ملخص رواية ❞جارتي المراهقة❝ ، بقلم منذر بولارجام
منقول من basrayatha.com ، مساهمة من: حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ الرواية، “جارتي المراهقة” للروائي عبد الوفي الفضمي، هذه الرواية التي خطتها أنامل هذا الشاب المغربي، كما تنسج يد صناع فسيفساء سجادها، سيجد فيها القارئ رغبات مصعدة تعالى بها صاحبها، البطل-الكاتب حتى عادت في خامة يقبلها الأنا الأعلى..
ملخص الرواية
سيجموند فرويد سيسعفنا بنظارات نظريته، و سنمتح منه، عدة مفاهيمية نحلل بها هذا العمل الروائي، إن نحن أردنا مقاربتها من منظور علم النفس، فالرغبة الجنسية، التي شكلت التيمة الرئيسية للعمل هذا على طول صفحاته، لا يجب أن تتخذ على أنها انحلال خلقي من الكاتب البطل، فحدود الخيال و الواقع في هذا الأثر، لن تستبين لك ما لم تكن تعرف الكاتب، ومن لم تعاشره عن كثب، قد تجعلك الرواية تحكم على صاحبها، بعصيان جاثوم الأنا الأعلى، و الثورة على سلطته، أما أنا فأرى أن العمل هذا تصعيد لرغبات البطل-الكاتب، و هو الذي عرف مساره الفكري تعرجات، فبعد تربية صارمة، بين كتاب المسجد، و انضباط الزاوية، تصلب الأنا الأعلى، و سطا على شخصية الكاتب، و هو العاشق للفلسفة و المحب لها، فبين صرامة التربية و صرامة المنطق، ستتشكل معالم شخصية الكاتب-البطل، فمن يقرأ الرواية، بعد أن عاشر الروائي، و رافقه منذ مرحلة الدراسة الجامعية، وصولا إلى يوم الناس هذا، سيدرك تمام الإدراك، أي شئ أقصد، فالرواية جنس أدبي، لا هي بالسيرة الذاتية المحضة، ولا السيرة الغيرية المحضة، فشخصية أنير هي شخصية عبد الوافي الكاتب نفسها، لكن بتصرف، حدود هذا التصرف ما هي؟
ذاك سؤال آخر، حتى لقب صاحبنا البطل، ليست من فراغ، فنظرية موت الكاتب، لن تجدينا، في هذا العمل، فأنا الكاتب حاضرة و بقوة منذ السطر الأول من الرواية، دون أن يعاد إنتاجها بشكل آلي، فمن يقرأ و من قرأ الرواية، من ثلة رفقاء الكاتب، سيجدها تحكي بعضا من حاضره أو ماضيه هو الآخر، بها خط الكاتب بعضا من معيش طالب مغربي، من الجنوب الشرقي، يعيش وحيدا، في غرفة بئيسة، في مدينة موحشة، بين غربة في المدينة، و بعد عن الأهل، وكفاح من أجل أن يكمل دراسته، و هو الفقير البئيس اليتيم، و كذا سيجد المتصفح لها بعضا من المغامرات الأيروسية، و بعضا من الدراما و التراجيديا، فسيرة البطل، التي تخطها أوراق الرواية، هي سيرة إنسان، من بسطاء الناس،-إن استعرنا تسمية عالم الإجتماع آصف بيات-، من طبقة كتب عليها القدر أن تكافح من أجل، كسرة خبز، و أن تنتزع لها مكانا تحت الشمس، -بإزميل و مطرقة كمطرقة نيتشه-، هي سيرة من كافح كي يحقق حلمه، ولا يزال على سكة الوجود يحاول ذلك، و كيف لا و هو العائد إلينا من الموت قبيل شهر؟
صادفته عثرات، فبصق في وجهها، كما بصق البطل في وجه عبث الوجود، يوم صادف حادثة سير، أودت بحياة نكرة من مجاهيل تلك المدينة ،-كان نكرة و مات كذلك -، فأن تقرأ العمل بسطحية لن يجدي ذاك نفعا، أن تصدر أحكاما قيمية على العمل، تحاكم من خلالها الكاتب و إيديولوجيته، لن يجدي ذاك نفعا…
ستثير الرواية عجاجة من الغوغاء بلاريب، ذاك لو كان الغوغاء يعشقون طعم الورق، لكن هيهات…ليس تنبؤا مني، و لكن لأنها ما تركت طابوها، إلا اجترحته، طابو الجنس، إذ هي سيرة حمراء لمغامرات البطل الجنسية، و الكاتب يعي ذلك منذ بداية روايته ، طابو السياسة اللعين، إذ في نفس الآن تناقش ملفات سياسات عرجاء عمياء، كملف الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، بسخرية فوليتيرية…
العمل فيه تأثر كبير، برواية “الخبز الحافي”، و كتابات محمد شكري في عمومها، على غيرما مستوى، فها هي ذي ظاهرة شكري، تطل كالعنقاء برأسها من الجنوب الشرقي، و من ورزازات المدينة المغربية الهادئة بالتحديد، فمن يد المولود و الظاهرة سيئد الإبداع في مهده…و يحرمنا من قلم حر، لمثقف عضوي…لا قطع الله لسانه… بعد أن أبى حتى رب القدر ذلك؟