إني لأسأل مرة ثانية : ما الشُهرَة ؟ إن الشهرة وهم ليس... 💬 أقوال علي الطنطاوي 📖 كتاب من حديث النفس

- 📖 من ❞ كتاب من حديث النفس ❝ علي الطنطاوي 📖

█ إني لأسأل مرة ثانية : ما الشُهرَة ؟ إن الشهرة وهم ليس له سوق الحقيقة قيمة وليس ميزان الواقع وزن حتى إن هذا الحرف (أي الشهرة) لا يصح لغة ولا تكون الفصيح إلا بالعيب والعار والفضيحة ولكن الألسنة أدارتها المعنى فكتبنا للناس يفهمون سراب زائف إنها مثل «المستقبل» الذي يركض وراءه الناس كلهم فلا يصلون إليه أبداً لأنهم وصلوا صار «حاضراً» وعادوا يفتشون عن مستقبل آخر يعدون كحزمة الحشيش المربوطة برأس الفرس يسعى ليدركها وهي تسعى معه إنني أقول من أعماق قلبي مؤمناً به ولقد مر علي زمان كان أحلى أمانيّ فيه أن أسير فيشير إلي بالأيدي يقولون "هذا الطنطاوي " وأن أعلو خطيباً كل منبر أجد اسمي صحيفة وكان يتفتح للجمال ويستشرف للحب فلما جربت كله وذقت لذته أرجوه أتوارى أمشي بينهم يعرفني منهم أحد كتاب حديث النفس مجاناً PDF اونلاين 2024 نصف مقالات الكتاب كتبها صاحبها عقد الثلاثينيات وقد نُشرت أقدمها عام 1931 ونحن نجده تلك المرحلة حياته توثب يفتُرُ وهمّةٍ تنِي وإن المشاعر لتضطرم نفسه يطيق حملها فيبثّها ثنايا الصفحات وينشرها عبر سطور المقالات ها هو ذا يعرض 1933 شهادته الجامعية للبيع: " فيا أيها القراء الكرام أعرض شهادتي ولقبي الكريم للبيع المال (الرسوم والأقساط) أما فوسفور دماغي وأيام عمري أريد لشيء منه بديلاً وأجري الله فمَن يشتري؟ شهادة بيضاء ناصعة كبيرة خطها جميل ذات إطار بديع جديدة (طازة)! مَن يشتري؟!" وها ينعى عيده مقالة "عيدي فقدته" فيقول: "يا آنسين بالعيد يا فرحين به! تسمعون رجل أضاع كانت لكم أعياد؟ أم يؤذيكم طيف الشجى إذ يمرّ بأحلام أفراحكم الضاحكة؟" وفي "زفرة مصدور": "ما أضْيَعَ أيامي مدرسة الحياة كلَّ تعلمت منها ثلاثين سنة! اللهمّ قد نفضت يدي وإني أسألك أمراً واحداً؛ ألاّ تقطعني عنك تدلّني عليك بمراقبتك أنس الدنيا وسعادة الآخرة" أخرى": ولكني كرهت أتوكأ سيري إلى غايتي غير أدبي ونزّهت نفسي أجعل عمادي ورقة يحملها الغبي والعيي والجاهل واللص يسرق مباحث ويسطو آثارهم لقد صرت كالعجوز حَطَمه الدهر وفجعه أولاده فسيّره مواكب وداعهم الباكية وما أولادي أمانيَّ قبور الأماني القلوب اليائسة رحمة الأماني!"

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ إني لأسأل مرة ثانية : ما الشُهرَة ؟



إن الشهرة وهم ليس له في سوق الحقيقة قيمة وليس له في ميزان الواقع وزن , حتى إن هذا الحرف (أي الشهرة) لا يصح لغة , ولا تكون الشهرة في الفصيح إلا بالعيب والعار والفضيحة , ولكن الألسنة أدارتها على هذا المعنى فكتبنا للناس ما يفهمون , إن الشهرة سراب زائف , إنها مثل «المستقبل» الذي يركض وراءه الناس كلهم فلا يصلون إليه أبداً , لأنهم إن وصلوا إليه صار «حاضراً» , وعادوا يفتشون عن مستقبل آخر يعدون إليه , كحزمة الحشيش المربوطة برأس الفرس يسعى ليدركها وهي تسعى أبداً معه , إنني أقول هذا , من أعماق قلبي مؤمناً به , ولقد مر علي زمان كان أحلى أمانيّ فيه أن أسير فيشير إلي الناس بالأيدي يقولون ˝هذا علي الطنطاوي˝ وأن أعلو خطيباً كل منبر , وأن أجد اسمي في كل صحيفة , وكان قلبي يتفتح للجمال ويستشرف للحب , فلما جربت هذا كله وذقت لذته , صار كل ما أرجوه أن أتوارى عن الناس وأن أمشي بينهم فلا يعرفني منهم أحد. ❝