█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ 🔸️الحادية والعشرون : أن فيه صلاة الجمعة التي خُصَّت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص لا تُوجد في غيرها من الاجتماع ، والعدد المخصوص ، واشتراط الاقامة والاستيطان ، والجهر بالقراءة ، وقد جاء من التشديد فيها ما لم يأتي نظيره إلا في صلاة العصر ، واجمع المسلمون على أنها فرض عين على كل مسلم . 🔸️الثانية والعشرون : أن فيه الخطبة التي يُقصد بها الثناء على الله وتمجيده ، والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ، وتذكير العباد بأيامه ، وتحذيرهم من بأسه ونقمته ، ووصيتُهم بما يُقَرِّبُهم إليه ، وإلى جنانه ، ونهيهم عما يُقربهم من سخطه وناره ، فهذا هو مقصود الخطبة والاجتماع لها. 🔸️الثالثة والعشرون : أنه اليوم الذي يُستحب أن يتفرغ فيه للعبادة ، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة ، فالله سبحانه جعل لأهل كل مِلَّةٍ يوماً يتفرغون فيه للعبادة ، ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا ، فيوم الجمعة يوم عبادة ، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور ، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان ، ولهذا من صح له يوم جمعته وسَلِم ، سلمت له سائر جمعته ومن صح له رمضان وسلم ، سَلِمت له سائر سنته ، ومن صحت له حجته وسلمت له ، سَلِمَ له سائر عمره ، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع ، ورمضان ميزان العام ، والحج ميزان العمر . 🔸️الرابعة والعشرون : أنه لما كان في الأسبوع كالعيد في العام ، وكان العيد مشتملاً على صلاة وقُربان وكان يوم الجمعة يوم صلاة ، جعل الله سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلاً من القربان ، وقائماً مقامه ، فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان كما في الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ ، أنه قال ( مَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الأُولى ، فَكَأَنما قرَّب بَدَنَةٌ ، ومَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَكَأَنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ في الثَّالِثَةِ ، فَكأَنَّما قَرَّبَ كَبْشَاً أَقْرَنَ) . 🔸️الخامسة والعشرون : أن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام ، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع ، كالصدقة في شهر رمضان إلى سائر الشهور . 🔸️السادسة والعشرون : أنه يوم يتجلّى الله عزّ وجلَّ فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة ، وزيارتهم له ، فيكون أقربهم منهم أقربهم من الإمام ، وأسبقهم إلى الزيارة أسبقهم إلى الجمعة . 🔸️السابعة والعشرون : أنه قد فُسِّرَ الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه بيوم الجمعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ ( اليَوْمُ المَوْعُودُ : يَوْمُ القِيَامَةِ ، والْيَوْمُ المَشْهُودُ : هو يَوْمُ عَرَفَة ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ ، مَا طَلَعَتْ شَمْسُ ، وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللَّهَ فِيهَا بِخَيْرٍ إِلا اسْتَجَابَ لَهُ ، أَوْ يَسْتَعِيدُهُ مِنْ شَرُ إِلا أَعَاذَهُ مِنْهُ ) .🔸️الثامنة والعشرون : أنه اليوم الذي تفزع منه السماوات والأرض ، والجبال والبحار والخلائق كلها الا الإنس والجن ، وفي حديث أبي هريرة عن الرسول ﷺ أنه قال ( لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم افضل من الجمعة ، وما من دابة إلا وهي تفزع ليوم الجمعه إلا هذين الثقلين من الجن والإنس ) . 🔸️التاسعة والعشرون : أنه اليوم الذي ادَّخره الله لهذه الأمة ، وأضلَّ عنه أهل الكتاب قبلهم ، كما في الصحيح ، من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال ( ما طلعتِ الشَّمْسُ ، ولا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ ، هَدَانَا اللَّهُ لَهُ ، وَضَلَّ النَّاسُ عَنْهُ ، فَالنَّاسُ لَنا فيه تبع ، هُوَ لَنَا ، وَلليَهُودِ يَوْمُ السَّبْت ، ولِلنَّصَارَى يَوْمُ الأحد ) وفي حديث آخر «ذخره اللَّهُ لَنَا» . 🔸️الثلاثون : أنه خيرة الله من أيام الأسبوع ، كما أن شهر رمضان خيرته من شهور العام ، وليلة القدر خيرته من الليالي ، ومكة خيرته من الأرض ، ومحمد ﷽ خيرته من خلقه . ❝