█ _ أحمد زكريا زكي 2023 حصريا كتاب مسجد القاضي بركات بحارة اليهود عن روافد للنشر والتوزيع 2024 اليهود: هذا الكتاب يتناول الكاتب والمهندس " اليهود" ظل دراسة تاريخية ومعمارية لذلك الأثر العظيم والذي يعود تشييده قبيل العصر العثماني عام 1499م مما ينفي عنه جذوره اليهودية المزيفة كتب تاريخ مصر مجاناً PDF اونلاين هو أطول مستمر لدولة العالم لما يزيد 7000 قبل الميلاد حيث تميزت بوجود نهر النيل الذي يشق أرضها اعتبر عامل مساعد لقيام حضارة عريقة بها كما تقع بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا طريق البحر الأبيض المتوسط كل أدى إلى قيام عرفت بأنها أقدم التاريخ الإنساني
في نهاية تلك المغامرة في أغسطس 2019، سألني أمجد ماذا قد يوجد في هذا المسجد الحديث ما قد يثير انتباه أي إنسان؟ في الحقيقة كان يتوقّع أننا سنذهب في جولة لأحد المساجد الأثرية العظيمة. في الحقيقة ربّما كان معه الحق في مثل هذا التوقّع لأن هذه هي الصورة التي يوحي بها المظهر العام للآثاريين وأساتذة تاريخ العمارة.أجبته.. عندما أنتهي من كتابي عن المسجد ستعرف، ولكن كلماتي زادته دهشة، هل من الممكن عمل كتاب عن ذلك المسجد الخرساني المتواضع حديث البناء؟ إن كل شيء فيه يوحي بحداثته.. هذه حقيقة ولكن له ماضٍ قديم، ماضٍ يستحق أن يُكتب ويُدوّن، والتاريخ الحقيقي هو ما نكتبه وما ندوّنه. وليس ما حدث لأن الكثير مما حدث لم يُكتب فنُسي ومُحي وبالتبعية اختفي فيما بعد، وبالطبع هذا الطريق يسمح بمرور العربات والحافلات التي تُقِل المؤرخين في الاتجاه المعاكس، والتاريخ ينقص ويزداد. الفكرة نفسها هي في التدوين، هل نحن ندوِّن تاريخنا -بوصفنا مصريين- أم نتركه ليزول؟
الإجابة: لا.. نحن لا نفعل ولا نهتم بِفعل ذلك، ونتيجة لذلك نفقد أموراً عظيمة من تاريخنا مثل مسجد القاضي بركات في حارة اليهود، وهو إحدى عجائب ومزارات حارة اليهود المفقودة للأسف.
❞ -الثبت التاريخي لجامع القاضي بركات بحارة اليهود:
1499: في أغسطس من هذا العام أُقيمت خطبة الجمعة للمرة الأول بجامع القاضي بركات، وقيّد له شيخ خطابة كما ذكر ابن إلياس الذي وصف عممارته بأنها غاية في الحُسن ولا تقل جمالاً عن باقي منازل ودور هذا الحي يقصد حارة زويلة.
هذا التاريخ هو التاريخ المؤكد للمسجد؛ إ وجد منقوشاص عل الجانب البحري منه نصاً بهذا التاريخ وأرجعه لعام 987ه الموافق 1499م كما ذكر علي باشا مبارك . ❝
❞ خرجت العديد من الأعمال والأطروحات الفرنسية والإسرائيلية خلال نهاية السبعينات وطوال مرحلة الثمانينات دون انقطاع حتى اليوم في توثيق تاريخ الطائفة اليهودية المصرية وتاريخ حارة اليهود، وأجبرت تلك الجهود المؤرخين المصريين منذ نهاية التسعينات على أن تكون لهم مدرستهم الوطنية في دراسة تاريخ الطائفة اليهودية المصرية وحارة اليهود حتى لا تُزيّف من قِبل المطامع الإسرائيلية . ❝
❞ المسجد ليس صنيعة التغير الديموغرافي لسكان حارة اليهود عندما تحول الحي خلال أعوام 1956-1967 وبسبب ظروف الحرب لحي ذي غلبية مسلمة على عكس ما كان قديماً ذو أغلبية يهودية، بل كان يمكن القول إنه مركز الطائفة اليهودية في مصر حتى نهاية القرن التاسع عشر.
ولكن هذا المسجد وكما أظهرت الدراسة يعود تاريخ تشييده لسنوات قليلة قبيل الفتح العثماني لمصر حوالي عام 1499م، وهو ما يدحض تماماً التاريخ الإسرائيلي المزيف للمسجد . ❝
❞ ودوماً سنجد إشارة لمسجد القاضي بركات في العديد من الأعمال والأطروحات التي تناولت حارة اليهود، بوصفه أُعجوبة الحارة اليهودية، ومع ذلك لم تُخصص ولا دراسة عربية أو إسرائيلية لتحري تاريخ وحقيقة هذا المسجد، والسبب بسيط للغاية، فمنذ عام 1878 شطبت لجنة حفظ الآثار االعربية -كما ستعرض الدراسة- في ظروف وملابسات مشبوهة هذا المسجد من سجلات آثار مدينة القاهرة بدعوى خرابه، وأنه يقع في مسئولية الأوقاف لا الأثار، ولكن الأوقاف أيضاً تنصّلت منه ليُترك هذا الميراث مهملاً وعبثياً في قلب الحي اليهودي . ❝
❞ وبدأوا في كتابة تاريخهم الخاص لحارة اليهود القائم على فكرة مجتمع ˝الجيتو˝ المُنعزل والمنبوذ من جانب المحيطين، وانبرى المصريين في محاولة هدم فرضيات تلك النظرية الإسرائيلية معتمدين على دلالة بناء فريد يقع تماماً في منتصف حارة اليهود، وهو ˝مسجد القاضي بركات˝ مثل الصخرة الثابتة في بحر متلاطم من الأراء والنظريات . ❝
❞ خرجنا من المركز وتجولنا في شوارع المدينة النائمة، في حين كانت متاجر المسلمين وبائعي الشاورما والأيس كريم والحلويات هي اول من أستيقظ في ذلك اليوم. كان من السهل تمييز جمهور المسجد من المسلمين وهم يتجولون في المدينة، أطفال صغار يحملون عيدية كبيرة يبتاعون أشياء ليست ذات قيمة إلا لديهم، زحام وتهانِ بالعربية أمام بائع الشاورما السوري، وتلك البهجة الغريبة وبالطبع السيدات السوريات بحجاب الرأس المميز والمختلف تماما عن مثيله المصري . ❝
❞ يرجع معبد الخازن بحارة اليهود للطائفة القرائية المصرية التي هي تُعد طائفة أقلية ضمن الطائفة اليهودية الربانية التي تعتقد في التلمود، في حين كان القراءون أقل اقتناعاً بالتلمود واتباعاً لتعاليمه.
يقع كنيس ˝ الخازن˝ بحارة اليهود نهاية عطفة اليهود القرائين كما ستُظهرالدراسة التاريخية، ولكنه اليوم أزيل وتعود إزالته لزمن مبكر من تاريخ الطائفة القرائية ربّما مطلع القرن العشرين، أما تشييده فعلى الغالب يعود لنهاية القرن الثامن عشر في زمن الحكم العثماني لمصر. أمّا فيما يتعلق باعتراف الحكومة المصرية به -وفقاً للكتابات القرائية التي ستتعرض لها الدراسة- فكان في الربع الأول من القرن التاسع عشر، على الأقل بعد عام 1811م بعد مذبحة المماليك . ❝
❞ همست للصديق الباليرمي وسألته: ˝لماذا؟˝.
أجاب نحن هنا لسنا في مصر أو في بلد عربي أو مُسلم.. هذه هي بلاد بابا الكنيسة الكاثوليكية ومن هنا خرجت الحملات الصليبية. تتوقع أن يكون مشهد المسجد الكبير والمشيّد مرحباً به! لقد بذل صاحب المنزل مجهوداً مُضنياً مع الحكومة والبلدية في استخلاص حق الاستخدام هذا وكان الشرط ألا تُقام أى ممارسات أو شعائر إسلامية خارج البناء أو بشكل يلاحظها السائرون في الشارع فيتأذّون منها! . ❝
❞ سار بنا الدليل حتى بلغنا ضاحية سكنية ممتلئة بالمباني العتيقة والقديمة، وقال: ˝تفضلوا.. وصلنا المسجد˝!! ولكن أين المسجد..؟ لم يكن البناء سوى واحدة من العمارات السكنية مُعلق على مدخلها ورقة كرتون صغيرة كُتب عليها بخط عربي ركيك للغاية ˝مسجد˝ ثم ذلك السُلّم الحجري الهابط لأسفل الذي قادنا إل قبو هذا البناء العتيق، حيث الدعامات الحجرية السميكة ترفع العقود الحجرية المتقاطعة، وقد فُرشت أرضيّته بالحُصر الخضراء الفقيرة، واجتمع في الأركان مجموعة من العمال الأفارقة والمغربيين . ❝
❞ في ذلك اليوم جرّبت إحساس الأقلية لأول مرة، لم أكن قد عرفته من قبل!! عرفت إحساس كيف لا أرى العيد، لأنه ليس أمامي ولكنه داخلي، وأينما سأذهب سأحمله معي . ❝
❞ عندها أنتبهت أن من يرتادون ذلك المسجد العظيم كانوا جميعاً يرتدون ملابس الاحرام البيضاء، وما من أحد منهم يتوقف عن تلاوة القرآن أو الصلاة، كان للمكان طنين يُشبه طنين عش النحل وقد كانوا كثيرين للغاية.. ولكن لم يكن أحد منهم بشرياً.. بعد سنوات طويلة شاهدت فيديو مصوراً للحرم النبوي، ورأيت تلك الأعمدة التي تحمل السماء، وتلك التيجان المذهبة.. لقد زرت هذا المكان من قبل؟؟ هناك شيء ما عظيم لم يًدوّن في الكتب.. قليل جدا هي تلك الحكايات التي تركت لتروى عن تاريخ العمارة . ❝
❞ هُناك قصة أخرى للبشر غير قصة الحجارة التي أجمعها.. كنت أصغر من أن تكون لدي الشجاعة لأدوّن أعظم وأروع الحكايات غير المكتوبة على الإطلاق عن تلك المساجد؛ حيث هناك النجار والميكانيكي والرجل الصالح.. دائماً هناك رجل صالح.. حكايات تُشبه تلك التي تزخر بها كتب ابن إياس والجبرتي والمقريزي، ولكنها جفت من كتبنا التى لا تهتم إلا للحجر وكيف تشكّل . ❝
❞ كل شيء قابل للهدم ما دام يقف أمام طريق جديد يلزم توسعته أو ما دامت القيمة الاستثمارية لقطعة الأرض تفوق بمراحل تلك القيمة التاريخية للأثر أو (المبنى القديم غير المسجل في كشوف الآثار) كما تُفضل تلك الهيئة حصر سجلات أخطائها، وبالمناسبة كانت القيمة الاستثمارية لقطعة الأرض المقام عليها معبد المصريين في حارة اليهود أو كنيس المصريين كما يُفضل اليهود أنفسهم أن يطلقوا عليه... هو البطل صاحب الكلمة الأخيرة في هدم ذلك البناء . ❝
❞ ووصلت لأستنتاج لم أكن أمتلك شيئاً من الشجاعة لتدوينه في دراستي أو مصارحة أساتذتي به.. احتفظت به لنفسي!!
وهو أن كل المساجد المساجد العظيمة ذات العمارة الفارهة التي كنت أتوقع أن تكون هي أعظم صروح مصر الإسلامية، كما هي أعظم صروح مصر المعمارية، وجدتها على الدوام خالية وتفتقر إلى المصليين في حين كانت الزوايا الصغيرة -هي في معارفنا المعمارية- تُصنّف بوصفها ˝نماذج ركيكة˝ من العمل المعماري بالكاد تخلو منهم سواء في أوقات الصلاة أو غيرها.. شعرت أن هناك كتاباً آخر غير كتاب تاريخ العمارة الذي نعرفه أو درسناه؛ حيث المساجد قد رُتبت بشكل مختلف تماما . ❝
❞ ونَعد لذلك الباحث الذي يُفترض أن نكون فهمنا أنّه غير يهودي، وغير مدفوع بأي انتماءات قومية أو دينية لدراسة العمارة اليهودية، ما الذي قد يدفعه لدراسة العمارة اليهودية؟ لا شيء.. لأن القيمة المعمارية غير حاضرة.. لا يوجد هناك ما يستحق التدوين والتعلّم.. فاليهود بوصفهم المتجوّلين بين الشعوب، أهل الشتات غير المرتبطين بأرض بعينها، من الصعب عليهم تطوير نمط معماري خاص، في حين غابت أبسط قواعد العمارة عنهم وهي امتلاك قطعة أرض! . ❝