█ مراجعة كتاب ( حبي وحزني وكبريائي ) : مما لا غبار عليه إجادة اختيار الكاتب لألفاظه وتركيبات وصياغة الجُمل التي منحَت الكتاب رونقاً مختلفاً وأَضفت نكهةً مميزة لن يَلحظها إلا مَنْ يقرأ بدقة وتمعُّن فقد تمكَّن من وصف كل شيء ببراعة فائقة ووضع تعبير بمحله بحيث لم يسقط منه أي سهواً فكل عبارة قد قِيلت بعمد وعبَّرت بعُمق عمَّا يشعر به البشر تلك الفئة سلَّط الضوء عليها وفي هذا يُوجِّه رسالته للمرأة والتي أعدَّها ملكةً الأزمان والعصور تتمكَّن الحفاظ المكانة كي تهتز أو تفقدها للأبد إذْ ينتقل بين مواساة ومداواة لتلك الجِراح تتعرض لها بفعل التعامل بفطرتها وسَجيتها الطيبة جُبلَت منذ بدء الخليقة ولم يُلوِّثها يُدنِّسها أمر البتة وبمزيد الدقة يُسدي إليها بعض النصائح تحميها الانصياع وراء الفتن تحيط بها صوب وحدب وينصحها أنْ تبقى ثابتة أصلها وتلقائيتها وعفويتها حتى تظل مُبهِرة الخلق دون بذل جهد لجذب انتباه أحد فتصير إمعة كبقية الفتيات بنات جنسها وأمرها بتقديس قلبها الذي هو أغلى ممتلكاتها وحذَّرها منحه لأي شخص وكأنه خرقة بالية تَوِد بيعها بثمن بخس عابر سبيل مجاناً PDF اونلاين 2024 أعيريني قلبَكِ ومُدي يديكِ نحو يدي ودعي رِفقتي الحُزن جانبا وودِّعي مَن يعرفونَ قدر نورك الليالي الظلماءِ فليهدأ العالمُ لحظة ولتتوقَّف طاحونات الدنيا عن الضجيج ولتصغى أذُن المُنصفينَ إليَّ الآن أريد أن أفصح حبكِ كان وحُزنكِ هان وكِبريائك ولدت عمياءَ مِن رحمِ الصفعاتِ والخِذلان عن صمتك الرهيب بداخلكِ والذي ألعنه ودفاعًا براءة ذئبكِ دمٍ أساء إليكِ مسمعٍ ومرأى ذا أنا أعلنه وأسرارًا دفينة عجزتِ أنتِ الإفصاح عنها وددتُ لو همستُ لكِ بكل ما أوتيتُ رقةٍ ولين: احكي لي هنا بجوارك ومعكِ أسمعك أحدثكِ طيبة قلبك وعفوية ذنبك وعنفوان عشقك راح هباءً منثورا الأهات المؤلمة والدمعات المُحرقة الأماني أيسر صدرك كيف ماتت منذُ بلغتِ لكنكِ عشتِ كدُمية مدينة تعرف عطفًا ولا رحمة أردتِ منهم فقط أمانًا وسلامًا للأسفِ أكتبُ وجلٍ مَعذرةً عن حنينك للغائبين واشتياقك للمُفارقين ولوعةِ فؤادك للتاركين بلا عُذرٍ أسباب أكتبُ عنكِ يا غنى أحدٍ فأعريني عسى يخرج مشفى كلماتي سالمًا مُعافى هذه الحياة علتُكِ وهذا أدنى أجرٍ دوائي عن” حُبِّي وحُزني وكِبريائي”!
❞ أتذكُرين السيدة ˝هاجر˝ -عليها السلام- حين طلبت ينبوعًا فأجابها ببئر؟
أتذكُرين حين أبلغها ˝إبراهيم˝ -عليه السلام- أنه مفارقها طاعةً واستجابةً لأمر ربه، فسألته: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، فقالت: إذَن لا يضيعنا الله أبدا..!
فاجعلي هذه عقيدتك، واجعلي حُسن ظنك بالكريم ديدنك؛ فإن كُسرتِ قوليها، وإن خُذلتِ قوليها، وإن تُركتِ قوليها، قولي: لن يُضيعني الله أبدًا؛ فمَن أودع اللهَ قلبه.. فجبره آتيهِ لا محالة . ❝