█ _ د محمد المخزنجي 2008 حصريا كتاب البستان عن دار الشروق 2024 البستان: يري الدكتور وجودنا الإنساني متجليا حالات ثلاث متكاملة هي: الملموس والنفسي وما وراء النفسي الخفي أو الخارق وهو يَعْبُر هذه الحالات فنيا بمهارة فيشير إلى السياسي والاجتماعي اليومي والكوني منتبهًا مكامن الشعر كل ذلك كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين ينطوي عليه تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
في هذا الكتاب ــ الذي فاز بجائزة أفضل مجموعة قصصية صدرت في مصر عام 1992 ــ يرى الدكتور محمد المخزنجي وجودنا الإنساني متجليا في حالات ثلاث متكاملة هي: الملموس، والنفسي، وما وراء النفسي الخفي أو الخارق. وهو يَعْبُر هذه الحالات فنيا، بمهارة، فيشير إلى السياسي والاجتماعي، اليومي والكوني، منتبهًا إلى مكامن الشعر في كل ذلك. يطلق المخيلة فترتفع بالواقعي الملموس، ويعالج "الثيمـات" النفسـية دون غرق في تجريدات علم النفس، ثم يقتحم مجال "الباراسيكولوجى" ــ ربما لأول مرة في الأدب المحلى ــ لا ليثير الاستغراب، ولكن ليلمس القلب الإنساني الذي يراه أعجوبة كبرى، ووسيلة أخيرة للنجاة في عصرنا المضطرب.
يقول الناقد الكبير د. على الراعي عن هذه المجموعة: مجموعة "البستان" تتسمى باسم آخر قصة فيها، ولكنها في الحقيقة تتشكل من عوالم ثلاثة، لكل عالم عنوانه الخاص: العالم الأول تطلق عليه اسم "الفيزيقيات"؛ أي عالم الملموسات والمحسوسات والعينيات. والعالم الثاني هو عالم "السيكولوچيات"؛ أو المشاعر والدفائن النفسية الباطنية. والعالم الثالث هو عالم "الباراسيكولوچيات"؛ أي ما وراء النفس أو ما وراء ما هو مألوف، سواء كان حسيا أو نفسيا.
هذه القصص جميعا، مهما شطت رمزيتها أو شطحت باراسيكولوچيتها، لا تجرى وراء إغراب أو إبهار أو زخرف زائف سطحي، بل تكاد جميعا على اختلافها وتنوعها تعبر عن رسالة في بنية القصص ترف بها رفيفا شعريا، وهى رسالة إنسانية صادرة عن خبرة حية عميقة تحتضن البشر والطبيعة والكون كله. وهى تتحدث بلغة رصينة شبه كلاسيكية، تشير دائما إلى الواقع دون أن تفقد صلتها بالمثال، وتتفجر دائما بدلالات إنسانية عميقة، ولكنها دائما مضمخة بعطر غنائي ناعم رقيق
❞ “أنظر فى عينيه مباشرة بإحساس يتصاعد بالشفقة إلى حد الابتسام , فيبادلنى الابتسام الشفوق , و ما يلبث ابتسامنا المتبادل حتى يأخذ شكل برهة من الرضا , هذا الرضا الذى يسرُّ أن :- مع ذلك , ورغم ذلك , يظل وجودنا فى هذه الحياة على تكاثر آلامها و تضاؤل و ابتعاد أصغر الأمانى فيها .. يظل جديراً ببعض الفرح .. على الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم جديد .. أليس كذلك ؟
أليس كذلك ؟ أسأله بإيماءة مبتسمة فيجيب علىَّ مبتسماً بمثلها , ثم أكرر سؤالى بصوت مسموع و أنا أستدير متأهباً للخروج , لكن إجابته لا تأتينى . فيبدو لى وكأنه تبخر مع سريان تيار الهواء الصباحى الذى اكتسح الغرفة آتياً من النافذة المفتوحة إلى الباب المفتوح .
و أفكر فى أنه اختفى أيضاً من صفحة المرآة التى استدرت للتو عنها” . ❝
❞ “اكتشفت ببؤس أننى -مثل كثيرين جدا- لم أعد أنتظر أى شئ جميل يحدث, لم يعد هناك ما يفرح أو يعد بالفرح. اكتشفت أن وجودى فى الحياة هو لمجرد الاستمرار فيها.. وأننى أعيش فقط بجسارة من صار يحتقر الانتحار !” . ❝
❞ تلك الحالة التي يفقد فيها الكاتب قدرته علي الكتابة والرغبة فيها . يغدو الوجود لديها بلا معني . ويكون ضعيفا أضعف ما يكون .ويصير انزواؤه فيما يشبه الصندوق المحكم نوعا من الكُمُون الواقي . يتحاشي مواجهة العالم بمثل هذه الدرجة المبرحه من الضعف ويأمل أن تعود روحه إلي انتفاضها في مثل هذه السكينة والهدأة .” . ❝
❞ “فهل يتحقق مستحيل ما؟ وهل يمكن أن ينشق زمانى ومكانى عن ضياء لأمل حقيقى فى أفق ما؟ أو... هل أسافر إلى فرح ما, أو يأتبنى أى فرح؟ أتساءل فأجدنى عبر التساؤل أجلو خواطر بعيدة طُمرت تحت إحباط مديد. وأتخيل المعجزات. أتخيل وأتمادى فى التخيل فأجد الهاجس يتلبثنى رويداً رويداً ويستحيل إلى شبه يقين فى أن شيئاً ما جميلاً يمكن أن يح...دث. ويملؤنى هذا الشعور بمسرة وجلة فأنتظر!” . ❝
❞ “قد يكون حلماً فظيعاً له قوة حضور الواقع, أو وقعاً غريباً كالحلم, هذا ما لم أحسمه, و لعلي لن أحسمه أبداً, لهذا أحاول تحسس حكايتي هذه من جديد, لعلي أتبين فيها حدوداً فاصله” . ❝
❞ “من الذى قال ذلك عن معنى السعادة ؟ .. إنه هو ذلك المتوحد العائش فى قبو متواضع . المنقطع عن كل طنطنة الدنيا و بريقها ليتواصل مع جوهر روحه و يطلع علينا بالأسفار . صاحب أجل أسفار زماننا و أضخمها . السفر الذى يعلمنا حب النهر و حب الطمى و حب البحر و تفهم الرمال . إنه هو .. أجاب عن سؤال يستكنه معنى السعادة فى مرة نادرة من المرات التى أدلى فيها بحديث . قال :- إن السعادة هى أن أشرب كوب شاى .. مع صديق .. فى لحظة رضا
و أنا كنت أحتسى كوب شاى صاف . تطفو على سطحه وريقات نعناع أخضر . مع جميلة كالحلم . فى راحة إيوان ظليل . فهل كنت أطمع فى المزيد ؟ لم اكن أطمع فى المزيد . فقط وددت لو يتوقف بنا الزمان على نحو ما . و لأن ذلك مستحيل فقد سألتها ˝ أنلتقى هنا غداً ؟ ˝ . و أجابتنى باسمة ˝ لم لا ؟ ˝ . فردَّدت روحى صدى الإجابة :- لم لا ؟” . ❝
❞ تتعامل مع إحباطك كحصاة صغيرة في حذائك، تضايقك؛ فتتعامل معها دون أن تتوقف عن المشي حتى تستقر داخل حذائك في ركن يُحيِّدها فلا تعيقك ولا تمنعك من حيوية المسير . ❝
❞ “عدم الدقة في المفاهيم ، كثيرا ما يقودنا إلى رفض لا أساس له ، أو قبول لا إمعان فيه . ومن ثم نجد أنفسنا واقعين إما في دائرة التعسف ، أو في حبائل الدجل . وحتى ننجو من هذا وذاك ، ونقف في الموضع الأفضل ، لا بأس علينا من بعض المراجعة.” . ❝
❞ •قطرات الماء الصافية التي تهبط قطرة قطرة على الصخرة الجامدة حتى توهن صلابتها فتستسلم لإرادة الصفاء،وتنشق عن قلب بكر ينكشف للنور بعد عتمة وغيبة،فكأنه قلب جديد ..عقل جديد•” . ❝
❞ “وكانت الأعوام تمضي وزهور الأشجار الأخرى تولد وتموت وتُبعث من جديد، وأغصان (ساكورا) لا تحمل غير القليل من الأوراق والكثير من الخوف. وكان السؤال الصامت يتمكَّن من قلبها يوماً بعد يوم: ˝متى يُزهر الكرز؟” . ❝
❞ “إنها ليست قصصاً. إنها شذرات من أحلام.
تدور على حافة واقع من أثير يتشكل ليصبح رمزاً أو أمثولة أو وخزة تدخل القلب دون أن تدميه.
ومن خلال تلك الأمثولات البالغة القصر يبدو أحمد الديب مثل بحار عجوز يغوص في بحر بلا قرار.
يبحث عن حكمة ضائعة، يسعى خلف سراب، يجمع أصدافاً فارغة، ولكن موهبته في القص تجعله يعود وجرابه مليء بحكايات هذا الكتاب.” . ❝