█ _ علي الطنطاوي 2011 حصريا كتاب من حديث النفس عن دار المنارة للنشر والتوزيع 2024 النفس: نصف مقالات هذا الكتاب كتبها صاحبها عقد الثلاثينيات وقد نُشرت أقدمها عام 1931 ونحن نجده تلك المرحلة حياته توثب لا يفتُرُ وهمّةٍ تنِي وإن المشاعر لتضطرم نفسه حتى ما يطيق حملها فيبثّها ثنايا الصفحات وينشرها عبر سطور المقالات ها هو ذا يعرض 1933 شهادته الجامعية للبيع: " فيا أيها القراء الكرام إني أعرض شهادتي ولقبي الكريم للبيع برأس المال (الرسوم والأقساط) أما فوسفور دماغي وأيام عمري فلا أريد لشيء منه بديلاً وأجري الله فمَن يشتري؟ شهادة بيضاء ناصعة كبيرة خطها جميل ذات إطار بديع جديدة (طازة)! مَن يشتري؟!" وها ينعى عيده مقالة "عيدي الذي فقدته" فيقول: "يا آنسين بالعيد يا فرحين به! تسمعون رجل أضاع كانت لكم أعياد؟ أم يؤذيكم طيف الشجى إذ يمرّ بأحلام أفراحكم الضاحكة؟" وفي "زفرة مصدور": "ما أضْيَعَ أيامي مدرسة الحياة إن كان كلَّ تعلمت منها ثلاثين سنة! اللهمّ قد نفضت يدي الناس وإني أسألك أمراً واحداً؛ ألاّ تقطعني عنك وأن تدلّني عليك أجد بمراقبتك أنس الدنيا وسعادة الآخرة" أخرى": ولكني كرهت أن أتوكأ سيري إلى غايتي غير أدبي ونزّهت نفسي أجعل عمادي ورقة صار يحملها الغبي والعيي والجاهل واللص يسرق مباحث ويسطو آثارهم لقد صرت كالعجوز حَطَمه الدهر وفجعه أولاده فسيّره مواكب وداعهم الباكية وما أولادي إلا أمانيَّ قبور الأماني القلوب اليائسة رحمة الأماني!" كتب الثقافة الإسلامية مجاناً PDF اونلاين هي مصطلح أو تعبير يستعمل أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالإسلام المسلمين أنحاء العالم وعلاقتها بالثقافات الاخرى
❞ وقعدت أرى الناس ، وأسأل نفسي : عَلامَّ يركضون ؟ وإلامَّ يسعون ؟ وما ثم إلا السراب ، هل تعرفون السراب ؟ إن الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنه عين ماء زلال ، فإذا كدَّ الرِكاب ليبلغه لم يلقى إلا التراب ، هذه هي ملذات الحياة ، إنها لا تَلِذُّ إلا من بعيد . ❝
❞ يا أسفي ... لقد مضى أكثر العمر وما ادخرت من الصالحات ، ولقد دنا السفر وما تزوّدتُ ، ولا استعددت ، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ، ولا زرعت ، وسمعت المواعظ ، ورأيت العبر فما اتعظت ، ولا اعتبرت ، وآن أوان التوبة ، فأجلت وسوفت ، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ، فما يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم سترتني فيما مضى ، فاسترني فيما بقي ، ولا تفضحني يوم الحساب ، ورحم الله قارئاً قال : آمين . ❝
❞ ولا تقولوا إذا سمعتم حديثي هذا رجل لا يتكلم إلَّا عن نفسه. فكذلك الأدباء كلهم، لايتكلمون إلَّا عن أنفسهم، ولكنهم إذ يصفون أحلامها وآلامها يصفون أحلام الناس كلهم وآلامهم، فهم تراجمة العواطف، وألسنة القلوب، وصدى الخواطر، حتى ليقول القارئ إذ تمرُّ به آثارهم ما هذا إن في هذا التعبيرَ عما أحسّ به، إنه وصفٌ لي أنا وحدي . . . وماهو له وحده، إنه وصف لكل نفس بشرية . ❝
❞ فأحسست حينما أنكرت نفسي بلذة الوجدان التي لا توصف ، وعلمت بأن الإنسان لا يحس بعظمة الله إلا إذا نسي نفسه وعظمته ، هنالك يجد هذا «الجرم الصغير» الذي هو رملة في الصحراء ، وعدم في وجود الكواكب ، والذي لا يمتد عمره أكثر من لحظة في عمر السماء ... يجده أكبر من الكواكب وأخلدَ من السماوات ، لأنه عرف الله وأدرك حلاوة الإيمان ، وقمت بعد ذلك أصلي ، فلما قلت : « الله أكبر » ، مُحي الكون كله من وجودي ، ولم يبقَ إلا أنا العبد المؤمن الضعيف ، أمام الله الإله العظيم الجبار .
ليس في الدنيا شيء أجَلُّ ولا أجمل من الصلاة . ❝
❞ فكرتُ فيما كُنتُ أكابد من ألم الطاعة , فإذا الألم قد ذهب وبقي الثواب ,ونظرت فيما اسمتعتُ به من لذّة المعصية فإذا هو قد ذهب وبقي الحساب , فندمت على كل لحظة لم أجعلها طاعة
. ❝
❞ وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائماً في أنه معهم يراهم ويسمعهم ، هنالك تصير الآلام في الله لذة ، والجوع في الله شبعاً ، والمرض صحة ، والموت هو الحياة السرمدية الخالدة ، هنالك لا يبالي الإنسان ألاً يكون معه أحد ، لأنه يكون مع الله . ❝
❞ إنّ نفسي عميقة واسعة ، أو لعلّي أراها عميقة واسعة لطول ما أحدّق فيها وأتأمّل جوانبها ، فتخيفني بسعتها وعمقها ويرمضني أنه لا يملؤها شيء مهما كان كبيراً .. وهذا العالم ضيق ، أو لعلّي أراه ضيقاً لاشتغالي عنه بنفسي وشعوري بسعتها ، فأراه يخنقني بضيقه.
إني أجمع العالم كله في فكرة واحدة أرميها في زاوية من زوايا نفسي ، في نقطة صغيرة من هذا الفضاء الرحيب ، ثم أعيش في وحدة مرعبة أنظر ما يملأ هذا الفضاء..
. ❝
❞ لقد أذّنَ الفجر وأنا ساهر، وأضيئت منارات دمشق التي لا يحصيها عدّ، ورنّ صوت المؤذّنين في أرجاء الوجود صافياً عذباً الله أكبر ... الله أكبر.
الله أكبر من كل شيء، اللهم إني أرفع إليك شكاتي . ❝