❞ هل فكر أحدكم أن يدخل بيت النمل ؟
صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة .. أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء والتجول على القمر .
إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على ملليمتر و مع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ، تبني القلاع و الحصون ، و الغرف والدهاليز
و المخازن ، و تهندس بدرومات كاملة تحت الأرض .
و هناك نوع من النمل يمارس الزراعة .. فيزرع نبات عيش الغراب ، ويجلب له السماد من الأوراق المتعفنة .. ثم يحصده عند نضجه ويخزنه في مخازنه .
و هناك نوع آخر من النمل .. كيميائي متخصص .. يمضغ الخشب ويحوله إلى نوع من الكرتون ، ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة .
و هناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلّات ، ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، و نوافذ علوية لإخراج الهواء الساخن .
ويعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة.. فنجد فيه الملكة والأميرات و الضباط ولكل منهما مساكنه الخاصة وباقي الخلية من العمال البروليتاريا تشتغل بلقمتها .
وهناك نوع أخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار على هذه القصور فيقتل الجيش والحراس ويستولي على مخازن الطعام والتموين وينقل البيض ويتعهده في بيته حتى يفقس ويخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً وعبيداً في مملكته.
وهناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي ..
فيرعى قطعاناً من حشرة المن ويحلبها ويعيش على افرازاتها السكرية.
وللنمل لغة يتخاطب بها ..
وبدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف ويقيم نظاماً اجتماعياً تتباين فيه الاختصاصيات.
وعلماء البيولوجيا يقولون ان النمل يتخاطب عن طريق القبلات.. بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب.. وبدل الحروف المنطوقة هناك درجات وأنواع مختلفة من المذاق ..
وللنملة عقل تدبر به حياتها ..
فهي تجمع في الصيف وتدخر للشتاء . . وتدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف من البرد والجفاف بالغة الصعوبة..
وأعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع ونظام وخلايا ويختار أن يضرب في الآفاق ويهيم .. كل حشرة تهيم وحدها .. تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها ورحلت إلى مسكن آخر .
وهكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسؤوليات وبلا أعباء مثل حياة الهيبيين .
عالم مدهش ...
صدقوني ستتعلّمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل .
مقال : بيت النمل
من كتاب : الشيطان يحكم
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل فكر أحدكم أن يدخل بيت النمل ؟
صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة . أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء والتجول على القمر .
إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على ملليمتر و مع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ، تبني القلاع و الحصون ، و الغرف والدهاليز
و المخازن ، و تهندس بدرومات كاملة تحت الأرض .
و هناك نوع من النمل يمارس الزراعة . فيزرع نبات عيش الغراب ، ويجلب له السماد من الأوراق المتعفنة . ثم يحصده عند نضجه ويخزنه في مخازنه .
و هناك نوع آخر من النمل . كيميائي متخصص . يمضغ الخشب ويحوله إلى نوع من الكرتون ، ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة .
و هناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلّات ، ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، و نوافذ علوية لإخراج الهواء الساخن .
ويعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة. فنجد فيه الملكة والأميرات و الضباط ولكل منهما مساكنه الخاصة وباقي الخلية من العمال البروليتاريا تشتغل بلقمتها .
وهناك نوع أخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار على هذه القصور فيقتل الجيش والحراس ويستولي على مخازن الطعام والتموين وينقل البيض ويتعهده في بيته حتى يفقس ويخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً وعبيداً في مملكته.
وهناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي .
فيرعى قطعاناً من حشرة المن ويحلبها ويعيش على افرازاتها السكرية.
وللنمل لغة يتخاطب بها .
وبدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف ويقيم نظاماً اجتماعياً تتباين فيه الاختصاصيات.
وعلماء البيولوجيا يقولون ان النمل يتخاطب عن طريق القبلات. بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب. وبدل الحروف المنطوقة هناك درجات وأنواع مختلفة من المذاق .
وللنملة عقل تدبر به حياتها .
فهي تجمع في الصيف وتدخر للشتاء . . وتدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف من البرد والجفاف بالغة الصعوبة.
وأعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع ونظام وخلايا ويختار أن يضرب في الآفاق ويهيم . كل حشرة تهيم وحدها . تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها ورحلت إلى مسكن آخر .
وهكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسؤوليات وبلا أعباء مثل حياة الهيبيين .
عالم مدهش ..
صدقوني ستتعلّمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل .
مقال : بيت النمل
من كتاب : الشيطان يحكم
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء.
كل شيء يمضي ثم يصبح ذكرى.
أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى و أحاديث حول فنجان شاي.
أليست حياتنا معجزة.
و أليست معجزة أكبر أن تشفى و تلتئم جراح مفتوحة في مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات.. تشفى و تلتئم تلقائيا بدون بنسلين و بدون صبغة يود.. بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق في الأنسجة.
و من عجب أن الله حشد كل جنده عند مدخل الجسم و عند مخرجه.. عند الفم و الحلق و اللوزتين تشفى الجراح المفتوحة و تلتئم و هي في مجرى اللعاب الملوث و الأنفاس المحملة بالأتربة و الجراثيم.. و تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر.
و عند الشرج حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة تلتئم الجراح المفتوحة بقدرة القادر الذي سلحنا بأمضى أسلحته.
و لعل هذا هو السبب في الآلام حول منطقة الشرج حيث وضع الخالق أقوى شبكة من الأعصاب و نشر قنوات و أنهارا من الدم و الليمف و رصد الملايين من الكرات البيض و الخلايا الحارسة التي تلتهم كل ميكروب وافد فلا تبقي عليه.
و بعد هذا يشك شاك في العناية و الرحمة.
و يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا في العالم بدون عون، و قذفنا إلى الوجود لنترك بلا عناية و بلا رعاية.
و لو أن سارتر تعلم الطب كما تعلم الأدب و درس الإنسان كما درس الوجود لعرف حقيقة نفسه و لقال كلاما آخر.
و لهذا تخطر لي أحيانا فكرة إلحاق كلية الآداب بكلية الطب.. فالإنسان و الوجود حقيقة واحدة. و لا يمكن إدراك الأول. دون إدراك الآخر. و ملامح الروح مكتوبة على الخلايا و ليست في كتب أرسطو.
و شفرة العناية الإلهية مكتوبة على أوراق الشجر و على مناقير الحمام و بتلات الورد..
الدودة التي يجعلها الله خضراء بلون الغصن الأخضر ليجعلها أقدر على الاختفاء عن عدوها.. و الفراشة الملونة بلون الوردة.. و السلحفاة الصفراء بلون الصحراء.
بشرة الزنجي التي تتلون في الشمس الاستوائية فتصبح سوداء كمظلة منصوبة عليه طول الوقت لتقيه لفح الشمس.
و البشرة البيضاء البلورية الشفافة لأهل الشمال حيث تختفي الشمس طول الوقت خلف الضباب، و حيث يشح الضوء لدرجة تجعل الجسد في حاجة إلى كل شعاعة عن أي طريق مثل تلك البشرة الشفافة الزجاجية.
أجسام الحيتان التي صاغتها العناية تلك الصياغات الإنسيابية كغواصات.. و كل سمكة و قد منحتها الطبيعة كيسا يفرغ و يمتلئ بالهواء لتطفو و تغوص كما تريد.
أفواه الحشرات و قد شكلتها العناية على ألف صورة و صورة حسب وظائفها.. الحشرة التي تمتص كالذبابة تشكل فمها على صورة خرطوم. و الحشرة التي تلدغ كالبعوضة تشكل فمها على صورة إبرة.. و الحشرة التي تقرص كالصرصور زودتها الطبيعة بمناشير و مبارد.
و الدودة التي تتطفل على الأمعاء زودتها الطبيعة بخطاطيف و كلابات حتى لا تقع في تجويف الأمعاء و تجرفها الفضلات.
و كلما تكاثر الأعداء على مخلوق أكثر الخالق من نسله، فدودة الإسكارس تبيض أكثر من مليون بيضة في الشهر، و تنجب أكثر من مليون دودة.
و في متاهات الصحاري حيث يشح الماء و تندر العيون خلق الله للأشجار بذورا مجنحة لتطير مع الرياح في الجهات الأربع و تحط في ألف شبر و شبر من الأرض، و ترحل مسافات شاسعة و كأنها بعثات استكشاف تذرع الصحاري.
و الخفاش الأعمى الذي لا يطير إلا في الليل زودته الطبيعة بأمواج ألتراسونيك يستكشف بها طريقه.
و الكتكوت الوليد ترشده الغريزة إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها ليخرج إلى الوجود.
و الزنبور يعرف مكان المراكز العصبية عند فريسته فيحقنها بالسم و يشلها و كأنه جراح ماهر درس التشريح.
و النمل الذي قادته فطرته إلى اكتشاف الزراعة و تخزين المحصولات قبل أن يكتشفها الإنسان بملايين السنين.
و حشرة الترميت التي عرفت تكييف الهواء في بيوتها قبل أن يعرف الإنسان الأبواب و الشبابيك.
إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية.
لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر.
إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم.
حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا.. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.
ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض.
و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك.
و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل، فالدنيا ليست كل شيء، و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، و يجد كل ظالم عقابه.
و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرارا ، و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات.
ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى.
و شكرا لأيام المرض و آلامه.
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء.
كل شيء يمضي ثم يصبح ذكرى.
أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى و أحاديث حول فنجان شاي.
أليست حياتنا معجزة.
و أليست معجزة أكبر أن تشفى و تلتئم جراح مفتوحة في مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات. تشفى و تلتئم تلقائيا بدون بنسلين و بدون صبغة يود. بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق في الأنسجة.
و من عجب أن الله حشد كل جنده عند مدخل الجسم و عند مخرجه. عند الفم و الحلق و اللوزتين تشفى الجراح المفتوحة و تلتئم و هي في مجرى اللعاب الملوث و الأنفاس المحملة بالأتربة و الجراثيم. و تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر.
و عند الشرج حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة تلتئم الجراح المفتوحة بقدرة القادر الذي سلحنا بأمضى أسلحته.
و لعل هذا هو السبب في الآلام حول منطقة الشرج حيث وضع الخالق أقوى شبكة من الأعصاب و نشر قنوات و أنهارا من الدم و الليمف و رصد الملايين من الكرات البيض و الخلايا الحارسة التي تلتهم كل ميكروب وافد فلا تبقي عليه.
و بعد هذا يشك شاك في العناية و الرحمة.
و يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا في العالم بدون عون، و قذفنا إلى الوجود لنترك بلا عناية و بلا رعاية.
و لو أن سارتر تعلم الطب كما تعلم الأدب و درس الإنسان كما درس الوجود لعرف حقيقة نفسه و لقال كلاما آخر.
و لهذا تخطر لي أحيانا فكرة إلحاق كلية الآداب بكلية الطب. فالإنسان و الوجود حقيقة واحدة. و لا يمكن إدراك الأول. دون إدراك الآخر. و ملامح الروح مكتوبة على الخلايا و ليست في كتب أرسطو.
و شفرة العناية الإلهية مكتوبة على أوراق الشجر و على مناقير الحمام و بتلات الورد.
الدودة التي يجعلها الله خضراء بلون الغصن الأخضر ليجعلها أقدر على الاختفاء عن عدوها. و الفراشة الملونة بلون الوردة. و السلحفاة الصفراء بلون الصحراء.
بشرة الزنجي التي تتلون في الشمس الاستوائية فتصبح سوداء كمظلة منصوبة عليه طول الوقت لتقيه لفح الشمس.
و البشرة البيضاء البلورية الشفافة لأهل الشمال حيث تختفي الشمس طول الوقت خلف الضباب، و حيث يشح الضوء لدرجة تجعل الجسد في حاجة إلى كل شعاعة عن أي طريق مثل تلك البشرة الشفافة الزجاجية.
أجسام الحيتان التي صاغتها العناية تلك الصياغات الإنسيابية كغواصات. و كل سمكة و قد منحتها الطبيعة كيسا يفرغ و يمتلئ بالهواء لتطفو و تغوص كما تريد.
أفواه الحشرات و قد شكلتها العناية على ألف صورة و صورة حسب وظائفها. الحشرة التي تمتص كالذبابة تشكل فمها على صورة خرطوم. و الحشرة التي تلدغ كالبعوضة تشكل فمها على صورة إبرة. و الحشرة التي تقرص كالصرصور زودتها الطبيعة بمناشير و مبارد.
و الدودة التي تتطفل على الأمعاء زودتها الطبيعة بخطاطيف و كلابات حتى لا تقع في تجويف الأمعاء و تجرفها الفضلات.
و كلما تكاثر الأعداء على مخلوق أكثر الخالق من نسله، فدودة الإسكارس تبيض أكثر من مليون بيضة في الشهر، و تنجب أكثر من مليون دودة.
و في متاهات الصحاري حيث يشح الماء و تندر العيون خلق الله للأشجار بذورا مجنحة لتطير مع الرياح في الجهات الأربع و تحط في ألف شبر و شبر من الأرض، و ترحل مسافات شاسعة و كأنها بعثات استكشاف تذرع الصحاري.
و الخفاش الأعمى الذي لا يطير إلا في الليل زودته الطبيعة بأمواج ألتراسونيك يستكشف بها طريقه.
و الكتكوت الوليد ترشده الغريزة إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها ليخرج إلى الوجود.
و الزنبور يعرف مكان المراكز العصبية عند فريسته فيحقنها بالسم و يشلها و كأنه جراح ماهر درس التشريح.
و النمل الذي قادته فطرته إلى اكتشاف الزراعة و تخزين المحصولات قبل أن يكتشفها الإنسان بملايين السنين.
و حشرة الترميت التي عرفت تكييف الهواء في بيوتها قبل أن يعرف الإنسان الأبواب و الشبابيك.
إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية.
لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر.
إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم.
حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.
ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض.
و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك.
و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل، فالدنيا ليست كل شيء، و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، و يجد كل ظالم عقابه.
و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرارا ، و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات.
ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى.
و شكرا لأيام المرض و آلامه.
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ لما أنذر النمل وحذر ودعا بني جنسه سطرت في حقه سورة من سور القرآن ، فخذوا من النمل ثلاثاً: الدأب في العمل، ومحاولة التجربة، وتصحيح الخطأ.. ❝ ⏤عائض القرني
❞ لما أنذر النمل وحذر ودعا بني جنسه سطرت في حقه سورة من سور القرآن ، فخذوا من النمل ثلاثاً: الدأب في العمل، ومحاولة التجربة، وتصحيح الخطأ. ❝
❞ {وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}
إن حركة الجبال تعود إلى حركة الأرض التي تتواجد عليها، حيث إن القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة الأوشحة الأعلى منها كثافة. في بداية القرن العشرين افترض العالم الألماني الفرد واغنر أن القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها. ولم يدرك الجيولوجيون أن واغنر كان على حق إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد خمسين عاماً على وفاته. وكما يشير واغنر في مقالة له نشرت عام 1915 فإن الكتل الأرضية كانت مجتمعة مع بعضها البعض قبل 500 مليون عام، وهذه الكتلة الكبيرة من الأرض التي سميت البانجيا كانت متواجدة في القطب الجنوبي. وقبل 180 مليون عام تقريباً انقسمت البانجيا إلى قسمين انجرفا باتجاهين مختلفين، فسميت إحدى هذه القارتين العظيمتين الغوندوانا وتضمنت أفريقيا واستراليا والأنتاركتيكا والهند، فيما سميت الأخرى اللوراسيا وشملت أوروبا وأميركا الشمالية واسيا باستثناء الهند وبعد مرور 150 مليون عاماً على هذا الافتراق انقسمت الغوندوانا واللوراسيا إلى أقسام اصغر. والقارات التي انبثقت عن انقسام البانجايا هي في حركة دائمة على سطح الأرض تقدر ببضع سنتيمترات سنوياً، وهذه الحركة تحدث تغييراً في نسبة اليابسة إلى الماء في الكرة الأرضية. وبعد اكتشاف هذه الحقيقة في بداية القرن العشرين شرحها العلماء بما يأتي: ‘’ القشرة الأرضية والقسم العلوي من الأوشحة اللذين تبلغ مساحتهما 100 كلم تقريباً مقسمان إلى ستة صفائح أساسية، ومجموعة أخرى أصغر، ووفقاً للنظرية المسماة: تشوه الصفائح، فإن هذه الصفائح تتنقل في الأرض حاملة معها القارات وقاع المحيطات. وحركة القارات هذه قد تم تقديرها ب 1- 5 سنتيمترات في السنة. وفيما تستمر الصفائح بالتنقل فإنها سوف تحدث تغيراً في جيولوجية الأرض، فكل سنة على سبيل المثال يتسع المحيط الأطلسي قليلا’’ .6 هناك نقطة مهمة يجب ذكرها هنا وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أشار في الآية الكريمة إلى حركة القارات على أنها عملية انجراف. واليوم استعمل العلم الحديث مصطلح الانجراف القاري للتعبير عن هذه الحركة.7 وبالطبع فإن ذلك كله أحد وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي كشف هذه الحقائق العلمية، في حين أن العلم الحديث لم يستطع اكتشافها إلا مؤخراً. ❝ ⏤هارون يحي
❞﴿وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ إن حركة الجبال تعود إلى حركة الأرض التي تتواجد عليها، حيث إن القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة الأوشحة الأعلى منها كثافة. في بداية القرن العشرين افترض العالم الألماني الفرد واغنر أن القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها. ولم يدرك الجيولوجيون أن واغنر كان على حق إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد خمسين عاماً على وفاته. وكما يشير واغنر في مقالة له نشرت عام 1915 فإن الكتل الأرضية كانت مجتمعة مع بعضها البعض قبل 500 مليون عام، وهذه الكتلة الكبيرة من الأرض التي سميت البانجيا كانت متواجدة في القطب الجنوبي. وقبل 180 مليون عام تقريباً انقسمت البانجيا إلى قسمين انجرفا باتجاهين مختلفين، فسميت إحدى هذه القارتين العظيمتين الغوندوانا وتضمنت أفريقيا واستراليا والأنتاركتيكا والهند، فيما سميت الأخرى اللوراسيا وشملت أوروبا وأميركا الشمالية واسيا باستثناء الهند وبعد مرور 150 مليون عاماً على هذا الافتراق انقسمت الغوندوانا واللوراسيا إلى أقسام اصغر. والقارات التي انبثقت عن انقسام البانجايا هي في حركة دائمة على سطح الأرض تقدر ببضع سنتيمترات سنوياً، وهذه الحركة تحدث تغييراً في نسبة اليابسة إلى الماء في الكرة الأرضية. وبعد اكتشاف هذه الحقيقة في بداية القرن العشرين شرحها العلماء بما يأتي: ‘’ القشرة الأرضية والقسم العلوي من الأوشحة اللذين تبلغ مساحتهما 100 كلم تقريباً مقسمان إلى ستة صفائح أساسية، ومجموعة أخرى أصغر، ووفقاً للنظرية المسماة: تشوه الصفائح، فإن هذه الصفائح تتنقل في الأرض حاملة معها القارات وقاع المحيطات. وحركة القارات هذه قد تم تقديرها ب 1- 5 سنتيمترات في السنة. وفيما تستمر الصفائح بالتنقل فإنها سوف تحدث تغيراً في جيولوجية الأرض، فكل سنة على سبيل المثال يتسع المحيط الأطلسي قليلا’’ .6 هناك نقطة مهمة يجب ذكرها هنا وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أشار في الآية الكريمة إلى حركة القارات على أنها عملية انجراف. واليوم استعمل العلم الحديث مصطلح الانجراف القاري للتعبير عن هذه الحركة.7 وبالطبع فإن ذلك كله أحد وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي كشف هذه الحقائق العلمية، في حين أن العلم الحديث لم يستطع اكتشافها إلا مؤخراً. ❝
❞ حينما لا نجد الحب .. و حينما لا نجد الصداقة .. فليس معنى هذا أنه لا يوجد الحب و لا توجد الصداقة ..
و إنما معنى هذا أننا لم نجد الرجل الناضج .. و لم نجد المرأة الناضجة بعد ..
و القلوب الكبيرة قليلة .. نادرة مثل كل شيء نادر ..
و القلوب الصغيرة موجودة بكثرة النمل ..
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حينما لا نجد الحب . و حينما لا نجد الصداقة . فليس معنى هذا أنه لا يوجد الحب و لا توجد الصداقة .
و إنما معنى هذا أننا لم نجد الرجل الناضج . و لم نجد المرأة الناضجة بعد .
و القلوب الكبيرة قليلة . نادرة مثل كل شيء نادر .
و القلوب الصغيرة موجودة بكثرة النمل. ❝