█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ غزوة الخندق ..
❞ وكانت في سنة خمس من الهجرة في شوال على أصح القولين ، إذ لا خلاف أن أُحداً كانت في شوال سنة ثلاث ، وواعد المشرِكُون رسول الله ﷺ في العام المُقبل ، وهو سنة أربع ، ثم أخلفُوه لأجل جدب تلك السنة ، فرجعوا فلما كانت سنة خمس ، جاؤوا لحربه ، هذا قول أهل السير والمغازي ، وكان سبب غزوة الخندق أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين على المسلمين يَوْمَ أحد ، وعلِمُوا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين ، فخرج لذلك ، ثم رجع للعام المُقْبِل ، خرج أشرافهم ، كسلام بن أبي الحقيق ، وسلام بن مِشْكَم ، وكنانة بن الربيع وغيرهم إلى قريش بمكة يُحرِّضُونهم عَلَى غَزو رسول الله ﷺ ، ويؤلبونهم عليه ، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم ، فأجابتهم قريش ، ثم خرجُوا إِلى غَطَفَان فدعَوْهُم ، فاستجابوا لهم ، ثمَّ طافُوا في قبائل العرب ، يدعونهم إلى ذلك ، فاستجاب لهم مَن استجاب ، فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف ، ووافتهم بنو سليم بِمَرِّ الظَّهْرَان ، وخرجت بنو أسد ، وفَزَارَة ، وأشجع ، وبنو مُرَّة ، وجاءت غَطَفَانُ وقائدهم عُيينةُ بنُ حِصْنٍ ، وكان من وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف ، فلما سَمِعَ رسول الله ﷺ بمسيرهم إليه ، استشار الصحابة ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة ، فأمر به رسول الله ، فبادر إليه المسلمون ، وعَمِلَ ﷺ بنفسه فيه ، وبادروا هجوم الكُفَّارِ عليهم ، وكان في حَفِره من آياتِ نبوته ، وأعلام رسالته ما قد تواتر الخبر به ، وكان حفر الخندق أمامَ سَلْع ، وسَلْع : جبل خلف ظهور المسلمين ، والخندق بينهم وبين الكفار ، وخرج رسول الله ﷺ في ثلاثة آلاف من المسلمين فتحصَّن بالجبل من خلفه ، وبالخندق أمامهم ، وأمر النبي ﷺ بالنساء والذراري ، فَجُعِلُوا في آطام المدينة ، واستخلف عليها ابن أم مكتوم . ❝