ملخص رواية تلك العتمة الباهرة
في هذه الرواية البديعة يقوم الكاتب المغربي الطاهر بن جلون بمحاكمة النظم السياسية في الوطن العربي، كما أنه يقوم بالتشكيك والطعن في آليات القمع السياسي في وطنه المغرب، وكل هذه الإسقاطات نفذها من خلال روايته “تلك العتمة الباهرة” والتي قد استلهم قصتها من شهادة أحد الذين كانوا من معتقلي سجن “تزمامارت” حيث قام هذا الشخص بقضاء عشرون عامًا من عمره محبوسًا بين جدران هذا السجن.
تتناول هذه القصة أحداثًا واقعية يرويها لنا بطل القصة المدعو بعزيز وهو الشخصية الرئيسية هنا، كما أنها تتناول مجموعة من القصص الثانوية عن مجموعة من رجال الجيش الذين تم توريطهم في محاولة إنقلاب الصخيرات على الملك الحسن الثاني في عام 1971، حيث قام قام أحد قادة الجيش الكبار بأخذ المعتقلين نحو قصر الصخيرات الملكي بغير علمهم عن الغاية التي خرجوا لأجلها فهم كانوا يظنون أنهم خرجوا في مناورة عسكرية فقط ومن هنا تم اعتقالهم ظلمًا بتهمة الانقلاب العسكري عام 1971.
أثناء هذه العملية الشنيعة التي كان مخططًا لها كان عزيز متواجدًا ولم يقم بإطلاق رصاصة واحدة على الرغم من تساقط جثث زملائه نت حوله فمن هول الصدمة كان عزيز لا يبدي ردة فعل تُذكر ومن ثم تم القبض عليه ومن معه سواء كانوا أبرياء لا يعلمون عن ماهية هذه العملية أو متورطون وأودعوا في سجن تازمامارت، حيث كان هذا السجن مدفونًا في الرمل حيث يصفه الراوي قائلًا: (كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف، أما سقفها فوطىء جدًا يتراوح ارتفاعه بين مائة وخمسين ومائة وستين سنتميترات. ولم يكن بإمكاني أن أقف فيها).
كان والد عزيز صديقًا عزيزًا للملك آنذاك فمن المتوقع أن يقدم يد العون لابنه، لكن لسوء الحظ وعلى غير المتوقع قام بالتبرؤ من ابنه عزيز ولم يحاول في سبيل إطلاق سراح ابنه، ومن هنا يروي لنا الكاتب الطاهر بن جلون الحقيقة والواقع، حيث يقوم بتقديم مشاهد مروعة عن مدى تحكم رجال السلطة في كل تفاصيل الحياة ، ويحكي لنا كيف من الممكن أن يتحول خوف الشخص من رجال السلطة والأجهزة الأمنية إلى حالة من المرض والذعر، ويصف لنا الكاتب حال عزيز بعدما تم إخراجه قائلًا:(عندما أفرج عنه، تم نقله إلى مصحة للنقاهة ريثما تزول عنه آثار الجروح والضعف. رأى عزيز وجهه في المرآة في غرفة طبيب الأسنان العسكري بعد خروجه من المعتقل، حيث لم يكن قبلها قد شاهد ملامح وجهه منذ ثماني عشرة سنة، وكيف كان يصف تلك اللحظات المرعبة التي أخذ فيها يحدق في تجاعيد وجهه، وعيناه الجاحظتان وملامحه)