█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ خَبَر المَخَلفون عن تبوك ..
ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من تبوك ، بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فجاءه المخلفون ، فطفِقُوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، وَوَكَل سَرائِرَهم إلى الله ، وجاءه كعب بن مالك ، فلما سلَّم عليه ، تبسم تبسم المُغْضَبِ ، ثم قال له ﷺ ( تعال ) قال : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي ﷺ ( ما خَلْفَكَ ، ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ، ولقد أعطيتُ جدلاً ، ولكني والله لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ، ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ، ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ ، تَجِدُ علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله عني ، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك ، فقال رسول الله ﷺ ( أما هذا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُم حتى يقضيَ الله فيك ) ، فقمت وثار رجال من بني سلمة ، فاتبعوني يُؤنبوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ، ولقد عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المخلفون ، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك ، قال : فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردتُ أن أرجع ، فأكذِبَ نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي معي أحد ؟ قالُوا: نعم رَجُلانِ قالا مِثْلَ ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلتُ : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي . ❝