█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف والرِوائيّ والصحفي ❞ عبد الحافظ الصمدي ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 هزاع ثابت كاتب صحفي يمني مواليد 1982 – تعز حاصل بكالوريوس إعلام جامعة عدن تخصص صحافة 2006 م اليمن صدر له العديد الأعمال ومنها: سائحة تحت الحرب (رواية) عن دار نشر( عناوين بوكس) أغسطس 2021م عفاريت سليمان "ديوان العرب للنشر والتوزيع" ايلول 2022م مجنون المدينة "رواية" ديوان والتوزيع 2022 "الحب أرض ملغومة" رواية 2023م ❰ مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها مجنون الحب ملغومة عفاريت راقصة المعبد الناشرين : التوزيع ❱
عمل سكرتير تحرير صحيفة أخبار اليوم سابقا.
- عضو نقابة الصحفيين اليمنيين.
- عضو مؤسسة أبجديات التنموية الثقافية.
- له كتابات في الشعر والمقالات
❞ خمسون عاماً وهم يردِّدون: ˝لن ترى الدنيا على أرضي وصيا، ثم ذهبوا للأوصياء بأنفسهم˝ لا يدري أية خيانة ارتكبها ولا أية عمالة تورط فيها ليصبح متمهماً في تدمير البلاد، وإن كان يدرك أنَّ المثاليَّة المفرطة في إدعاء حُبَّ الوطن، قدر زائف كالمعتاد، كعادتها القوى النافذة تُمزِّق البلدان إلى أجزاء متناحرة داخل البلد الواحد وتكيل الاتهامات للبسطاء والمخلصين، ثمَّ ترفع شعار حماية الوطن كلما أرادت أن تحمي مصالحها . ❝
❞ المدينة ومآذنها ونشوة الأطفال وعصافير حدائقها، مسودة شاخت في لحظات بالية تتمزق في مشهد يُدنْدِن فيه الضحايا رواية الخُسران، ينزفون نصَّها ألماً ومرارةً. قُصاصاتها تنهار بين أصابع الواقع كطفل يتردَّى من شاهقة سحيقة، تتهاوى كمئذنة مهزومة تُعبِّر في طريقة سقوطها عن إذلال شموخ لم يعرف التَّجندُل والانحناء قبل لحظة السُّقوط المَهيب . ❝
❞ ˝لعلِّي أمتلك الجرأة والوطنية معاً لأطلب عفوك أيتها المدينة المغتسلة بأمطار الشعر الممتدة كالضوء من قلب الزمن الغابر؛ أبتهل نحوك وخرافة تاريخية تتسلل في وجدي، شهية كرائحة البن اليمني المحروق..˝ . ❝
❞ الفضول يدفعني لأقترب منه، حتى استدار قليلًا، وهو يحاول التقاط الحجر الساقط من بين أصابعه فلمحت جزءً من وجهه كان ذلك كافياً لأكشف هويته.
لقد كان هيثم ينقش على الحجر:
هـانذا أركض في عينيك وراء القهر، أعدو، أطوي مسافات السفر.. تراني أكِرُّ خلف عينين أضناهما زمناً من الحب السهر، أطارد تخرُّصات العَرَّافين وجنون العاشقين وعبئاً ثقيلاً من هموم المنكوبين وشيئاً من ضروب القدر..
تسلَّل صوتي ناعماً مِن خلفه: يكاد حبك يخطف أبصار الحاقدين، إذ يزلقونا بحسدهم، كلما بدت للجموع إطلالتك أضاءت دروبًا معتمة في البلاد لتهتدي الجماهير بسناء روحك..
مازلت أتذكَّر تلك البهجة المُتهلِّلَة في وجهه وما تزال كلماته إلى اليوم تتموسق في ذاكرتي:
يا أنتِ يا وطناً معلقاً بجناحي نورس، من يأتيني بقبسٍ من مشكاة نورك لو ترحلـين..؟!.
استسلمتُ للحظات صمت داهمتني وأنا أتمعَّن فحوى كلماته لأتخبط منتشيةً بمفعولها وأنا أغادر الصمت وأقول له: ˝أنت روح تسكنني أينما رحلت˝.. قلتها وتركتُ لنفسي فُسحةً من الخيال تمتد من عينَيِّ هيثم إلى حيث الجهة الأخرى لسقوط المطر وأنا أطارد وميض في شِفاهٍ منفوخة باللهفة وأسبح في نصٍ يبدو كلوحةٍ فنيَّةٍ بديعةٍ مُشبَّعة بطيف المفردات العابقة عشقاً وجنوناً.
حين يأتي النص مُلبَّداً بالحنين ومُفعماً بحيوية متمردة، منتعشاً كأطفال يلهون في استقبال قطرات المطر وهو يحمل أول إعلان للحب، تكون للكلمات فيه رهبة وحنين، تنساب رقراقةً إلى حيث آخر جملة في النَّص مدهشة كالغابة ترتجف لها الأصابع ويتراقص في عيني قارئها لمعان النجوم:
˝صار مجيئكِ مرتبطاً بالأوقات المستحبة للدعاء؛ فكم ˝ليلة قَدْر˝ ستمر علينا حين نشتاقُـكِ...؟! أنتِ لا تأتين إلا بالمفاجآت.. بالأمسِ شهد العالم كسوفًا نادرًا للشمس وتوشَّح النهار بالظلام، لكنَّ الليل أشرق بإطلالتك المُقمرة..
جئتِ بغتةً في لحظة رهيبة؛ ارتعبَتْ لها المآذن واهتزَّ لها الوجدان، رحلتِ صبيحة يوم مغسول بالمطر وعُدتِ ذات مساء ملبَّد بالغيوم.
صدقيني قبل لحظات من قدومك كنت أتلو صلوات الشوق وأجد نفسي مؤمناً حد اليقين بفراسة يعقوب النبي (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)..
70 كلمة ربما كانت تحوي في مضمونها رواية حب أسطورية تمتد سبعين فصلًا في ربيع الحب وسبعين جيلًا في تاريخ العشق المجنون . ❝
❞ مع أول شَهْقةٍ للضوء، تنتهي القصة كما شاء لها الوجع، فنحن لا نصنع النهايات، البدايات لنا فقط˝.
على مقربة من الفجيعة برصاصتين، أصبحتْ تعي جيداً أن الفاصل بين الأُنوثة والذُّكورة كالفرق بين لُغة الأرقام والكتابة، حين قال لها: أنتِ جئتِ إلى الدنيا لغةً للكتابة.
رحيلها كان مُعمَّداً بالدم ومُسربلاً بحزنٍ مرير، فُصول مأساتهُ الطُّولى تمتد بين الفجيعة والوجع، وما كان لتلك الإطلالة أن تزول برصاصةٍ غادرة لولا لعنة الفوضى . ❝
❞ ˝أيِّة حياةٍ ياتُرى نعمِّرها على وطنٍ يلوذ من فجائعنا بالرحيل؟!˝.
تسرق الأوجاع منها أجمل اللحظات، والقادم معبأ بالنحيب وحشد مهيب لجنازة واحدة بقتيلتين وضحايا آخرين على أرصفة الوداع . ❝