█ _ عبد الحافظ الصمدي 2023 حصريا رواية الحب أرض ملغومة عن ديوان العرب للنشر التوزيع ملغومة: "الحب ملغومة" للكاتب عبدالحافظ صدرت العام 2023م دار والتوزيع جمهورية مصر العربية الرواية تنشد السلام تجمع عدداً من الأحداث باليمن قصة إنسانية واحدة تتضافر حبكة قصصية تتمازج بقصة حب ملتهبة وسط المعاناة لتتعمَّق المأساة باندلاع الحرب واختطاف البطل اقتباس الرواية: "لخطوط الدم حولها تعَرُّجات منها هيئة بندقية والأخرى شكل قلم وأشلاء "فهد" مُكوَّرة كمأساة وطن مستسلمة كطفل جائع الرصيف ورأسه هناك كطائر نسر نائم السياسة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ - نهاد...؟ إنَّها لاتزال صغيرة وهي سريعة الانفعال؛ فوالدها يُدلِّلها كثيراً، إنه يغمرها بالحب دون إخوتها ويمنحها ثقة عمياء بنفسها.
تحاول سميرة صَرْفَ نظر ابنها خالد الذي يريد التقدُّم لخطبة الفتاة التي لاتزال في الخامسة عشرة من عمرها بينما هو في الواحد والعشرين عاماً من عمره:
أكمل دراستك الجامعية ثم فكِّر في الزواج يا بُني، فبلدة المراسم قُراها تزخر بالفتيات.. تنفرج عن شفتيها بسمةٌ فاترة وعيناها تستفسران وجه خالد عمَّا إذا كان قد اقتنع بكلامها؟..
- ربما كلامكِ صحيح يا أمي، فقد كنتُ مُتعجِّلا في قراري منذ رأيتها في متجر والدها وهي تتصرف مع مرتادي المتجر كتاجر مُتمرِّس بطريقة تجعلها تبدو أكبر سنّاً من أخيها ناظم.. قالها وهو ينهض..
- ذلك نتيجة الثقة المستمدة من والدها، أنت تَعرِف أن غانم يؤثرها بالاهتمام كما أنَّها في الصف الثامن من التعليم الأساسي وناظم لا يَكبُرها سوى بعامين ونيف.. (قالتها بصوت مرتفع لتصل كلماتها إلى سَمْع ولدها الذي كان يغادر الحجرة).
- أهلاً عدنان.. متى وصلت القرية؟
- صافح عدنان الحاج غانم وفي شفتيه بسمة تقدير: وصلت مساء أمس.. تشهد جامعة صنعاء إضراباً توقف على إثره تلقِّي التعليم فقررتُ أن أسافر.
- تقريرك الأخير بصحيفة الأفق كان يثير قضية مُلِحَّة.. صحيح أنك ما تزال طالباً في الجامعة لكن ها أنت بدأت العمل الصحفي مبكراً، لقد كان اختيارُك دراسة الإعلام موفقاً .. يصمت قليلاً وهو يتأمل التهلُّل في وجه عدنان إثر سَماعه الإطراء . ❝
❞ يدير عينيه في حيطان ابتلعته لسنوات في غياهب المعتقل، دون أن يدري أن هناك لغماً يوشك على الانفجار. تلف البهجة ˝نهاد˝، فتتقافز على وجهها وروداً ويطير أمامها سرب حمام، يلاحقها طيف خيال حبيبها المختطف يقترب منها رويداً رويداً كقوس قزح تكاد أصابعها تلامس يده فيدوي الانفجار فتطير بعيداً وسط اللهب. تستسلم نهاد لآخر محطات القهر وبالقرب منها أشلاء فهد مكورة كمأساة وطن! مستسلمة كطفل جائع على الرصيف وهي تقول بصوت مخنوق: إنها لعنة الحرب يا عدنان . ❝
❞ - نهاد...؟ إنَّها لاتزال صغيرة وهي سريعة الانفعال؛ فوالدها يُدلِّلها كثيراً، إنه يغمرها بالحب دون إخوتها ويمنحها ثقة عمياء بنفسها.
تحاول سميرة صَرْفَ نظر ابنها خالد الذي يريد التقدُّم لخطبة الفتاة التي لاتزال في الخامسة عشرة من عمرها بينما هو في الواحد والعشرين عاماً من عمره:
أكمل دراستك الجامعية ثم فكِّر في الزواج يا بُني، فبلدة المراسم قُراها تزخر بالفتيات.. تنفرج عن شفتيها بسمةٌ فاترة وعيناها تستفسران وجه خالد عمَّا إذا كان قد اقتنع بكلامها؟..
- ربما كلامكِ صحيح يا أمي، فقد كنتُ مُتعجِّلا في قراري منذ رأيتها في متجر والدها وهي تتصرف مع مرتادي المتجر كتاجر مُتمرِّس بطريقة تجعلها تبدو أكبر سنّاً من أخيها ناظم.. قالها وهو ينهض..
- ذلك نتيجة الثقة المستمدة من والدها، أنت تَعرِف أن غانم يؤثرها بالاهتمام كما أنَّها في الصف الثامن من التعليم الأساسي وناظم لا يَكبُرها سوى بعامين ونيف.. (قالتها بصوت مرتفع لتصل كلماتها إلى سَمْع ولدها الذي كان يغادر الحجرة).
- أهلاً عدنان.. متى وصلت القرية؟
- صافح عدنان الحاج غانم وفي شفتيه بسمة تقدير: وصلت مساء أمس.. تشهد جامعة صنعاء إضراباً توقف على إثره تلقِّي التعليم فقررتُ أن أسافر.
- تقريرك الأخير بصحيفة الأفق كان يثير قضية مُلِحَّة.. صحيح أنك ما تزال طالباً في الجامعة لكن ها أنت بدأت العمل الصحفي مبكراً، لقد كان اختيارُك دراسة الإعلام موفقاً .. يصمت قليلاً وهو يتأمل التهلُّل في وجه عدنان إثر سَماعه الإطراء . ❝
❞ يُدير عينيه في حيطان ابتلعَتهُ لسنواتٍ في غياهب المعتقل، دون أن يدري أنَّ هناك لغماً يوشك على الانفجار..
تلفُّ البهجة ˝نهاد˝، فتتقافز على وجهها وروداً ويطير أمامها سرب حمام، يلاحقها طيف خيال حبيبها المُختطَف، يقترب منها رويداً رويداً كقوس قزح، تكاد أصابعها تلامس يده فيدوِّي الانفجار فتطير بعيداً وسط اللهب.
تستسلم نهاد لآخر محطات القهر وبالقرب منها أشلاء فهد مُكوَّرة كمأساة وطن! مستسلمة كطفل جائع على الرصيف وهي تقول بصوت مخنوق: إنها لعنة الحرب يا عدنان!! . ❝
❞ المدينة ومآذنها ونشوة الأطفال وعصافير حدائقها، مسودة شاخت في لحظات بالية تتمزق في مشهد يُدنْدِن فيه الضحايا رواية الخُسران، ينزفون نصَّها ألماً ومرارةً. قُصاصاتها تنهار بين أصابع الواقع كطفل يتردَّى من شاهقة سحيقة، تتهاوى كمئذنة مهزومة تُعبِّر في طريقة سقوطها عن إذلال شموخ لم يعرف التَّجندُل والانحناء قبل لحظة السُّقوط المَهيب . ❝
❞ الفضول يدفعني لأقترب منه، حتى استدار قليلًا، وهو يحاول التقاط الحجر الساقط من بين أصابعه فلمحت جزءً من وجهه كان ذلك كافياً لأكشف هويته.
لقد كان هيثم ينقش على الحجر:
هـانذا أركض في عينيك وراء القهر، أعدو، أطوي مسافات السفر.. تراني أكِرُّ خلف عينين أضناهما زمناً من الحب السهر، أطارد تخرُّصات العَرَّافين وجنون العاشقين وعبئاً ثقيلاً من هموم المنكوبين وشيئاً من ضروب القدر..
تسلَّل صوتي ناعماً مِن خلفه: يكاد حبك يخطف أبصار الحاقدين، إذ يزلقونا بحسدهم، كلما بدت للجموع إطلالتك أضاءت دروبًا معتمة في البلاد لتهتدي الجماهير بسناء روحك..
مازلت أتذكَّر تلك البهجة المُتهلِّلَة في وجهه وما تزال كلماته إلى اليوم تتموسق في ذاكرتي:
يا أنتِ يا وطناً معلقاً بجناحي نورس، من يأتيني بقبسٍ من مشكاة نورك لو ترحلـين..؟!.
استسلمتُ للحظات صمت داهمتني وأنا أتمعَّن فحوى كلماته لأتخبط منتشيةً بمفعولها وأنا أغادر الصمت وأقول له: ˝أنت روح تسكنني أينما رحلت˝.. قلتها وتركتُ لنفسي فُسحةً من الخيال تمتد من عينَيِّ هيثم إلى حيث الجهة الأخرى لسقوط المطر وأنا أطارد وميض في شِفاهٍ منفوخة باللهفة وأسبح في نصٍ يبدو كلوحةٍ فنيَّةٍ بديعةٍ مُشبَّعة بطيف المفردات العابقة عشقاً وجنوناً.
حين يأتي النص مُلبَّداً بالحنين ومُفعماً بحيوية متمردة، منتعشاً كأطفال يلهون في استقبال قطرات المطر وهو يحمل أول إعلان للحب، تكون للكلمات فيه رهبة وحنين، تنساب رقراقةً إلى حيث آخر جملة في النَّص مدهشة كالغابة ترتجف لها الأصابع ويتراقص في عيني قارئها لمعان النجوم:
˝صار مجيئكِ مرتبطاً بالأوقات المستحبة للدعاء؛ فكم ˝ليلة قَدْر˝ ستمر علينا حين نشتاقُـكِ...؟! أنتِ لا تأتين إلا بالمفاجآت.. بالأمسِ شهد العالم كسوفًا نادرًا للشمس وتوشَّح النهار بالظلام، لكنَّ الليل أشرق بإطلالتك المُقمرة..
جئتِ بغتةً في لحظة رهيبة؛ ارتعبَتْ لها المآذن واهتزَّ لها الوجدان، رحلتِ صبيحة يوم مغسول بالمطر وعُدتِ ذات مساء ملبَّد بالغيوم.
صدقيني قبل لحظات من قدومك كنت أتلو صلوات الشوق وأجد نفسي مؤمناً حد اليقين بفراسة يعقوب النبي (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)..
70 كلمة ربما كانت تحوي في مضمونها رواية حب أسطورية تمتد سبعين فصلًا في ربيع الحب وسبعين جيلًا في تاريخ العشق المجنون . ❝
❞ مع أول شَهْقةٍ للضوء، تنتهي القصة كما شاء لها الوجع، فنحن لا نصنع النهايات، البدايات لنا فقط˝.
على مقربة من الفجيعة برصاصتين، أصبحتْ تعي جيداً أن الفاصل بين الأُنوثة والذُّكورة كالفرق بين لُغة الأرقام والكتابة، حين قال لها: أنتِ جئتِ إلى الدنيا لغةً للكتابة.
رحيلها كان مُعمَّداً بالدم ومُسربلاً بحزنٍ مرير، فُصول مأساتهُ الطُّولى تمتد بين الفجيعة والوجع، وما كان لتلك الإطلالة أن تزول برصاصةٍ غادرة لولا لعنة الفوضى . ❝
❞ ˝أيِّة حياةٍ ياتُرى نعمِّرها على وطنٍ يلوذ من فجائعنا بالرحيل؟!˝.
تسرق الأوجاع منها أجمل اللحظات، والقادم معبأ بالنحيب وحشد مهيب لجنازة واحدة بقتيلتين وضحايا آخرين على أرصفة الوداع . ❝
❞ ˝لعلِّي أمتلك الجرأة والوطنية معاً لأطلب عفوك أيتها المدينة المغتسلة بأمطار الشعر الممتدة كالضوء من قلب الزمن الغابر؛ أبتهل نحوك وخرافة تاريخية تتسلل في وجدي، شهية كرائحة البن اليمني المحروق..˝ . ❝