█ _ علي الطنطاوي 1986 حصريا كتاب أبو بكر الصديق عن دار المنارة للنشر والتوزيع 2024 الصديق: بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ (50 ق هـ 13هـ 573م 634م) هو أولُ الخُلفاء الراشدين وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة وهو وزيرُ الرسول مُحمد وصاحبهُ ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل وأكثرَ الصَّحابة إيماناً وزهداً وأحبَّ النبي زوجته عائشة عادة ما يُلحَق اسمُ بكرٍ بلقب لقبٌ لقَّبه إياه لكثرةِ تصديقه ولد الصدِّيق مكة سنة عام الفيل بسنتين وستة أشهر وكان من أغنياء قُريش الجاهليَّة فلما دعاه الإسلام أسلمَ دون تردد فكان أول أسلم مِن الرجال الأحرار ثم هاجر مُرافقاً للنبي وشَهِد غزوة بدر والمشاهد كلها مع ولما مرض مرضه الذي مات فيه أمر أبا أن يَؤمَّ الصلاة توفي يوم الإثنين 12 ربيع الأول 11هـ وبويع بالخِلافة اليوم نفسه فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش وارتدت كثير القبائل العربية فأخذ يقاتلها ويُرسل لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة بأكملها تحت الحُكم الإسلامي انتهت حروب الرِّدة بدأ بتوجيه لفتح العراق وبلاد الشَّام ففتح مُعظم وجزءاً كبيراً أرض 22 جمادى الآخرة عمره ثلاثاً وستين فخلفه بعده عمر الخطَّاب في شهر الخليفة واشتد به المرض ثقل واستبان له جمع إليه فقال: «إنه قد نزل بي ترون ولا أظنني إلا ميتاً لما وقد أطلق أيمانكم بيعتي وحل عنكم عقدتي ورد عليكم أمركم فأمِّروا أحببتم فإنكم إن أمَّرتم حياة مني كان أجدر لا تختلفوا بعدي» فتشاور الصحابة رجعوا فقالوا: «رأيُنا يا خليفة رسول رأيُك» قال: «فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده» وقع اختيار استشار بعض الخطاب كتب عهداً مكتوباً يُقرأ نص العهد: الصديق بسم الرحمن الرحيم هذا عهد قحافة آخر عهده بالدنيا خارجاً منها وعند بالآخرة داخلاً فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت بعدي فاسمعوا وأطيعوا وإني لم آل ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً فإن عَدَلَ فذلك ظني وعلمي وإن بَدّلَ فلكل امرئ اكتسب والخير أردت أعلم الغيب: «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» الصديق وقد روت السيدة خبر وفاة أبيها فقالت: «أول بُدئ أنه اغتسل يوماً بارداً فحم خمسة عشر يخرج صلاة يأمر بالصلاة وكانوا يعودونه عثمان ألزمهم مرضه» وقالت عائشة: قال بكر: «انظروا ماذا زاد مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا فنظرنا فإذا نوبي يحمل صبيانه وإذا ناضح (البعير يُستقى عليه) يسقي بستاناً فبعثنا بهما فبكى وقال: «رحمة لقد أتعب تعباً شديداً» واستمر مدة الاثنين ليلة الثلاثاء قالت لها: «في صلى عليه وسلم؟» قالت: الاثنين» «إني لأرجو فيما بيني وبين الليل ففيم كفنتموه؟» ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس قميص عمامة» فقال «انظري ثوبي ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين» فقيل له: «قد رَزَقَ وأحسن نكفنك جديد» «إن الحي أحوج الجديد ليصون الميت إنما يصير الصديد وإلى البلى» أوصى تغسله زوجه أسماء بنت عميس وأن يدفن بجانب محمد آخرَ تكلم قولَ تعالى: «توفني مسلماً وألحقني بالصالحين» وتوفي ابن ثلاث استوفى سن وغسلته ودفن جانب جعل رأسه كتفي وصلى خليفته ونزل قبره وعثمان وطلحة وابنه وألصق اللحد بقبر وارتجت لوفاة ولم تر أكثر باكياً وباكية ذلك المساء وأقبل طالب مسرعاً مسترجعاً ووقف البيت «رحمك كنت إلفَ وسلم وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته» «والله لن يصاب المسلمون بمثلك أبداً للدين عزاً وحرزاً وكهفاً فألحقك عز وجل بنبيك حرمنا أجرك أضلنا بعدك» فسكت قضى كلامه بكوا علت أصواتهم وقالوا: «صدقت» ألقابه لُقب بألقاب عديدة منها: الصّدّيق لقَّبه وذلك محمداً صعد جبل أحد ومعه وعمر عفان فرجف بهم الجبل محمد: «اثبت فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» وأما سبب تسميته بالصديق فهو لكثرة أسري بالنبي المسجد الأقصى أصبح يتحدث بذلك فارتد ناس كانوا آمنوا وصدقوه وسعى رجال «هل لك صاحبك؟ يزعم الليلة بيت المقدس» «وقد ذلك؟» قالوا: «نعم» «لئن فقد صدق» «أوتصدقه ذهب المقدس وجاء قبل يصبح؟» «نعم لأصدقه أبعد أصدقه بخبر السماء غدوة روحة» فلذلك سمي العتيق لقَّبه «أنت عتيق النار» فسمي عتيقاً «دخل وسلم: «أبشر فأنت النار»» ذكر المؤرخون أسباباً كثيرةً لهذا اللقب قيل: «إنما عتيقًا لجمال وجهه» وقيل: «لأنه قديمًا الخير» «سمي لعتاقة أمَّ يعيش لها ولد ولدته استقبلت الكعبة وقالت: «اللهم عتيقك الموت فهبه لي» الصاحب لُقب القرآن الكريم قول Ra bracket png إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ هُمَا فِي الْغَارِ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ Aya 40 La أجمع العلماء الصاحب المقصود الآية وقال الإمام حجر العسقلاني تفسير هذه الآية: «فإن المراد بصاحبه هنا بلا منازع» الأتقى لُقب وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى 17 وسبب عندما يشتري العبيدَ المسلمين ويعتقهم أبوه قحافة: «يا بني أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أنك إذا فعلت أعتقت رجالاً جلداً يمنعونك ويقومون دونك؟» أبت أريد وجل» فنزلت آيات منها: الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى 18 وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى 19 ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى 20 وَلَسَوْفَ يَرْضَى 21 الأوّاه لُقب بالأواه لقب يدل الخشية والوجل تعالى إبراهيم النخعي: «كان يسمى لرأفته ورحمته» عصر الخلافة مجاناً PDF اونلاين هي نظام الحكم الشريعة يقوم استخلاف قائد مسلم ليحكمها بالشريعة وسميت بالخلافة لأن قائدهم يخلف لتولي قيادة والدولة وعليه غاية تطبيق أحكام وتنفيذها وحمل رسالته العالم بالدعوة والجهاد بينما أغلب فرق الشيعة كالإمامية والإسماعيلية موضوع أوسع الحكومة فالخلافة عندهم إمامة والخليفة إمام وهي امتداد للنبوة وكلام وفعله وإقراره حجة ويجب الأخذ اتفق علماؤهم يساوي العصمة والإطلاع حقائق الحق كل الأمور يتنزل الوحي وإنما يتلقى فالخليفة بتعيينه حاكماً الأمة يشترط يكون يطبق الآن سقوط السلطان العثماني 1924م
❞ ˝لقد تعلّمنا في المدرسة ونحن صغار أنّ السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل، وأنّ الممتلئة بالقمح تخفضه، فلا يتواضع إلا كبير، ولا يتكبر إلا حقير˝ . ❝
❞ البنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه، لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، في أن تكون زوجًا صالحة، وأمّا موقرة وربة بيت . ❝
❞ صحيح أن الرجل هو الذى يخطو الخطوة الأولى فى طريق الإثم ،لا تخطوها المرأة أبدًا..
ولكن لولا رضاكِ ما أقدم، ولولا لينك ما اشتد، أنتِ فتحتِ له وهو الذى دخل.
قلتِ للص تفضل! . ❝
❞ يا أسفي ... لقد مضى أكثر العمر وما ادخرت من الصالحات ، ولقد دنا السفر وما تزوّدتُ ، ولا استعددت ، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ، ولا زرعت ، وسمعت المواعظ ، ورأيت العبر فما اتعظت ، ولا اعتبرت ، وآن أوان التوبة ، فأجلت وسوفت ، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ، فما يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم سترتني فيما مضى ، فاسترني فيما بقي ، ولا تفضحني يوم الحساب ، ورحم الله قارئاً قال : آمين . ❝
❞ وقعدت أرى الناس ، وأسأل نفسي : عَلامَّ يركضون ؟ وإلامَّ يسعون ؟ وما ثم إلا السراب ، هل تعرفون السراب ؟ إن الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنه عين ماء زلال ، فإذا كدَّ الرِكاب ليبلغه لم يلقى إلا التراب ، هذه هي ملذات الحياة ، إنها لا تَلِذُّ إلا من بعيد . ❝
❞ ونظرت فإذا كل الذي ربحته من عمري لحظات ، لحظات كنت أحس فيها حلاوة الإيمان ، وأخلص فيها التوجه إلى الله ، تقابلها عشرات من السنين كنت سابحاً فيها في بحار الغفلة ، تائهاً في بيداء الغرور ، أحسب من جهلي أن الأيام ستمتد بيّ ، لم أدرِّ أن العمر ساعات محدودة ، وأن ذلك هو رأس مالي كله ، فإن أضعته لم يبق لي من بعده شيء . ❝
❞ إني لأسأل مرة ثانية : ما الشُهرَة ؟
إن الشهرة وهم ليس له في سوق الحقيقة قيمة وليس له في ميزان الواقع وزن ، حتى إن هذا الحرف (أي الشهرة) لا يصح لغة ، ولا تكون الشهرة في الفصيح إلا بالعيب والعار والفضيحة ، ولكن الألسنة أدارتها على هذا المعنى فكتبنا للناس ما يفهمون ، إن الشهرة سراب زائف ، إنها مثل «المستقبل» الذي يركض وراءه الناس كلهم فلا يصلون إليه أبداً ، لأنهم إن وصلوا إليه صار «حاضراً» ، وعادوا يفتشون عن مستقبل آخر يعدون إليه ، كحزمة الحشيش المربوطة برأس الفرس يسعى ليدركها وهي تسعى أبداً معه ، إنني أقول هذا ، من أعماق قلبي مؤمناً به ، ولقد مر علي زمان كان أحلى أمانيّ فيه أن أسير فيشير إلي الناس بالأيدي يقولون ˝هذا علي الطنطاوي˝ وأن أعلو خطيباً كل منبر ، وأن أجد اسمي في كل صحيفة ، وكان قلبي يتفتح للجمال ويستشرف للحب ، فلما جربت هذا كله وذقت لذته ، صار كل ما أرجوه أن أتوارى عن الناس وأن أمشي بينهم فلا يعرفني منهم أحد . ❝
❞ وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائماً في أنه معهم يراهم ويسمعهم ، هنالك تصير الآلام في الله لذة ، والجوع في الله شبعاً ، والمرض صحة ، والموت هو الحياة السرمدية الخالدة ، هنالك لا يبالي الإنسان ألاً يكون معه أحد ، لأنه يكون مع الله . ❝
❞ فأحسست حينما أنكرت نفسي بلذة الوجدان التي لا توصف ، وعلمت بأن الإنسان لا يحس بعظمة الله إلا إذا نسي نفسه وعظمته ، هنالك يجد هذا «الجرم الصغير» الذي هو رملة في الصحراء ، وعدم في وجود الكواكب ، والذي لا يمتد عمره أكثر من لحظة في عمر السماء ... يجده أكبر من الكواكب وأخلدَ من السماوات ، لأنه عرف الله وأدرك حلاوة الإيمان ، وقمت بعد ذلك أصلي ، فلما قلت : « الله أكبر » ، مُحي الكون كله من وجودي ، ولم يبقَ إلا أنا العبد المؤمن الضعيف ، أمام الله الإله العظيم الجبار .
ليس في الدنيا شيء أجَلُّ ولا أجمل من الصلاة . ❝