█ _ ابن حزم الظاهري الأندلسي 0 حصريا كتاب جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى عن دار المعارف 2024 أخرى: النبوية : هو مختصر صنفه الإمام كان يرمي من وراء تصنيفه إلى وضع قريب المأخذ سهل المتناول أيدي طلابه كما فعل كثير رسائله التاريخية مثل رسالة " نقط العروس ورسائله رجال القراءات والحديث والفتوح وتواريخ الخلفاء؛ وأنه هذا المختصر يضع الأصول التي لا يستغني تذكيرها أو استظهارها كل اشتغل بالسيرة طلاب العلم يتناول الكتاب ما شاع حياة النبي ﷺ منذ ولادته وفاته مع ابراز لشمائله وصفاته وأخلاقه العطرة فوائد وقيمة الكتاب تسهيل قراءة السيرة: حيث قام كتابه بتلخيص سيرة عليه الصلاة والسلام مُسهلًا بذلك الناس قراءتها وبالتالي انتشارها وتعلمها وتعليمها شمائل وأخلاق النبي: فمما ركز عند كتابة الأحداث ذكر فضائل وطريقة تعامله المواقف تبرزها مما جعل مقصدًا لتعلم وتعليم أخلاق ودافعًا لتحسين خلق المسلم زمان تصحيح وتضعيف روايات السيرة: فكان يذكر الرواية الصحيحة ويتبعها بما شذ عنها مبينًا مواطن الخلل تلك الروايات الأخرى فيصحح صح ويبطل الباطل منها (أو أجزاءً منها) مقومًا لتلك التعريف بالأشخاص الذين مر ذكرهم النبوية: فقد يقوم بتعريف الصحابة وقرابة والمشركين تعريفًا مفصلًا غالب الأحيان نسبهم وهذا يتضح بقوة مقارنةً باقي كتب يجعل أداة هامة تعريف بالرجال عهد النبوة منهج الكتاب ترتيب حسب تسلسلها التاريخي: قام بترتيب التاريخي فبدأ نسب رسول الله وصولًا وتدرج فيها والأحكام حيث الزمان ذكره للمكان ووصفه أحيانًا الإسهاب والاختصار: كان بعض بالتفصيل الطويل والإسهاب الحديث جرت خلال وخصوصًا موضوع الأنساب فقد يفصلها تفصيلًا قرابات وصحابته وغيرهم بينما أحيانٍ بالاختصار الشديد معطيًا لمحة سريعة الحدث يذكره شكل تعداد جملة عابرة ومن ذلك قوله: (وكان له رسلٌ قبائل العرب) وذلك بعد أن منهم 10 فقط التعريف بالأشخاص: كان يُسهب تفصيل الأشخاص الواردين أحداث ويظهر تمكنه الأمر فكان قد برع الجانب حتى أنه ألف "جمهرة أنساب العرب" وقلما يعرف بالشخص باسمه فعله أمثلة الأخير عبد بن سعد أبي السرح فذكر اسمه صفته: (فكان يكتب لرسول ثم لحق بمكة فاختفى وهو الذي غزا إفريقيا) شرحه الألفاظ الغريبة: وردت الغريبة غير المعروفة لبعض زمانه فيقوم بذكر معناها أغلب المواضع بمواقع المناطق والبلدان الواردة السيرة: فقد يشرح للقارئ مواقع يرد بلدان ومناطق ليستوعب القارئ أكثر الأمثلة عندما الحبشة عرف بها بقوله: (وهي غربي مكة وبين بلدين صحاري السودان والبحر الآخر اليمن القلزم) مقارنته للروايات المختلفة للحدث: كان يرِدُ أحد يوضح يشكل سماعه لروايات يراه الصحيح لرواية فإن هنالك يخالف بعضها بذكرها فيقول "روي" "قيل" "حكي" إلخ يحكم بالضعف وهم الراوي بتفصيله لسبب ترجيحه وكذلك الضعيفة ومن حكم بالبطلان: قوله قتال ﷺ: (وقيل قاتل وادي القرى والغابة ولم يكن سائرها أصلًا) وقال وفاة أم سلمة رضي عنه: (ماتت سنة تسعٍ وخمسين وقال عطاء آخرهن موتًا صفية بنت حيي وهم) فأتبع أنها آخر نساء ذكر معجزات والسلام: ذكر سبعًا وثلاثين معجزة قال ذكرها: (إلى آياته ومعجزاته وإنما أتينا بالمشهور والمنقول نقل التواتر وبالله التوفيق) كثرته للدعاء: فكان يُكثر الدعاء ضمن الفقرات دعاءه للنبي تعظيمًا لشخص واعترافًا بفضله دعاؤه: (وفقنا لطاعته أمره والتأسي به فعله) التأريخ الهجري: حيث يترخ الهجرة معتمدًا شهر ربيع الأول كمنطلق لها وليس محرم اعتمده المسلمون عمر الخطاب لدقته تأريخ حصلت مخالفةً لما استقر انتقادات الكتاب عدم وجود مقدمة: لم مقدمة منهجه مقصده وأهدافه منه يفعل المؤلفون ولا شروطه يُكتب عادةً إنما ابتدأ فورًا بنسب الرسول لكن يُرى اختصار التركيز أعلام وعلى ندرة الأسانيد: نادرًا أسانيد ذكرها رغم علماء المعروفين ولكن يُعد جاء ثقة لأن ومحدثيها وله آراؤه بالإضافة لحسن ملاحظاته المرويات وأحوال الرواة والصاحبة موثوقًا قال فيه السيوطي: (ابن العلامة الفقيه أجمع أهل الأندلس قاطبة وأوسعهم معرفةً توسعه علوم اللسان والبلاغة والشعر والسير) المصادر استند إليها أكثر كتبه لم أسانيده أما إليها فهي: تاريخ حسان الزيادي: عنه موضعين وهما زوجة حبيبة وزوجته عنهما تاريخ خليفة خياط: زينب 8 هـ ووفاة كلثوم 9 سيرة إسحاق: ويتضح أخذ كثيرًا غزوات درر البر: شيخه ومعاصره طريقة ترتيب الكتاب بدأ وفصل باجتماع القبائل معه النسب مولده ومبعثه وسنه ووفاته ثم أتبع بتعدادٍ مصنفٍ لأهم قبل سرده للأحداث فجاء فيه: أعلامه حجه وعمراته بعوثه صفته وأسماؤه أمراؤه صديقه كتابه فصل حرسه ومؤنيه وخدمه وشعرائه رُسله إسلام الملوك نساؤه أولاده أخلاقه بدأ تباعًا المشرفة مجاناً PDF اونلاين يقصد محمد المختص بجمع ورد وقائع الخُلقية والخَلقية مضافًا غزواته وسراياه عرض شامل لسيرة صلى وسلم أهم النطاق الزماني تشمل نطاقها الزماني ولادة عام الفيل الثاني عشر السنة الحادية عشرة للهجرة وهي مجملها ثلاث وستون بالميلادي ( 571 – 632 م ) المكاني ولد وبها عاش سنين حياته نزل الوحي الأربعين العمر يهاجر المدينة المنورة إلا الثالثة والخمسين عمره وفي بقية البالغة تزيد وبالإضافة والمدينة خرج الطائف مرتين وبعد فتح تبوك أواخر فيمكن اعتبار الحجاز بشكل النطاق المكاني لسيرته الأساس يمكن هذه الرقعة هي الأصغر للسيرة الأكبر فهو شبه جزيرة العرب إذ يلتحق بالرفيق الأعلى إلّا وقد دانت لدعوته بأكملها وقدمت إليه وفودها وبلغت نواحيها ولاته وعماله للسيرة أهمية عظيمة مسيرة الحياة البشرية خاص لأنها تعين أمور عديدة : أولاً فهم القرآن : فالقرآن مُنجّمًا تعقيبًا تبيينًا لإشكال ردًا استفسار تحليلاً لموقف مواقف حدث بدر وأُحد والأحزاب وتبوك وكما صلح الحديبية وحادث الإفك وغيرها الحوادث والمشاهد وقراءة تساعدك ملابسات وخلفيات الموقف وطبيعته الناحية المكانية والزمانية ثانيًا السُّنّة: فأحيانًا تَردُ مواقفُ السيرةِ كُتب مقتضب جدًا وأحيانًا أصحابُ المتون موقفًا موقفين غزوة كاملة يدفع مطالعة للوقوف وخلفياته وزمنه ومكانه يعينه فه واستجلاء صورته الحقيقية ثالثًا العقيدة الإسلامية: وذلك السلوك العملي عبر مسيرته الحافلة بمواقف الإيمان والثبات مواجهة المحن والإيذاء والمساومات وتفنيد الشبه والادعاءات يثيرها المشركون والمنافقون حول توحيد الألوهية والبعث الموت والجنة والنار والوحي والنبوة المحاور العقدية العظمى تناولتها جامع مانع رابعًا التأسي بالنبي ﷺ: فهي تساعد الاقتداء أخلاقه وسلوكه وجميع أحواله أهله وأصحابه ومع أعداءه أيضاً تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ كَثِيراً [الأحزاب:21] خامسًا مَحبة ﷺ: وفهم سيرته أكبر يقوي محبته النفوس ولأن قُلْ إِن آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:24] « يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ أَكُونَ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » [ البخاري 15 أنس ] سادسًا محبة عنهم: فمن تعرف قدْرَ بكر وبذل وبلاء عثمان وشجاعة علي وحلم معاوية وصبر خباب وثبات بلال واجتماعية الطفيل واقتصادية ثمامة وكرم أيوب وفقه معاذ وهمة الجموح وفدائية جحش وقرآنية مسعود وصدق ذر وأمانة عبيدة وعبقرية الحباب وحفظ هريرة ودهاء عمرو وخطابة سهيل وفروسية الزبير وصمود سماك وأناقة دحية ولباقة حذافة وذكاء سلمان رضوان عليهم جميعًا فضلاً فَضلِ أمهات المؤمنين فمن سَبْقَ خديجة وعِلْمَ عائشة وفضل سودة وبركة جويرية وغيرهن عنهن وترى جهادَ الصحابيات؛ ضربن المثل التضحية والبذل أجل دين فستعرف فيها: فضل سمية أيام أسماء يوم نسيبة كعب أُحد غيرهن الصحابيات الجليلات مميزاتها Crystal Clear app kdict png مقالة مفصلة: مزايا النبوية تمتاز بعدة تبعث الثقة والطمأنينة بأحداثها ووقائعها ومنها : صحتها: تعدّ أصح لتاريخ نبي مرسل عرفته يومنا وصلت إلينا أحداثها الثابتة الطرق وأقواها ثبوتاً الكريم جانباً كبيراً ومهماً كسيرته وعلاقاته أصحابه وبعض زوجاته نقلت جزءاً وحظيت بعناية فائقة العلماء لتمييز صحيحها سقيمها كُتّاب والمؤلفين اعتمدوا الطريقة الموضوعية تدوين العلمية الأخبار القائمة دراسة الأسانيد والمتون ونقدها يقحموا تصوراتهم الفكرية انطباعاتهم الشخصية شيء وقائعها وضوحها: وذلك لكونها عرضت جميع مراحلها زواج أبيه بأمه مفصّل ودقيق مقرونة بسنوات حدوثها دون انقطاع غموض النقاد الغربيين: "إن محمداً الوحيد ولد ضوء الشمس" واقعيتها : بالرغم أكرم نبيه المعجزات الباهرة وحقق الانتصارات والنجاحات يحققه لغيره البشر يخرجه بشريته وإنسانيته تجعل كالأساطير يحط بهالة التقديس تضفي أوصاف بل كانت متوازنة عرضها لحياته فذكرت الثناء وذكرت العتاب شمولها: تشمل النواحي الإنسانية الفردية والجماعية فهي تحكي الجوانب الاجتماعية حياته؛ كزواجه بزوجاته وأهله تتحدث الشخصية؛ كيتمه وشبابه واستقامته وتجارته وتتحدث جوانب دعوته وما كابده سبيل تبليغها السياسية والإدارية سياسة أمته ورعاية مصالحها وعن العسكرية وسيرته أعدائه بهم في الركن تجد أفضل أُلف الشريفة
❞ تزورونا نزوركم
ما تزورونا ما نزوركم ❌️
قال ابن حزم : ✅️
لا تنصح على شَرط الْقبُول وَلا تشفع على شَرط الْإِجَابَة وَلا تهب على شَرط الإثابة لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف . ❝
❞ 30 فائدة من كتاب الأخلاق والسِّيَر
=======
1- وَوجدت الْعَمَل للآخرة سالما من كل عَيب خَالِصا من كل كَدَر موصلاً إِلَى طرد الْهمّ على الْحَقِيقَة. ص: ٧٩
2- لَا مُرُوءَة لمن لَا دين لَهُ. ص: ٨٠
3- الْعَاقِل لَا يرى لنَفسِهِ ثمنا إِلَّا الْجنَّة. ص: ٨٠
4- باب عظيم من أبواب الْعقل والراحة وَهُوَ اطِّراح المبالاة بِكَلَام النَّاس وَاسْتِعْمَال المبالاة بِكَلَام الْخَالِق -عزَّ وجلَّ- بل هَذَا بَاب الْعقل والراحة كلهَا. ص: ٨٠
5- من قدَّر أَنه يسلم من طعن النَّاس وعيبهم فَهُوَ مَجْنُون. ص: ٨٠
6- فَمن سُرَّ بشجاعته الَّتِي يَضَعهَا فِي غير حقها لله -عزَّ وجلَّ- فَليعلم أَن النمر أجرأ مِنْهُ وَأَن الْأسد وَالذِّئْب والفيل أَشْجَع مِنْهُ وَمن سر بِقُوَّة جِسْمه فَليعلم أَن الْبَغْل والثور والفيل أقوى مِنْهُ جسماً وَمن سر بِحمْلِهِ الأثقال فَليعلم أَن الْحمار أحمل مِنْهُ.. فَأَي فَخر وَأي سرُور فِيمَا تكون فِيهِ هَذِه الْبَهَائِم مُتَقَدّمَة له. ص: ٨٣
7- من أَسَاءَ إِلَى أَهله وجيرانه فَهُوَ أسقطهم وَمن كافأ من أَسَاءَ إِلَيْهِ مِنْهُم فَهُوَ مثلهم وَمن لم يكافئهم بإساءتهم فَهُوَ سيدهم وَخَيرهمْ وأفضلهم. ص: ٨٥
8- من أَرَادَ خير الْآخِرَة وَحِكْمَة الدُّنْيَا وَعدل السِّيرَة والاحتواء على محَاسِن الْأَخْلَاق كلهَا وَاسْتِحْقَاق الْفَضَائِل بأسرها فليقتد بِمُحَمد رَسُول الله ﷺ وليستعمل أخلاقه وسِيَره مَا أمكنه أعاننا الله على الاتساء بِهِ بمنه آمين. ص:٩١
9- غاظني أهل الْجَهْل مرَّتَيْنِ من عمري :
إِحْدَاهمَا: بكلامهم فِيمَا لَا يحسنونه أَيَّام جهلي
وَالثَّانيَِة: بسكوتهم عَن الْكَلَام بحضرتي[أيام علمي] فهم أبدا ساكتون عَمَّا يَنْفَعهُمْ ناطقون فِيمَا يضرهم
وسرني أهل الْعلم مرَّتَيْنِ من عمري :
إِحْدَاهمَا: بتعليمي أَيَّام جهلي
وَالثَّانيَِة: بمذاكرتي أَيَّام علمي. ص: ٩١،٩٢
10- من فضل الْعلم والزهد فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمَا لَا يؤتيهما الله عزَّ وجلَّ إِلَّا أهلهما ومستحقهما وَمن نقص علو أَحْوَال الدُّنْيَا من المَال وَالصَّوْت أَن أَكثر مَا يقعان فِي غير أهلهما وفيمن لَا يستحقهما. ص: ٩٢
11- للْعلم حِصَّة فِي كل فَضِيلَة وللجهل حِصَّة فِي كل رذيلة وَلَا يَأْتِي الْفَضَائِل مَن لم يتَعَلَّم الْعلمَ إِلَّا صافي الطَّبْع جدا فَاضل التَّرْكِيب وَهَذِه منزلَة خُصَّ بهَا النَّبِيُّونَ عَلَيْهِم السَّلَام لِأَن الله تَعَالَى علَّمهم الْخَيْر كُله دون أَن يتعلموه من النَّاس وَقد رَأَيْت من غُمَار الْعَامَّة من يجْرِي من الِاعْتِدَال وَحميد الْأَخْلَاق إِلَى مَا لَا يتقدمه فِيهِ حَكِيم عَالم رائِض لنَفسِهِ وَلكنه قَلِيل جدا وَرَأَيْت مِمَّن طالع الْعُلُوم وَعرف عهود الْأَنْبِيَاء -عليهم السلام- ووصايا الْحُكَمَاء وَهُوَ لَا يتقدمه فِي خبث السِّيرَة وَفَسَاد الْعَلَانِيَة والسريرة شِرارُ الْخلق وَهَذَا كثير جدا فَعلمت أَنَّهُمَا مواهب وحرمان من الله تَعَالَى. ص: ٩٣
12- إِذا تكاثرت الهموم سَقَطت كلهَا. ص:٩٥
13- من جَالس النَّاس لم يعْدم همَّاً يؤلِم نَفسه وإثماً ينْدَم عَلَيْهِ فِي معاده وغيظاً يُنْضِج كَبَدَه وذُلَّاً يُنَكِّس هِمَّته فَمَا الظَّن بعدُ بِمن خالطهم وداخلَهم، والعِزّ والراحة وَالسُّرُور والسلامة فِي الِانْفِرَاد عَنْهُم وَلَكِن اجعلهم كالنار تدفَّأْ بهَا وَلَا تخالطها. ص: ٩٧
14- أول من تهون الزَّانِيَة فِي عينه الَّذِي يَزْنِي بهَا. ص: ٩٨
15- كَثْرَة وُقُوع الْعين على الشَّخْص يسهِّل أمره ويهوِّنه. ص: ١٠٠
16- من قَبِيح الظُّلم الْإِنْكَار على مَن أَكثر الْإِسَاءَة إِذا أحسن فِي النُّدرة. ص: ١٠١
17- لم أر لإبليسَ أصيد وَلَا أقبح وَلَا أَحمَق من كَلِمَتَيْنِ ألقاهما على أَلْسِنَة دعاته :
إِحْدَاهمَا: اعتذار من أَسَاءَ بِأَن فلَانا أَسَاءَ قبله
وَالثَّانيَِة: استسهال الْإِنْسَان أَن يسيء الْيَوْم لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ أمس أَو أَن يسيء فِي وَجهٍ مَا لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ فِي غَيره. ص:١٠٣
18- إهمال سَاعَة يفْسد رياضة سنة . ص: ١٠٦
19- وجدت أفضل نِعم الله تَعَالَى على الْعبد أَن يطبعه على الْعدْل وحبه وعَلى الْحق وإيثاره. ص: ١١٣
20- من عيب حب الذّكر أَنه يحبط الْأَعْمَال إِذا أحب عاملها أَن يذكر بهَا فكاد يكون شركا لِأَنَّهُ يعْمل لغير الله عزَّ وجلَّ وَهُوَ يطمس الْفَضَائِل لِأَن صَاحبه لَا يكَاد يفعل الْخَيْر حبا للخير لَكِن ليذكر بِهِ. ص: ١١٤
21- لَو علم النَّاقِص نَقصه لَكَانَ كَامِلا! ص: ١١٤
22- لَا ترغب فِي مَن يزهد فِيك فَتحصُل على الخَيبة والخِزي، لَا تزهد فِيمَن يرغب فِيك فَإِنَّهُ بَاب من أَبْوَاب الظُّلم وَترك مقارضة الْإِحْسَان وَهَذَا قَبِيح. ص: ١١٥
23- فَإِن ذَوي التراكيب الخبيثة يبغضون لشدَّة الْحَسَد كل من أحسن إِلَيْهِم إِذا رَأَوْهُ فِي أَعلَى من أَحْوَالهم! ص: ١١٧
24- لَا تنصح على شَرط الْقبُول وَلَا تشفع على شَرط الْإِجَابَة وَلَا تهب على شَرط الإثابة لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف. ص: ١١٨
25- مُسَامَحَة أهل الاستئثار والاستغنام والتغافل لَهُم لَيْسَ مُرُوءَة وَلَا فَضِيلَة بل هُوَ مهانة وَضعف وتَضْرية لَهُم على التَّمَادِي على ذَلِك الْخُلُق المذموم وتغبيط لَهُم بِهِ وَعون لَهُم على ذَلِك الْفِعْل السُّوء وَإِنَّمَا تكون الْمُسَامحَة مُرُوءَة لأهل الْإِنْصَاف المبادرين إِلَى الْإِنْصَاف والإيثار فَهَؤُلَاءِ فرض على أهل الْفضل أَن يعاملوهم بِمثل ذَلِك لَا سِيمَا إِن كَانَت حَاجتهم أمس وضرورتهم أَشد. ص: ١٢٣
26- من أردْت قَضَاء حَاجته بعد أَن سَأَلَك إِيَّاهَا أَو أردْت ابتداءه بقضائها فَلَا تعْمل لَهُ إِلَّا مَا يُرِيد هُوَ لَا مَا تُرِيدُ أَنْت وَإِلَّا فَأمْسِك فَإِن تعديت هَذَا كنت مسيئا لَا محسنا ومستحقا لِلَّوم مِنْهُ وَمن غَيره لَا للشكر ومقتضيا للعداوة لَا للصداقة. ص: ١٢٤،١٢٥
27- لولا الطمع ما ذَلَّ أحدٌ لأحد. ص:١٣٣
28- رَأَيْت النَّاس فِي كَلَامهم الَّذِي هُوَ فصل بَينهم وَبَين الْحمير وَالْكلاب والحشرات ينقسمون أقساما ثَلَاثَة :
*أَحدهمَا: من لَا يُبَالِي فِيمَا أنْفق كَلَامه فيتكلم بِكُل مَا يسبِق إِلَى لِسَانه غير مُحَقِّقٍ نصر حق وَلَا إِنْكَار بَاطِل وَهَذَا هُوَ الْأَغْلَب فِي النَّاس
*وَالثَّانِي: أَن يتَكَلَّم ناصرا لما وَقع فِي نَفسه أَنه حق ودافعا لما توهم أَنه بَاطِل غير مُحَقّق لطلب الْحَقِيقَة لَكِن لجّاجاً فِيمَا الْتزم وَهَذَا كثير وَهُوَ دون الأول.
*وَالثَّالِث: وَاضع الْكَلَام فِي مَوْضِعه وَهَذَا أعز من الكبريت الْأَحْمَر . ص: ١٤٧
29- كَانَ ﷺ لَا يواجِه بِالْمَوْعِظَةِ لَكِن كَانَ يَقُول مَا بَال أَقوام يَفْعَلُونَ كَذَا. ص: ١٥٠
30- الْحَكِيم لَا تَنْفَعهُ حكمته عِنْد الْخَبيثِ الطَّبْع بل يَظُنّهُ خبيثا مثله وَقد شاهدت أَقْوَامًا ذَوي طبائع رَدِيَّة وَقد تصوَّر فِي أنفسهم الخبيثة أَن النَّاس كلهم على مثل طبائعهم لَا يصدقون أصلا بِأَن أحدا هُوَ سَالم من رذائلهم بِوَجْه من الْوُجُوه وَهَذَا أسوء مَا يكون من فَسَاد الطَّبْع والبُعد عَن الْفضل وَالْخَيْر وَمن هَذِه صفته لَا يُرجى لَهَا معاناةٌ [وفي بعض النُسَخ: معافاة] أبدا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق. ص: ١٧٤ . ❝
❞ اتق شر من أحسنت إليه!
===
قال ابن حزم:
فَإِن ذَوي التراكيب الخبيثة يبغضون لشدَّة الْحَسَد كل من أحسن إِلَيْهِم إِذا رأوه في أَعلى من أحوالهم . ❝
❞ اذا نصحت فانصح سرا لا جهرا
لا تنصح على شرط القبول منك
ان تعديت هذه الوجوه فانت ظالم لا ناصح وطالب طاعة وملك لا مؤد حق ديانة واخوة وليس هذا حكم عقل اوصداقة ولكن حكم السيد مع عبيده . ❝
❞ للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر والعين باب النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، ينتقل بتنقل المحبوب ، وينزوي بإنزواءه ، ويميل حيث مال . ومنها علامات متضادة وهي على قدر الدواعي ، والعوارض الباعثة والأسباب المحركة والخواطر المهيجة . والأضداد أنداد ، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت ، قدرة من الله عز وجل تضل فيها الأوهام . فهذا الثلج إذا أُدمن حبسه في اليد فعل فعل النار ، ونجد الفرح إذا أفرط قتل ، والغم إذا أفرط قتل ، والضحك إذا كثر واشتد ، أسال الدمع من العينين . وهذا في العالم كثير ، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما شديداً ، كثر تهاجرهما بغير معنى ، وتضادهما في القول تعمداً ، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور ، وتتبع كل منهما لفظة تقع من صاحبه ، وتأولها على غير معناها ، كل هذا تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه . ❝
❞ وللحُب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي؛ فأولها إدمان النظر؛ والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمُعبِّرة لضمائرها، والمُعربة عن بواطنها، فترى الناظر لا يطرف، يتنقَّل بتنقل المحبوب، وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس . ❝
❞ ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنًى ولا علة، ويستثقل بعضهما بعضًا بلا سبب والحب — أعزك الله — داء عَيَاء، وفيه الدواء منه على قدر المعاملة، ومقامٌ مستلذ، وعلة مشتهاة، لا يودُّ سليمُها البرءَ، ولا يتمنَّى عليلُها الإفاقة، يُزيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويُسهِّل عليه ما كان يصعُب عنده، حتى يُحيل الطبائع المركبة والجِبِلَّة المخلوقة. وسيأتي كل ذلك ملخصًا في بابه إن شاء الله . ❝
❞ أنك لا تجد اثنين يتحابَّان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية، لا بد في هذا وإن قل، وكلما كثرت الأشباه زادت المُجانسة وتأكَّدت المودة فانظر هذا تراه عِيانًا، وقولُ رسول اللهﷺيؤكِّده: «الأرواح جنود مجندة، ما تَعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف . ❝
❞ أن المحبة ضُروب، فأفضلها محبَّة المتحابِّين في الله عز وجل؛ إما لإجتهاد في العمل، وإما لإتفاق في أصل النِّحلة والمذاهب، وإما لفضل عِلْم يُمنحه الإنسان . ❝
❞ جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاثة رجال: وهم عدنان، وقحطان، وقضاعة.
فعدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك، إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملة. وتكلم في ذلك قوم بما لا يصح؛ فلم نتعرض لذكر ما لا يقين فيه؛ وأمّا كل من تناسل من ولد إسماعيل- عليه السلام- فقد غبروا ودثروا، ولا يعرف أحد منهم على أديم الأرض أصلاً، حاشا ما ذكرنا من أن بني عدنان من ولده فقط.
وأما قحطان، فمختلف فيه من ولد من هو؟ فقوم قالوا: هو من ولد إسماعيل- عليه السلام-. وهذا باطل بلا شك، إذ لو كانوا من ولد إسماعيل، لما خص رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة.
وإذ كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل. وإذ بنو العنبر من ولد إسماعيل، فآباؤه بلا شك من ولد إسماعيل؛ فلم يبق إلّا قحطان وقضاعة.
وقد قيل إن قحطان من ولد سام بن نوح؛ والله أعلم؛ وقيل: من ولد هود عليه السلام؛ وهذا باطل أيضاً بيقين قول الله تعالى: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً* «1» وقال تعالى: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ. سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ «2» . وهود، عليه السلام، من عاد، ولا ترى باقية لعاد.
وأما قضاعة فمختلف فيه: فقوم يقولون: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وقوم يقولون: هو قضاعة بن مالك بن حمير؛ فالله أعلم.
ووجدنا فى كتب بطليموس، وفى كتب العجم القديمة، ذكر القضاعيين ونبذة من أخبارهم وحروبهم. فالله أعلم أهم أوائل قضاعة هذه وأسلافهم، أم هم غيرهم . ❝