❞ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)
قوله تعالى : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا قوله تعالى : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها فيه مسألتان :
الأولى : قوله - تعالى - : ما وزينة مفعولان . والزينة كل ما على وجه الأرض ; فهو عموم لأنه دال على بارئه . وقال ابن جبير عن ابن عباس :
أراد بالزينة الرجال ; قال مجاهد . وروى عكرمة عن ابن عباس أن الزينة الخلفاء والأمراء . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله - تعالى - : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال العلماء : زينة الأرض . وقالت فرقة : أراد النعم والملابس والثمار والخضرة والمياه ، ونحو هذا مما فيه زينة ; ولم يدخل فيه الجبال الصم وكل ما لا زينة فيه كالحيات والعقارب . والقول بالعموم أولى ، وأن كل ما على الأرض فيه زينة من جهة خلقه وصنعه وإحكامه . والآية بسط في التسلية ; أي لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها فإنا إنما جعلنا ذلك امتحانا واختبارا لأهلها ; فمنهم من يتدبر ويؤمن ، ومنهم من يكفر ، ثم يوم القيامة بين أيديهم ; فلا يعظمن عليك كفرهم فإنا نجازيهم .
الثانية : معنى هذه الآية ينظر إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قال : وما زهرة الدنيا ؟ قال : بركات الأرض خرجهما مسلم وغيره من حديث أبي سعيد الخدري . والمعنى : أن الدنيا مستطابة في ذوقها معجبة في منظرها كالثمر المستحلى المعجب المرأى ; فابتلى الله بها عباده لينظر أيهم أحسن عملا . أي من أزهد فيها وأترك لها ; ولا سبيل للعباد إلى معصية ما زينه الله إلا [ أن ] يعينه على ذلك . ولهذا كان عمر يقول فيما ذكر البخاري : اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه . فدعا الله أن يعينه على إنفاقه في حقه . وهذا معنى قوله - عليه السلام - : فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع . وهكذا هو المكثر من الدنيا لا يقنع بما يحصل له منها بل همته جمعها ; وذلك لعدم الفهم عن الله - تعالى - ورسوله ; فإن الفتنة معها حاصلة وعدم السلامة غالبة ، وقد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه .
وقال ابن عطية : كان أبي - رضي الله عنه - يقول في قوله أحسن عملا : أحسن العمل أخذ بحق وإنفاق في حق مع الإيمان وأداء الفرائض واجتناب المحارم والإكثار من المندوب إليه .
قلت : هذا قول حسن ، وجيز في ألفاظه بليغ في معناه ، وقد جمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في لفظ واحد وهو قوله لسفيان بن عبد الله الثقفي لما قال : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - في رواية : غيرك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم خرجه مسلم . وقال سفيان الثوري : أحسن عملا أزهدهم فيها . وكذلك قال أبو عصام العسقلاني : أحسن عملا أترك لها . وقد اختلفت عبارات العلماء في الزهد ; فقال قوم : قصر الأمل وليس بأكل الخشن ولبس العباء ; قاله سفيان الثوري . قال علماؤنا : وصدق - رضي الله عنه - فإن من قصر أمله لم يتأنق في المطعومات ولا يتفنن في الملبوسات ، وأخذ من الدنيا ما تيسر ، واجتزأ منها بما يبلغ . وقال قوم : بغض المحمدة وحب الثناء . وهو قول الأوزاعي ومن ذهب إليه . وقال قوم : ترك الدنيا كلها هو الزهد ; أحب تركها أم كره . وهو قول فضيل . وعن بشر بن الحارث قال : حب الدنيا حب لقاء الناس ، والزهد في الدنيا الزهد في لقاء الناس . وعن الفضيل أيضا : علامة الزهد في الدنيا الزهد في الناس . وقال قوم : لا يكون الزاهد زاهدا حتى يكون ترك الدنيا أحب إليه من أخذها ; قاله إبراهيم بن أدهم . وقال قوم : الزهد أن تزهد في الدنيا بقلبك ; قاله ابن المبارك . وقالت فرقة : الزهد حب الموت . والقول الأول يعم هذه الأقوال بالمعنى فهو أولى .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)
قوله تعالى : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا قوله تعالى : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها فيه مسألتان :
الأولى : قوله - تعالى - : ما وزينة مفعولان . والزينة كل ما على وجه الأرض ; فهو عموم لأنه دال على بارئه . وقال ابن جبير عن ابن عباس :
أراد بالزينة الرجال ; قال مجاهد . وروى عكرمة عن ابن عباس أن الزينة الخلفاء والأمراء . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله - تعالى - : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال العلماء : زينة الأرض . وقالت فرقة : أراد النعم والملابس والثمار والخضرة والمياه ، ونحو هذا مما فيه زينة ; ولم يدخل فيه الجبال الصم وكل ما لا زينة فيه كالحيات والعقارب . والقول بالعموم أولى ، وأن كل ما على الأرض فيه زينة من جهة خلقه وصنعه وإحكامه . والآية بسط في التسلية ; أي لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها فإنا إنما جعلنا ذلك امتحانا واختبارا لأهلها ; فمنهم من يتدبر ويؤمن ، ومنهم من يكفر ، ثم يوم القيامة بين أيديهم ; فلا يعظمن عليك كفرهم فإنا نجازيهم .
الثانية : معنى هذه الآية ينظر إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قال : وما زهرة الدنيا ؟ قال : بركات الأرض خرجهما مسلم وغيره من حديث أبي سعيد الخدري . والمعنى : أن الدنيا مستطابة في ذوقها معجبة في منظرها كالثمر المستحلى المعجب المرأى ; فابتلى الله بها عباده لينظر أيهم أحسن عملا . أي من أزهد فيها وأترك لها ; ولا سبيل للعباد إلى معصية ما زينه الله إلا [ أن ] يعينه على ذلك . ولهذا كان عمر يقول فيما ذكر البخاري : اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه . فدعا الله أن يعينه على إنفاقه في حقه . وهذا معنى قوله - عليه السلام - : فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع . وهكذا هو المكثر من الدنيا لا يقنع بما يحصل له منها بل همته جمعها ; وذلك لعدم الفهم عن الله - تعالى - ورسوله ; فإن الفتنة معها حاصلة وعدم السلامة غالبة ، وقد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه .
وقال ابن عطية : كان أبي - رضي الله عنه - يقول في قوله أحسن عملا : أحسن العمل أخذ بحق وإنفاق في حق مع الإيمان وأداء الفرائض واجتناب المحارم والإكثار من المندوب إليه .
قلت : هذا قول حسن ، وجيز في ألفاظه بليغ في معناه ، وقد جمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في لفظ واحد وهو قوله لسفيان بن عبد الله الثقفي لما قال : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - في رواية : غيرك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم خرجه مسلم . وقال سفيان الثوري : أحسن عملا أزهدهم فيها . وكذلك قال أبو عصام العسقلاني : أحسن عملا أترك لها . وقد اختلفت عبارات العلماء في الزهد ; فقال قوم : قصر الأمل وليس بأكل الخشن ولبس العباء ; قاله سفيان الثوري . قال علماؤنا : وصدق - رضي الله عنه - فإن من قصر أمله لم يتأنق في المطعومات ولا يتفنن في الملبوسات ، وأخذ من الدنيا ما تيسر ، واجتزأ منها بما يبلغ . وقال قوم : بغض المحمدة وحب الثناء . وهو قول الأوزاعي ومن ذهب إليه . وقال قوم : ترك الدنيا كلها هو الزهد ; أحب تركها أم كره . وهو قول فضيل . وعن بشر بن الحارث قال : حب الدنيا حب لقاء الناس ، والزهد في الدنيا الزهد في لقاء الناس . وعن الفضيل أيضا : علامة الزهد في الدنيا الزهد في الناس . وقال قوم : لا يكون الزاهد زاهدا حتى يكون ترك الدنيا أحب إليه من أخذها ; قاله إبراهيم بن أدهم . وقال قوم : الزهد أن تزهد في الدنيا بقلبك ; قاله ابن المبارك . وقالت فرقة : الزهد حب الموت . والقول الأول يعم هذه الأقوال بالمعنى فهو أولى. ❝
❞ ثمرات محبة النبي صلي الله عليه وسلم ♡
●حلاوة الإيمان .
معني حلاوة الإيمان الإستلذاذ بالطاعات وتحمل المشاق في الدين ، وإيثار ذلك علي أعراض الدنيا
\"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار \"
●محب النبي سيكون معه في الآخرة :
روي الإمام مسلم عن أنس بن مالك قال : \"جاء رجل إلي رسول الله فقال يارسول الله متي الساعة ؟\"
قال : وما أعددت للساعة
قال حب الله ورسوله
قال : \"فإنك مع من أحببت\".
قال أنس : فما فرحت بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلي الله عليه وسلم \"فإنك مع من أحببت\"
قال انس فأنا احب الله ورسوله وابا بكر وعمر فارجوا أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم \"
جاء في حديث آخر رواه الشيخان عن عبد الله بن مسعود
قال :\"جاء رجل إلي رسول الله فقال :يارسول الله !
كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم ؟
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :\"المرء مع من أحب \"
أي في الجنة .
الله أكبر !ما أجل جزاء من أحب النبي الكريم وعظمه!
علامات حب النبي ♡♡♡
1●الحرص علي رؤيته وصحبته ويكون فقدهما أشد من فقد اي شيئ آخر في الدنيا .
2●استعداد تام لبذل النفس والمال دونه .
3● امتثال أوامره واجتناب نواهييه
4●نصر سنته الصحيحة ونشرها والذب عن الشريعة .. ❝ ⏤فضل إلهي ظهير
❞ ثمرات محبة النبي صلي الله عليه وسلم ♡
●حلاوة الإيمان .
معني حلاوة الإيمان الإستلذاذ بالطاعات وتحمل المشاق في الدين ، وإيثار ذلك علي أعراض الدنيا
˝ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ˝
●محب النبي سيكون معه في الآخرة :
روي الإمام مسلم عن أنس بن مالك قال : ˝جاء رجل إلي رسول الله فقال يارسول الله متي الساعة ؟˝
قال : وما أعددت للساعة
قال حب الله ورسوله
قال : ˝فإنك مع من أحببت˝.
قال أنس : فما فرحت بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلي الله عليه وسلم ˝فإنك مع من أحببت˝
قال انس فأنا احب الله ورسوله وابا بكر وعمر فارجوا أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم ˝
جاء في حديث آخر رواه الشيخان عن عبد الله بن مسعود
قال :˝جاء رجل إلي رسول الله فقال :يارسول الله !
كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم ؟
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :˝المرء مع من أحب ˝
أي في الجنة .
الله أكبر !ما أجل جزاء من أحب النبي الكريم وعظمه!
علامات حب النبي ♡♡♡
1●الحرص علي رؤيته وصحبته ويكون فقدهما أشد من فقد اي شيئ آخر في الدنيا .
❞ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه أي دخول السجن ، فحذف المضاف ; قاله الزجاج والنحاس . " أحب إلي " أي أسهل علي وأهون من الوقوع في المعصية ; لا أن دخول السجن مما يحب على التحقيق . وحكي أن يوسف - عليه السلام - لما قال : السجن أحب إلي أوحى الله إليه " يا يوسف ! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي ، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت " . وحكى أبو حاتم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قرأ : " السجن " بفتح السين وحكي أن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن الأعرج ويعقوب ; وهو مصدر سجنه سجنا .
وإلا تصرف عني كيدهن أي كيد النسوان . وقيل : كيد النسوة اللاتي رأينه ؟ فإنهن أمرنه بمطاوعة امرأة العزيز ، وقلن له : هي مظلومة وقد ظلمتها . وقيل : طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز ; والقصد بذلك أن تعذله في حقها ، وتأمره بمساعدتها ، فلعله يجيب ; فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له : يا يوسف ! اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك ; تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده ; فقال : يا رب كانت واحدة فصرن جماعة . وقيل : كيد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة ; وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها في الخطاب ، وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض . والكيد الاحتيال والاجتهاد ; ولهذا سميت الحرب كيدا لاحتيال الناس فيها ; قال عمر بن لجأ :
تراءت كي تكيدك أم بشر وكيد بالتبرج ما تكيد
أصب إليهن جواب الشرط ، أي أمل إليهن ، من صبا يصبو - إذا مال واشتاق - صبوا وصبوة ; قال :
إلى هند صبا قلبي وهند مثلها يصبي
أي إن لم تلطف بي في اجتناب المعصية وقعت فيها .
وأكن من الجاهلين أي ممن يرتكب الإثم ويستحق الذم ، أو ممن يعمل عمل الجهال ; ودل هذا على أن أحدا لا يمتنع عن معصية الله إلا بعون الله ; ودل أيضا على قبح الجهل والذم لصاحبه .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه أي دخول السجن ، فحذف المضاف ; قاله الزجاج والنحاس . ˝ أحب إلي ˝ أي أسهل علي وأهون من الوقوع في المعصية ; لا أن دخول السجن مما يحب على التحقيق . وحكي أن يوسف - عليه السلام - لما قال : السجن أحب إلي أوحى الله إليه ˝ يا يوسف ! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي ، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت ˝ . وحكى أبو حاتم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قرأ : ˝ السجن ˝ بفتح السين وحكي أن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن الأعرج ويعقوب ; وهو مصدر سجنه سجنا .
وإلا تصرف عني كيدهن أي كيد النسوان . وقيل : كيد النسوة اللاتي رأينه ؟ فإنهن أمرنه بمطاوعة امرأة العزيز ، وقلن له : هي مظلومة وقد ظلمتها . وقيل : طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز ; والقصد بذلك أن تعذله في حقها ، وتأمره بمساعدتها ، فلعله يجيب ; فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له : يا يوسف ! اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك ; تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده ; فقال : يا رب كانت واحدة فصرن جماعة . وقيل : كيد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة ; وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها في الخطاب ، وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض . والكيد الاحتيال والاجتهاد ; ولهذا سميت الحرب كيدا لاحتيال الناس فيها ; قال عمر بن لجأ :
تراءت كي تكيدك أم بشر وكيد بالتبرج ما تكيد
أصب إليهن جواب الشرط ، أي أمل إليهن ، من صبا يصبو - إذا مال واشتاق - صبوا وصبوة ; قال :
إلى هند صبا قلبي وهند مثلها يصبي
أي إن لم تلطف بي في اجتناب المعصية وقعت فيها .
وأكن من الجاهلين أي ممن يرتكب الإثم ويستحق الذم ، أو ممن يعمل عمل الجهال ; ودل هذا على أن أحدا لا يمتنع عن معصية الله إلا بعون الله ; ودل أيضا على قبح الجهل والذم لصاحبه. ❝
❞ فلما كان ﷺ ببعض الطريق ، سار ليله حتَّى أدركهم ،الكرى ، عرَّس ، وقال ﷺ لبلال ( اكلأ لَنَا اللَّيْلَ ) ، فصلى بلال ما قدر له ، ونام رسول الله ﷺ وأصحابه فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر ، فغلبت بلالاً عيناه وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ النبي ﷺ ولا بلال ، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس ، فكان رسولُ اللَّهِ ﷺ أَوَّلَهُم استيقاظاً ، فَفَزِعَ رسولُ الله ، فقال ( أي بلال ؟ ) فقال : أخذَ بنفسي الذي أخَذَ بِنَفْسِكَ ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فاقتادوا رواحلهم شيئاً حتى خرجوا من ذلك الوادي ، ثم قال ﷺ ( هذا وادٍ به شَيْطَانٌ ) ، فلما جاوزه ، أمرهم أن ينزلوا وأن يتوضؤوا ، ثم صلى سنة الفجر ، ثم أمر بلالاً ، فأقام الصلاة ، وصلى بالناس ، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم ، وقال ﷺ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا ، ولَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِين هذا ، فإذَا رَقَدَ أَحَدُكُم عَنِ الصَّلاةِ أَوْ نَسِيَهَا ، ثُمَّ فَزِعَ إليها فَلْيُصَلِّها كما كان يُصَلِّيهَا في وَقْتِهَا ) ، ثم التفتَ رسول الله ﷺ إلى أبي بكر ، فقال ( إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتى بلالاً ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فَاضْجَعَه فَلَمْ يَزَلْ يُهدِّئه كَمَا يُهَدأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نام ) ثم دعا رسول الله ﷺ بلالاً ، فأخبره بمثل ما أخبر به أبا بكر .
وقد إستنبط العلماء بعض الأحكام الفقهية من هذه القصة🔹️منها : أن من نام عن صلاة أو نسيها ، فوقتها حين يستيقظ أو يذكرها🔹️ومنها : أن السنن الرواتب تُقضى، كما تُقضى الفرائض ، وقد قضى رسول الله ﷺ سُنَّةَ الفجر معها ، وقضى سُنَّةَ الظهر وحدها ، وكان هديه قضاء السنن الرواتب مع الفرائض🔹️ ومنها : أن الفائتة يُؤذن لها ويُقام ، فإن في بعض طرق هذه القصة أنه أمر بلالاً نادي ، فنادى بالصلاة ، وفي بعضها فأمر بلالاً ، فأذن وأقام🔹️وفيها : قضاؤها على الفور لقوله ﷺ فليصلها إذا ذكرها ، وإنما أخرها عن مكان مُعرَّسهم قليلاً ، لكونه مكاناً فيه شيطان ، فارتحل منه إلى مكان خير منه ، وذلك لا يُفوّت المبادرة إلى القضاء ، فإنهم في شغل الصلاة وشأنها🔹️ومنها : تنبيه على اجتناب الصلاة في أمكنة الشيطان كالحمام ، والحُسُ بطريق الأولى ، فإن هذه منازله التي يأوي إليها ويسكنها ، فإذا كان النبي ﷺ ، ترك المبادرة إلى الصلاة في ذلك الوادي وقال ( إن به شيطاناً ) فما الظن بمأوى الشيطان وبيته. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فلما كان ﷺ ببعض الطريق ، سار ليله حتَّى أدركهم ،الكرى ، عرَّس ، وقال ﷺ لبلال ( اكلأ لَنَا اللَّيْلَ ) ، فصلى بلال ما قدر له ، ونام رسول الله ﷺ وأصحابه فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر ، فغلبت بلالاً عيناه وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ النبي ﷺ ولا بلال ، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس ، فكان رسولُ اللَّهِ ﷺ أَوَّلَهُم استيقاظاً ، فَفَزِعَ رسولُ الله ، فقال ( أي بلال ؟ ) فقال : أخذَ بنفسي الذي أخَذَ بِنَفْسِكَ ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فاقتادوا رواحلهم شيئاً حتى خرجوا من ذلك الوادي ، ثم قال ﷺ ( هذا وادٍ به شَيْطَانٌ ) ، فلما جاوزه ، أمرهم أن ينزلوا وأن يتوضؤوا ، ثم صلى سنة الفجر ، ثم أمر بلالاً ، فأقام الصلاة ، وصلى بالناس ، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم ، وقال ﷺ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا ، ولَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِين هذا ، فإذَا رَقَدَ أَحَدُكُم عَنِ الصَّلاةِ أَوْ نَسِيَهَا ، ثُمَّ فَزِعَ إليها فَلْيُصَلِّها كما كان يُصَلِّيهَا في وَقْتِهَا ) ، ثم التفتَ رسول الله ﷺ إلى أبي بكر ، فقال ( إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتى بلالاً ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فَاضْجَعَه فَلَمْ يَزَلْ يُهدِّئه كَمَا يُهَدأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نام ) ثم دعا رسول الله ﷺ بلالاً ، فأخبره بمثل ما أخبر به أبا بكر .
وقد إستنبط العلماء بعض الأحكام الفقهية من هذه القصة🔹️منها : أن من نام عن صلاة أو نسيها ، فوقتها حين يستيقظ أو يذكرها🔹️ومنها : أن السنن الرواتب تُقضى، كما تُقضى الفرائض ، وقد قضى رسول الله ﷺ سُنَّةَ الفجر معها ، وقضى سُنَّةَ الظهر وحدها ، وكان هديه قضاء السنن الرواتب مع الفرائض🔹️ ومنها : أن الفائتة يُؤذن لها ويُقام ، فإن في بعض طرق هذه القصة أنه أمر بلالاً نادي ، فنادى بالصلاة ، وفي بعضها فأمر بلالاً ، فأذن وأقام🔹️وفيها : قضاؤها على الفور لقوله ﷺ فليصلها إذا ذكرها ، وإنما أخرها عن مكان مُعرَّسهم قليلاً ، لكونه مكاناً فيه شيطان ، فارتحل منه إلى مكان خير منه ، وذلك لا يُفوّت المبادرة إلى القضاء ، فإنهم في شغل الصلاة وشأنها🔹️ومنها : تنبيه على اجتناب الصلاة في أمكنة الشيطان كالحمام ، والحُسُ بطريق الأولى ، فإن هذه منازله التي يأوي إليها ويسكنها ، فإذا كان النبي ﷺ ، ترك المبادرة إلى الصلاة في ذلك الوادي وقال ( إن به شيطاناً ) فما الظن بمأوى الشيطان وبيته. ❝