❞ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه أي دخول السجن ، فحذف المضاف ; قاله الزجاج والنحاس . " أحب إلي " أي أسهل علي وأهون من الوقوع في المعصية ; لا أن دخول السجن مما يحب على التحقيق . وحكي أن يوسف - عليه السلام - لما قال : السجن أحب إلي أوحى الله إليه " يا يوسف ! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي ، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت " . وحكى أبو حاتم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قرأ : " السجن " بفتح السين وحكي أن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن الأعرج ويعقوب ; وهو مصدر سجنه سجنا .
وإلا تصرف عني كيدهن أي كيد النسوان . وقيل : كيد النسوة اللاتي رأينه ؟ فإنهن أمرنه بمطاوعة امرأة العزيز ، وقلن له : هي مظلومة وقد ظلمتها . وقيل : طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز ; والقصد بذلك أن تعذله في حقها ، وتأمره بمساعدتها ، فلعله يجيب ; فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له : يا يوسف ! اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك ; تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده ; فقال : يا رب كانت واحدة فصرن جماعة . وقيل : كيد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة ; وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها في الخطاب ، وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض . والكيد الاحتيال والاجتهاد ; ولهذا سميت الحرب كيدا لاحتيال الناس فيها ; قال عمر بن لجأ :
تراءت كي تكيدك أم بشر وكيد بالتبرج ما تكيد
أصب إليهن جواب الشرط ، أي أمل إليهن ، من صبا يصبو - إذا مال واشتاق - صبوا وصبوة ; قال :
إلى هند صبا قلبي وهند مثلها يصبي
أي إن لم تلطف بي في اجتناب المعصية وقعت فيها .
وأكن من الجاهلين أي ممن يرتكب الإثم ويستحق الذم ، أو ممن يعمل عمل الجهال ; ودل هذا على أن أحدا لا يمتنع عن معصية الله إلا بعون الله ; ودل أيضا على قبح الجهل والذم لصاحبه .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه أي دخول السجن ، فحذف المضاف ; قاله الزجاج والنحاس . ˝ أحب إلي ˝ أي أسهل علي وأهون من الوقوع في المعصية ; لا أن دخول السجن مما يحب على التحقيق . وحكي أن يوسف - عليه السلام - لما قال : السجن أحب إلي أوحى الله إليه ˝ يا يوسف ! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي ، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت ˝ . وحكى أبو حاتم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قرأ : ˝ السجن ˝ بفتح السين وحكي أن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن الأعرج ويعقوب ; وهو مصدر سجنه سجنا .
وإلا تصرف عني كيدهن أي كيد النسوان . وقيل : كيد النسوة اللاتي رأينه ؟ فإنهن أمرنه بمطاوعة امرأة العزيز ، وقلن له : هي مظلومة وقد ظلمتها . وقيل : طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز ; والقصد بذلك أن تعذله في حقها ، وتأمره بمساعدتها ، فلعله يجيب ; فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له : يا يوسف ! اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك ; تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده ; فقال : يا رب كانت واحدة فصرن جماعة . وقيل : كيد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة ; وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها في الخطاب ، وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض . والكيد الاحتيال والاجتهاد ; ولهذا سميت الحرب كيدا لاحتيال الناس فيها ; قال عمر بن لجأ :
تراءت كي تكيدك أم بشر وكيد بالتبرج ما تكيد
أصب إليهن جواب الشرط ، أي أمل إليهن ، من صبا يصبو - إذا مال واشتاق - صبوا وصبوة ; قال :
إلى هند صبا قلبي وهند مثلها يصبي
أي إن لم تلطف بي في اجتناب المعصية وقعت فيها .
وأكن من الجاهلين أي ممن يرتكب الإثم ويستحق الذم ، أو ممن يعمل عمل الجهال ; ودل هذا على أن أحدا لا يمتنع عن معصية الله إلا بعون الله ; ودل أيضا على قبح الجهل والذم لصاحبه. ❝
❞ مراجعة كتاب ( حبي وحزني وكبريائي ) :
مما لا غبار عليه إجادة اختيار الكاتب لألفاظه وتركيبات وصياغة الجُمل التي منحَت الكتاب رونقاً مختلفاً وأَضفت عليه نكهةً مميزة لن يَلحظها إلا مَنْ يقرأ بدقة وتمعُّن ، فقد تمكَّن من وصف كل شيء ببراعة فائقة ووضع كل تعبير بمحله بحيث لم يسقط منه أي شيء سهواً ، فكل عبارة قد قِيلت بعمد وعبَّرت بعُمق عمَّا يشعر به البشر من تلك الفئة التي سلَّط الضوء عليها ،،،
وفي هذا الكتاب يُوجِّه الكاتب رسالته للمرأة والتي أعدَّها ملكةً في كل الأزمان والعصور بحيث تتمكَّن من الحفاظ على تلك المكانة كي لا تهتز أو تفقدها للأبد ، إذْ ينتقل بين مواساة ومداواة لتلك الجِراح التي قد تتعرض لها بفعل التعامل بفطرتها وسَجيتها الطيبة التي جُبلَت عليها منذ بدء الخليقة ولم يُلوِّثها شيء أو يُدنِّسها أمر البتة ، وبمزيد من الدقة يُسدي إليها بعض النصائح التي تحميها من الانصياع وراء الفتن التي تحيط بها من كل صوب وحدب وينصحها أنْ تبقى ثابتة على أصلها وتلقائيتها وعفويتها حتى تظل مميزة مُبهِرة بين الخلق دون بذل أي جهد لجذب انتباه أحد فتصير إمعة كبقية الفتيات من بنات جنسها ، وأمرها بتقديس قلبها الذي هو أغلى ممتلكاتها وحذَّرها من منحه لأي شخص وكأنه خرقة بالية تَوِد بيعها بثمن بخس لأي عابر سبيل من أجل تكوين أسرة فحَسب كغيرها من الفتيات التي سبقنها فتقع في مشكلات جمة لا حصر لها ولا خلاص منها قد تنتهي بها للطلاق وتُسَد أمامها كل أبواب الحياة مِن بعدها ، لذا لا بد من بعض التَمهُّل والتأني وعدم الاندفاع في مثل تلك الأمور التي تُبنى عليها حياة كاملة من أجل تقليد الغير فقط ، على ألا تسمح لأحد بالولوج لدهاليز قلبها واحتلال عرشه سوى بعد أنْ تتأكد من صِدق مشاعره حتى لا يعتريها الندم ذات يوم إنْ أَفلت يدها في منتصف الطريق وتركها تعاني آلام الهجر والفراق دون أنْ يعبأ بها أو يُعيرها أي اهتمام وكأن شيئاً لم يكن ، ونصحها أيضاً أنْ تتخذ من الكبرياء دِرعاً واقياً يحميها من التَعرُّض لسَقطات مشابهة عند خوض أي علاقة أخرى فهي تُنقِذها من الوقوع في فخ نفس الأزمات مرة ثانية فلا بد أنْ تتشبث بها غير مُفرِّطة فيها البتة حتى تتفادى تكرار نفس الأخطاء الجسيمة التي ألحقت بها الضرر من قَبْل بفعل التسليم الكامل لعواطفها دون توخي الحذر فلم يَعُد البشر بتلك البراءة واللُّطف كما تخيَّلت ذات يوم ، فيجب أنْ تحافظ على نفسها وتصون كيانها لمَنْ هو جدير بها بِحَقْ دون أنْ تنخدع بالقشور والمظاهر الخارجية فقط فما أكثر مَنْ يدَّعون ويزعمون خِصالاً ليست بهم ولم تكن يوماً تخصَّهم من أجل إيقاع الآخرين في شِباكهم وقد تنجح خُططهم في الكثير من الأحيان ولكنها قد تبوء بالفشل في أوقات أخرى إنْ تحلَّت الفتاة بالفِراسة والفِطنة وحُسن التوقع لمَنْ تراهم من الداخل رغم أن إدراك بواطن الأشخاص لهو أمرٌ صعب للغاية مُحال التحقق ،
كما وجَّه بعض الإرشادات للرجال والتي تُمكِّنهم من التعامل مع النساء بلُطف ولين ونصحهم أنْ يرفقوا بهن كما أمرنا رسولنا الكريم ، فبكلمة طيبة حنونة تكسب قلب المرأة وتملكه لأبد الأبدين بل وتستوطنه بلا رحيل فلن يزحزحك شخص آخر مهما حدث ، فعليك أنْ تتحلى ببعض الصفات الطيبة والمروءة كي تُحسِّن حياتك مع شريكة حياتك وألا يشوبها أية منغصات تُعكِّر صفوها ذات يوم فتضطران للانفصال والعياذ بالله كما هو سائد تلك الأيام ، فالمرأة هي زينة الحياة الدنيا التي تدفعك للعمل الصالح وتأخذ بيدك للطريق المُمهَّد المُوصِّل لجنة الخُلد التي تنعمان فيها سوياً ، فبها تطيب حياتك وتنصلح وينشرح صدرك ويهدأ بالك ، فهي ما يُرسِلها الله إليك لتُغيِّر من مجمل حياتك وتلبي احتياجاتك ما دُمت هيِّناً حنوناً معها فكلما أسقيتها حباً وعطفاً أغدقتك بعطائها الفياض الذي لا ينضب ،
وممَّا أعجبني تلك النهاية التي اختتم بها كاتبنا كتابه الراقي إذْ كثَّف بعض النصائح التي كُتبَت بحرص للفتيات فيما بين فترة العشرينات والثلاثينات كي يَعِشْن حياة طيبة خالية من أي ضغوطات أو منغِّصات أو متاعب وعلى رأسها أنْ تجعل كل منهن ذِكر الله في قلبها طيلة الوقت على ألا يسبقه شيء آخر ، أنْ تُولِّي اهتمامها بنفسها قبل أنْ تمنحه لشخص ما وتكتشف بمرور الأيام أنه غير مستحق أو جدير به ، أنْ تحب نفسها وتفخر بكونها أنثى محط اهتمام كل رجل إذْ يصعب الوصول إليها سوى بمزيد من الجهد والمثابرة والتحدي لكل المعوقات التي قد تعترض طريقه ، فهي المخلوقة الوحيدة التي كرَّمها الله فصارت الأعظم شأناً والأعلى منزلةً بين سائر الخَلْق فلا عليها أنْ تَحُط من قدرها إنْ تعثرت في الوصول لأمر ما فلن تحصل سوى على ما كُتِب لها منذ بدء الخليقة ودُوِّن في اللوح المحفوظ بدقة ونظام بالغ يتعجب له أهل الأرض أجمعين ، فلا يحق لها أنْ تجعل الدنيا أهم غاياتها وشغلها الشاغل فيجب أنْ تطمح لمكانة عُليا في دار الآخرة التي أعدَّها الله لعباده الصالحين ، وألا تيأس أو تبتئس إنْ اعتراها الفشل في أمر ما فلسوف تنجح في أمور أخرى سخَّرها الله لها من أجل أنْ تكون فخورةً بنفسها تاركةً أثر طيب وسيرة عَطِرة في قلوب البشر أجمعين يتذكرونها بها عقب الرحيل ،،،
فهي نصائح نفيسة قُدِمت برفق ولين كي تليق بأنثى تُمثِّل الأمل والسعادة في دروب الحيارى المتعبين التائهين عنايةً بقلبها الرقيق وحفاظاً عليه من الخدوش والصدمات التي قد يتعرَّض لها أثناء المسير في طريق الحياة ومقابلة مُختلَف أنواع البشر التي قد تتقبَّلها كما هي وقد تخوض في سمعتها دون سابق معرفة ، فهكذا عهدنا الناس منذ قديم الأزل فلا بد من المزيد من الحرص والحذر والوعي عند التعامل مع الجميع ...
وافر الشكر أستاذنا الفاضل على تلك الكلمات البديعة التي غيَّرت من مفهومنا كثيراً وأَضفَت على حياتنا مزيداً من النقاء وتقبُّل الذات .... ❝ ⏤أحمد عبداللطيف
❞ مراجعة كتاب ( حبي وحزني وكبريائي ) :
مما لا غبار عليه إجادة اختيار الكاتب لألفاظه وتركيبات وصياغة الجُمل التي منحَت الكتاب رونقاً مختلفاً وأَضفت عليه نكهةً مميزة لن يَلحظها إلا مَنْ يقرأ بدقة وتمعُّن ، فقد تمكَّن من وصف كل شيء ببراعة فائقة ووضع كل تعبير بمحله بحيث لم يسقط منه أي شيء سهواً ، فكل عبارة قد قِيلت بعمد وعبَّرت بعُمق عمَّا يشعر به البشر من تلك الفئة التي سلَّط الضوء عليها ،،،
وفي هذا الكتاب يُوجِّه الكاتب رسالته للمرأة والتي أعدَّها ملكةً في كل الأزمان والعصور بحيث تتمكَّن من الحفاظ على تلك المكانة كي لا تهتز أو تفقدها للأبد ، إذْ ينتقل بين مواساة ومداواة لتلك الجِراح التي قد تتعرض لها بفعل التعامل بفطرتها وسَجيتها الطيبة التي جُبلَت عليها منذ بدء الخليقة ولم يُلوِّثها شيء أو يُدنِّسها أمر البتة ، وبمزيد من الدقة يُسدي إليها بعض النصائح التي تحميها من الانصياع وراء الفتن التي تحيط بها من كل صوب وحدب وينصحها أنْ تبقى ثابتة على أصلها وتلقائيتها وعفويتها حتى تظل مميزة مُبهِرة بين الخلق دون بذل أي جهد لجذب انتباه أحد فتصير إمعة كبقية الفتيات من بنات جنسها ، وأمرها بتقديس قلبها الذي هو أغلى ممتلكاتها وحذَّرها من منحه لأي شخص وكأنه خرقة بالية تَوِد بيعها بثمن بخس لأي عابر سبيل من أجل تكوين أسرة فحَسب كغيرها من الفتيات التي سبقنها فتقع في مشكلات جمة لا حصر لها ولا خلاص منها قد تنتهي بها للطلاق وتُسَد أمامها كل أبواب الحياة مِن بعدها ، لذا لا بد من بعض التَمهُّل والتأني وعدم الاندفاع في مثل تلك الأمور التي تُبنى عليها حياة كاملة من أجل تقليد الغير فقط ، على ألا تسمح لأحد بالولوج لدهاليز قلبها واحتلال عرشه سوى بعد أنْ تتأكد من صِدق مشاعره حتى لا يعتريها الندم ذات يوم إنْ أَفلت يدها في منتصف الطريق وتركها تعاني آلام الهجر والفراق دون أنْ يعبأ بها أو يُعيرها أي اهتمام وكأن شيئاً لم يكن ، ونصحها أيضاً أنْ تتخذ من الكبرياء دِرعاً واقياً يحميها من التَعرُّض لسَقطات مشابهة عند خوض أي علاقة أخرى فهي تُنقِذها من الوقوع في فخ نفس الأزمات مرة ثانية فلا بد أنْ تتشبث بها غير مُفرِّطة فيها البتة حتى تتفادى تكرار نفس الأخطاء الجسيمة التي ألحقت بها الضرر من قَبْل بفعل التسليم الكامل لعواطفها دون توخي الحذر فلم يَعُد البشر بتلك البراءة واللُّطف كما تخيَّلت ذات يوم ، فيجب أنْ تحافظ على نفسها وتصون كيانها لمَنْ هو جدير بها بِحَقْ دون أنْ تنخدع بالقشور والمظاهر الخارجية فقط فما أكثر مَنْ يدَّعون ويزعمون خِصالاً ليست بهم ولم تكن يوماً تخصَّهم من أجل إيقاع الآخرين في شِباكهم وقد تنجح خُططهم في الكثير من الأحيان ولكنها قد تبوء بالفشل في أوقات أخرى إنْ تحلَّت الفتاة بالفِراسة والفِطنة وحُسن التوقع لمَنْ تراهم من الداخل رغم أن إدراك بواطن الأشخاص لهو أمرٌ صعب للغاية مُحال التحقق ،
كما وجَّه بعض الإرشادات للرجال والتي تُمكِّنهم من التعامل مع النساء بلُطف ولين ونصحهم أنْ يرفقوا بهن كما أمرنا رسولنا الكريم ، فبكلمة طيبة حنونة تكسب قلب المرأة وتملكه لأبد الأبدين بل وتستوطنه بلا رحيل فلن يزحزحك شخص آخر مهما حدث ، فعليك أنْ تتحلى ببعض الصفات الطيبة والمروءة كي تُحسِّن حياتك مع شريكة حياتك وألا يشوبها أية منغصات تُعكِّر صفوها ذات يوم فتضطران للانفصال والعياذ بالله كما هو سائد تلك الأيام ، فالمرأة هي زينة الحياة الدنيا التي تدفعك للعمل الصالح وتأخذ بيدك للطريق المُمهَّد المُوصِّل لجنة الخُلد التي تنعمان فيها سوياً ، فبها تطيب حياتك وتنصلح وينشرح صدرك ويهدأ بالك ، فهي ما يُرسِلها الله إليك لتُغيِّر من مجمل حياتك وتلبي احتياجاتك ما دُمت هيِّناً حنوناً معها فكلما أسقيتها حباً وعطفاً أغدقتك بعطائها الفياض الذي لا ينضب ،
وممَّا أعجبني تلك النهاية التي اختتم بها كاتبنا كتابه الراقي إذْ كثَّف بعض النصائح التي كُتبَت بحرص للفتيات فيما بين فترة العشرينات والثلاثينات كي يَعِشْن حياة طيبة خالية من أي ضغوطات أو منغِّصات أو متاعب وعلى رأسها أنْ تجعل كل منهن ذِكر الله في قلبها طيلة الوقت على ألا يسبقه شيء آخر ، أنْ تُولِّي اهتمامها بنفسها قبل أنْ تمنحه لشخص ما وتكتشف بمرور الأيام أنه غير مستحق أو جدير به ، أنْ تحب نفسها وتفخر بكونها أنثى محط اهتمام كل رجل إذْ يصعب الوصول إليها سوى بمزيد من الجهد والمثابرة والتحدي لكل المعوقات التي قد تعترض طريقه ، فهي المخلوقة الوحيدة التي كرَّمها الله فصارت الأعظم شأناً والأعلى منزلةً بين سائر الخَلْق فلا عليها أنْ تَحُط من قدرها إنْ تعثرت في الوصول لأمر ما فلن تحصل سوى على ما كُتِب لها منذ بدء الخليقة ودُوِّن في اللوح المحفوظ بدقة ونظام بالغ يتعجب له أهل الأرض أجمعين ، فلا يحق لها أنْ تجعل الدنيا أهم غاياتها وشغلها الشاغل فيجب أنْ تطمح لمكانة عُليا في دار الآخرة التي أعدَّها الله لعباده الصالحين ، وألا تيأس أو تبتئس إنْ اعتراها الفشل في أمر ما فلسوف تنجح في أمور أخرى سخَّرها الله لها من أجل أنْ تكون فخورةً بنفسها تاركةً أثر طيب وسيرة عَطِرة في قلوب البشر أجمعين يتذكرونها بها عقب الرحيل ،،،
فهي نصائح نفيسة قُدِمت برفق ولين كي تليق بأنثى تُمثِّل الأمل والسعادة في دروب الحيارى المتعبين التائهين عنايةً بقلبها الرقيق وحفاظاً عليه من الخدوش والصدمات التي قد يتعرَّض لها أثناء المسير في طريق الحياة ومقابلة مُختلَف أنواع البشر التي قد تتقبَّلها كما هي وقد تخوض في سمعتها دون سابق معرفة ، فهكذا عهدنا الناس منذ قديم الأزل فلا بد من المزيد من الحرص والحذر والوعي عند التعامل مع الجميع ..
وافر الشكر أستاذنا الفاضل على تلك الكلمات البديعة التي غيَّرت من مفهومنا كثيراً وأَضفَت على حياتنا مزيداً من النقاء وتقبُّل الذات. ❝
❞ محطة الحب :
أخذت تترنح بين الأزقة باحثة عمَّا يدعونه الحب ولكنها لم تعثر عليه ذات يوم سوى بعد أنْ توقفت عن اللهاث وراءه حيث جاءها بغتةً بطريقة مُغايرة عما كانت تتوقع أو تريد ، فما كان منها سوى تسليم كل مشاعرها لهذا الشخص الحنون الذي أسر قلبها منذ أول لقاء ، فقد كان يملك كل الخِصال التي طالما نقبت عنها طوال حياتها ولم يفقد عنصراً واحداً مما تمنت لذا استمرت في شكر الله كثيراً على تلك النعمة التي حباها إياها بعد طول انتظار ، فلا بد أنْ ندع قلوبنا تنساق وراء مجريات الأحداث دون أنْ نتخيل أو نوهم أنفسنا بأنها تأخرت أو غير آتية من الأساس فلسوف ننال ما نستحق في نهاية المطاف ، ما يليق بقلوبنا ويداوي تلك الجِراح التي سببتها لنا الأيام وسوف يتوقف القلب عن النزف ويستريح ويستقر ويهدأ من ضجيجه واضطرابه الغير منتهٍ فور الوصول لتلك المحطة المُسمَّاه بالحب الذي يُنقذ القلب من الوحدة والشتات والأرق المستمر ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ محطة الحب :
أخذت تترنح بين الأزقة باحثة عمَّا يدعونه الحب ولكنها لم تعثر عليه ذات يوم سوى بعد أنْ توقفت عن اللهاث وراءه حيث جاءها بغتةً بطريقة مُغايرة عما كانت تتوقع أو تريد ، فما كان منها سوى تسليم كل مشاعرها لهذا الشخص الحنون الذي أسر قلبها منذ أول لقاء ، فقد كان يملك كل الخِصال التي طالما نقبت عنها طوال حياتها ولم يفقد عنصراً واحداً مما تمنت لذا استمرت في شكر الله كثيراً على تلك النعمة التي حباها إياها بعد طول انتظار ، فلا بد أنْ ندع قلوبنا تنساق وراء مجريات الأحداث دون أنْ نتخيل أو نوهم أنفسنا بأنها تأخرت أو غير آتية من الأساس فلسوف ننال ما نستحق في نهاية المطاف ، ما يليق بقلوبنا ويداوي تلك الجِراح التي سببتها لنا الأيام وسوف يتوقف القلب عن النزف ويستريح ويستقر ويهدأ من ضجيجه واضطرابه الغير منتهٍ فور الوصول لتلك المحطة المُسمَّاه بالحب الذي يُنقذ القلب من الوحدة والشتات والأرق المستمر ..
#خلود_أيمن#خواطر#KH. ❝
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الالهية في الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
الأشاعرة والماتريدية من الازاهرة الصوفية المعطلين
هم اتباع محي الدين بن عربي والحلاج
أيها الإخوة الكرام لما صرنا إلي آخر الزمان حيث عم الجهل وعلت رايات التعطيل في كل مكان وتجرأ دعاة التعطيل علي عقيدة النبي وراحوا يدعون بالتعطيل الذي دعي إليه الجعد بن درهم في سالف العصر و الأوان
كان حري بنا معاشر أهل الإسلام أن نغار لدين الله ونجهر بعقيدة نبينا أمام الناس لإظهار دين الحق ونفي منهج التعطيل الذي يعتقده هؤلاء الأشعرية والماتريدية وهم يخدعون الناس أن هذه عقيدة النبي المصطفي التي كان عليها نبينا والتي ترضي ربنا الرحمن
ونحن نبين حجتنا للناس قاطبة أن الأشعرية والماتريدية ليست مذاهب فقهية كالمالكية والشافعية و الحنفية والحنبلية
وإلا فلا يوجد خلاف بيننا وبينهم في مسائل فقهية يسعنا فيها الخلاف
إنما مذهب الأشاعرة والماتريدية هو مذهب اعتقادي قائم علي تعطيل صفات الله إلا القليل منها فقد حولوا الذات الإلهية إلي هواء حل في كونه فصار لا خالق ولا مخلوق كما قال كبيرهم محي الدين ابن عربي اول من تكلم بوحدة الوجود
أو جعلوه كالروح التي حلت في أجساد ألاولياء ثم أعطوا هؤلاء الأولياء علي أثر هذه العقيدة الفاسدة من صفات الرحمن
وما قال أحد بهذا إلا كبيرهم حسين بن منصور الحلاج الذي عارضه أهل العلم في زمانه كما تبعه علي منهجه كل من اعتقد بمنهج الحلول والاتحاد منذ ظهر حتي الآن
وما قال هؤلاء بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود إلا بعد أن قال الجعد بن درهم بعقيدة التعطيل التي هدم بها دين الرحمن
فلا تخدعوا الناس وتوهموهم أنكم أصحاب مذهب فقهي وأن ما تقولون به هو اعتقاد النبي والصحابة الكرام لكنكم تدعون انها عقيدة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي الذي عاش بعد النبي والصحابة والتابعين الكرام
فقد ولد أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي في آخر القرن الثالث الهجري فأين هم من عقيدة النبي والصحابة الكرام
فوالله حجتكم مردودة عليكم كما ردها ربنا تبارك وتعالي علي الكتابيين أهل الضلال
فقد قالوا في خليل الرحمن أنه كان يهوديا أو كان نصرانيا فكيف يكون هذا وقد كان بين إبراهيم خليل الرحمن وبين دياناتهم الوضعية مئات السنين والأيام فإن إبراهيم هو الجد السابع لموسي بن عمران وقد نسبوا اليهودية لموسي كليم الله فهل من العقل أن يكون موسي تابع لجده إبراهيم أم أن إبراهيم جاء علي دين حفيده موسي وهو (موسي بن عمران بن قاهث ابن لاوي ابن يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم خليل الرحمن )
بل من ضلالهم زعموا أن إبراهيم كان نصرانيا علي دين الروم الذي حرفوه بعد رفع المسيح فأي عقل يقول بهذا أيها الضلال فقد أقام عليهم ربنا الحجة القوية الدامغة في كتاب الله حيث قال (قل يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
فأي حجة قوية أقامها ربنا تبارك وتعالي علي هؤلاء الضلال أشد من هذا إذ كيف يكون إبراهيم يهوديا أو نصرانيا وقد نزلت التوراة والإنجيل من بعد وفاة إبراهيم عليه السلام
وهي نفس الحجة الق
وية الدامغة التي نقيمها عليكم يا أيها المعطلة أصحاب دعوي الحلول والاتحاد ووحدة الوجود
الذين يدلسون علي الناس أن هذه الأشعرية والماتريدية هي عقيدة النبي والصحابة الكرام
إذا كان أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي عاشا في أواخر القرن الثالث الهجري وهم كما تزعمون من تكلموا بالتعطيل ومن معهم ممن تكلموا بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود فكيف يكون هذا هو اعتقاد النبي والصحابة الكرام ؟ أفلا تعقلون
هل تعلم النبي من أبى الحسن الأشعري وأبى منصور الماتريدي
أم أن أبا الحسن الأشعري كان سابقا لحياة رسول الله
فوالله إنها نفس الحجة التي نقيمها عليكم
فلو كان إبراهيم يهوديا أو نصرانيا فإن نقركم أن سيدنا محمد رسول الله كان أشعريا أو ماتريديا فإن لم يكن إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا فلماذا تصرون علي كذبكم أن محمد كان أشعريا أو ماتريديا فإن لم يكن رسول الله هكذا فلماذا تدعونا إلي الباطل وتزخرفوه للناس عقيدة التعطيل التي تشابهون فيها
اليهود والنصاري قبل ان تنسبوها الي اهل الاسلام فان عقيدة الانبياء والرسل تثبت لله ذاتا علي العرش فوق السموات العلي وانتم تزعمون انها روحا نزلت علي الارض لتحل في اولياءكم فما اشبهكم باليهود والنصار اصحاب هذا الفكر والعقيدة الباطلة ولستم اتباع للانبياء علي الحق
ألا فتوبوا إلي ربكم
ولا تتمثلوا أمام الناس أنكم أصحاب مذهب النبي والصحابة
فإن التعطيل والحلول والاتحاد ووحدة الوجود ليست مذاهب فقهية ولا علاقة لها بالمالكية ولا الشافعية
إنما هي انحرافات اعتقادية ظهرت علي يد أهل التعطيل في القرن الثالث الهجري
فلا تخدعوا الناس
فمن أراد أن يناظر فليعلم أننا نناظره في منهج التعطيل والحلول والاتحاد ووحدة الوجود نناظره في كلام ابن عربي والحلاج والجعد ابن درهم واضعي أصول المنهج الذي تنسبوه الي أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي
وليست المناظرة في عدد من الأحاديث الفقهية أو جانبا من خلافات جائزة في فقه العبادات أو المعاملات
ألا فكفوا عن تضليلكم للناس ولا نجد لكم كلمة سواء إلا ما نادي بها ربنا تبارك وتعالي الكتابيين فقال تعالي قل يا أهل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فإن تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون [آل عمران:64]؟
فليس هناك كلمة سواء إلا ما ندعوكم إليه من ترك أتباع رؤوس أقمتموها لأنفسكم والدخول فيما قال به النبي وما كان عليه الصحابة الكرام فإن دعوة الرسل هي الحجة علي البشر وما خلا ذلك إنما هي من ضلال الشيطان هداني الله وإياكم إلي الحق
انتهي.............. ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الالهية في الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
الأشاعرة والماتريدية من الازاهرة الصوفية المعطلين
هم اتباع محي الدين بن عربي والحلاج
أيها الإخوة الكرام لما صرنا إلي آخر الزمان حيث عم الجهل وعلت رايات التعطيل في كل مكان وتجرأ دعاة التعطيل علي عقيدة النبي وراحوا يدعون بالتعطيل الذي دعي إليه الجعد بن درهم في سالف العصر و الأوان
كان حري بنا معاشر أهل الإسلام أن نغار لدين الله ونجهر بعقيدة نبينا أمام الناس لإظهار دين الحق ونفي منهج التعطيل الذي يعتقده هؤلاء الأشعرية والماتريدية وهم يخدعون الناس أن هذه عقيدة النبي المصطفي التي كان عليها نبينا والتي ترضي ربنا الرحمن
ونحن نبين حجتنا للناس قاطبة أن الأشعرية والماتريدية ليست مذاهب فقهية كالمالكية والشافعية و الحنفية والحنبلية
وإلا فلا يوجد خلاف بيننا وبينهم في مسائل فقهية يسعنا فيها الخلاف
إنما مذهب الأشاعرة والماتريدية هو مذهب اعتقادي قائم علي تعطيل صفات الله إلا القليل منها فقد حولوا الذات الإلهية إلي هواء حل في كونه فصار لا خالق ولا مخلوق كما قال كبيرهم محي الدين ابن عربي اول من تكلم بوحدة الوجود
أو جعلوه كالروح التي حلت في أجساد ألاولياء ثم أعطوا هؤلاء الأولياء علي أثر هذه العقيدة الفاسدة من صفات الرحمن
وما قال أحد بهذا إلا كبيرهم حسين بن منصور الحلاج الذي عارضه أهل العلم في زمانه كما تبعه علي منهجه كل من اعتقد بمنهج الحلول والاتحاد منذ ظهر حتي الآن
وما قال هؤلاء بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود إلا بعد أن قال الجعد بن درهم بعقيدة التعطيل التي هدم بها دين الرحمن
فلا تخدعوا الناس وتوهموهم أنكم أصحاب مذهب فقهي وأن ما تقولون به هو اعتقاد النبي والصحابة الكرام لكنكم تدعون انها عقيدة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي الذي عاش بعد النبي والصحابة والتابعين الكرام
فقد ولد أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي في آخر القرن الثالث الهجري فأين هم من عقيدة النبي والصحابة الكرام
فوالله حجتكم مردودة عليكم كما ردها ربنا تبارك وتعالي علي الكتابيين أهل الضلال
فقد قالوا في خليل الرحمن أنه كان يهوديا أو كان نصرانيا فكيف يكون هذا وقد كان بين إبراهيم خليل الرحمن وبين دياناتهم الوضعية مئات السنين والأيام فإن إبراهيم هو الجد السابع لموسي بن عمران وقد نسبوا اليهودية لموسي كليم الله فهل من العقل أن يكون موسي تابع لجده إبراهيم أم أن إبراهيم جاء علي دين حفيده موسي وهو (موسي بن عمران بن قاهث ابن لاوي ابن يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم خليل الرحمن )
بل من ضلالهم زعموا أن إبراهيم كان نصرانيا علي دين الروم الذي حرفوه بعد رفع المسيح فأي عقل يقول بهذا أيها الضلال فقد أقام عليهم ربنا الحجة القوية الدامغة في كتاب الله حيث قال (قل يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
فأي حجة قوية أقامها ربنا تبارك وتعالي علي هؤلاء الضلال أشد من هذا إذ كيف يكون إبراهيم يهوديا أو نصرانيا وقد نزلت التوراة والإنجيل من بعد وفاة إبراهيم عليه السلام
وهي نفس الحجة الق
وية الدامغة التي نقيمها عليكم يا أيها المعطلة أصحاب دعوي الحلول والاتحاد ووحدة الوجود
الذين يدلسون علي الناس أن هذه الأشعرية والماتريدية هي عقيدة النبي والصحابة الكرام
إذا كان أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي عاشا في أواخر القرن الثالث الهجري وهم كما تزعمون من تكلموا بالتعطيل ومن معهم ممن تكلموا بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود فكيف يكون هذا هو اعتقاد النبي والصحابة الكرام ؟ أفلا تعقلون
هل تعلم النبي من أبى الحسن الأشعري وأبى منصور الماتريدي
أم أن أبا الحسن الأشعري كان سابقا لحياة رسول الله
فوالله إنها نفس الحجة التي نقيمها عليكم
فلو كان إبراهيم يهوديا أو نصرانيا فإن نقركم أن سيدنا محمد رسول الله كان أشعريا أو ماتريديا فإن لم يكن إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا فلماذا تصرون علي كذبكم أن محمد كان أشعريا أو ماتريديا فإن لم يكن رسول الله هكذا فلماذا تدعونا إلي الباطل وتزخرفوه للناس عقيدة التعطيل التي تشابهون فيها
اليهود والنصاري قبل ان تنسبوها الي اهل الاسلام فان عقيدة الانبياء والرسل تثبت لله ذاتا علي العرش فوق السموات العلي وانتم تزعمون انها روحا نزلت علي الارض لتحل في اولياءكم فما اشبهكم باليهود والنصار اصحاب هذا الفكر والعقيدة الباطلة ولستم اتباع للانبياء علي الحق
ألا فتوبوا إلي ربكم
ولا تتمثلوا أمام الناس أنكم أصحاب مذهب النبي والصحابة
فإن التعطيل والحلول والاتحاد ووحدة الوجود ليست مذاهب فقهية ولا علاقة لها بالمالكية ولا الشافعية
إنما هي انحرافات اعتقادية ظهرت علي يد أهل التعطيل في القرن الثالث الهجري
فلا تخدعوا الناس
فمن أراد أن يناظر فليعلم أننا نناظره في منهج التعطيل والحلول والاتحاد ووحدة الوجود نناظره في كلام ابن عربي والحلاج والجعد ابن درهم واضعي أصول المنهج الذي تنسبوه الي أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي
وليست المناظرة في عدد من الأحاديث الفقهية أو جانبا من خلافات جائزة في فقه العبادات أو المعاملات
ألا فكفوا عن تضليلكم للناس ولا نجد لكم كلمة سواء إلا ما نادي بها ربنا تبارك وتعالي الكتابيين فقال تعالي قل يا أهل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فإن تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون [آل عمران:64]؟
فليس هناك كلمة سواء إلا ما ندعوكم إليه من ترك أتباع رؤوس أقمتموها لأنفسكم والدخول فيما قال به النبي وما كان عليه الصحابة الكرام فإن دعوة الرسل هي الحجة علي البشر وما خلا ذلك إنما هي من ضلال الشيطان هداني الله وإياكم إلي الحق
انتهي. ❝
❞ غزوة الخندق ..
❞ وكانت في سنة خمس من الهجرة في شوال على أصح القولين ، إذ لا خلاف أن أُحداً كانت في شوال سنة ثلاث ، وواعد المشرِكُون رسول الله ﷺ في العام المُقبل ، وهو سنة أربع ، ثم أخلفُوه لأجل جدب تلك السنة ، فرجعوا فلما كانت سنة خمس ، جاؤوا لحربه ، هذا قول أهل السير والمغازي ، وكان سبب غزوة الخندق أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين على المسلمين يَوْمَ أحد ، وعلِمُوا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين ، فخرج لذلك ، ثم رجع للعام المُقْبِل ، خرج أشرافهم ، كسلام بن أبي الحقيق ، وسلام بن مِشْكَم ، وكنانة بن الربيع وغيرهم إلى قريش بمكة يُحرِّضُونهم عَلَى غَزو رسول الله ﷺ ، ويؤلبونهم عليه ، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم ، فأجابتهم قريش ، ثم خرجُوا إِلى غَطَفَان فدعَوْهُم ، فاستجابوا لهم ، ثمَّ طافُوا في قبائل العرب ، يدعونهم إلى ذلك ، فاستجاب لهم مَن استجاب ، فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف ، ووافتهم بنو سليم بِمَرِّ الظَّهْرَان ، وخرجت بنو أسد ، وفَزَارَة ، وأشجع ، وبنو مُرَّة ، وجاءت غَطَفَانُ وقائدهم عُيينةُ بنُ حِصْنٍ ، وكان من وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف ، فلما سَمِعَ رسول الله ﷺ بمسيرهم إليه ، استشار الصحابة ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة ، فأمر به رسول الله ، فبادر إليه المسلمون ، وعَمِلَ ﷺ بنفسه فيه ، وبادروا هجوم الكُفَّارِ عليهم ، وكان في حَفِره من آياتِ نبوته ، وأعلام رسالته ما قد تواتر الخبر به ، وكان حفر الخندق أمامَ سَلْع ، وسَلْع : جبل خلف ظهور المسلمين ، والخندق بينهم وبين الكفار ، وخرج رسول الله ﷺ في ثلاثة آلاف من المسلمين فتحصَّن بالجبل من خلفه ، وبالخندق أمامهم ، وأمر النبي ﷺ بالنساء والذراري ، فَجُعِلُوا في آطام المدينة ، واستخلف عليها ابن أم مكتوم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة الخندق .
❞ وكانت في سنة خمس من الهجرة في شوال على أصح القولين ، إذ لا خلاف أن أُحداً كانت في شوال سنة ثلاث ، وواعد المشرِكُون رسول الله ﷺ في العام المُقبل ، وهو سنة أربع ، ثم أخلفُوه لأجل جدب تلك السنة ، فرجعوا فلما كانت سنة خمس ، جاؤوا لحربه ، هذا قول أهل السير والمغازي ، وكان سبب غزوة الخندق أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين على المسلمين يَوْمَ أحد ، وعلِمُوا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين ، فخرج لذلك ، ثم رجع للعام المُقْبِل ، خرج أشرافهم ، كسلام بن أبي الحقيق ، وسلام بن مِشْكَم ، وكنانة بن الربيع وغيرهم إلى قريش بمكة يُحرِّضُونهم عَلَى غَزو رسول الله ﷺ ، ويؤلبونهم عليه ، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم ، فأجابتهم قريش ، ثم خرجُوا إِلى غَطَفَان فدعَوْهُم ، فاستجابوا لهم ، ثمَّ طافُوا في قبائل العرب ، يدعونهم إلى ذلك ، فاستجاب لهم مَن استجاب ، فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف ، ووافتهم بنو سليم بِمَرِّ الظَّهْرَان ، وخرجت بنو أسد ، وفَزَارَة ، وأشجع ، وبنو مُرَّة ، وجاءت غَطَفَانُ وقائدهم عُيينةُ بنُ حِصْنٍ ، وكان من وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف ، فلما سَمِعَ رسول الله ﷺ بمسيرهم إليه ، استشار الصحابة ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة ، فأمر به رسول الله ، فبادر إليه المسلمون ، وعَمِلَ ﷺ بنفسه فيه ، وبادروا هجوم الكُفَّارِ عليهم ، وكان في حَفِره من آياتِ نبوته ، وأعلام رسالته ما قد تواتر الخبر به ، وكان حفر الخندق أمامَ سَلْع ، وسَلْع : جبل خلف ظهور المسلمين ، والخندق بينهم وبين الكفار ، وخرج رسول الله ﷺ في ثلاثة آلاف من المسلمين فتحصَّن بالجبل من خلفه ، وبالخندق أمامهم ، وأمر النبي ﷺ بالنساء والذراري ، فَجُعِلُوا في آطام المدينة ، واستخلف عليها ابن أم مكتوم. ❝