█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هديه ﷺ في عيادة المرضى :
كان ﷺ يعودُ مَنْ مَرِضَ من أصحابه ، وعاد غلاماً كان يَخدمه مِن أهل الكتاب ، وعاد عمه وهو مشرك ، وعرض عليهما الإسلام ، فأسلم اليهودي ، ولم يسلم عمه ، وكان ﷺ يدنو من المريض ، ويجلس عند رأسه ، ويسأله عن حاله ، فيقول ( كيف تجدك ؟ ) ، وذُكر أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه ، فيقول ( هَلْ تَشْتَهِي شَيْئًا ؟ ) فإن اشتهى شيئاً وعلم أنه لا يضره ، أمر له به ، وكان ﷺ يمسح بيده اليمنى على المريض ، ويقول ( اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ، أَذْهب البأس ، واشْفِه أَنتَ الشَّافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يُغادر سقماً ) ، وكان يقول ( امْسَحَ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ ، بِيَدِكَ الشَّفَاءُ ، لا كَاشِفَ له إلا أنت ، وكان ﷺ يدعو للمريض ثلاثاً كما قاله لسعد ( اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً ، اللَّهُمَّ اشف سَعْداً ، اللهُمَّ اشْفِ سَعْداً ) ، وكان إذا دخل على المريض يقول له ( لا بَأسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله ) ، وربما كان يقول ( كَفَّارَةٌ وَطَهورٌ ) ، وكان يَرْقِي مَن به قرحة ، أو جُرح ، أو شكوى ، فيضع سبابته بالأرض ، ثم يرفعها ويقول ( بِسْمِ الله ، تُرْبَةُ أَرْضِنا ، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا ، بإِذْنِ رَبَّنا ) ، وكان ﷺ ينفث على نفسه ، وضعفه ووجعه يمنعه من إمرار يده على جسده كله ، فكان يأمر عائشة أن تُمر يده على جسده بعد نفثه هو ، ولم يكن من هديه ﷺ أن يَخُصَّ يوماً من الأيام بعيادة المريض ، ولا وقتاً من الأوقات ، بل شرع لأمته عيادة المرضى ليلاً ونهاراً ، وفي سائر الأوقات ، وفي المسند عنه ( إذا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ المُسْلِمَ مَشَى في خُرفَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً ، صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ حَتَّى يُمْسِي ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءٌ ، صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ حَتَّى يُصْبح ) ، وفي لفظ ( ما مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً إِلا بَعَثَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكِ يُصَلُّونَ عَلَيه أَي ساعةٍ مِنَ النَّهار كانت حتَّى يُمْسِي ، وَأَيَّ ساعة من الليل كانت حتَّى يُصبح ) ، وكانﷺ يعود من الرمد وغيره ، وكان أحياناً يضع يده على جبهة المريض ، ثم يمسح صدره وبطنه ويقول ( اللَّهُمَّ اشْفِهِ ) وكان يمسح وجهه أيضاً ، وكان إذا يئس من المريض قال ( إنا لِلَّهِ وإِنَّا إليه راجعون ) . ❝