█ _ د محمد المخزنجي 2006 حصريا رواية لحظات غرق جزيرة الحوت عن دار الشروق 2024 الحوت: مجاناً PDF اونلاين
إن عبارة واحدة لا تشير إلى ذكرى الكارثة، لكننى أخيرًا أعثر على شاهد أرجّح بملابسات تاريخ الوفاة وعمر المتوفى ومهنته ومكان الإقامة أنه قضى إثر تشيرنوبيل. وكلمة واحدة ينطق بها الشاهد.. محفورة بعمق فى دكنة الجرانيت الرمادى تقول: «باطشمو».. ومعناها: لماذا؟.. وأحب أن أترجمها فى داخلى: ليه؟.. وعلشان إيه؟ هذا الكتاب يحتوى على نصين مثيرين للكاتب المتميز محمد المخزنجى، كتبهما أثناء وجوده فى الاتحاد السوفيتى «فصول تشيرنوبيل الأربعة» الذى ولد مع الانهيار المدوى لذلك المفاعل الشهير عام 1986، و«طوابير موسكو 90» الذى ولد فى أيام وداعه ورحيله عن موسكو فى عام 1990. وهما نصان متميزان، فمن ناحية الشكل هما نوع من التحقيق الأدبى، والقصصى، مشيدان على وقائع لحظات حقيقية، معاشة، لكن هذه اللحظات ذاتها وما شيد عليها، تم الوصول إليها وانتقاؤها بروح الفن لا بحرفية التقرير. ومن ناحية الجوهر فبهما مشاعر حزينة، أليمة، توشك أن تكون نوعًا من الحسرة أقرب ما تكون لمشاعر من يتابع بكيانه المغدور كله جزيرة حلمه الكبير وهى تغوص سريعًا، غارقة فى أعماق سوداء لمحيط لا متناهٍ
❞ “و رغم يقيني بأنه لا يصح إلا الصحيح، و أن الكذب لا يعمر طويلا، إلا أن لحظات غرق هذه الجزيرة الحلم، أو وهم الحلم، قد ورثتني حزنا لاأظنه يقف عند حدود النصوص” . ❝
❞ “أوقن في قرارة نفسي أنني ابن موت. واحد من بشر قصار العمر يحيون في العالم الثالث المكروب، في الجنوب المتهالك، حيث القاعدة هي الشقاء و الموت المبكر، أما الاستثناء فأن يَسْعَد بعض الناس و يُعمرون” . ❝
❞ فأنت لن تبادر أبدا بإراقة دم حتى من يتأهب لقتلك وما هواجسك عن أن تكون قاتلا إلا أوهام يائسة
يأس الكائنات الأليفة الخرساء التي تعض عندما يجتاحها ألم ساحق تعجز عن رده او حتى مجرد التعبير عنه ,تعض ربما لكنها لا تفترس أبدا ” . ❝
❞ “ما الغربة؟ لقد أجهدت نفسى لأحلل ما يمكن أن تكونه، ووصلت -بعد تفحصى للاحتمالات الكثيرة- إلى أنها يمكن أن تكون العيش فى مكان لا تعطى فيه ولا تأخذ عطاءً حقيقيًا وأخذًا من المشاعر.. مشاعر لا يحتملها واجب اللياقة بل تتفجر بتلقائية وتنساب بلا عمد كأنها مياه الينابيع تتفجر لفرط اكتنازها تحت الأرض وتسيل إلى حيث ينتظرها ويتلقف المنخفض. مرة تكون أنت النبع وأخرى تكون المنخفض. لكن الغربة ببساطة تجعلك شيئا مسطحًا، أو ناتئًا ومحجوزًا بسور عال من الدلالات العميقة للغة، وإرث تقاليد المكان وأعرافه وخبراته الحياتية ومشاعره.
من تعطى ومن يعطيك حقيقة وأمامك كل هذا السور؟” . ❝
❞ تتعامل مع إحباطك كحصاة صغيرة في حذائك، تضايقك؛ فتتعامل معها دون أن تتوقف عن المشي حتى تستقر داخل حذائك في ركن يُحيِّدها فلا تعيقك ولا تمنعك من حيوية المسير . ❝
❞ “عدم الدقة في المفاهيم ، كثيرا ما يقودنا إلى رفض لا أساس له ، أو قبول لا إمعان فيه . ومن ثم نجد أنفسنا واقعين إما في دائرة التعسف ، أو في حبائل الدجل . وحتى ننجو من هذا وذاك ، ونقف في الموضع الأفضل ، لا بأس علينا من بعض المراجعة.” . ❝
❞ •قطرات الماء الصافية التي تهبط قطرة قطرة على الصخرة الجامدة حتى توهن صلابتها فتستسلم لإرادة الصفاء،وتنشق عن قلب بكر ينكشف للنور بعد عتمة وغيبة،فكأنه قلب جديد ..عقل جديد•” . ❝