❞❝
❞ لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة ، صارَ الكفار معه ثلاثة أقسام 🔸️قسم صالحهم ووادعهم على ألا يُحاربوه ، ولا يُظاهروا عليه ولا يُوالوا عليه عدوه ، وهم على كفرهم آمِنُونَ على دمائهم وأموالهم 🔸️وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة 🔸️ وقسم تاركوه ، فلم يُصالِحوه ، ولم يُحاربوه ، بل انتظروا ما يؤول إليه أمره ، وأمرُ أعدائه ، ثم من هؤلاء مَن كان يُحِبُّ ظهوره ، وانتصاره في الباطن ، ومنهم من كان يُحِبُّ ظهور عدوه عليه وانتصارهم ومنهم من دخل معه في الظاهر ، وهو مع عدوه في الباطن ، ليأمن الفريقين ، وهؤلاء هم المنافقون ، فعامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ من هذه الطوائف بما أمره به ربُّه تبارك وتعالى ، فصالح يهود المدينة ، وكتب بينهم وبينه كتاب أمن ، وكانوا ثلاثَ طوائف حول المدينة : بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، فحاربته بنو قينقاع بعد ذلك بعد بدرٍ ، وشَرَقُوا بوقعة بدر ، وأظهروا البغي والحَسَدَ ، فسارت إليهم جنود يَقْدَمُهم عبد الله ورسوله ﷺ يوم السبت للنصف من شوال على رأس مِن مُهاجَرِه ، وكان حلفاء عبد الله أبي بن سلول رئيس المنافقين ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة بن عبد المطلب ، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحاصرهم خمسة عشر ليلة إلى هلال ذي القَعْدَةِ ، وهم أَوَّلُ من حارب من اليهود ، وتحصَّنُوا في حصونهم ، فحاصرهم أشدَّ الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب الذي إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم ، وقذفه في قلوبهم ، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ في رقابهم وأموالهم ، ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكُتُفُوا ، وكلَّم عبد الله ابن أبي فيهم رسول الله ﷺ ، وألح عليه ، فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، ولا يُجاوِرُوه بها ، فخرجوا إلى أُذرِعَاتٍ من أرض الشام ، فقل أن لَبِثُوا فيها حتى هَلَكَ أكثرهم ، وكانوا صاغة وتُجاراً ، وكانوا نحو الستمئة مقاتل ، وكانت دارهم في طرفِ المدينة ، وقبض منهم أموالهم ، فأخذ منها رسول الله ﷺ ثلاث قسي ودرعين ، وثلاثة أسياف وثلاثَةَ رماح وخَمْس غَنَائِمهم ، وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد بن مسلمة . ❝
❞ كَرِهَ ﷺ لأهل المجلس أن يُخلُوا مَجْلِسَهُم مِنْ ذكر الله عزّ وجل ، وقال ( مَا مِنْ قَوم يقومُونَ مِنْ مجلس لا يَذْكُرُونَ الله فيهِ إِلا قَامُوا عَنْ مثلِ جِيفةِ الحِمَارِ ) ، وقالﷺ ( مَنْ قَعَدَ مَقعَداً لم يَذكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عليهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ ، ومَنِ اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه ، كان عليه من اللهِ تِرَةٌ ) والتَّرَةُ : الحسرة ، وفي لفظ ( وما سَلَكَ أَحَدٌ طَرِيقاً لَم يَذكُرِ اللَّهَ فِيهِ ، إِلا كَانَتْ عَلَيْهِ تِرَةٌ ) ، وقال ﷺ ( مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِس ، فَكَثْرَ فِيهِ لَغَطُهُ ، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ أشْهَدُ أن لا إله إلا أنتَ أستغفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ إِلا غُفِرَ لَهُ مَا كانَ في مجلسه ذَلِكَ ) ، وفي سنن أبي داود ومستدرك الحاكم أنه كَانَ ﷺ يَقُولُ ذلِكَ إذا أرادَ أن يَقومَ مِنَ المَجلِس ، فَقَالَ لهُ رَجُلٌ : يَا رسولَ اللهِ ، إِنَّكَ لَتَقُولُ قَولاً مَا كُنْتَ تَقُولُه فيمَا مَضَى ، قال ﷺ : ذلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي المَجْلِسِ ) . ❝
❞ ولم يكن من هديهﷺ تغميض عينيه في الصلاة ، وقد تقدم أنه كان في التشهد يومىء ببصره إلى أصبعه في الدعاء ، ولا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشارته . ❝