█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الفضول يدفعني لأقترب منه، حتى استدار قليلًا، وهو يحاول التقاط الحجر الساقط من بين أصابعه فلمحت جزءً من وجهه كان ذلك كافياً لأكشف هويته.
لقد كان هيثم ينقش على الحجر:
هـانذا أركض في عينيك وراء القهر، أعدو، أطوي مسافات السفر.. تراني أكِرُّ خلف عينين أضناهما زمناً من الحب السهر، أطارد تخرُّصات العَرَّافين وجنون العاشقين وعبئاً ثقيلاً من هموم المنكوبين وشيئاً من ضروب القدر..
تسلَّل صوتي ناعماً مِن خلفه: يكاد حبك يخطف أبصار الحاقدين، إذ يزلقونا بحسدهم، كلما بدت للجموع إطلالتك أضاءت دروبًا معتمة في البلاد لتهتدي الجماهير بسناء روحك..
مازلت أتذكَّر تلك البهجة المُتهلِّلَة في وجهه وما تزال كلماته إلى اليوم تتموسق في ذاكرتي:
يا أنتِ يا وطناً معلقاً بجناحي نورس، من يأتيني بقبسٍ من مشكاة نورك لو ترحلـين..؟!.
استسلمتُ للحظات صمت داهمتني وأنا أتمعَّن فحوى كلماته لأتخبط منتشيةً بمفعولها وأنا أغادر الصمت وأقول له: ˝أنت روح تسكنني أينما رحلت˝.. قلتها وتركتُ لنفسي فُسحةً من الخيال تمتد من عينَيِّ هيثم إلى حيث الجهة الأخرى لسقوط المطر وأنا أطارد وميض في شِفاهٍ منفوخة باللهفة وأسبح في نصٍ يبدو كلوحةٍ فنيَّةٍ بديعةٍ مُشبَّعة بطيف المفردات العابقة عشقاً وجنوناً.
حين يأتي النص مُلبَّداً بالحنين ومُفعماً بحيوية متمردة، منتعشاً كأطفال يلهون في استقبال قطرات المطر وهو يحمل أول إعلان للحب، تكون للكلمات فيه رهبة وحنين، تنساب رقراقةً إلى حيث آخر جملة في النَّص مدهشة كالغابة ترتجف لها الأصابع ويتراقص في عيني قارئها لمعان النجوم:
˝صار مجيئكِ مرتبطاً بالأوقات المستحبة للدعاء؛ فكم ˝ليلة قَدْر˝ ستمر علينا حين نشتاقُـكِ...؟! أنتِ لا تأتين إلا بالمفاجآت.. بالأمسِ شهد العالم كسوفًا نادرًا للشمس وتوشَّح النهار بالظلام، لكنَّ الليل أشرق بإطلالتك المُقمرة..
جئتِ بغتةً في لحظة رهيبة؛ ارتعبَتْ لها المآذن واهتزَّ لها الوجدان، رحلتِ صبيحة يوم مغسول بالمطر وعُدتِ ذات مساء ملبَّد بالغيوم.
صدقيني قبل لحظات من قدومك كنت أتلو صلوات الشوق وأجد نفسي مؤمناً حد اليقين بفراسة يعقوب النبي (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)..
70 كلمة ربما كانت تحوي في مضمونها رواية حب أسطورية تمتد سبعين فصلًا في ربيع الحب وسبعين جيلًا في تاريخ العشق المجنون . ❝
❞ 🔸️الحادية والعشرون : أن فيه صلاة الجمعة التي خُصَّت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص لا تُوجد في غيرها من الاجتماع ، والعدد المخصوص ، واشتراط الاقامة والاستيطان ، والجهر بالقراءة ، وقد جاء من التشديد فيها ما لم يأتي نظيره إلا في صلاة العصر ، واجمع المسلمون على أنها فرض عين على كل مسلم . 🔸️الثانية والعشرون : أن فيه الخطبة التي يُقصد بها الثناء على الله وتمجيده ، والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ، وتذكير العباد بأيامه ، وتحذيرهم من بأسه ونقمته ، ووصيتُهم بما يُقَرِّبُهم إليه ، وإلى جنانه ، ونهيهم عما يُقربهم من سخطه وناره ، فهذا هو مقصود الخطبة والاجتماع لها. 🔸️الثالثة والعشرون : أنه اليوم الذي يُستحب أن يتفرغ فيه للعبادة ، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة ، فالله سبحانه جعل لأهل كل مِلَّةٍ يوماً يتفرغون فيه للعبادة ، ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا ، فيوم الجمعة يوم عبادة ، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور ، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان ، ولهذا من صح له يوم جمعته وسَلِم ، سلمت له سائر جمعته ومن صح له رمضان وسلم ، سَلِمت له سائر سنته ، ومن صحت له حجته وسلمت له ، سَلِمَ له سائر عمره ، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع ، ورمضان ميزان العام ، والحج ميزان العمر . 🔸️الرابعة والعشرون : أنه لما كان في الأسبوع كالعيد في العام ، وكان العيد مشتملاً على صلاة وقُربان وكان يوم الجمعة يوم صلاة ، جعل الله سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلاً من القربان ، وقائماً مقامه ، فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان كما في الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ ، أنه قال ( مَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الأُولى ، فَكَأَنما قرَّب بَدَنَةٌ ، ومَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَكَأَنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ في الثَّالِثَةِ ، فَكأَنَّما قَرَّبَ كَبْشَاً أَقْرَنَ) . 🔸️الخامسة والعشرون : أن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام ، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع ، كالصدقة في شهر رمضان إلى سائر الشهور . 🔸️السادسة والعشرون : أنه يوم يتجلّى الله عزّ وجلَّ فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة ، وزيارتهم له ، فيكون أقربهم منهم أقربهم من الإمام ، وأسبقهم إلى الزيارة أسبقهم إلى الجمعة . 🔸️السابعة والعشرون : أنه قد فُسِّرَ الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه بيوم الجمعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ ( اليَوْمُ المَوْعُودُ : يَوْمُ القِيَامَةِ ، والْيَوْمُ المَشْهُودُ : هو يَوْمُ عَرَفَة ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ ، مَا طَلَعَتْ شَمْسُ ، وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللَّهَ فِيهَا بِخَيْرٍ إِلا اسْتَجَابَ لَهُ ، أَوْ يَسْتَعِيدُهُ مِنْ شَرُ إِلا أَعَاذَهُ مِنْهُ ) .🔸️الثامنة والعشرون : أنه اليوم الذي تفزع منه السماوات والأرض ، والجبال والبحار والخلائق كلها الا الإنس والجن ، وفي حديث أبي هريرة عن الرسول ﷺ أنه قال ( لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم افضل من الجمعة ، وما من دابة إلا وهي تفزع ليوم الجمعه إلا هذين الثقلين من الجن والإنس ) . 🔸️التاسعة والعشرون : أنه اليوم الذي ادَّخره الله لهذه الأمة ، وأضلَّ عنه أهل الكتاب قبلهم ، كما في الصحيح ، من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال ( ما طلعتِ الشَّمْسُ ، ولا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ ، هَدَانَا اللَّهُ لَهُ ، وَضَلَّ النَّاسُ عَنْهُ ، فَالنَّاسُ لَنا فيه تبع ، هُوَ لَنَا ، وَلليَهُودِ يَوْمُ السَّبْت ، ولِلنَّصَارَى يَوْمُ الأحد ) وفي حديث آخر «ذخره اللَّهُ لَنَا» . 🔸️الثلاثون : أنه خيرة الله من أيام الأسبوع ، كما أن شهر رمضان خيرته من شهور العام ، وليلة القدر خيرته من الليالي ، ومكة خيرته من الأرض ، ومحمد ﷽ خيرته من خلقه . ❝
❞ أخذت النظافة محورًا عظيمًا في الإسلام لأهميتها وفضلها فلو شرع المسلم في قراءة القرآن تطهر، وإذا خرج من بيته تطهر وتوضأ، وإذا جلس مع قوم يتذاكرون العلم تطهر، وإذا آوى إلى فراشه للنوم تطهر وتوضأ.. هذه الطهارة العامة المستحبة تساعدنا على السلامة وتقينا من انتشار الأمراض والأوبئة.
إن الأمر الإلهي بإقامة الصلاة المفروضة لـهـو توجيهًا ضمنيًا أيضًا إلى الطهارة والتطهير، بل هو دعوة للتجمل المكتسب من النظافة والرسول يقول: "الله جميل يحب الجمال" . ❝