عبثية الحياة
Ghpdf:
المسخ _ كافكا
أحد أشهر روايات فرانتز كافكا نشرت ١٩١٥ . يعتبر كافكا أحد رواد الرواية الحديثة تلك التي لا تلتزم بشروط الروايات التقليدية التي تسعى إلى أن تخوض في تفاصيل الواقع لتشعر القاريء أنه يقراء قصة حقيقية فتغرق في السرد ورسم المكان وشخصيات الرواية وخاصة البطل من حيث الاسم والعائلة ثم الشكل وتغوص في المشاعر والأحداث . يأتي كافكا بكل بساطة ويختصر اسم البطل في حرف ! مثل ( ك) في رواية المحاكمة لكن هنا يعطي بطل الرواية اسم كامل " جريجور سامسا " يعتبر اسم كامل بالنسبة لحرف ( ك) ! .
وجود الاسم ضروري ليعطي البطل الدليل على إنسانيته ووجوده ،بل اضطر أن يعطي تفاصيل الأسرة ؛ الاب ،الام والاخت كي يجد القاريء الصدمة في التحول .فجاءة يصحو جريجور سامسا كي يبدأ يومه بالتهيء للذهاب للعمل الذي يعول أسرته ويحمل هم دين أبيه بل والذي يحاول أن يجد طريقة لمساعدة أخته في الالتحاق بأحد المعاهد .أنه شاب طيب ومخلص لأسرته ،فحاة يجد نفسه تحول إلى حشرة كبيرة . أن الشاب جريجور اشهر شخص متحول في الأدب العالمي والذي يستحضر هذا التحول أثناء الحديث عن ثنائية ديكارت .أن ثنائية العقل _ الجسد أو الروح _ الجسد هي النظرية الاكثر انتشارا بل والمسيطرة حتى على اللغة.
في الرواية تعتمد الحبكة والسرد على هذه الثنائية فسامسا يتحول جسده إلى حشرة كبيرة بقوائم متعددة في البطن ذات فصوص وتشبه القبة بينما عقله يظل يناجي نفسه ويحاول أن يجد مخرج من الوضع
وقد تحول في فراشه إلى حشرة هائلة الحجم ،كان مستلقيا على ضهره الجامد ،الذي كان مقسما إلى أجزاء صلبة تشبه الدروع "
أن لحظة الاستيقاظ في هذا الوضع بدت كحلم لجريجور سامسا الذي ظل يحاول أن ينهض من سريره ويذهب إلى العمل بل وان يشتكي من العمل وظروفه ويمني نفسه بقضاء والده في خمس سنوات .
بصراحة لم أستطع إكمال الرواية بل كنت اتركها فترة ثم أعود وأكمل جزء حتى انهيتها .لقد تعاطفت مع السيد سامسا تعاطف كاملا لدرجة الحزن والألم . بل الأسئلة بدات تقفز بين كل قراءة وتكملة. كيف للسيد سامسا في هذا الموقف أن يهتم بالذهاب إلى العمل ويخشى من خسارة عمله ؟ هل هي حالة إنكار ؟ ام ان العقل رغم تغير الجسد لم يتكيف مع التحول الجديد ؟ فظل يمارس نفس الأفكار النمطية العادية !