█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فلما كان ﷺ ببعض الطريق ، سار ليله حتَّى أدركهم ،الكرى ، عرَّس ، وقال ﷺ لبلال ( اكلأ لَنَا اللَّيْلَ ) ، فصلى بلال ما قدر له ، ونام رسول الله ﷺ وأصحابه فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر ، فغلبت بلالاً عيناه وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ النبي ﷺ ولا بلال ، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس ، فكان رسولُ اللَّهِ ﷺ أَوَّلَهُم استيقاظاً ، فَفَزِعَ رسولُ الله ، فقال ( أي بلال ؟ ) فقال : أخذَ بنفسي الذي أخَذَ بِنَفْسِكَ ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فاقتادوا رواحلهم شيئاً حتى خرجوا من ذلك الوادي ، ثم قال ﷺ ( هذا وادٍ به شَيْطَانٌ ) ، فلما جاوزه ، أمرهم أن ينزلوا وأن يتوضؤوا ، ثم صلى سنة الفجر ، ثم أمر بلالاً ، فأقام الصلاة ، وصلى بالناس ، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم ، وقال ﷺ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا ، ولَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِين هذا ، فإذَا رَقَدَ أَحَدُكُم عَنِ الصَّلاةِ أَوْ نَسِيَهَا ، ثُمَّ فَزِعَ إليها فَلْيُصَلِّها كما كان يُصَلِّيهَا في وَقْتِهَا ) ، ثم التفتَ رسول الله ﷺ إلى أبي بكر ، فقال ( إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتى بلالاً ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فَاضْجَعَه فَلَمْ يَزَلْ يُهدِّئه كَمَا يُهَدأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نام ) ثم دعا رسول الله ﷺ بلالاً ، فأخبره بمثل ما أخبر به أبا بكر .
وقد إستنبط العلماء بعض الأحكام الفقهية من هذه القصة🔹️منها : أن من نام عن صلاة أو نسيها ، فوقتها حين يستيقظ أو يذكرها🔹️ومنها : أن السنن الرواتب تُقضى، كما تُقضى الفرائض ، وقد قضى رسول الله ﷺ سُنَّةَ الفجر معها ، وقضى سُنَّةَ الظهر وحدها ، وكان هديه قضاء السنن الرواتب مع الفرائض🔹️ ومنها : أن الفائتة يُؤذن لها ويُقام ، فإن في بعض طرق هذه القصة أنه أمر بلالاً نادي ، فنادى بالصلاة ، وفي بعضها فأمر بلالاً ، فأذن وأقام🔹️وفيها : قضاؤها على الفور لقوله ﷺ فليصلها إذا ذكرها ، وإنما أخرها عن مكان مُعرَّسهم قليلاً ، لكونه مكاناً فيه شيطان ، فارتحل منه إلى مكان خير منه ، وذلك لا يُفوّت المبادرة إلى القضاء ، فإنهم في شغل الصلاة وشأنها🔹️ومنها : تنبيه على اجتناب الصلاة في أمكنة الشيطان كالحمام ، والحُسُ بطريق الأولى ، فإن هذه منازله التي يأوي إليها ويسكنها ، فإذا كان النبي ﷺ ، ترك المبادرة إلى الصلاة في ذلك الوادي وقال ( إن به شيطاناً ) فما الظن بمأوى الشيطان وبيته . ❝