاءَ اللَّيْلِ حِينَمَا يَكُونُ النَّاسُ نِياماً، لاَ يَرْجُو مِنْ أَدَائِهَا غَيْرَ رِضْوَانِ اللهِ وَثَوَابِهِ وَرَحْمَتِهِ، إِنَّهُمَا بِلاَ شَكٍّ لاَ يَسْتَوِيَانِ . ❝
❞ ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ (١٩) سورة الرعد
لا يَسْتَوِي المُهْتَدِي مِنَ النَّاسِ، الذِي يَعْلَمُ أَنَّ الذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحَقُّ، الذِي لاَ شَكَّ فِيهِ، مَعَ الضَّالِّ، الذِي لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ، لأنَّهُ يَكُونُ كَالأَعْمَى لاَ يَهْتَدِي إِلَى خَيْرٍ، وَلاَ يَفْهَمُهُ، وَلَوْ فَهِمَهُ مَا انْقَادَ إِلَيْهِ، وَلاَ صَدَّقَ بِهِ وَلاَ انْتَفَعَ. ؟ فَالذِينَ يَتَّعِظُونَ وَيَعْتَبِرُونَ هُمْ أَصْحَابُ العُقُولِ السَّلِيمَةِ، وَالبَصَائِرِ المُدْرِكَةِ ( أُولُو الأَلْبَابِ ) . ❝
❞ ان السمة الأولى للمتقين هي الشعورية الإيجابية الفعالة.الوحدة التي تجمع في نفوسهم بين الإيمان بالغيب،والقيام بالفرائض،والإيمان بالرسل كافة،واليقين بعد ذلك بالآخرة..هذا التكامل الذي تمتاز به العقيدة الإسلامية،وتمتاز به النفس المؤمنة بهذه العقيدة،والجدير بأن تكون عليه العقيدة الأخيرة التي جائت ليلتقي عليها الناس جميعا،ولتهيمن على البشرية جميعا،وليعيش الناس في ظلالها بمشاعر هم وبمنهج حياتهم حياة متكاملة،وشاملة للشعور والعمل،والإيمان والنظام . ❝
❞ وَاعْلَمْ أَنَّ الْغَضَبَ عِنْدَ حُكَمَاءِ الْأَخْلَاقِ مَبْدَأٌ مِنْ مَجْمُوعِ الْأَخْلَاقِ الثَّلَاثَةِ الْأَصْلِيَّةِ الَّتِي يُعَبَّرُ عَنْ جَمِيعِهَا بِالْعَدَالَةِ وَهِيَ:الْحِكْمَةُ وَالْعِفَّةُ وَالشَّجَاعَةُ،فَالْغَضَبُ مَبْدَأُ الشَّجَاعَةِ إِلَّا أَنَّ الْغَضَبَ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ مَبْدَأٍ نَفْسَانِيٍّ لِأَخْلَاقٍ كَثِيرَةٍ مُتَطَرِّفَةٍ وَمُعْتَدِلَةٍ فَيُلَقِّبُونَ بِالْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ مَا فِي الْإِنْسَانِ مِنْ صِفَاتِ السَّبُعِيَّةِ وَهِيَ حُبُّ الْغَلَبَةِ وَمِنْ فَوَائِدِهَا دَفْعُ مَا يَضُرُّهُ وَلَهَا حَدُّ اعْتِدَالٍ وَحَدُّ انْحِرَافٍ فَاعْتِدَالُهَا الشَّجَاعَةُ وَكِبَرُ الْهِمَّةِ،وَثَبَاتُ الْقَلْبِ فِي الْمَخَاوِفِ،وَانْحِرَافُهَا إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فَهِيَ التَّهَوُّرُ وَشِدَّةُ الْغَضَبِ مِنْ شَيْءٍ قَلِيلٍ وَالْكِبْرُ وَالْعُجْبُ وَالشَّرَاسَةُ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَالْقَسَاوَةُ،أَوْ بِالنُّقْصَانِ فَالْجُبْنُ وَخَوْرُ النَّفْسِ وَصِغَرُ الْهِمَّةِ فَإِذَا أُطْلِقَ الْغَضَبُ لُغَةً انْصَرَفَ إِلَى بَعْضِ انْحِرَافِ الْغَضَبِيَّةِ،وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِ النَّبِي - ﷺ - ما جاء عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ - ﷺ - قَالَ عَلِّمْنِى شَيْئًا وَلاَ تُكْثِرْ عَلَىَّ لَعَلِّى أَعِيهِ. قَالَ « لاَ تَغْضَبْ ». فَرَدَّدَ ذَلِكَ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ « لاَ تَغْضَبْ ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ . ❝
❞ وما يستوي المؤمنون بالآخرة والمنكرون لها في شعور ولا خلق ولا سلوك ولا عمل.فهما صنفان مختلفان من الخلق.وطبيعتان متميزتان لا تلتقيان في الأرض في عمل ولا تلتقيان في الآخرة في جزاء..وهذا هو مفرق الطريق . ❝
❞ إن الرب الإله في الإسلام لا يطارد عباده مطاردة الخصوم والأعداء كآلهة الأولمب في نزواتها وثوراتها كما تصورها أساطير الإغريق.ولا يدبر لهم المكائد الانتقامية كما تزعم الأساطير المزورة في «العهد القديم» كالذي جاء في أسطورة برج بابل في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين
. ❝
❞ وإن جمال هذه العقيدة وكمالها وتناسقها وبساطة الحقيقة الكبيرة التي تمثلها..كل هذا لا ينجلى للقلب والعقل كما يتجلى من مراجعة ركام الجاهلية من العقائد والتصورات،والأساطير والفلسفات! وبخاصة موضوع الحقيقة الإلهية وعلاقتها بالعالم..عندئذ تبدو العقيدة الإسلامية رحمة.رحمة حقيقية للقلب والعقل،رحمة بما فيها من جمال وبساطة،ووضوح وتناسق،وقرب وأنس،وتجاوب مع الفطرة مباشر عميق. (١) . ❝
❞ كانت عناية الإسلام الأولى موجهة إلى تحرير أمر العقيدة،وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر اللّه وصفاته،وعلاقته بالخلائق،وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين . ❝