█ _ د محمد المخزنجي 2011 حصريا كتاب جنوبا وشرقا: رحلات ورؤى عن دار الشروق 2024 ورؤى: هذا الكتاب الفريد يحملنا بلغة الأديب وفضول الصحفي إلى بلاد بعيدة تتوزع بعرض الخريطة العالمية مجموعة من الرحلات الاستطلاعية الصحفية التي اعتبرت وقت نشرها طفرة عالم الصحافة العربية يستطلع بلادًا صغيرة وكبيرة يتتبع أحوال ناسها سلسلة روايات حالات خاصة مجاناً PDF اونلاين هي تأليف الكاتب المصري رضا عبد الله يحكي فيها تجربة طبيب نفسي اسمه ياسين العوضي الذي يقوم بمعالجة المرضى النفسيين الذين يعانون نادرة العقد النفسية مثل عقدة أوديب إلكترا كذلك الفوبيا البارانويا الهستيريا الوسواس القهري السير أثناء النوم الصراعات المختلفة
يستطلع المخزنجي في هذا الكتاب بلادًا صغيرة وكبيرة، يتتبع أحوال ناسها، وكيف أثرت فيهم عوامل التاريخ والجغرافيا، فأنجز كل منهم ثقافة مختلفة عن الآخر، وتقدم شكلًا من أشكال تآخي بني البشر مع أقرانهم ومع الطبيعة من حولهم. وبقدر ما يبحث عن العوامل السياسية التي تشكل تحديات أمام هذه الشعوب في اللحظة التي أقام فيها الرحلة، يكشف عن مقاومة العنصرية في جنوب إفريقيا، والدخان المتصاعد من تحت ركام البوسنة بعد الحرب.
غير أن الأمر الأكثر جاذبية هو الرؤية الكبرى التي خرج بها المخزنجي من رحلاته كلها فجعلته يعطي لكتابه عنوان «جنوبًا وشرقًا» في ولع واضح بالجنوب والشرق يفسره المؤلف بقوله:
ثمة فلسفة روحية، رؤية خلابة ورحيمة في ناس وبلدان ناس الجنوب والشرق، وقد فتحتُ عيون بصيرتي بقدر المتاح والمستطاع لالتقاط هذه الرؤى، وتأمُّلها في مرآة روحي، فكانت رؤى معكوسة لعلها أهم ما يميز هذه الاستطلاعات من وجهة النظر التقنية في نصوص الرحلة أو كتابة الرحلة، لهذا كانت رحلات ورؤى، آمل أن تكون ممتعة ونافعة لمن يتواصل معها
❞ “لقد ذهبتُ إلى المالديف حاملاً السؤال الأصعب على نفوس أهلها الطيبين، فمجرد توجيه السؤال في حد ذاته يشكل ألماً لا حدود له. فإذا كنت تسأل إنساناً: هل ستختفي بلدك تحت سطح البحر بعد عقود قليلة؟ فأنت تغمره بسيل موجع من الصور المريرة كاختفاء بيوت الأهل وشوارع الأحباب وضياع مَن يبقى على قيد الحياة بعد هذه الجائحة المرعبة.” . ❝
❞ “لقد دققت على فخذي فلم أسمع رنيناً، ودققت على كتفي فلم أسمع رنيناً، ودققت على صدري فأدهشني رنينٌ حقيقيٌ تردده وترجعه الجدران، فعاودت الدق على صدري مغمضاً عيني لأستريح.. أستريح.. وفي عذوبة الراحة أتساءل: يا رب.. الدنيا التي خلقتها غنية وبهية.. فلماذا يشقيها ويشقى فيها البشر؟!” . ❝
❞ “بوشكين مات مقتولا، ودستويفسكي حالت بينه وبين الإعدام لحظة، وتولستوي قضى نحبه كحفنة من عظام على رصيف محطة مهجورة بعد أن زهد زخرف العالم، وتشيخوف نهش الدرن رئتيه، وليرمنتوف ضاع في مبارزة، وجوركي أطلق على نفسه الرصاص في شبابه ليوقف تدمير البؤساء لأنفسهم. أي عنف واجهه صناع الجمال هؤلاء أو وقعوا في براثنه؟! لقد ذهبتُ إلى بيت تشيخوف - وهو الذي يُعتبر أكثر الكُتاب الروس هدوءا ووداعة - ولاحظتُ شيئا غريبا فاتني ملاحظته في المرات السابقة: إن مكتبه كان يواجه الحائط! وبالتقصي عرفت أنه كان يكتب على ضوء الشموع في مواجهة الحائط، ولعله كان يوفر لروحه المبدعة بذلك مزيدا من العزلة عن عنف العالم الصعب، وهو الذي قال: إنني لم أعرف إلا أن كل لحظات البشرية ظلت ينطبق عليها الوصف إنها لحظات عصيبة.” . ❝
❞ “إذن كان الأفارقة هنا قبل مجيء الأوروبيين بثلاثة ألاف وخمسمائة سنة على الأقل. فلم تكن الأرض بغير ناس، ولا كان الناس بغير أرض كما يزعم الكولنياليون دائماً ليلفِّقوا تبريراً لاستعمارهم الاستيطاني لأرض البشر، وليختلقوا سبباً للمنِّ بأنهم أنشأوا حضارة العالم (الجديد) من العدم.” . ❝
❞ “إنني أظن أن أفضل ما حصلت عليه في ˝كابادوكيا˝ هو إكباري لأعجوبة الإنسان وخلق الإنسان، ومن ثم الشكر والحمد لله العظيم خالق هذا الإنسان. فبقدر قسوة امتحان الإنسان في مواجهة الطبيعة الجبارة والزمان الأكثر جبروتاً من الطبيعة أودع الله في أشرف خلقه سراً عجيباً جعله يواجه وعيه بمصيره المتهافت والزائل بالانخراط في تغيير حياته الممكنة والتسامي بها روحاً ونشداناً للجمال.” . ❝
❞ “الأسود عندما تأتي للشرب تفسح لها الغزلان الطريق لكنها لا تفر, اذ أن للافتراس وقتنا ونذرا, وللحياة العادية وقت ونذر, ويبدو أن الغدر شيمة بشرية محضة!” . ❝
❞ “فالسلام لم يعد مجرد مسالمة بين البشر والبشر، بل هو في الأساس مسالمة واجبة بين البشر والأرض. لأن الحرب على بيئة الأرض هي مأساة سرمدية، بينما مآسي أشد الحروب فتكا في تاريخ البشرية يمكن للزمن أن يتجاوزها.” . ❝
❞ “فالأفيال تنفخ في الماء ˝تروقه ˝ قبل أن تأخذ جرعات بخرطومها ,تسكبها في أفواهها بتمهل
والشرب لديها حفل كامل ترعاه الفيلة القائدة الأم التي يحييها قبل الشرب كل القطيع
والأسود عندما تشرب تفسح لها الغزلان الطريق لكنها لا تفر ,اذ إن للافتراس وقتاً ونذراً وللحياة العادية وقت ونذر
ويبدو ان الغدر شيمة بشرية محضة ! ” . ❝
❞ “هوِّن عليك، أو لا تهوِّن، فكل جمال في هذا البلد سيذكرك بنقيضه، وكل سلام سيجعلك تحس بالارتجاف. وهذا ليس قصداً، إنما هي آلية الذاكرة، فما تحمله ليس مما يُنسى، وخير ألا ينسى.” . ❝
❞ “هتفتُ: ˝يا الله!˝ وأنا أقف - بعد أن عبرت البهو وانعطفت إلى المدخل - في مواجهة تاج محل. إنه شيء آخر، مختلف تماما عن كل الصور التي رأيتها، برغم جودة معظمها الفائقة. إنه إحدى عجائب الدنيا السبع بحق، والأعجوبة فيه لا تكمن في دقة معماره وكمال تناسب أجزائه والصفاء المطلق لبياضه المقدود من المرمر الخالص. لا، الأعجوبة في الإحساس به عند مشاهدته، فقد أحسست حياله وكأنني في حلم، وكان لديّ هاجس خافق بأن هذا المبنى البديع الضخم خفيف ومسحور إلى درجة أنه يوشك على الارتفاع والطيران والاختفاء في صفاء زرقة السماء أو التلاشي في بياض السحب.” . ❝
❞ “الوطن العربي لا يعرف ذاته. وفي أحوال كثيرة لا نعرف أنفسنا إلا عن طريق الآخر. وفي رأيي أن أكبر حاجز بين العرب هو خيال بعضهم عن بعض. نحن جميعاً ضحايا المتخيل العربي عن ذواتنا. وكلما التقينا لابد أن نبدأ من الصفر.” . ❝
❞ “الحضارة هي سمت إنساني حي، يتعلق بروح البشر واختياراتهم المتآخية مع جماعاتهم ومع بيئاتهم، والمسالمة مع الآخرين، وعدم تمييز الذات، والنفور من استغلال الغير أو استعمار بلاد الناس.” . ❝
❞ “إن عوام الناس عندما يجرمون قد يفلتون بجرائمهم في الدنيا ليُحاسَبوا عنها في الآخرة. أما قادة الشعوب عندما يجرمون - ولنتذكر مصائر نيرون وهتلر وموسوليني وسوموزا وغيرهم - فإنهم - وحساب الآخرة يترصدهم - لا يفلتون بجرائمهم في الدنيا أبدا سواء وهم أحياء أو بعد موتهم. وأقل وأمرّ صنوف العقاب هي اللعنة.. والمسخرة!” . ❝
❞ “الذي أدريه الآن يقيناً، أن من يصعد إلى هذا المرتقى يوماً، لا يعود كما كان من قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبداً إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنوناً، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه بشر أو لم يلوِّثْه بعد.” . ❝
❞ “لقد ذهبتُ إلى بيت تشيخوف - وهو الذي يُعتبر أكثر الكُتاب الروس هدوءاً ووداعة - ولاحظتُ شيئا غريبا فاتتني ملاحظته في المرات السابقة: إن مكتبه كان يواجه الحائط! وبالتقصي عرفت أنه كان يكتب على ضوء الشموع في مواجهة الحائط، ولعله كان يوفر لروحه المبدعة بذلك مزيداً من العزلة عن عنف العالم الصعب، وهو الذي قال: إنني لم أعرف إلا أن كل لحظات البشرية ظلت ينطبق عليها الوصف إنها لحظات عصيبة.” . ❝
❞ “شعرتُ بقشعريرة وحمدت الله الذي أحمده كثيرا على نعمة الإسلام، فالعودة إلى باطن الأرض هي عودة إلى الرحم الحنون الذي منحنا إياه رب العالمين، فالأرض شريط رحمة حقيقي، منها نشأنا وإليها نعود، لتستمر دورة الأخذ والعطاء، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أرى أن الوطن ليس هو المكان الذي نشأنا فيه ونشأ أحبابنا، فقط، بل هو بشكل أعمق وأوثق المكان الذي لنا في ثَراه أحباب راحلون.” . ❝
❞ “كل هذا الفن تحت الأرض، وتحت أرض المقبرة تحديدا؟ سألتُ نفسي مدهوشا من قدرة الإنسان على مواصلة الحياة بإبداع رغم وعيه بفنائه ووجوده المؤقت المحدود على ظهر كوكب قلِق الاستقرار هائم وهش ومصيره كما مصير سكانه إلى زوال.” . ❝